=KTML_Bold=اليزيديون الكورد وأشوريو جيورجيا محنة الشتات والاندماج=KTML_End=
كورداونلاين
مركز الدراسات السياسية والاجتماعية/السويد
اليزيديون الكورد وأشوريو جيورجيا
21-03-2003
محنة الشتات والاندماج في مجتمع مؤقت
من المحتمل أن الأكراد اليزيديين قد قدموا إلى جورجيا أبانَ عهد القيصر GEORGY III (النصف الثاني من القرن الثالث عشر ) عندما اضطرت احد العشائر الكردية أن تترك ميزوبوتاميا وتستقر في أرمينيا
لقد اخترنا عمداً الآشوريين و الكورد اليزيديين من بين الأقليات الاثنية العديدة التي تعيش في جورجيا كموضوع لهذه المقالة لان كلاً منهما ليس له كيانات وطنية مستقلة أو مناطق ذاتية الحكم عدا ما هو موجود في شمال و شمال شرق العراق , هذا يَدل على عدم قدرة جالياتهم المتواجدة في الشتات التواصل مع موطنه التاريخي على المستوى الرسمي .وبنفس الوقت , يمكن أن يؤثر نظام الدولة المستقبلي لعراق ما بعد الحرب كثيراً في حياة الجاليتين الكوردية والأشورية في جورجيا التي تتعاط باهتمام مع بعض مشاكل الأثنيات الأخرى ولها اهتمام خاص بأقلياتها .هناك مؤشرات بأن هذه الأقليات قد كثفت من نشاطاتها جزئيا كرد على المشاكل الداخلية الجورجية ومن جهة أخرى بسبب التغيرات الجيوسياسية القادمة في الشرق الأوسط . منذ بدايات القرن العشرين كان جنوب القوقاز قد أصبح بديلاً كموطن لغالبية الأشوريين والأكراد اليزيديين عندما فر أسلافهم من تركيا .
واليوم من المحتمل أن تكتسب جالياتهم في الشتات وزناً أكثر في سياق التغييرات الجيوسياسية الممكنة والمتوقعة قريباً .
نبذة تاريخية
كان أول ذكر للآشوريين في جورجيا في القرن السادس بعد الميلاد , في ذلك الوقت َقدِمَ 13 راهباً أشوريا من مدينةURFA إلى جورجيا , يَعرفهُم التاريخ بالآباء القديسين الأشوريين الثلاثة عشر , فيما بعد شبه العلماء مساهمتهم بتنوير جورجيا المتنصرة حديثاً بنفس ما قام بهِ القديس NINO في هداية الوثنيين , لا تزال الأديرة والكنائس التي انشأ وها قائمة.
ومن المحتمل أن الأكراد اليزيديين قد قدموا إلى جورجيا أبانَ عهد القيصر GEORGY III (النصف الثاني من القرن الثالث عشر ) عندما اضطرت احد العشائر الكردية أن تترك ميزوبوتاميا وتستقر في أرمينيا .
في وقتٍ لاحق بدأ بعضهم بخدمة القيصر الجورجي ,ومن الجدير ذكره بأن َيزيديين كرديين ,هما الأخوين EVO َو ZAA, تبنيا إلى جانب اعتناق المسيحية اسمين جديدين : إيوان و زخاريا , في وقتٍ لاحق كَسَبا شهرة عظيمة كقائدين عسكريين وحارسين شخصيين للملكة الجورجية TAMAR (في أواخر القرن 12 وبدايات القرن 13 ) .
عندما انهارت الإمبراطورية البيزنطية حاولت تركيا مرات عديدة بسط نفوذها على جيرانها.
لمدة 300 سنة ، بدءاً من أواخر القرن 15 , كانت بلاد فارس و الإمبراطورية العثمانية تشنان الحروب من أجل السيطرة على منطقة القوقاز والشرق الأوسط. كان الأشوريين والأكراد اليزيديين والذين في ذلك الوقت قد فقدوا أماراتهم أول من انخرطوا في الثورات , جورجيا بدورها كان يتوجب عليها أن تقاتل من أجل استقلاليتها عن تركيا و تدافع عنه .
