=KTML_Bold=الشقفة:الأكراد لا يطالبون بالحكم الذاتي في سوريا=KTML_End=
كورداونلاين
شهناز أحمد علي
لا جديد في موقف الإخوان المسلمين في سوريا من #القضية الكردية# ، ولكن أن يرى هؤلاء الأخوة أنفسهم قيمين على الشعب السوري ويقرروا هم ما يريده الشعب الكردي فهذا ليس من حق أي طرف
في العاشر من الشهر الجاري وفي مقابلة تلفزيونية ( تلفزيون دبي, برنامج الشارع العربي ) طرحت الإعلامية زينة يازجي أسئلة مشاكسة ومهمة على السيد رياض الشقفة المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين في سوريا. يهمني هنا محوران هامان من المحاور التي تناولها البرنامج, لأهميتهما السياسة في الوقت الراهن، حيث سوريا الثورة والوطن يتجهان معا نحو غد، أقل ما يقال عنه، غير واضح المعالم.
القضية الكردية ولواء اسكندرون كانتا من القضايا التي أثارتها السيدة يازجي مع ضيفها حيث بان عليه الإرتباك ولكن في المحصلة عبر السيد شقفة عن موقفه القديم الجديد من قضية الشعب الكردي في سوريا. في رده على سؤال الأكراد أين هم من مشروعكم؟ هل من حقهم الإنفصال أم حكم ذاتي؟ يرد السيد شقفة بإستهانة ليس بالموقف السلبي الواضح والصريح من حق الشعب الكردي في سوريا بتقرير مصيره فقط بل حتى بحركة يده ( بإمكان القارئ الرجوع إلى الحلقة السابقة الذكر ) حيث يقول ”أغلبية الأ كراد في سوربا لا يريدون الحكم الذاتي ولهم حق المواطنة والحقوق الثقافية وجنسيات تعطى لهم ضمن الوطن الواحد وهم موافقين على هذا الكلام. يبدو السيد شقفة غير مطلع على تارخ الحركة التحررية الكردية في سوريا أو على الأقل على الوثائق التي صدرت منذ بدء الثورة السورية فيما يخص حل القضية الكردية في سوريا ( المبادرة الكردية التي صدرت عن مجموعة الأحزاب الكردية وكانت الوثيقة الأولى التي سبقت كل أطر اف المعارضة السورية فبما يخص حل الأزمة السورية والقضية االكردية معا بالإضافة إلى حل القضية الكردية على أساس اللامركزية السياسية وحق نقرير المصير وفق المواثيق الدولية التي أقرها مؤتمر التأسيسي للمجلس الوطني الكردي.
كل الأطراف التي تمثل الشعب الكردي سواء الممثلة في المجلس الوطني الكردي أو خارجه تتبنى حق الشعب الكردي في تقرير مصيره ضمن الوطن السوري الواحد . لا جديد في موقف الإخوان المسلمين في سوريا من القضية الكردية، ولكن أن يرى هؤلاء الأخوة أنفسهم قيمين على الشعب السوري ويقرروا هم ما يريده الشعب الكردي فهذا ليس من حق أي طرف لا يمثل الشعب الكردي سواء كانوا جماعة الإخوان أو غيرهم من أطراف المعارضة السورية. لدى مناقشة موضوع لواء الأسكندرون يقول السيد شقفة أنه يمثل حزب ( استعمل مصطلح الحزب وليس الجماعة) ولا يحق لحزبه تقرير مصير هكذا قضية، ولكنه يعطي لنفسه الحق في أن يقرر عن شعب كامل ويصبح الناطق بإسمه عند مناقشة الحقوق القومية للشعب الكردي في سوريا. فبما يخص لواء الإسكندرون ينفي السيد شقفة سوريتها من قال إنها سورية يقصد لواء اسكندرون بعد إرتباك يقول من صنع هذه الحدود إنها سايكس بيكو إن كل هذه الأرض واحدة تركيا و سوريا و العراق وكل هذه الدول , نحن حزب ليس بيدنا شيئ، عند قيام الدولة الديمقراطية وبرلمان و حكومة لهم الحق في نقاش هذه المسا ئل ، تداخلات سايكس بيكو تبحث في وقتها، ليست جماعة الإخوان وحدها تتبنى الموقف المزدوج من إتفاقية سايكس بيكو فيما تخص الحدود والتقسيمات .
