=KTML_Bold=رودي عثمان:مرحلة جديدة في تطور الوعي الجمعي الكردي=KTML_End=
كورداونلاين
فقدان الأمل في الحركة السياسية الكردية إلى حد بعيد دفع بالمجتمع الكردي في غرب كردستان إلى تقبل و احتضان أي مشروع كردستاني يأتي من خلف أسوار سايكس بيكو و يحمل معه حلم الخلاص و الالتقاء مع الأشقاء
المجتمع الكردي في..(سورية- كردستان سورية- كردستان الغربية- غرب كردستان...) هذا الاختلاف في الاصطلاح كان له و بالضرورة انعكاس على الرؤية و المشروع السياسي, و بالتالي انعكاس على المجتمع الكردي في وقت كان من الأفضل أن تبعده قواه السياسية عن التشويش و التبعثر و فقدان تلمس الذات قبل المطالب و الأساليب المتبعة لتحقيقها. هذا الضياع رافقه و بسبب التمييز العنصري للنظام السوري تمترس و تمسك بالانتماء القومي في مواجهة سياسات الإنكار و الاضطهاد القومي. و ما يؤكد هذه الحقيقة ارتباط المجتمع الكردي بحركات التحرر الكردستانية في الأجزاء الأخرى من كردستان (شرقا و جنوبا و شمالا).
إذا الوعي المجتمعي كان سباقا في تلمس البعد القومي و إيجاد مضادات حيوية يدافع بها عن ذاته؛ وهو أيضا رفض جمعي للتجزئة القسرية المفروضة على الكرد. هذا الوعي المجتمعي ناقضته الواقعية السياسية و لازالت في كثيرا من الأحيان. و لا ننسى أيضا أن هذه الواقعية السياسية كانت نتيجة واقع التجزئة و الاستهداف المباشر للطموح الكردي. لكن الحركة السياسية الكردية في سورية لم تستطع إيجاد دفاعات قوية تصد بها هجمات النظام؛ فانقسمت و تبعثرت بفعل خارجي و داخلي, و لازال مسلسل الانقسام مستمرا إلى يومنا هذا.
فقدان الأمل في الحركة السياسية الكردية إلى حد بعيد دفع بالمجتمع الكردي في غرب كردستان إلى تقبل و احتضان أي مشروع كردستاني يأتي من خلف أسوار سايكس بيكو و يحمل معه حلم الخلاص و الالتقاء مع الأشقاء. احتضن المجتمع الكردي في غرب كردستان حركات التحرر و بشكل خاص الحزب الديمقراطي الكردستاني و الاتحاد الوطني الكردستاني من جنوب كردستان, و حزب العمال الكردستاني من شمال كردستان كما شهدت ساحة غرب كردستان توافد العديد من الحركات و بشكل خاص من الشمال لكنها لم تدم و لم تصمد طويلا, و كان البقاء لمن تفاعل مع المجتمع الكردي في غرب كردستان و سورية, و لازال هذا التفاعل و الاستقطاب الكردستاني مستمرا أيضا إلى يومنا هذا.
تكاثرت خلال السنة المنصرمة من عمر الثورة السورية الكثير من الأقاويل التي نالت من الكورد و أحيانا ابتزتهم؛ من قبيل حقيقة الانتماء إلى سورية!!؟ و تنافي الانتماء إلى سورية مع المطالبة بتثبيت الحقوق القومية دستوريا!!, و بحجة أنها؛ بداية تُأسس لمرحلة جديدة ينفصل فيها الكورد. ربما ما يهم في هذه المرحلة ليس الوقوف في موقع الدفاع؛ و إثبات سوريتنا و شرح صدق نوايانا و مشروعية حقوقنا, المهم في هذه اللحظة التاريخية هو ما يشهده الوعي المجتمعي الكردي في غربي كردستان, هذا التبدل و القطع مع المراحل السابقة؛ حيث لم يعد يشعر من خلاله بأي تابعية و ينظر إلى نفسه ككيان اجتماعي له خصوصيته و استقلاليته الذاتية؛ و يؤسس للدفع باتجاه آفاق جديدة للحل من حيث الاستعداد و المطلب؛ فهو بات مستعدا لحمايتها و تثبيتها وفرضها على من يعادي, و أي تشويش على هذه الظاهرة و التبدل في الوعي الكردي سيؤدي إلى مخاطر و انكسارات نعيشها و تعيشها الأجيال القادمة.
إن مفهوم الأمة الديمقراطية و الوطن المشترك و الدستور الديمقراطي, هو إستراتيجية مرحلة الوعي القومي الكردي في غربي كردستان, و هذه المفاهيم كفيلة بتحقيق نمو و تطور المجتمع السوري بكافة أطيافه و مكوناته, بينما أي نزعة قوموية اقصائية تجاه الكورد و قضيتهم سيواجه بمضادات حيوية طورت دفاعاتها بشكل لا يستهان بها.
المستقبل للشعوب؛ و لكل ديمقراطي حر يؤمن بالحقوق و المساواة و العدالة الاجتماعية.
[1]