=KTML_Bold=درويش: تشكيل دولة كردية غير مطروح لدى جميع الأحزاب الكردية في سوريا=KTML_End=
كورداونلاين
فضائية أورينت لقاءا مع الاستاذ عبد الحميد درويش سكرتير الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا ضمن برنامج الطريق الى دمشق الذي يقدمه الصحفي السوري ابراهيم الجبين
أجرت فضائية أورينت لقاءا مع الاستاذ عبد الحميد درويش سكرتير الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا ضمن برنامج الطريق الى دمشق الذي يقدمه الصحفي السوري ابراهيم الجبين، القى خلالها الضوء على الكثير من الاحداث التي تهم الشعب السوري و خاصة القضية الكردية في سوريا .
و فيما يلي النص الكامل للقاء:
عبد الحميد درويش أكبر الأكراد عمرا في العمل السياسي الباحث عن الحقوق و الهوية .. نحاوره في أورينت لنضع خطوطا أولية للمشهد السوري بعيون الكرد و لنرى كيف يقررون إن خلاصهم بخلاص إخوتهم من العرب السوريين على التراب السوري الزكي.
أهلا بكم إلى هذا اللقاء مع الأستاذ عبد الحميد درويش .. أستاذ عبد الحميد درويش أنت سكرتير الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا .. كان للحراك الكردي في سوريا مسيرة طويلة جدا ومعقدة وربما متشابكة مع تطور العهود السورية . هل تطلعنا على كيف كان يعيش الأكراد في سوريا في الوقت الذي سميت فيه سوريا بأنها كانت واحة الديمقراطية في فترة ما؟
درويش : في عام 1954 انتقلت إلى دمشق للدراسة الإعدادية في الصف الأخير منها و سجلت في مدرسة كان اسمها البطركية للروم الكاثوليك في حينها طبعا كانت دمشق تعيش عصرا ذهبيا ، عهد الحريات الديمقراطية و البرلمان الديمقراطي المنتخب بشكل نزيه جدا من عام 54 و حتى عام 1958 ، عندها اتصلت مع بعض الجماعات السياسية الكردية و العربية في دمشق و كان دمشق تعيش وقتها حركة سياسية ، قررنا أن نؤسس جمعية ثقافية كردية نظرا لوجود حرية كاملة للإنسان .
أي في بحثكم عن الهوية القومية ؟
درويش: نعم، كان عثمان صبري و ثلاثة آخرين من أولاد عمومتي حيث كنا أربعة في دمشق و قررنا تأسيس هذه الجمعية، وأسسناها، ثم بعد سنتين ، قرر عثمان صبري أن يؤسس حزب سياسي و سألني هل أوافق أم لا، فقلت أنا موافق، وكانت الأمور جد طبيعية في سوريا، لم يكن هناك مخابرات، و لم يكن هناك اضطهاد قومي و سياسي، و لذلك قررنا تشكيل حزب سياسي أنا و إياه ثم التحق بنا رجل آخر اسمه حمزة نويران .
و هل كان هذا أول حزب سياسي كردي؟
درويش: نعم كان أول حزب سياسي كردي في سوريا عام 1957 و كان في الحقيقة عام 1956 و لأسباب سياسية أصبح تأسيس الحزب في 14-06-1957 ، ثم التحق بنا أناس آخرين من جبل الأكراد هم رشيد حمو ، محمد علي خوجة، شوكت حنان، خليل محمد ، ثم التحق بنا الدكتور نور الدين زازا أحد ابرز السياسيين بتقديري في الشرق الأوسط، كان خريج جامعة لوزان بسويسرا في علم الاجتماع، ثم التحق بنا رجل آخر اسمه محمد عيسى، ثم التحق بنا الشاعر الكبير جكرخوين المعروف على مستوى الشرق الأوسط .
أورينت : الكبد الدامي باللغة العربية؟
درويش : نعم، وأصبحنا تسعة و تأسس الحزب، ثم جاء عهد الوحدة في شباط من عام 958 ، على يد جمال عبد الناصر، و حلت الأحزاب السياسية بما فيها حزبنا الذي كان يعتبر غير قانوني مسبقا، و حلت جميع الأحزاب السياسية الأخرى وعادت ممارسة سياسة الاضطهاد والمباحث من جديد إلى سوريا ومنعت جميع الأنشطة السياسية في البلاد.
كان هذا أول صدام بينكم و بين السلطة؟
درويش : كان أول صدام للقوى السياسية بشكل عام و بين الحكم في عهد الوحدة، عهد عبد الحميد السراج.
حتى لا يبدو و كأن الأكراد و نشاطهم السياسي بدأ فقط بتأسيسكم لهذا الحزب، الأكراد في سوريا كان لديهم من أيام صلاح الدين و حتى محمد كرد علي و يوسف العظمة و خير الدين زركلي حيث كان لديهم حضور سياسي و ثقافي .
درويش : نعم كان لديهم حضور سياسي و ثقافي و لكن لم يكن لديهم تنظيم سياسي بالاسم .
