=KTML_Bold=كاوى ملك :اذار شهرالانتصارات و التلاحم الكوردي و الكوردستاني=KTML_End=
كورداونلاين
الإنسان الكوردي حتى اليوم ، و أستطاع أن يحوّل آذار نوروز إلى واقع حيّ و ملموس ، بعد أن أضفى عليه ألوانا جديدة خطّها بالدماء والدموع،
مرحبا بآذار نوروز شهر الانتصارات و التلاحم الكوردي و الكوردستاني
على الرغم من كثرة الأحداث والوقائع، والنكبات والمآسي، والبطولات والإنتصارات، والأفراح والأعياد في حياة وتأريخ شعبنا الكوردي في شهر آذار ، إلا أن سمة التلاحم الكوردي تتجلى بأبهى صوره الجميلة ومعانيه العميقة التي تعبّر عن قدسية و جاذبيه هذا الشهر الكوردي بأمتياز . كما نعلم جميعا بأن شعبنا الكوردي يعيش منذ آلاف السنين على أرضه التاريخية وتم تقسيم وطنه الى أربعة أجزاء بعد الحرب العالمية الاولى في أتفاقية سايكس بيكو المشؤومة دون وجه حقّ , وناضل شعبنا منذ القدم ضد الغزاة و الحكومات الظالمة على مدى مسيرته التاريخية الناصعة ولم يرضخ لأي محتل متجبّر حيث كان دائما تواقا إلى الحرية ، رافضا ومقاوما للظلم والعبودية، مستبسلا في مقاتلة الطغاة والغزاة. تمكن في كافة مراحله التأريخية، من تأسيس ممالك ودويلات وإمارت كثيرة، لكنها كانت مهددة دائما ومعرّضة للغزو الخارجي، من قبل الممالك والإمبراطوريات الكبيرة والقوية التي كانت تجاورها، و كان يتم القضاء عليها بعد معارك وحروب دامية وطويلة ولم يستكين هذا الشعب العظيم في الدفاع عن نفسه و المطالبة بحريته و حقوقه المشروعة حتى هذه اللحظة .و ها نحن اليوم نعيش ذكرى أحدى الأنتفاضات المشرّفة في تاريخ شعبنا الكوردي في غرب كوردستان الا و هي أنتفاضة 12 آذار المجيدة و التي كسرت حاجز الخوف وهزّت عروش الطغاة و نحن نعيش بركاتها و نتائجها في هذا اليوم الذي يخرج فيه جميع ابناء الشعب السوري مطالبين بحريتهم و كرامتهم ضد طاغية العصر بشار الاسد, ففي 12 آذار 2004، وفي مدينتنا الكوردية الجميلة (قامشلو) تحديدا أنفجر البركان الكوردي الغاضب على شكل انتفاضة جماهيريَّة عفوية عارمة، بدأت شرارتها من الملعب البلدي في مدينة قامشلوالكوردية، عندما أطلق جنجويد البعث الحاكم و عصاباته النار على أبناء الشعب الكوردي الأعزل بمؤامرة دنيئة و خطة قذرة معدّة مسبقا في أروقة الفروع الامنية و مقرات حزب البعث العنصري ,وراح ضحية تلك المؤامرة القذرة العشرات من الشهداء الكورد والاف المعتقلين و المفقودين و المتغرّبين بسبب سياسات الافقار و التجويع بحق الشعب الكوردي في مناطقهم , وأمتدت نيران تلك الانتفاضة المباركة الى كافة المدن الكورديَّة في غرب كوردستان (عامودا، درباسية، تربه سبيه، كركي لكي، ديريك، سري كانيه، كوباني، عفرين)، حتى وصلت لمدينة حلب و قلب العاصمة السورية دمشق ردا على سياسة البعث الاجرامية بحق أبناء الشعب الكوردي الذي يعيش على أرضه التاريخية و محروما من كافة حقوقه القومية و الانسانية المشروعة في كافة الشرائع و المواثيق الدولية.