السؤال البديهي للسيد شقفة وغيره من قسم كردستان بين أربع دول ؟ ردا على سؤال لماذا خرج الأكراد من المجلس الوطني السوري ؟ يرد قائلا: هاي ما لها علاقة .. يتراجع قائلا الأكراد ليسوا على قلب رجل واحد من خرج هم مجموعة أحزاب يسارية . يعلم الإخوان المسلمين قبل غيرهم إن الشعب الكردي في سوريا قال كلمته وشعل ثورته قبل أحرار درعا وسيبقى مستعدا لإشعال لهيب ألف ثورة من أجل الطفل حمزة الخطيب أولا، حيث كتب الثوار قي جنازته لافتة تختصر جوهر الثورة الطفل حمزة يتمنى لإطفال قا تليه حياة أمنة. هذه هي ثقافة الثورة التي ستجلب الحرية والحقوق لكل الشعب السوري بكافة أطيافه وقومياته، ومن ركب الموجة ويستغلها لصالح مفاهميه التي عفا عليها الزمن ولا تنتمي إلى قاموس الحرية بكل معانيها السامية عليه أن يتقن ألف باء العمل السياسي ويعيد النظر في مفاهيمه التي لا تنتمي للعصر.
حسب مفهوم السيد شقفة فإن الشعب الكردي في سوريا لا يريد الحكم الذاتي لإن مناطقه ليست متجاورة. أقول لدينا كل الوثائق التاريخية والجغرافية العثمانية والفرنسية التي تثبت كردية المنطقة من حيث العنصر البشري والإدارة السياسية قبل الحرب العالمية الأولى، ولكنها أصبحت غير متجاورة نتيجة لتقسيم سايكس بيكو وتشكيل الدولة السورية والإتفاقات الفرنسية التركية بعدها أولا، وثانيا نتيجة للسياسات المنهجية للحكومات السورية المتعاقبة منذ رسم حدود سوريا، والرامية إلى تغيير ديمغرافية المنطقة وطمس هويتها القومية الكردية من خلال منع العنصر الكردي من الإقامة فيها وإجباره على الرحيل منها بكافة السبل السياسية والأمنية والإقتصادية وغيرها بالتوازي مع تشجيع غيره وخاصة العرب للإقامة فيها بحوافز مادية وسياسية لخلق واقع جديد فيها، هذه السياسة التي بدت واضحة أكثر في جبل الأكراد أيام الوحدة مع مصر ومن ثم في مشروع الحزام العربي في محافظة الجزيرة لاحقا والمرسوم 49 الخاص بالمناطق الحدودية. ثم متى كانت الجغرافية سببا لرفض حق قومي مشروع وإرادة جمعية للناس، أم يريدنا السيد شقفة نتعامى معه عن نماذج للحكم الذاتي في العالم مثل الضفة والقطاع الفلسطينين أو آذربيجان وناخيجيفان، أو الولايات المتحدة وآلاسكا، أو عمان و منطقتا أتورح وغصاب داخل الإمارت العربية، أو دانمارك وغرينلاند أو روسيا وكاليننغراد أو الكانتونات السويسرية المتداخلة جغرافيا حتى على مستوى القرى والتابعة إداريا لكانتونات مختلفة، أم أنه يستكردنا على الدارج المصري بإزدواجية المعايير أم أنه يعتبر سويسرا دولة فاشلة!!!
ويدعي السيد شقفة أن الأكراد في سوريا غير موحدين , لكنه ينسى أن كل محاولات بعض القوى المعارضة في سوريا الإستفراد ببعض الأفراد لصالحها لن تغير من حقيقة الواقع بشئ ، والشعب الكردي لن يتنازل عن حقوقه المشروعة التي منحها الله لكل الشعوب وكل من سلبت حقوقه سيرجعها بالنضال، و الشباب الذي دفع الغالي من أجل الكرامة لن يرضى إلا أن تكون سوريا الغد لكل أبنائها.....
[1]