=KTML_Bold=الأكراد يردّون على أردوغان: خريطة طريق لحل المشكلة=KTML_End=
كورداونلاين
لا تزال تركيا منشغلة منذ عملية »أق توتون« قبل شهر بالمسألة الكردية. فإلى التصعيد العسكري المتبادل مع حزب العمال الكردستاني، يتفاقم التوتر السياسي مع حزب المجتمع الديموقراطي، الذي يستفيد من تمثيله في البرلمان باثنين وعشرين نائباً، ليمنح نشاطه ودفاعه عن زعيم حزب العمال الكردستاني عبد الله أوجلان زخماً إضافياً.
وإذا كان البعض يربط التوتر المستجد باقتراب موعد الانتخابات البلدية في آذار المقبل، وسعي حزب العدالة والتنمية لنزع بلدية ديار بكر من الحزب الكردي، فإن القضية تتعدى الحسابات الآنية لتطال جوهر المطالب الكردية، وفي مقدمها الاعتراف بالهوية الكردية في الدستور وإتاحة المجال للتعلم باللغة الكردية في المدارس والجامعات، ولا تنتهي قائمة المطالب عند الدعوة لتقسيم تركيا إلى ولايات تتمتع كل منها بنسبة كبيرة من الحكم الذاتي.
وقد واصل رئيس الحكومة رجب طيب اردوغان جولاته في المناطق الكردية. وبعد ديار بكر وحقاري، قصد مدينة فان التي شهدت، كما عند كل زيارة لمدينة في مناطق الجنوب الشرقي، إضرابات وتظاهرات احتجاجية وحرق إطارات وسيارات.
ومع ذلك، تحدث اردوغان وسط حشود في وسط المدينة، داعياً حزب المجتمع الديموقراطي إلى التخلي عن السلاح في حال كان يريد السلام. وقال إن »من حق الكردي أن يفتخر بكرديته، كما من حق التركي أو الشركسي أو البوشناقي أن يفتخر بهويته، لكن يجب ألا ننسى ان لنا هوية عليا، هي مواطنية جمهورية تركيا، والتي تعني امة واحدة وعلماً واحداً ووطناً واحداً ودولة واحدة. ونقول لا للنزعة الاتنية والمناطقية والدينية«.
وقد قوبلت دعوة اردوغان لترك السلاح بإيجابية من قبل حزب المجتمع الديموقراطي، لكن رئيس كتلة الحزب البرلمانية صلاح الدين ديميرطاش قال إنه يلزم وضع آلية لذلك و»نحن ندعو دائماً لإيجاد حل سلمي خارج إطار العنف والإدارة العسكرية للمشكلة«، فيما دعا النائب عن الحزب سرّي صاقيق اردوغان إلى تقديم خريطة طريق بهذا الخصوص.
وصدر عن أوجلان المعتقل في جزيرة ايمرالي للمرة الأولى منذ اندلاع الأحداث بسبب الشائعات عن تعرضه للتعذيب، موقف حول التطورات الراهنة، قائلا انه لا يدعو إلى إجراء مفاوضات معه، بل يمكن ان يشارك في الحل بصورة غير مباشرة عبر مفاوضات بين الحكومة وحزب المجتمع الديموقراطي.
ودعا أوجلان إلى حل المشكلة الكردية في تركيا كما حلت مشكلات مشابهة في جنوب أفريقيا واسبانيا وايرلندا. وقال انه عندما نقل إلى ايمرالي جاءه مسؤول عسكري وقال له ان »اميركا ألقت قنبلة نووية على اليابان ومع ذلك تصالحا بعد ذلك، أما نحن فلم يحدث بيننا ذلك الصدام الكبير فلماذا لا نتباحث ونحل هذه المشكلة؟«. ويعلق أوجلان انه »بالفعل لم تحدث صدامات كبيرة، لكن أيضا لم يحصل أي حوار بيننا. أنا لا استطيع أن أقول ألا يأتوا للحوار لكن يمكن أن يكون ذلك بصورة غير مباشرة مع حزب المجتمع الديموقراطي«، مشيراً إلى انه لا يخاف من الموت، والمسألة ليست شخصية، لكنه دعا إلى عدم إضاعة الوقت والى وقف الدم والفقر. ولم يشر أوجلان إلى شائعات الإساءة إليه، موضحاً انه ممنوع عليه منذ مدة الاستماع إلى الراديو وقراءة الصحف بهدف عزله عما يحدث في الخارج.
ويتهم المعلق المعروف في صحيفة »ميللييت« فكرت بيلا حزب المجتمع الديموقراطي، بأنه لا يريد التهدئة في الجنوب الشرقي ويحمل »برنامجاً« خاصا به، فهو لم يشارك في احتفالات عيد الجمهورية ولا يرفع العلم التركي إلا عند الضرورة القصوى ويرفع علما خاصا به وبالأكراد. وقال انه لا يناقش أية مسالة في البلاد إلا المسألة الكردية، ولا يثير إلا قضية اعتقال أوجلان الذي هو زعيمه الفعلي. ويدّعي الحزب انه يريد تقسيم تركيا إلى محافظات ليست على أساس أثني، لكن الواقع انه لا يريد إلا محافظات على أساس أثني وذات حكم ذاتي وبعاصمة إقليمية هي ديار بكر. ويرى بيلا أن ادعاءات الحزب انه غير انفصالي، ليست مقنعة.
وفي حوار مع صحيفة »زمان«، قال وزير الخارجية التركية السابق ايلتير توركمان انه من المدهش أن ينال حزب العدالة والتنمية أصوات معظم الأكراد، لكنه في الوقت ذاته لا يستطيع حل المشكلة الكردية، موضحاً »انه لا بد من النزول إلى جوهر القضية، إذ لا يمكن اليوم الاستمرار في سياسة الصهر بل يجب تطبيق سياسة الدمج عبر الاعتراف بالهوية الكردية، وعدم إغلاق حزب المجتمع الديموقراطي رغم روابطه مع حزب العمال الكردستاني واتخاذ بعض الإجراءات مثل البث التلفزيوني باللغة الكردية وتدريس اللغة الكردية كدرس اختياري في المدارس حيث يطلب ذلك من وزارة التربية«.
السفير
[1]