كانوا ضمن الهوية السورية ؟
درويش : نعم كانوا ضمن الهوية السورية، و بصراحة قبل مجيء عهد الوحدة لم يكن يشعر الأكراد بأنهم مضطهدون و إنهم يجب عليهم النضال من اجل حقوقهم، فقد كان منهم رئيس أركان الجيش ، و كان عدد من رؤساء الجمهورية أكراد، و رؤساء الوزارات أيضا هناك عدد من الأكراد، و أيضا عدد من الوزراء بشكل عام و كان وزير الداخلية كرديا حبيب أوسو ، لذلك لم يشعر الكرد بالاضطهاد و التمييز عندها.
بدا في عهد الوحدة ما تسمونه قسر المكونات السورية على التعريب ، و غيرت أسماء القرى كما تقولون و بدأ الإحصاء فيما بعد ؟
درويش : في عام 1962 ، نعم بدأت مشاريع غاية في العنصرية ومثلا على ذلك سأشرح لك، محمد طلب هلال كان أحد قياديي حزب البعث وأنا سأعطيك نسخة من كتابه ( دراسة عن الجزيرة في النواحي الاقتصادية و الاجتماعية و السياسية ) حيث يطرح 12 اقتراح من اجل صهر القومية الكردية في البوتقة العربية .
و كيف ذلك؟
درويش : منها تهجير الأكراد من مناطقهم، تجويعهم كي يضطروا إلى التهجير، تجهيلهم كي يبقوا جهلاء و يقبلوا بما تطرحه الحكومة، و ضربهم بعضهم بالبعض، و إلى ما هنالك من اقتراحات.
هل هكذا نظر البعث إلى المسالة الكردية؟
درويش : نعم و لو تقرأ الكتاب جيدا سترى بأن النازيين لم يطرحوا هكذا أفكار .
نعم و لكنكم توافقتم مع العرب فيما بعد و عشتم ضمن المجتمع السوري؟
درويش : نعم عشنا و لكن ليس بكيفنا ، الشعب السوري معروف ببطولته ، لقد مرت على سوريا ظروف قاهرة ، والبعثيون أصبحوا خبراء في فن ممارسة الحكم و يرضون الشرق و الغرب بآن واحد و قد كان وضع الشعب السوري تعيسا ، و نحن جزء من الشعب السوري و لا نعيش بإفريقيا بل نعيش مع الشعب السوري.
وصل حافظ الأسد إلى الحكم عام 1970 ، في 7 سنوات من عام 1963 إلى عام 70 تغير الحكم في سوريا كان هناك مرحلة تحول اشتراكي و تحويل المجتمع إلى بيئة قسرية لجميع المكونات إلى آخره .. و بعدها استلم حافظ الأسد فماذا حصل للأكراد حينها و للحراك الكردي؟
درويش : بعد مجيء حافظ الأسد و حتى عام 1980 حصل إلى حد ما انفراج في وضع الأكراد .
كيف ذلك؟
درويش : سمح للأكراد بأن يدخلوا للوظائف ، فقد كان التوظيف ممنوعا على الكردي ، لسببين أولا لأنه كردي و ثانيا لأنه لا يحمل الجنسية .
ليس كل الأكراد طبعا؟
درويش : طبعا ، و لكن حتى من كان يحمل الهوية أيضا ممنوع عليه التوظيف ، و بعد مجيء حافظ الأسد توظف عشرات اللف من الأكراد و حصل إلى حد ما انفراج محدود تجاه الأكراد.
و استطاعوا أن يمارسوا بيع و شراء السيارات التي كانت ممنوعة عليهم ، فشراء سيارة كانت بحاجة إلى موافقة من الأمن و بناء دار تسجيلها .. و الآن والد زوجتي داره مسجلة باسم شخص آخر ، فلم يكونوا يقبلون للكردي بأن يبيع و يشتري بيوتا لذلك نقول بأنه حصل قليل من الانفراج حتى الثمانينات ، و بعد قضية الأخوان المسلمين في سوريا عام بداية الثمانينات ، استفاد الحكم و اتخذ تلك الأحداث ذريعة لفرض حكم إرهابي ديكتاتوري ، و فرض على الشعب السوري حكم المخابرات ، و حينها أيضا كان الكرد جزء من ضحايا هذه الحملة و نالوا نصيبهم منها ، و عات الأوضاع شيئا فشيئا إلى العهد السابق ما قبل استلام حافظ الأسد.
