=KTML_Bold=ادريس بيران:العلم ورمزية الشمس الكوردية=KTML_End=
كورداونلاين
أعتقد أنه يجب عليها إبراز الشمس الكوردية في العلم الخاص بها أيضاً وذلك للاستدلال على غرض انتمائها للشعب والأمة الكورديتين
لطفاً ونداء.. العلم ورمزية الشمس الكوردية ؟.
بداية لابد من القول وبعيداً عن الجهوية والتخندق الحزبيّايتي أو الاستمالة, أن العلم الذي لا يحمل في طياته صورة الشمس لا يمكنه بأي حال من الأحوال التعبير عن الأمة والشعب الكوردي, بقدر ما يحمل في طياته للأمة على كونها طارئة في مسرح التاريخ والأحداث, وسواء أكان ذلك بوعي أو خبث أكبر من مستوى تفكيرنا أو تميز جهوي من رافعيها أو بدونه..الخ.
يعد تجسيد صورة الشمس ورمزيتها عند الشعب الكوردي, التعبير المنطقي والأصيل والعمق التاريخي لمنذ فجرها, وهي الدالة على أصالة وعراقة الأمة الكوردية بموروثها الفكري والأسطوري والحضاري والثقافي بشكل عام, وهي ما عرفت بها الكورد كرمز يتجلى فيه روحية شعب وأمة منذ العصور السحيقة, ومن هنا أن أية استخفاف أو تعطيل تجسيد صورة الشمس في الأعلام التي تعد كتعبير عن الشعب الكوردي, وسواء لأغراض تمايز جهوي سياسي أو غير ذلك و بقصد أو دون قصد, إنما يدل في حقيقته إبعاد الحالة الروحية وقدسيتها والعراقة والأصالة والعمق التاريخي للأمة الكوردية بموروثها الثقافي والحضاري, وفي اعتقادي أن الاستمرار في إبعاد صورة الشمس عن الأعلام الكوردية وحتى الحزبية والجهوية وتلك التي تعد كتعبير عن الشعب أو أي إقليم كوردي, إنما ينم عن جهل وسذاجة بحق حقيقة الأمة الكوردية وعراقتها, وأما غير ذلك يعد تقصد وخبثاً أو ربما عملاً استخباراتياً عميقاً أكبر من مستوى تفكيرنا الكوردي الاستراتيجي والسياسي ويهدف إلى جعلنا أو الإيحاء عنا كشعب وأمة طارئة على مسرح الأحداث وتكرار ذلك في كل زمان بصور وتجليات شتى.
الشمس في تجلياته منذ فجر التاريخ السحيق أعد كرمز للشعوب الآرية قاطبة, وقد تأثر بها السلالات الآرية الكوردية والتي تعد موطنهم الطبيعي مركز انبثاق الحضارات بشكل كبير, واستلهموا منها في فكرهم وروحانياتهم وأساطيرهم تجليات شتى على مر التاريخ, مما أتاح وجعل من تجسيد صورة الشمس كرمز للأمة الكوردية قاطبة ولمشرقهم, ومن هنا كم نتمنى من المؤرخين الكورد ومثقفينا, حسم هذه الإشكالية الطارئة في مسألة الأعلام الكوردية التي لا تحمل تجسيداً للشمس وباتت تؤرق وجدان الشعب الكوردي وخاصة في كوردستان سوريا لكثرة فرض ومشاهدة المظاهر الشاذة للأعلام وتكريسها من خلال دهنها على الجدران والأعمدة والأقمشة المرفوعة هنا وهناك دون أن نحس بتعبيرها عنا كشعب ينتمي إلى أمة عريقة موغلة في قدم التاريخ.