ظلت جورجيا دولة حرة وغير مسلمة تجتذب بدورها جيرانها الذين يعيشون تحت حكم الأتراك.وفقاً لوثائق تاريخية, في 1760 طلب الآشوريين والأكراد من القيصر الجورجي ايراكلي الثاني المساعدة ، هذا الأخير كان قد دخل مسبقاً في مراسلات سرية مع بطريرك الكنيسة الأشورية في الشرق مار أفرام وأراد علاقات أمتن مع الأشوريين والأكراد اليزيديين. وجاءت اللحظة المناسبة في 25 أيلول 1768 عندما أعلنت الدولة العثمانية الحرب على روسيا.
بعد مفاوضات طويلة أقنعت روسيا أيراكلي الثاني الدخول في حربٍ ضد تركيا. تعطي الوثيقة مساحة كبيرة للأكراد والآشوريين والذين, مثلما توقع ايراكلي , يمكن يلعبوا دورا مهما في الحرب . هذه الوثيقة تقول, على وجه الخصوص : إن الآشوريين الذين يعيشون متوسطين بين بلاد فارس والأتراك العثمانيين ، كثيرو العدد ويملكون جبالا وأودية جميعهم من المسيحيين ، هناك عدة ملايين منهم ولهم خبرة عسكرية. ومنذ فترة عام والى الآن صار لهم يرسلون رجال دين وكهنة وأساقفة ، وأمراء للحصول على أذن للمجيء إلى بلدنا جورجيا . وتتحدث الوثيقة بشكل أقل عن الأكراد على الرغم من أن ايراكلي أشار خصيصا لقدراتهم العسكرية.
في أبريل 1770 ، وفقا لتفاهمه مع روسيا ، أرسل ايراكلي الثاني قواته نحو بلدة Akhaltsikhe . وفي الوقت ذاته غادر الأسقف الأشوري أشعيا العاصمة تبليسي حاملاً رسالة إلى الكاثوليكوس سيمون وللزعيم الكردي جوبان أغا والتي دعاهم القيصر الجورجي من خلالها للقتال ضد العدو المشترك , تركيا,َو وَعدهم بالدعم بكل إمكاناته , فشلت هذه الخطط لان الجنرال الروسي Totleben , و الذي هو صهر أيراكلي الثاني , غير رأيه وتحول بقواته نحو Kartli والتي جمعها بقصد الخيانة .
في أيلول 1770 ، تلقى القيصر الجورجي أجوبة لمراسلاته . كتب الكاثوليكوس الآشوري سيمون في رسالة مؤرخة في يوليو 1770: نحن جميعاََ نشكر يسوع المسيح لكل الخير الذي تبديه إلينا...،سيكون تحت تصرفكم جيشاً ب 20000 مقاتلا... الرجاء ، أرسل لنا ميثاق العهد الذي من شأنه أن يشجعنا و يُمكننا بحيث لا نهاب الأتراك العثمانيين.اقترب منا حتى نتمكن من رؤية بعضنا البعض بشكل أفضل. يجب أن نكون مستعدين للموت من أجل سعادتك... وكلنا أملٌ أن نرى ذلك الوقت عندما نستطيع خدمتك بكرامة أو وقار .
أيضاً كتب المطران الآشوري أشعيا : ذهبتُ إلى كردستان الإسلامية لأقابل زعماء الطائفة اليزيدية ، لأريهم رسالتكم.
كانوا سعداء جداً ، وضعوا الرسالة على رؤوسهم ، وأصبحوا عبيدك المتواضعين .وهم يُصلونَ من أجل انتصارك ويطلبون منكم أن تمنحهم حصن خوشابا. أمنحهم القلعة حتى يتمكنوا من التجمع معاً هناك ، أنهم لا يحتاجون إلى الماشية. يسألون عطفك ، هذا ما استطيع أن أخبرك إياه أنهم جميعا مقاتلون جيدون ويعترفون ب جوبان أغا كزعيمً لهم. جوبان أغا نفسه أكد ذلك في رسالة إلى القيصر ، قال فيها: نحن الأيزيديين المحموديين (نسبة إلى محمود) نسألك عن منح العهد لكي نأتي أليك بسلام بالشكل الذي نتأكد فيه من سلامتنا. الله وحده يعلم أنه عندما نأتي وننحني إجلالا وإكباراً لكَ، سوف ترى أننا نعرف كيف نخدمك. 1
إذا ما قُِدر لعملية Akhaltsikhe أن تنجح واستطاع عندها القيصر الجورجي الاقتراب من أراضي الأكراد والآشوريين لتوحيدهما كان يمكن لذلك أن يغير الوضع الجيوسياسي في المنطقة.