في تلك الأثناء كان في شمال العراق شخصية كبيرة جدا هي الملا مصطفى البارزاني و كان هناك نضال كبير من اجل تثبيت الحقوق القومية للشعب الكردي في العراق، و في تركيا كانت هناك تحركات كبيرة منها حزب العمال الكردستاني و ولادة مشروع أوجلان .. كيف كان شكل الحراك السياسي الكردي في سوريا حتى نهاية عهد حافظ الأسد ؟
درويش : كان الكرد في سوريا متأثرين إلى حد كبير بالملا مصطفى بارزاني و يعتبرونه قائدا كرديا ليس في العراق فحسب بل في جميع أنحاء كردستان ، وكان هذا الوضع يؤثر على نفسية الإنسان الكردي و تعلقه بالملا مصطفى بارزاني و قد بارزاني طالب حينها بالحكم الذاتي للأكراد في العراق ، وقد وجهوا لنا اتهامات بأننا نعمل مع الملا مصطفى بارزاني و يتهمون البرزاني بأنه عميل لإيران و أمريكا ، و أود أن أقول لك حقيقة لا يعرفها إخواننا العرب .. ففي ذات يوم كنا أنا و الشاعر جكرخوين جالسين عند الملا مصطفى البرزاني في غرفة ضيقة لا تتجاوز 12 مترا في قرية اسمها ديلمان بكردستان العراق و كانت إحدى صور الشاه معلقة فوق رأسه بالغرفة ، قلت له سيادة بارزاني أنا لم أعش مع هذا الشخص و لكنك عانيت منه .. و خلصت نفسك منه بأعجوبة و وصلت إلى الاتحاد السوفييتي من وراء هذا الرجل الديكتاتوري الغاشم، فكيف تتعامل معه و تقيم معه علاقات. و أقولها لك للتاريخ ..
و فكر لمدة دقيقتين و قال : أنا اعرفه و شتمه شتائم بذيئة و قال أنا اعرفه جيدا و لكنني يا عبد الحميد لا أستطيع أن اجلب كيلوين من الشاي ( و أشار باثنين من أصابعه ) إلا عن طريق هذا الديكتاتور الحقير.
بارزاني لم يكن عميلا لشاه إيران و الأكراد لم يكونوا عملاء لأحد ، الأكراد طالبوا بحقوقهم القومية أخي العزيز و لكن هكذا اتهم الإخوة في البلدان العربية مع الأسف الشديد .. أنا اعتقلت 11 مرة و في كل مرة يقولون لي أنت انفصالي و تحاول سلخ جزء من سوريا ، و هذا الجزء لم ينسلخ و ها أنا ذا أشرف على الثمانين سنة و لم أكن انفصاليا .
حتى الآن انتم متهمون بأن لديكم مشروع انفصالي؟
درويش : برأيي أن هذا الأسلوب هو أسلوب مخابراتي فإذا لم يتهموك أنت بشيء و لم يتهموننا بالانفصال و يتهمون الآخرين بشيء آخر فأي حجة إذا تتوفر لهم لاضطهاد الناس ، و أنا أرى بأن الأكراد يجب عليهم أن يعيشوا كل قسم منهم في بلدانهم إلى جانب القوميات الأخرى و أن يناضل كل منهم في سبيل حقوقه ضمن ذلك البلد و أن يقوموا بتطوير مسائلهم الاقتصادية و الثقافية و السياسية في نفس البلد و تشكيل دولة كردية في الوقت الحاضر غير مطروح لدى جميع الأحزاب الكردية و لكن هذا لا يعني بأن أطالب بحقوقي في سوريا .
هل يمكن أن تشرح معنى الحقوق القومية للشعب الكردي في سوريا؟
درويش : الحقوق القومية للشعب الكردي تعني أن لا أكون مضطهد أولاً، و أن لا تكون هناك سياسات تمييزية , و ليتك تعرف ماذا حصل في سوريا و سأذكر لك مثالين فقط عدا عن سياسات الاضطهاد و عدم تسجيل الأملاك باسم الأكراد و منع التحدث باللغة الكردية ، فقد جلبوا المغمورين إلى الجزيرة اللذين قيل بأنه غمرت أراضيهم مع العلم بأن هناك أراض كثيرة بالرقة .. فسد الرقة يروي 6 ملايين دونم و هي تكفي جميع فلاحي سوريا ومع ذلك فقد أتوا بهم إلى الجزيرة .. و يوم أتوا بهم أرادوا أراضي أكثر ليجلبوا أعدادا أكبر من العرب و من اجل الاستيلاء على أرض أحد الأشخاص قاموا بتسجيل والدته على إنها زوجته لكي يستولوا على أرضها البالغة 2000 دونم .. استمع إلي جيدا كي تعرف إلى أي مدى العنصرية شريفة .. و اخبرهم يا جماعة هذه أمي و ليست زوجتي لأنها لو سجلت على إنها والدته كانت من حقها أن تكون لها حصتها البالغة 2000 دونم .. و اخبرهم بأنها أمه و ليست زوجته و انه لا يريد أية أرض بسبب ذلك فقط لا تقوموا بتسجيل والدته على أنها زوجته و لكنهم لم يستمعوا له و بقيت مسجلة على إنها زوجته و قاموا بمصادرة الأرض .. و هناك آخر اسمه فرحان سليمان قاموا بتسجيله على انه ابن شخص آخر اسمه سليمان و هذا الآخر أصغر منه بعامين أي أنه أكبر عمرا من والده بعامين حتى يقوموا بمصادرة أراضيه..