قد يقول قائل: ما الضير إذا ما كان خط اللون الأصفر في أعلامنا القومية تدل على الشمس الكوردية, الحقيقة أن تجسيد صورة الشمس تدل عن رمزيتها الحقيقة كتعبير عن الأمة الكوردية وعمقها التاريخي دون مواربة أو تشكيك, فلماذا لا نضع الأشياء في سياقها الصحيح و الطبيعي ما دمنا نعني بها الشيء ذاته, ومن هنا لم يعهد الشعب الكوردي راية وعلماً لكليته في القرن العشرين وإلى اليوم سوى العلم الكوردي المألوف لدينا جميعاً والذي لا يتبع جهة محددة وليس ثمة من يدعي أنها تتبعه سوى كونها تعبر عن الأمة بكليتها وبغض النظر عن الظروف والمكان الكوردي الذي انبثق منها, كما يوّحوا فيه التعبير الكوردي الدقيق والترتيب الأجمل بحيث كيفما قلبته لن تجد أجمل من ما هو عليه بوحيه ورمزياته ولوفق الألوان المتوفرة فيه, فيوحي اللون الأحمر في أعلاه بحب الوطن والفداء وسقاية صيانته بالدم الذكي الطاهر, يليه اللون الأبيض على امتداد أفق وسطه والذي يوحي بالسلام والطهارة والنقاء والرقي والعلا وليأتي الأخضر من تحته كرمز في حب الحياة والنماء وعمرانه ومن ثم ليتخلل قرص الشمس الصفراء كرمز للنور والمعرفة وتجسيداً لها في المتوسط الأفقي للون الأبيض في الوسط وبين الأحمر من الأعلى والأخضر في أسفل الأبيض, فلكل ترتيب العلم هذا وألوانه, رموزه المستنبطة من عراقة وأصالة الموروث التاريخي الكوردي المستمد والمستوحى أصلاً في جزر أدبياته من حتميات ويقينيات الطبيعة وقواها الحية, أما بعد قد يقول قائل: أن الخطوط الواحد والعشرين المنبثقة من قرص الشمس فيه لا تمت بتعبير تقويمي كوردي عن ما قصد به بيوم النوروز رأس السنة الكوردية ومآثرها وتجلياتها, على اعتبار ذلك من وحي التقويم الميلادي المتمثل بالواحد والعشرين من آذار وليس الواحد من شهر نوروز الشهر الأول وفق التقويم الكوردي الذي يبدأ به السنة الكوردية, لكن أعتقد أن لا ضير في ذلك ما دام العالم بأسره يتمثل للتقويم الميلادي ويشتركون فيه والذي يعد تقويماً موحداً لكل شعوب الدنيا وتعاملاتهم مع احتفاظ كل شعب أو أمة أو عدة شعوب تمتلك تقويماً خاصاً بها, بالتالي نحن جزء من هذا العالم ولا نرغب في الاغتراب أو تصنيعه وتقصده بأيدينا من خلال تشويه أصالة رموزنا القومية وكل ما يمس موروثاتنا الثقافية ولغتنا, ففي جانب اللغة أيضاً ومثال على ذلك كلمة ((البيشمرگة)) المألوفة والمعروفة لدينا ولها جزرها اللغوي الكوردي والتي تتجلى فيها معاني الفداء, فلماذا يتم استبدالها بكلمة (( الگريلا )) اللاتينية مادام المرادف واللفظ اللغوي الكوردي الصحيح موجود ومتداول ومألوف وإلى جانب ذلك من أشياء كثيرة, ألهذه الدرجة جعلت منا الجهوية الفكرية والسياسية أن نتقصد في صناعة اغتراب الذات عن الموروث والثقافة واللغة الكورديتين بين أحضان شعبنا, أين الكورديايتي في كل هذا وما شابه, أليس هذا هو الخطأ بعينه بحق التاريخ وأصالة الأمة وعلى حسابها, فما هكذا تورد الإبل في التمايز الجهوي يا كوردو.
أما بالنسبة للأعلام الجهوية والحزبية وأية فعالية كوردية كانت, فمن الطبيعي أن تختار في رايتها علمها الخاص ما يعبر عنها من ألوان وأشكال, ولكن أعتقد أنه يجب عليها إبراز الشمس الكوردية في العلم الخاص بها أيضاً وذلك للاستدلال على غرض انتمائها للشعب والأمة الكورديتين, فالشمس الكوردية هي بحد ذاتها الرمزية الأصيلة وغرض الانتماء للقومية أو الأمة الكوردية, فيرجى أعادة النظر في كل ما يمكن تخليصه من براثن الاغتراب الذاتي على الأقل.