ليس هناك شك في أنه كلا من الأكراد والأشوريين كانا مستعدين للتحرك ضد تركيا إذا دُعما من قبل ايراكلي الثاني . خيانة الجنرال Totleben هي التي أجبرت قيصر جورجيا لتغيير خططه.
لم يرد القيصر الجورجي من الأكراد والأشوريين فقط أن يقفوا إلى جانبه في صراعه ضد تركيا لكنه أيضا أراد نقلهم من الشرق الأوسط إلى جورجيا .
هناك معلومات بأن نحو أربعة آلاف عائلة كردية وصلت واستقرت في كاخيتي (جورجيا الشرقية), وبنفس ذلك الوقت كان ظهور أول جالية أشورية ذات اثنا عشر عائلة في جورجيا . حيث وصلوا إلى Mukhrani (مقاطعة Mtskheta ) قادمين من إيران والإمبراطورية العثمانية.
عندما وقعت روسيا معاهدة Turkmanchai للسلام في 1828حَصل الأشوريين والأكراد اليزيديين على فرصة للقدوم إلى جورجيا كأيدي مأجورة. في النصف الأخير من القرن 19 بدءوا بالوصول بأعداد كبيرة .
حدثت موجة كبيرة أخرى من المهاجرين اليزيديين حتى وقتٍ قريب في 1915-1917.
فروا من تركيا لإنقاذ حياتهم, هناك معلومات بأنه ليس فقط الأتراك أيضا الأكراد مسلم كانوا معادين للأكراد اليزيديين. يعتقد المؤرخين اليزيديين أنه في يوم واحد قتل 56 شخص من مواطنيهم على أيدي الأكراد المسلمين في نهر أراكس (اراس). حوالي 50 فردا من الآشوريين قدِموا إلى جورجيا وأرمينيا لتفادي المصير المؤسف ذاته في تركيا.
الأكراد اليزيديين في جورجيا خلال القرن العشرين: من نهضتهم إلى الانحدار؟
وصلت أعداد كبيرة من الأكراد اليزيديين والأشوريين إلى جورجيا في أعوام 1915-1917 . وحسب ما يقولون هم أنفسهم فان الأعوام من 1960-1980 كانت أفضل اليزيديين الأكراد: أداروا مسرح الدراما الخاص بهم (الوحيد في العالم ) وفرقة الرقص الشعبي ,أصبحت أيام الثقافة الكردية سمة منتظمة في حين كان الراديو يدير ساعات بث بالغة الكردية ,و في ذلك الوقت ظهر المفكرون الأكراد2 :كان هناك أساتذة و أكاديميون ,فنانين وممثلين , رياضيين و مسئولي أحزاب بينهم.
عندما أصبحت جورجيا بلدا مستقلا بدأ عدد الأكراد المتواجدين فيها يتناقص , حسب إحصاء السكان لعام1989 كان هناك 35 ألفا منهم , اليوم , و حسب مختلف المنظمات الكردية (مؤشراتهم قريبة من بعض ) ليس هناك أكثر من 6 ألف منهم. حصة الأكراد من الهجرة هي الأعلى مقارنة مع باقي المغتربين هناك.
في بداية التسعينيات كان المسرح وفرقة الرقص مغلقين وأوقف الراديو بَثه بالكردية , وكان حال الجالية في ذلك الوقت يقول : ببساطة نحن مجبرين على الهجرة, لم تغادر الأغلبية أثناء فترة التعصب القومي في بدايات التسعينيات أنما خلال حكم شيفرنادزه , بالمناسبة , ذَكَر الرئيس السابق Gamzakhurdia أكثر من مرة انه كان فخورا لكون مسرح الدراما الكردي الوحيد في العالم عمل في جمهوريته , أما تحت حكم شيفرنادزه الذي بشر بالمساواة والديمقراطية كان المسرح مغلقا . 3
قبل أن يصبح أغلبية الأكراد سكانً حضريين ويعيشوا في العاصمة وفي المدن الكبيرة الأخرى حتى فيKakheti كانت هناك العديد من القرى ذات الأغلبية الكردية. اليوم هي تبدوا فارغة أو تتلقى مهاجرين جدد من غير الأكراد , حتى أولئك الذين اعتادوا على العيش هناك إما تركوا البلاد أو انتقلوا إلى تبليسي. ومن المفيد التذكير بأنه يشكل الأكراد في العاصمة تبليسي تجمعات مضغوطة بشكل رئيسي في الضواحي حيث الشقق ارخص من المركز .الغالبية تشارك في أعمال يدوية شاقة .