أستاذ عبد الحميد .. أنت تتكلم عن جلب العرب إلى الجزيرة و لكن أيضا هناك هجرات قربيه جدا و ربما ما تزال من جنوب شرق تركيا أو فوق الخط كما يسمونه الأكراد إلى الجزيرة .. فهذه المنطقة شكلت من مسيحيين و عرب و أكراد و هي ليست منطقة كردية نقية ؟
درويش : أنا لا أنكر بأن هناك عناصر معينة جاءت إلى سوريا و لكن هذه المنطقة كانت خالية من العرب و من الأكراد و يجب علينا أن لا نكون متعصبين حول هذا الموضوع و الأكراد لديهم امتداد طبيعي في الجزيرة فانا عشيرتي التي اسمها الكيكية نصفها تعيش في القسم التركي و النصف الآخر في سوريا و كذلك عشيرة حرب العربية المجاورة قسم منهم يعيش في تركيا و قسم آخر في سوريا ، فدعونا نكون واقعيين و أن لا نقول بأن الأكراد جاءوا نتيجة سياسة أو تخطيط للاستيلاء على هذه الأرض و هذا الكلام غير صحيح أبداً .
كانت الجزيرة السورية في الحقيقة درة في هذا التعايش الذي تفضلت به حضرتك حيث عاش فيها الجميع كما جاء إليها الأرمن بعد ذلك و قد اجتمع الكل على هذه الأرض ليبنوها معا فهل عايشتم في الجزيرة أية أحداث فيها شقاق بين العرب و الأكراد؟
درويش : استطيع أن أؤكد لك انه حاليا و في الماضي أيضا بأن العرب و الأكراد كانوا إخوة و لم تكن بينهم هذه التفرقة و العشائر العربية كانت تتحالف مع العشائر الكردية في قسم و في قسم آخر تجد عشائر عربية متحالفة مع عشائر كردية أخرى و يتقاتلون كرد و عرب في قسم و تجد في القسم الآخر أيضا عرب و كرد و أعطيك مثالا على ذلك .. عشيرتنا و شمر و حرب و الشرابيين كنا في حلف .. و البكارة عشيرة أخي العزيز نواف البشير و كيكية خضر و كيكية إبراهيم باشا كانوا في حلف آخر .. هل استوعبت الأمر .. لم يكن هناك تفرقة في ذلك الوقت..
هل عمل النظام على خلق التفرقة و كيف؟
درويش : نعم الأنظمة خلقت التفرقة بين شعوبها.
أسألك عن نظام الاستبداد في سوريا؟
درويش : في عهد عبد الناصر كانوا يذهبون لبعض الناس .. لم يكن عبد الناصر بل اللذين حالفوا عبد الناصر خاصة عبد الحميد السراج و حزب البعث فلقد كان لعبد الناصر موقف معقول جدا من القضية الكردية و وقتها قام بالحوار معنا و كان هناك شخص اسمه كمال الدين رفعت بعثه عد الناصر إلى القامشلي و حلب و تحاور معنا ، مع حزبنا من اجل إيجاد حل للقضية الكردية و هذه المسائل لا يعرفها أحد .
و قد قالوا لنا وقتها بأننا نستطيع أن نتفق و نناضل في تركيا و كما قلت لك بأن هذه المسائل لا يعرفها أحد و قالوا لنا بأن تركيا هي العدوة الرئيسية لكم و ليس العرب من وجهة نظر عبد الناصر و لذلك قام بتأسيس إذاعة باللغة الكردية كانت موجودة هنا في القاهرة بالأزهر و كانت تذيع باللغة الكردية و توجه الأكراد.
إذا فالعرب قدموا لكم المساعدة من اجل تأسيس هويتكم ؟
درويش : نعم الشرفاء العرب أنا لا أنكر ذلك .. عبد الناصر كان معقولا و ايجابيا تجاه الأكراد .
وصلنا إلى عهد بشار الأسد ففي عام 2000 تم نقل السلطة بالطريقة التي تعرفها ، ثم بدأ ربيع دمشق، كما بدأت أنت و بعض الشخصيات الكردية الأخرى من اجل تثبيت وضع سياسي ما للأكراد ، ما الذي حصل حينها؟
درويش : نحن حاولنا كثيرا بعد مجيء الدكتور بشار الأسد أن تعود الأمور إلى عهد أبيه على الأقل عهد حافظ الأسد بأن يعود الأكراد إلى وظائفهم و أن لا يضطهد الأكراد و أن لا تمارس سياسة التمييز العنصري ضدهم و لكن مع الأسف الشديد و رغم انه كان يتحدث بأن العنصر الكردي في سوريا هو جزء أساسي من النسيج الوطني السوري و لكنها كانت شعارات و لم تنفذ على الصعيد العملي و في الفترة الأخيرة بعض الناس راجعوه فقال لهم : أنتم خطابكم غير مفهوم .. فأي خطاب لنا هو غير مفهوم يا سيادة الدكتور بشار الأسد.. ليس لدينا خطاب غير مفهوم .. فقط نريد أن نعيش بغير تمييز فأي خطاب لنا تتهمنا بأنه غير مفهوم ، أنا بتقديري أن نظام الحكم أصابه غرور قاتل في المراحل الأخيرة ، و هذا الغرور القاتل أوصلنا إلى ما نحن عليه الآن.