ينتابني شعور غريب كما وغيري من أبناء شعبنا الكوردي في هذا الشهر الربيعي العظيم الذي أثبت كورديته التاريخية بجدارة من حيث الاحداث التي رافقت مسيرة شعبنا الكوردي النضالية والتحررية، من خلال تأريخه القديم والمعاصر. وهي أنّ غالبية الأحداث المهمة، من ثورات ومآسي وإنتصارات، وقعت في آذار . فأصبح لهذا الشهر خصوصيّته وتميّزه لدى شعبنا الكوردي، و أرتبط به إرتباطا روحيا معنويا وثيقا و لا تفارق مسيرته النضاليه و التحررية حتى يومنا هذا.
أنّ أهم وأبرز الأحداث التاريخية في آذار و خلدها تاريخنا الكوردي ، وتناقلها شعبنا جيلا بعد جيل منذ أكثر من ألفين و خمسمائة سنة، هي ثورة الكورد الميديين (نوروز)
أي اليوم الجديد ، وهو اليوم الأول للعام الشمس الكوردي الجديد، واليوم التاسع لشهر آذار حسب التقويم اليوناني ، أو اليوم الحادي والعشرين من أذار في التقويم الغربي ، وهو اليوم الذي يتساوى فيه الليل مع النهار، يحتفل الشعب الكوردي بهذا اليوم منذ آلاف السنين، ويعتبره عيداً قومياً ووطنياً . لقد تكاتف حينها الكورد جميعاجنبا الى جنب تحت قياد كاوا الحداد ( كي خسرو) ضدّ الطاغية الاشوري الظالم الملقّب ب(أزديهاك) ، حيث تمكّن من قتله و تخليص شعبه من شروره و طغيانه ، وكانت النار هي الإشارة المتفق عليها في حالة نجاح المهمة، وعندما رفع كاوا شعلة النار عاليا، تأكد شعبه من أن الطاغية قد قتل، وإن الإنتصار قد تحقق، فعم الفرح وإشتعلت النيران في كل مكان رمزا للفرح والإنتصار والتحرر. فكان يوما جديدا سجل في تاريخ الشعب الكوردي المشرق و سطّرت بأحرف من النور، و أطلق عليه اسم اليوم الجديد(نوروز ) الذي صادف في الحادي والعشرين من شهر آذار، بداية فصل الربيع وتفتح الأزهار، فكان ربيعا للحرية والأفراح، وعهدا جديدا من الحياة الحرة الكريمة، خالية من الظلم والطغيان و أستمر الشعب الكوردي على هذا الحال ينعم بحريته و أستقلاله حتى سقوط الامبراطورية الميدية على يد القائد الفارسي (كورش) عام 550 ق.م. بالإضافة إلى نوروز الذي الذي أصبح عيدا قوميا مقدّسا , فأنّ هناك أحداث أخرى كثيرة حدثت في آذار ولها أهميّتها ومكانتها التاريخية وسنكتفي بالبعض منها . فمثلا ولادة القائد الخالد مصطفى البارزاني في الرابع عشر من شهر آذار 1903م و مسيرته النضالية و الثورية الطويلة التي لا ينتهي الحديث عنه بمجلدات وأيضا وفاته في واحد آذار 1979م . و في الحادي عشر من آذار أيضا سنة 1970 حصل الشعب الكوردي على الحكم الذاتي في جنوب كوردستان حيث إضطر النظام البعثي إلى إبرام إتفاقية مع قيادة الثورة الكوردية، حيث وقع عليها صدام حسين وفي اليوم السادس من آذار سنة 1975 تم في الجزائر إبرام إتفاقية مشؤومة بين صدام حسين وشاه إيران، بوساطة الرئيس الجزائري هواري بومدين، عرفت بإتفاقية الجزائر، قدّم فيها صدام الكثير من التنازلات لشاه أيران مقابل القضاء على الثورة الكوردية المجيدة و في الثالث من آذار سنة 1988م إرتكب النظام البعثي المجرم في العراق، أبشع جريمة عرفتها البشرية وكانت عبارة عن قتل جماعي جينوسايد بحق أبناء شعبنا الكوردي عندما قصف مدينة حلبجة الكوردية بالاسلحة