=KTML_Bold=حسني كدو :نوافذ كونية. مدينة باطمان الكوردستانية=KTML_End=
كورداونلاين
المرأة التركية هي الأخرى أدلت بدلوها وتمنت ان تكون امراة كوردية في هذا الوقت من الزمان والتي امامها كل المستقبل وكل الأمل والحرية
نوافذ كونية 6
النافذة الاولى :
مدينة باطمان الكوردية في كوردستان تركيا حيث ينتصب تمثال مؤسس تركيا الحديث اتاتورك وشعاره المنقوش على نصبه التاريخي السعيد من يقول أنا تركيومن خلال هذا الشعار استطاع آتاتورك ان ينكر ويهمش حقوق القوميات الاخرى داخل تركيا وبشكل خاص الكورد وفي ليلة ظلماء وفي غفلة من الزمن , و بين عشية وضحاها وبخفة يد فنان استفاق اهل باطمان على شعار اخر من شعارات مؤسس تركيا الملهم على نصبه التذكاري وسط باطمان السلام في الداخل , والسلام للعالم . استنفار و غضب شديدين من الكماليين , اتاتورك مقدس , وتغيير شعاراته عمل اجرامي , يجب ان يعاقب عليه .
السلطة الرابعة اثارت الموضوع المثير للجدل , من وراء هذا العمل ؟ وما السبب؟ ومن يتجرأ على هذا العمل ؟ البلدية , المحافظ و قائد الشرطة انكروا علمهم بالأمر وبدوا وكانهم قاموا بعمل مشين , لكن الحدث بحد ذاته دلالة للذهنية التركية البراغماتية وثورة ضد الشعارات التي أقصيت واستوعبت وانكرت حقوق القومية الكوردية لتسعين عام . عمدت السلطات على استبدال شعار الاقصاء والاستيعاب بشعار أخر وقول شهير لاتاتورك السلام في الداخل والسلام للعالم وكتب الشعار الجديد على قمم الجبال وفي جميع تواجد الشعار القدبم في كل المناطق الكوردية بشكل خاص .
المرأة التركية هي الأخرى أدلت بدلوها وتمنت ان تكون امراة كوردية في هذا الوقت من الزمان والتي امامها كل المستقبل وكل الأمل والحرية خلاف المراة التركية التي تركض وراء الموضة وانجاب ثلاثة اولاد ,كما انها تعاطفت مع ما تعرضت له المرأة الكوردية من عذابات على مدار قرن من الزمن ولكنها خرجت قوية معافة , والمراة التركية تطلب من شقيقتها الكوردية ان تأخذ بيدها حتى تستطيع ان ترمم بيتها من جديد . وكل هذه المجاملات والكلام المعسول حدث بعد مبادرة الزعيم أوجلان , وسبحان من يغير النفوس والأحوال ؟ وهل نحن أمام مواربة و نسخة جديدة من الغش والخداع ؟ وهل اكراد اليوم هم نفس أكراد 1880 و 1920 و 1930؟ وهل سيعيد التاريخ نفسه ولكن باضافات كوردية مشرفة ؟هذا ما يتأمله كل كوردي شيبا وشبابا , وعند جهينة الخبر اليقين كما يقول المثل العربي
النافذة الثانية
الجزيرة السورية , سلة الغذاء السوري, مهد الذهب الابيض والاسود و الثروة الحيوانية حيث تعيش فيها قبائل كوردية وعربية متنوعة وأقلية مسيحية واشورية وارمن , وبقدرة قادر تحولت هذه المنطقة الغنية بكل شي الى أفقر بقاع سوريا , هاجرها من استطاع ذلك والأخر ينتظر بفارغ الصبر ...هذه المنطقة كانت تعيش في رخاء وأمن ووئام حتى مجيء المسخ حزب البعث الذي دمر جميع القيم في كل سوري ,و شدد من حصاره الاقتصادي والفكري والأمني على الجزيرة وعلى الكورد بشكل خاص , وبعد سنتين من الثورة السورية وتسعة سنوات من انتفاضة كورد سوريا تحولت مدن الجزيرة السورية الى مدن ثائرة ضد النظام غير آبهين بشبيحته , ولكن الصورة والمسيرة الكوردية أصبحت أكثر ضبابية, واللوحة اصبحت سريالية أكثر من اللازم , امتزجت فيها الألوان وتداخلت وتشابكت خطوطها واصبح اللون الأصفر والأحمر والأسود هي السائدة وقلما تجد لوحة فيها خيوط شعرية بيضاء . الكل يحمل سلم الوطنية بالعرض , الكل ينحدر من سلالة نادرة قل نظيرها , القوي يحاول ان يسلب الضعيف حقوقه , والضعيف يحاول ان يستجدي بقوة حتى يكسرشوكة ضعيفا أخر , الشعارات هي نفسها , الانوف المعقوفة تشم نفس الرائحة والكل يترفع عن الشبهات , والصغير والمتدرب والقزم يصور نفسه مانديلا الكوردي وهو يعرض عورته وقلة خبرته وجهله امام الغريب في المناظرات واللقاءات التلفزيونية .الصورة قاتمة , اصحاب القرار يصبون الزيت على النار بقصد او من دون قصد , الشباب والشرفاء لا حول لهم ولا قوة , فوضى السلاح في كل مكان , الحقد بلغ عند البعض الى الذروة , الغرور أفة قاتلة كطيش الشباب , الأقلام النزيهة قلت أوملت أم جفت أحبارها خوفا على نفسها ...!, العدو يعمل من داخل انفسنا ونحن فسحنا له المجال , تجار الحروب والأزمات من الكورد والذين كانوا سبب الانشقاقات يعملون بخفاء ويدسون افكارهم المسمومة في نفوس وعقول البسطاء , العاقل من يتعظ , الخسارة هذه المرة لن تعوض , والفرصة السانحة لنيل الحقوق المشروعة لن تتكرر ثانية , الظروف الدولية مؤاتية , نيل الحقوق قاب قوسين او ادنى ان تكاتفنا وتوحدنا والفناء وهتك الاعراض والانقراض مصيرنا ان لم نتحد .
[1]