أنتم متهمون أيضا بأنكم رغم أنكم أقلية في سوريا و لكن لديكم أحزاب أكثر عددا من الأحزاب العربية الأخرى، فكم حزب كردي يوجد في سوريا؟
درويش : يوجد الكثير و لكن هذا من تفريخ المخابرات يا أستاذي العزيز و ليس لأن الأكراد أرادوا أحزابا كثيرة فجزء من سياسة المخابرات هي تمزيق الحركة الوطنية الكردية كما كان شأنهم تجاه الحركة العربية و قد نجحوا في ذلك في هذا الحقل ، أما بالنسبة للأحزاب العربية فأين هي هذه الأحزاب فبعضها هذه الأحزاب التي حققت الاستقلال كحزب الوطني و حزب الشعب هذه الأحزاب انقرضت و لم يبق لها أثر. و هي لم تنقرض تلقائيا بل بسبب المخابرات و الأحزاب الكردية و العربية وصلت إلى حد الانقراض نتيجة هذه السياسات القمعية الغاشمة ، لا أريدك إن تظن بأن الأحزاب الكردية تكاثرت بشكل تلقائي و طبيعي و العربية تكاثرت و انقرضت ، فنحن طوال 50 سنة نعيش تحت ظل نظام دكتاتوري غاشم حرم لقمة العيش و ليس كل الناس تتحمل و لديها إمكانات الاستمرار فتسعون بالمائة من الناس تعتمد على الوظائف و لذلك فان هذه الأجهزة سامت الناس سوء العذاب و اليوم فان الناس التي تموت في الشوارع لا تموت حبا بالموت و إنما تموت حبا بالحياة و الحرية .
عندما اندلعت الثورة السورية .. كيف نظرتم إلى مسببات تلك الثورة بما في ذلك الربيع العربي ثم إلى الثورة و المساهمة فيها؟
درويش : نحن عانينا من عام 2004 في ذلك العام خططوا من اجل ضرب الأكراد و تفتيت هذه القوى التي يعتبرونها تشكل خطرا عليهم و تآمروا لضربنا نحن و إخواننا في دير الزور ببعضنا البعض .
عن طريق مباراة كرة القدم؟
درويش : نعم استغلوا المباراة و أساليب المخابرات معروفة لديكم و سقط حينها حوالي 30 شهيد و 280 جريح بالرصاص عدا عن كثيرين جرحوا بالحجارة و اعتقل 4210 شخص ، و للأسف إن إخواننا في المناطق الأخرى لم ينجدونا و بالعكس فان قسم منهم كان يسأل و يقول هل صحيح إن الأكراد يريدون الانفصال و كنا نناديهم بأننا الأكراد نتعرض إلى اضطهاد قومي و نتعرض للموت و هذا غير صحيح .. و كانوا يصدقون الأجهزة المخابراتية .
و في بداية اندلاع الثورة السورية في درعا و إنا الآن انحني أمام بطولاتهم شارك الأكراد منذ اليوم الأول بتأييدهم و الوقوف إلى جانبهم و إلى اليوم لم يتواني الأكراد لحظة واحدة عن دورهم في دعم هذه الثورة و إسنادها بكل المجالات .
بدا الأمر في بداية الثورة و كأنكم كانت لديكم مطالب خاصة بكم فبل أن تنخرطوا في الثورة و قد بادر النظام إلى تقديم هدية الجنسية إلى الأكراد؟
درويش : قطعا هذا الكلام ليس صحيحا و ليس دقيقا و ما قيل هو جزء من الاتهامات التي وجهت لنا ، الأكراد لم يكونوا و لن يكونوا في المستقبل أيضا جزءا منفصلا عن بقية إخوانهم في سوريا و إنا أخبرك و اخبر الآخرين هذا الكلام و إنا مسؤول عن كلامي هذا ، إننا نؤمن بأننا جزء من سوريا و حركتنا جزء من الحركة الوطنية في سوريا و لا يمكن أن تحل مشكلتنا إلا بحل المشاكل العامة في سوريا و قمنا بدونا في الثورة بقدر ما نستطيع .
قدم لكم النظام رشوة بمنح الأكراد المحرومين من الجنسية جنسيات ؟
درويش : حقيقة أقدم النظام على خطوة هامة جدا بالنسبة للكرد نحن منذ 50 سنة بالتمام من عام 1962 و إلى عام 2012 نناضل من اجل إعادة حق المواطنة التي جردنا منها إلينا ، و لم يتجرأ أحد إلى إعادة هذا الحق لنا و جاء الدكتور بشار الأسد و قام بإعادة الجنسية و أنا اعتقد إن هذا شيء جيد .
أحد الأكراد و اسمه شفان اتصل يومها بأحد المحطات الفضائية و قالوا له هذا الكلام فأجابهم : لقد حصلنا على الجنسية بفضل دماء إخوتنا في درعا و في بقية المناطق السورية و ليست هدية من الدكتور بشار الأسد؟
درويش : و مع ذلك فقد كانت خطوة ايجابية ، لو استجاب الدكتور بشار الأسد لمطالب أهل درعا و لبى مطالبهم أما كانت ستكون خطوة ايجابية .. لذا فنحن ننظر إلى ما هو ايجابي بايجابية و إلى ما هو سلبي نقول عنه بأنه سلبي . و لكن رغم ذلك اعتبر الأكراد إعادة الجنسية بأنه حق لهم و أعيد إليهم و انه لا يجب أن ينفصلوا عن الثورة في سوريا و هذا ما فعلوه.