الكيميائية والغازات السامة المحرمة دوليا ، مما أدى إلى أستشهاد أكثر من خمسة آلاف مواطن و مثلهم من الجرحى و المشوّهين ، من المواطنين الأبرياء غالبيتهم كانوا من الشيوخ والنساء والأطفال . و في 29 آذار سنة 1987 وبموجب القرار رقم 160 إستلم علي ( كيمياوي) مسؤولية امين سر مكتب تنظيم الشمال لحزب البعث، و منح بموجبه صلاحيات مطلقة في كوردستان، وبدأ التخطيط لعمليات الأنفال السيئة الصيت، التي إبتدأت في نهاية شهر شباط وإمتدت إلى شهر أيلول، وحدث جزء كبير منها في الفترة من 22 إلى 31 آذار 1988م.وراح ضحية تلك العمليات الاجرامية القذرة حوالي مئتي ألف شهيد و حرق اكثر من خمسة الاف قرية كوردية و تشريد أهلها الكورد و دفن الالاف منهم في مقابر جماعية بشكل وحشي يندى لفظاعتها جبين البشرية, وفي الخامس من آذار سنة 1991م إنطلقت شرارة الإنتفاضة الكوردية المجيدة، من منطقة( رانيه) ومنها إمتدت إلى باقي مدن وقرى كوردستان و التخلص من حكم البعث العنصري الى الابد . في العاشر من آذار 1920م وضع الجنرال شريف التقرير الثاني لأجل حقوق الشعب الكوردي وفي السابع من آذار 1921م قيام ثورة الشيخ الشهيد سعيد بيران وفي 8 / آذار 1921 قيام ثورة العظيم نوري ديرسمي , وفي 3/ آذار 1937 قيام ثورة ديرسم بقيادة الشهيد البطل سيد رضا , وفي31 / آذار 1947 إعدام الشهيد البطل قاضي محمد وبعض من رفاقه بعد انهيار جمهورية مهاباد . لقد تولّد لدى الشعب الكوردي نتيجة تلك الاحداث الكثيرة والمهمّة ثقافة ثورية تحررية وطنية وجدانية متميزة ، و متمرّدة دائما على الظلم والاستبداد .مستلهمين شجاعتهم و أخلاقهم العالية وصمودهم من أرواح أسلافهم الاحرار و خصوصا روح جدهم الثائر العظيم كاوا يه هسنكار، وقوة زنوده و مطرقته الصارمة على رؤوس الطغاة الجلادين في نوروز، حتى أصبحت قدسية نوروز و عظمة آذار جزءا من نفسية الإنسان الكوردي حتى اليوم ، و أستطاع أن يحوّل آذار نوروز إلى واقع حيّ و ملموس ، بعد أن أضفى عليه ألوانا جديدة خطّها بالدماء والدموع، مزجها بأطياف الشمس الكوردية العظيمة على سفوح جبال زاغروس وقنديل وجودي و مهاباد وقامشلو وهولير و آمد وبألوان قوس قزح الزاهية ، أشرقت على أرض كوردستان فإخضرّت ، ونبتت عليها أزاهير الفرح والمحبة والربيع تغني للنصر و الحرية والسلام في كل مكان . وكي تكتمل فرحتنا العظيمة بآذار نوروز الحرية والأنتصار علينا أعادة ترتيب أوراقنا في الداخل الكوردي ، و مراجعة حساباتنا وإعادة النظر في مواقفنا وسياساتنا والعمل على إصلاح أخطائنا وتسخير كل الطاقات وتوجيهها بالشكل السليم الذي يخدم قضيتنا، ويرسم لنا خارطة طريق واضحة ومستقيمة نحو مستقبل مشرق، وغد أفضل، وحرية حقيقية , يجب أن يعلم الجميع بأنّ الخروج الى الحرية لا يتمّ الاّ بتغيير المفاهيم السياسية والاجتماعية وتقع مسؤولية التغيير بالدرجة الاولى على عاتق قادة الثقافة والعلم في المجتمع .
وكل آذار و شعبنا الكوردي و العالم أجمع ينعم بالحرية و السلام و المحبة و الاستقرار
كاوى ملك
عضو لجنة الخدمات الانسانية في الهيئة الكوردية العليا
الناطق الرسمي بأسم حركة كوردستان سوريا
[1]