=KTML_Bold=دلكش خليل: أهداف مؤتمر الدوحة حول المسألة الكردية في المشرق=KTML_End=
كورداونلاين
#المسألة الكردية# في الشرق الاوسط تشغل الحيز الاكبر من السياسة العالمية، وحولها تعقد صفقات تاريخية لعشرات السنين ، تطال بها عمر أنظمة و تسقط بها انظمة أخرى
أهداف مؤتمر الدوحة حول المسألة الكردية في المشرق
المسألة الكردية في الشرق الاوسط تشغل الحيز الاكبر من السياسة العالمية، وحولها تعقد صفقات تاريخية لعشرات السنين ، تطال بها عمر أنظمة و تسقط بها انظمة أخرى، و تجارب التاريخ حول ذلك كثيرة، بمعنى أن الكرد و أرضهم كردستان و بحكم جغرافيتهم المتواجدة في قلب الشرق الاوسط و العالم تشكل النواة الاساسية لكل التوازنات الاقليمية و العالمية التي تعتمد عليها السياسة الرأسمالية العالمية لديمومة بقائها.
فالانظمة العالمية السابقة للرأسمالية العالمية كانت بداية سقوطتها في الشرق الاوسط و بيد الشعب الكردي خاصة نتيجة احتقان كبير من الشعب الكردي المعروف عنه بعشقه للحرية و الارادة الحرة ونبذ القمع تحت أية مسميات وكذلك رفض العلاقة التبعية لأية جهة كانت ،و قلَ ما نجد ذلك في تاريخ الشعوب الاخرى في الشرق الاوسط ، التي كانت تتقبل علاقات التابع و المتبوع وترضخ للواقع، فشرارة اسقاط هذه الانظمة كانت كردية لتتسع إلى كافة انحاء الشرق الاوسط.
فالثورة الشعبية في غرب كردستان وسوريا غيرت العديد من المفاهيم و الحسابات حول توازن الشرق الاوسط و بالتالي توازن النظام الرأسمالي الذي عمل بداية على تشكيل معارضة تابعة لها في سوريا و اعترفت بها وقدمتها على أنها ممثل شرعي للشعب السوري، و أنها الفرصة الوحيدة للخلاص من النظام البعثي، ولكن أمام تعقيدات القضية السورية من جهة ونتيجة نضال الشعب الكردي من جهة أخرى، كشف النقاب عن زيف هذه المعارضة و بأنه ليس البديل الوحيد، بل يوجد بدائل كثيرة غيرها من القوى الديمقراطية والوطنيين المخلصين للشعوب السورية ورافضين في الوقت ذاته فكرة التبعية و مشددين على أن تكون العلاقة مع المجتمع الدولي على اساس الاحترام المتبادل.
فمؤتمر الدوحة الذي عقد في الفترة ما بين (13-14) من الشهر الجاري حول المسألة الكردية في المشرق، أتت في سياق التطورات الحاصلة في غربي كردستان وسوريا و يبدوا ذلك جلياً في المشاركة الواسعة للمجلس الوطني السوري المعروف اختصارا بمجلس اسطنبول لتبعيته المفرطة لتركيا، و يتبين من المحاضرات و المداخلات التي جرت في المؤتمر الهدف بالتوصل إلى خلق فكرة بأنه ليس للكرد وقضيتهم في سوريا سوى حل وحيد وهو القبول بالمواطنة ضمن جمهورية عربية سورية اسلامية و القبول بالتبعية للاجندات الاقليمية للمعارضة السورية.
و أوريد من مؤتمر الدوحة حول المسألة الكردية في المشرق الاستفادة من الطاقة الحيوية و التنظيمية للشعب الكردي المعروف لديهم في تاريخ نزاعاتهم حول السلطة بالجندي الوفي النافذ للآوامر، وإدخاله بشتى الوسائل في محور الصراع الطائفي الاسلامي السني- الاسلامي الشيعي لحسم هذا الصراع قي سوريا وبناء دولة اسلام سني ذات نزعة قوموية عروبية، حيث برز ذلك في خطاب علي صدر البيانوي أيضا، الذي ذهب في التأكيد على أن نسبة المسلمين السنة في سوريا يناهز 90 بالمئة و القومية العربية كذلك.
فالنظام الرأسمالي العالمي وللحفاظ على بقاءه قام بتوجيه ثورات شعوب الشرق الوسط وشمالي افريقيا بعد اسقاطها لانظمتها نحو صراعات مذهبية سنية-شيعية من جهة و سنية-سنية بين الاخوان المسلمين و السلفية من جهة أخرى، و لتأزيم هذه الصراعات وايقاف التطلعات الكردية تعمد إلى إدخال الشعب الكردي في دائرة هذا الصراع بالايحاء لاطراف كردية بضرورة الوقوف إلى محور الاسلام السني باعتباره يمثل الغالبية والقوة الاكبر حاليا، ورأينا قدرتهم في استمالة بعض من القوى و الشخصيات الكردية بهذا التجاه.
لكن حركة حرية كردستان ومن منطلق وقوفه بجدية في دراسة تاريخ و نضال الشعب الكردي في تحقييق الارادة الحرة للشعب الكردي و لشعوب الشرق الشرق الاوسط ، أكد هذه المرة بأنه لن يقبل بأن يكون جندي لاية أجندات غير أجندات الشعب الكردي في تحقيق الارادة الحرة و الديمقراطية، وبأن الشعب الكردي لن يدخل في أي صراع طائفي و عرقي، ويتركز جهوده التنظيمية في تأمين الآمان و الحرية للشعوب القاطنة في غرب كردستان بكرده و عربه و مسيحيه و تركمانه وأشوره ضمن إدارة ذاتية ديمقراطية من جهة ودعم القوى الديمقراطية في عموم سوريا من جهة أخرى.
دلكش خليل
[1]