لقد دعاك بشار الأسد للقائه و أنت رفضت؟
درويش : نعم لقد تمت دعوتي 3 مرات و لم أذهب لأنه ليس هناك ما أقوله له و جاءت الدعوة متأخرة جدا بعد قتل العشرات في درعا و حمص و دمشق فماذا سأسمه منه و ماذا باستطاعتي أن أقوله له و لذلك امتنعت عن اللقاء معه .
الثورة السورية محتدمة الآن و تم تشكيل مجلس وطني و تشكيلات سياسية موازية كما أصبح هناك مجلس وطني كردي كيف تقيم هذا كله؟
درويش : الأساس في الأمر انه يجب على المعارضة الوطنية في سوريا أن تتوحد بالدرجة الأولى و بالدرجة الأخيرة أن تتوحد ، و إمكانات التوحد سهلة ، نحن لا نطلب من أية جهة أن تنخرط في صفوف الآخرين و إنما أن يتحالفوا معا و حول هذا الموضوع أقول بأن المجلس الوطني السوري أخطأ كثيرا في هذا المجال و أصيب إلى حد ما بالغرور بأنه يستطيع أن يمثل و أن يكتسب صفة تمثيل الشعب السوري و بالفعل فإن قسم من المجتمع الدولي اعتبره ممثلا شرعيا و بدلا من أن يستفيد من هذا الوضع و يتحالف نع الآخرين مع الأسف اتخذ مواقف سلبية ، فنحن و إياهم تحاورنا عدة مرات و قلنا لهم هذا الكلام .. و موقفهم من القضية الكردية سلبي .
كيف ينظر المجلس الوطني إلى القضية الكردية و ما رؤيتكم لحلها؟
درويش : لحد الآن موقفه من القضية الكردية لم يكن كما هو مطلوب منه أن يكون و أنا لا أريد أن اتهم جهة ما و أخشى أن نكون هناك جهات وراء ذلك و إنا هنا لا اتهم جماعة المجلس و هم ليسوا إلى ذلك الحد يجهلون الفضية الكردية و موقفه سلبي باتجاهها و لكن هناك عوامل لا أريد أن أتطرق إليها هنا .
ما هو مطلبكم من المجلس الوطني السوري؟
درويش : نريد منهم أن يعترفوا بالحقوق القومية للشعب الكردي و ممارسة هذه الحقوق في سوريا.
كيف ذلك ؟
درويش : مثلا في سوريا نحن نطالب بحق تقرير المصير و أن يتجسد هذا الحق في إطار عملي كالحك الذاتي أو الفيدرالية أو الإدارة الذاتية و هو إلى حد الآن لم يقدم على اتخاذ هذه الخطوة و يقولون بأنكم تطالبون بحق تقرير المصير .. يا أخي حق تقرير المصير هو إرادة الشعب الكردي في سوريا ضمن حدود سوريا و أي شكل من أشكال الإرادة الذاتية في حق تقرير المصير يمكن أن تكون لنا حق .. و هنا يمكنهم أن يعرضوا أو يسألوا أي شكل نريد و بإمكانهم أن يعطوا الشعب الكردي شكل من أشكال الاتفاق .
و لكن هذه الأشكال السياسية لا تؤخذ من المجلس الوطني فهذا أمر تحققونه على الأرض عبر الديمقراطية.
درويش : نحن بدون شك سنحققه و لا أحد يستطيع أن ينكر و يتجاهل حقوق الأكراد من الآن و صاعدا لماذا؟ أولا الأكراد جميعا متكاتفون و المخابرات لم يعد لهم دور في تفتيتهم و تقسيمهم إلى طوائف من ناحية و من ناحية أخرى إن الشرفاء من الإخوان العرب معنا و ليس كما في السابق فالغالبية الساحقة من العرب في سوريا مع مطالب الكرد هذه ، ثالثا المجتمع الدولي معنا فلم يعد بإمكان أحد أن يتنكر لحقوق الأكراد في سوريا و لذلك على المجلس الوطني و المنبر الديمقراطي و الائتلاف الديمقراطي أن يقروا بحقوق الشعب الكردي بدلا من تجاهلها كما حصل في عهد الظلام و عهد المخابرات.
من قتل مشعل التمو؟
درويش : المخابرات لها يد طويلة في مقتله.
أي مخابرات ؟
درويش : المخابرات السورية طبعا ، يعني ماذا أي مخابرات هل المخابرات التركية مثلا .. إنا لا اعتقد ذلك و هذا كلام غير مقبول و إنا بتقديري إن المخابرات السورية قامت بقتله .
لماذا اغتيل برأيك؟
درويش : لا أستطيع القول لماذا و لكن بتقديري أن لهم دور في هذا الموضوع و ليس هناك غيرهم .