نستورد هنا وكاقتضاب غيض من فيض ومستوحاة من موروثنا الثقافي والفكري والأسطوري الكوردي, عن الشمس وتجلياتها في صور الآلهة الكوردي الغابر ((ميثرا مير))(( ميهره - الرحمة – Mêhre )), عند قدماء الكورد وفي أوج المعتقدات والديانة الديوياسنية الكوردية التي تماثلت في الألف الثاني قبل الميلاد وليستمر تجسيد الشمس وعبر ملاك الرحمة (ميثرا) فيما تلاها من معتقدات روحية غابرة في العمق التاريخي الكوردي, حيث عراقة وأصالة ورمزية الشمس عند الكورد وبعض من أسمائها * (( .. منذ أسحق العصور .. منذ عهد الطوفان.. منذ الحياة الجديدة.. منذ سومر حيث اوتو..؟ منذ هورو ميتان والكاشيين حيث مهر (ميثرا) لقدماء الآريين – فارونا – إيندرا ذو الأصول المشتركة أرباب الشمس..؟ منذ عهد بيشنك البيشدادي إلى ملوك ميديا ((حيث الديانة الديوياسنية)) و الاخمينين حيث في مزديسنا الزرادشتية إلى الغربية منها حيث العقيدة الزروانية في المجوس وتلاه الانتقال غربا إلى الرومانية وفي جميع الأصقاع المهرية الزرادشتية الشمسية الشاسعة بدءاً من تخوم الصين إلى الجزر البريطانية وبقي مستقرا في كوردستان وساسان ..... مرورا إلى الآن في عصركم هذا حيث في لالش النورانية.....
تعدّد أسماء رب الشمس وصفاته بحسب العصور وبليغ ألسنة أقطاره إلا أنّ المهر بقي في كوردستان مستقرهُ الشمس إلى جانب أسماء صفاته ..؟ وغالى الكورد إكراما له بأسمائه حيث الشمس- روز – روك / Roj - Rok/... الشهر - ماه / Meh/ .. اليوم روز / Roj/... الصوم – روزي / Rojî/.. التقويم – روزنامه / Rojname/ اليوم الجديد نوروز / Newroz/ .... والمهر – مير – ميرك / Mêrik..?/ – ميران – مهران – بهرام - بهرم – مِهريبان –مِهرداد - مِهرفان.... في الأسماء الشخصية والصفات وجميعها الدالة على الشمس وملاكها.. فالجمال حيث طاووس الملائكة ؟ - ميري تاجا زيرين – أمير أو ملك التاج الذهبي ويقصد به ملك الشمس / Mîrê taca zêrîn/ ومنها القوي ذو البعد الدلالي خوداني سه هم ئو خنجه را زيرين / Xwedanê sehim û xincera zêrîn/ ويقصد به القوي الجبار صاحب السهام والخنجر الذهبي – حيث سهام شعاع الشمس حادة كالموس على رؤوس الأشرار وكريمة رحيمة منورة لقلوب وعقول الأخيار...... الخ . )) * .
خلاصة القول: ليس من المحبب الاغتراب الكلي وضياع موروث ثقافي عريق بصم بصمته على المشرق والمغرب وصنع لأمة الكورد عراقتها التي بتنا نحن أنفسنا في جهل عنها.
*(( )) * فقرة اقتباس من حكاية منشورة كنت قد كتبتها تحت عنوان ((حكاية من الحِكايات المِهرية.. (ميثرا).. )) كما يمكن الاستفادة فيما حول الشمس لمن أراد في الحكاية الآنفة ذكرها وأيضاً في مقال لنا تحت عنوان ((آذار النار والنوروز )) وأيضاً في قصة هي الاخرى كنت قد كتبتها وتحت عنوان ((قدر اللقاء.. قدوم ملك زان ))
[1]