=KTML_Bold=شفان ابراهيم: لزومية قتل الإنسان الكوردي في سوريا=KTML_End=
كورداونلاين
حين تجتمع الإرادة على اختلاف حامليها, على ضرورة قتل الكوردي؛ لإثبات وطنيته ومشروعية حصوله على الأوكسجين السوري, يكون العهر السياسي والحالة الدوغمائية هي السائدة سورياً
لزومية قتل #الإنسان الكوردي# في سوريا
شفان ابراهيم
إن المتابع لمسيرة الثورة السورية منذ (20) شهراً وإلى اليوم, يُدرك ببساطة محضة مدى الغل الكامن في صدور جهات عدة منها مؤيدة ومنها المعارضة, وموقف هذه الأخيرة هي النجاسة السياسية بعينها, فحين تجتمع الإرادة على اختلاف حامليها, على ضرورة قتل الكوردي؛ لإثبات وطنيته ومشروعية حصوله على الأوكسجين السوري, يكون العهر السياسي والحالة الدوغمائية هي السائدة سورياً, ولو دققنا في جميع التصريحات والدعوات منذ بداية الثورة وإلى اليوم- ولو بعجالة- سنجد الكم الهائل من الاستفسار عن عدم إراقة الدم الكوردي بكثافة, فمن تصريحات: أين دماء الكورد, إلى لماذا لا يحمل الكوردي السلاح, مروراً بالاستفسار المقيت هل يعقل أن لا يموت الكوردي كما أموت, ,انتهاءً بمصطلح ( على رأسكم ريشة أحنا نموت وأنتوا لا, مدينتنا خربانة وأنتوا لا) الذي يطلقه ضيوفنا من باقي المحافظات, الذين شاركناهم بيوتنا ولقمة خبز أطفالنا, وكأن الله قد خصص الكوردي دون سواه في شتى أصقاع الدنيا بالقتل والموت, ولو شرحنا خارطة الثورة السورية لوجدنا: عامودا ثاني مدينة خرجت للتظاهر, قامشلو خرجت بعد حمص مباشرة, وحين كان الكورد يعانون من الملاحقات والاعتقالات والاغتيالات, كان لا يزال أكثر من نصف سوريا في ثبات, بل كان الكورد متهمين بالانفصال والخيانة؛ لمجرد رفعهم العلم الكوردي, أما موقف مكونات سوريا من الثورة السورية, فبإمكاننا طرح الحالة الثورية لكل منهم:
المسيحيين: منذ بداية الثورة وهم على الحياد أو في أغلب الأحيان مؤيدين للنظام, بل شهدت قامشلو مناوشات ضد الأكراد لمنعهم من التظاهر, وإذا استثنينا المنظمة الأشورية التي بينت موقفها من الثورة, فإن الأغلبية الساحقة الباقية هي مؤيدة للنظام, بل أشارت تقارير إلى وقوفهم إلى جانب النظام في حلب وتحديداً في حي السريان.
الدروز: منذ بداية الثورة وإلى اليوم هم أيضاً على الحياد عملياً وإن كانت هناك أصوات تتعالى ولهم بعض المعتقلين, إلا أن السويداء بقيت في منئة عن الخراب والدمار
العلويين هم أيضاً وبطبيعة الحال ليس لهم أي حراك يُذكر.
المرشدين والاسماعيليين لم يُسمع لهم أي صوت.
ولابد من التذكير على –كي لا نتهم بفظاظة- أنني أتمنى وأدعو وأصلي لأجل جميع مكونات سوريا, عرباً وكورداً, مسيحيين ومسلمين, ودورز وباقي المكونات جميعها, وأتمنى أن لا يُخدش اظفر طفلاً واحد, وأن لا تتعرض أي مدينة للسوء أو الخراب, وأتوسل لرب العباد أن يبعد شبح الاقتتال والخراب والموت عن جميع سكان سوريا, كما وليست لكلماتي أي دعوة أو معنى أو هدف يرمي إلى التشهير أو التشكيك, لكن؟ فقط هي موضع استفسار واستغراب, كل هؤلاء غير مشاركين في الثورة, ويجدون أنفسهم غير معنيين بالثورة, ويقفون أما على الحياد, وإما كطرف ثالث, دون أن يكترث بهم أي أحد- وهذا يُفرحني جداً أن أجد ألوان المجتمع السوري بخير وعلى قيد الحياة- لكن؟ لماذا التركيز تحديداً على الشعب الكوردي والمناطق الكوردية, وفي توصيف المدلولين( الشعب, المناطق) نجد أن المعارضة السورية وبعض الكتائب المسلحة لا تستخدمهما سوى حين العمل على أستجرار الكورد إلى أتون الدمار, والرغبة في التخلص من أكبر قدر ممكن من أفراد الشعب الكوردي, أما في قاعات المفاوضات والحوارات والمؤتمرات فإن مصطلح الشعب والمناطق الكوردية هي غائبة وممنوعة من الصرف والتكلم بها, هل هذه الحالة هي صورة سوريا المستقبل, وهل يعقل أن يكون تمثيل التركمان في الائتلاف الوطني الجديد مساوياً لنسبة التمثيل الكوردي, وهم الذين لم يسمعوا بالثورة السورية وبعد, ولم يشاركوا ولو للحظات فيها, خاصة إذا علمنا أن عدد أفراد عشيرة كوردية واحدة يفوق عدد التركمان في سوريا, و حتى المسيحيين هم أكثر عدداً من التركمان, فبأي حق يتم تمثيل الأشوريين بمقعد واحد في مقابل ثلاث مقاعد للتركمان, هي تركيا والعقليات العروبية الضيقة والشوفينية التي لا تستهوي رؤية الكوردي على قيد الحياة, ولا حاصلاً على حقوقه الدستورية المشروعة.
إن الحقوق الثقافية التي يتمننون بها علنيا, ما هي إلا دليل على الاستخفاف بالعقل الكوردي, وهي نتيجة طبيعية لما آلت إليه الحالة الكوردية من تشرذم وضياع وترهل وانقسام, إذا كان الكورد أنفسهم يتخاصمون ولا يعرفون ما يريدون, فهل سيأتي الغريب ليعطينا حقوقنا ومستحقاتنا. أي حقوق ثقافية هي تلك التي ستحمي شعب من الاستباحة من جديد, تُرى هل يعقل أن يتحول الكورد بعد نضال نصف قرن إلى طالبي حقوق ثقافية ولغوية.
اليوم باتت محافظة الحسكة تشهد مناضلين جدد, حتى الأمس القريب وحتى بعد مضي أكثر من عام, كان أغلب ساكني محافظة الحسكة –باستثناء الكورد وقلة من الآخر- من اشد المدافعين عن النظام, وبقدرة قادر خلال لحظات وبمجرد قدوم بعض الكتائب المسلحة انقلبوا (180) درجة ليصبحوا معارضين, أي مبادئ يحمل هؤلاء, وأي ثورة هذه التي يشاركون بها لتغيير نظام دون أن يغيروا عقولهم, هم يرغبون برؤية الدم الكوردي يهُدر ثم سيكتفون بمقولة ( والله الأخوة الكورد كحلوها) لا ارغب بتكحيلكم هذه إذا كانت على حساب الدم الكوردي.
ربما هؤلاء لا يدركون أن النظام العالمي المعاصر هو من يقرر ويتحكم ويرسم وما على الشعوب سوى التنفيذ...
[1]