أريد منك أن توجه كلمات للشعب الكردي ؟
درويش : أتوجه إلى إخواني الكرد أولا و أقول لهم بأن قضيتهم لا يمكن أن تحل بشكل منعزل عن القضايا الوطنية في سوريا و كان هذا رأي حزبنا منذ أن تأسس في أيامه الأولى و إن قضيتنا هي فضية وطنية بامتياز و لا يمكن حلها إلا بحل القضايا العامة في البلاد و أن يدركوا هذا الموضوع و أن يناضلوا في هذا الإطار و للإخوة العرب أقول لهم بأن اعترافكم بحقوق الشعب الكردي يقوي الروابط و الوشائج بينكم و بين إخوانكم الكرد و ليس العكس ، الاعتراف بحقوق الشعب الكردي يعزز و يقوي من ارتباط الكرد بالعرب و من جهة أخرى يزيد من تمسك الكرد بوطنهم سوريا، إن من يعتقد بأن الاعتراف بحقوق الكرد يضعف الوشائج الوطنية في سوريا هو مخطئ و يسير في سبيل غير مستقيم ، و الاعتراف بحقوق الكرد يقوي من روابط الإخوة بين المواطنين العرب و الكرد.
ماذا تقول للأكراد باللغة الكردية؟
درويش : باللغة الكردية ( اطلب من إخوتي الكرد و من إخوتي العرب و أقول لهم أن يناضلوا معا و أن يعيشوا معا و يموتوا معا و عن طريق بعضكم البعض سوف تحصلون على حقوقكم جميعا و العرب السوريون حينما يمدون أيديهم لنا نحن الأكراد سوف نحصل على حقوقنا كاملة ، كما أقول لإخوتي الكرد أن لا تنظروا إلى أنفسكم كالغرباء بل أنتم أصحاب هذا الوطن و العرب السوريون هم شركاء لكم و سوف تصنعون معا فجر سوريا المشرق لان سوريا لكم جميعا و سوف تعيشون معا بحرية و ديمقراطية و سعادة و إخاء .
كما ترى الآن فان السوريين يقتلون و يقصفون و يذبحون و تهدم بيوتهم و يلاحقون في الشوارع و الأزقة كل السوريين من القامشلي حتى درعا و من إدلب حتى السويداء و حمص و غيرها .. ماذا تقول لهؤلاء كلهم ليس السياسيين بل الشعب ؟
درويش : أقول لهم لا تترددوا في نضالكم لحظة واحدة ، و سيروا من اجل تحقيق الحرية و الديمقراطية في بلادكم فليس لكم بديل عن ذلك و يجب أن لا نعيش مرة أخرى في أحضان قوى الظلام و المخابرات و الأجهزة الأمنية التي استباحت كل شيء من حرمات و أموال و من حرية و كرامة الإنسان في سوريا و ارجوا أن يكون هدفكم الأول و الأخير هو تحقيق الحرية و الديمقراطية في سوريا.
كيف ترى بأنه سيكون شكل سوريا الجديدة؟
درويش : إنا رأيت وقد يختلف معي بعض الناس و يقولوا لي بأنك تريد العودة إلى ما قبل 50 سنة و إنا حقا أريد أن تعود سوريا إلى أجواء ما قبل 50 سنة إلى تلك الأيام التي عشتها و إنا شاب يافع صغير في أعوام من عام 1954 إلى عام 1958 إلى ذلك العهد الذي كانت تتوفر في سوريا كل مقومات الحريات العامة كحرية الرأي و التعبير و تواجدت حينها عشرات الصحف الحرة حياة ديمقراطية صحيحة ، برلمان منتخب بشكل نزيه جدا و كانت سوريا واحة للديمقراطية و الحرية و ارجوا أن نعود إلى ذلك العهد و ما فقدناه ليس شيئا هينا و سهلا ، و للأسف كنا في ذلك العهد ندعوا إلى الحرية و الديمقراطية و إلى معاداة ما كنا نسميهم الرجعيين و لم نتوقع بأنه ومن خلال هذه الشعارات نحلب المخابرات و الأجهزة الأمنية لتسومنا سوء العذاب .
بقي أن أسألك عن علاقاتكم أجيدة.وريا مع الأكراد الآخرين في المنطقة كالسيد مسعود البرازني و الرئيس جلال طالباني و أيضا أكراد تركيا؟ و هل يدعمونكم الآن في مطالبكم ؟
درويش : علاقاتنا بهم جميعا علاقات جيدة .
جلال الطالباني صديقك منذ أن كان في سوريا ؟
درويش : نعم فقد كما معا بالجامعة في سوريا عام 1957 كان يدرس في كلية الحقوق و لحسن حظي كنت أنا أيضا أدرس فيها و نعرف بعضنا منذ ذلك التاريخ و حتى الآن .. و اليوم إنا مهاجر عنده و أعيش في السليمانية بالقرب منه و هو أصبح رئيسا و أنا فخور به و إنا جد واثق انه يخدم الشعب العراقي بكل إمكاناته .
و الشعب السوري؟
درويش : نعم و يخدم الشعب السوري أيضا بل والشعب التركي أيضا .. فجلال الطالباني ليس عنصريا و لا يحمل مفاهيم عنصرية ضيقة و هو يحب شعبه حبا كبيرا و لكنه يحب الآخرين بنفس الدرجة و بنفس المقياس.
و الرئيس بارزاني؟
درويش : و الرئيس بارزاني أيضا نفس الشيء ، فالرئيس بارزاني ليس كما يقول عنه الآخرون ، إنا كما اعرفه إنسان طيب القلب و هو يحاول أن يخدم العراق .
لقد جمعكم في ضيافته بأربيل؟
درويش : نعم و هو لم يقصر في هذا الموضوع .. و نحن نتمنى له و لجلال الطالباني العمر الطويل و المديد في خدمة الشعب العراقي أولا و خدمتنا في سوريا أيضا و الشعب السوري كافة.
ماذا عن أكراد تركيا في هذا الوقت؟
درويش : لنا علاقات جيدة معهم و لا أخفيك بأننا كحزب لنا علاقات جيدة معهم و علاقاتنا مع هؤلاء الإخوان هذه تمتد إلى عشرات السنين و خاصة حزبنا فكما قلت لك بأن المرحوم عبد الناصر حاول أن نكون نحن وإياه حلفا في مواجهة تركيا. و بالفعل عملنا معا قليلا في عام 1958 و عملنا بين الكرد في تركيا إلى حد ما و منذ ذلك الوقت بقيت علاقاتنا مع الكرد في تركيا علاقات طيبة .
من تختار كي توجه إليه كلمة أخيرة في هذه اللحظة؟
درويش : مرة أخرى أنوجه إلى إخواني في المعارضة الوطنية و في مقدمتهم المجلس الوطني السوري بأن يحاولوا أن يجمعوا الحركة الوطنية في سوريا و أن تكون سوريا الغد موحدة و ليست مشتتة ، فبعد رحيل الديكتاتورية و مجيء نظام ديمقراطي في سوريا نحن بحاجة إلى التفاهم و التلاقي فيما بيننا و أن نجنب سوريا أية قلاقل و أي شكل من أشكال الصراع بين الأحزاب و القوى .. و هنا أود أن أقول خاصة الابتعاد عن آفة الطائفية وأرجوا من إخواني في سوريا علويين و سنة و دروز و أكراد و عرب و مسيحيين أن يحاربوا هذه الآفة الخطيرة التي تسمى الطائفية فنحن شعب سوري كردا و عربا ، مسيحيين و مسلمين ، سنة و شيعة .. و بتقديري فأن الطائفية هي آفة و جرثومة خطيرة و قاتلة و يجب أن لا نتركها تؤثر في أنفسنا .
اليوم و للأسف الشديد يلعب بعض الناس على هذا الوتر و هؤلاء لهم مصالح .. و نحن كشعب سوري ليس لنا أية مصلحة أبدا في مسألة الطائفية و يجب أن نحاربها فبين الأكراد أيضا يوجد علويين.
هناك من يقول بأن الإسلام كان جامعا لكم انتم و العرب و بقية المكونات الأخرى و من خلالها ظهر من بين الأكراد ملوك و قادة مثل صلاح الدين الأيوبي مثلا الذي ليس بإمكان احد أن يختلف عليه فهو كان ملكا للجميع عربا و أكرادا .. و ما يطلبه الناس منكم اليوم في الشارع هي جامعة المواطنة .. فما هي الجامعة التي قد تضم كل هذه المكونات التي تتحدث عنها؟
درويش : هذا صحيح فقد حافظ صلاح الدين على منطقة الشرق الأوسط و المنطقة العربية و هذا أمر لا أحد يشك فيه و الأكراد كانوا دائما في الصفوف الأمامية في المنطقة مع إخوانهم العرب و لكن كان العرب أيضا يحفظون للكرد الاحترام و التقدير و يحترمون لغتهم و حقوقهم ، أما الآن فان الهدف الأساسي لبعض الإخوة العرب المتطرفين منهم بشكل خاص .. القوميون المتطرفون و لا أقول القوميين فقط كي لا يفهم كلامي بشكل خاطئ يبذلون كل جهودهم لكي كيف بإمكانهم صهر القومية الكردية .
انتم شاهدتم درسا كبيرا هو درس القوميين العرب حول تحقيق الدولة القومية و قد مرت أمامكم طيلة العقود الماضية في العراق و في سوريا ، ثم حكم الفكر القومي الآن و انتم الآن تبحثون عن بدايات هذا الطريق ؟
درويش : أنا أحد الناس الذين يحاربون الفكر القومي الضيق و لا يمكن أن أرضخ له و خاصة الفكر القومي الكردي الضيق طبعا و كذلك العربي .. إنا حاربت في كل المجالات .. في السجن في التشريد و في المنزل في كافة المجالات و قد حاربت الفكر العنصري من أية جهة كانت سواء أكانت كردية أم عربية أو تركية أو فارسية أو آشورية و أنا أعتبر الفكر القومي العنصري هو عدو للشعوب كما هي الطائفية التي تحدثت عنها و يخلق عداء بين الناس من اجل العداء و حسب و لا يستفيد منه أحد لا العربي و لا الكردي و لا التركي أو الفارسي .
أورينت : و يقرر الكردي بأنه سيكون له من أفراح سوريا نصيب ، و انه لن يكتفي بثلج الشمال و خطوات بيكس الذي يهرب إلى الغياب ، كما في أساطير الكرد عن الظلام ، فما ثمة ظلام في سوريا بعد اليوم و الحكمة في أن نمضي معا إلى الغد.
[1]