ُتدَرس اللغة الكردية في أربع مدارس في تبليسي والتي تفتقر المناهج والكتب المدرسية والوسائل التعليمية. وٌيَدرس الأطفال بشكل رئيسي اللغة المحكية .
اليوم ، كما في العهد السوفيتي, أغلبية السكان الأكراد في جورجيا هم من أتباع الديانة اليزيدية . في أعوام 1937- 1946 تقريبا نفي معظم الأكراد المسلمين من قرى Samtskhe-Javakheti إلى جانب الأتراك ال Meskhetian. والمصير نفسه لاقاه أكراد مدن باتومي و ادجاريا في العموم.
اليوم يعتقد الأكراد اليزيديين إن عدم وجود معبد ديني خاص بهم هو احد مشاكلهم الرئيسية .أنهم أتباع الديانة اليزيدية , إحدى أقدم الديانات في العالم مع ذلك فأنهم لم يمتلكوا أبدا أي معبد في جورجيا .
في 2002 ,كانت هناك خطط لبناء أحداها ومع ذلك لم يستطع زعماء الطائفة أن يدفعوا ثمن الأرض التي كان من المتأمل أن يقام عليه المعبد . اليوم, ليس هناك أي نقاش عن الموضوع .
منظمات الكورد اليزيديين
في1988 , شكل الأكراد اليزيديين منظمة أطلقوا علها اسمRONAHI والتي استمرت من 1988 إلى 1998. فيما بعد , شكلوا مجتمع المواطنين الأكراد لجورجيا والتي أصبحت في 1998 اتحاد يزيدي جورجيا . في بدايات 2002 شهدت جورجيا وجود عدة منظمات كردية يزيدية .
حسب رئيس اتحاد يزيدي جورجيا رستم اتاشوف : لم تفعل الأغلبية شيئا لحماية مصالح الايزيدية . و قال أيضا : أنهم أكثر اهتماما بمصالحهم الشخصية .4
يستفيد قسم من السياسيين من استمرارية وجود بعض من هذه المنظمات لأنه بإمكانهم تسخيرها في اللحظات المناسبة . أغلبية الجالية الكردية مقتنعة بأنه في الوقت الراهن اتحاد اليزيديين و المؤسسة الدولية لحماية الحقوق والميراث الثقافي- الديني للأكراد اليزيديين (سجلت في 2001 ) فقط هي المنظمات الفعالة.
في 2003, بدأ اتحاد اليزيديين بدعم من الحزب اليميني الجديد بنشر صحيفة باللغة الروسية . ُنشرت أول صحيفة كردية GELAWEJ (نجمة الصباح ) بصورة غير نظامية .
الوعي الذاتي ألاثني :التنشيط تحت الضغط
يعيش العدد الأكبر من الأكراد واليزيديين في تركيا إيران سوريا والعراق لبنان وألمانيا , وفي بلدان الاتحاد السوفيتي السابق هم متمركزون في روسيا جورجيا أذربيجان وأرمينيا .
هم في الأكثرية مسلمون , اصغر جزء منهم أتباع لليزيدية .كل الاشتباكات التي وقعت بينهم في الماضي سببها التناقضات الدينية ,لم يكن هناك أي مصادمات في الاتحاد السوفيتي لأنه تم تجاوز كل المشاكل الدينية والاثنية . كان هذه وقت الاستيعاب الجزئي والذي انتهى في وقت مبكر في بداية فترة التذويب الجزئي عندما جاء زعماء الموجة الأولى من النضال التحرري- الوطني بزعامة Gamzakhurdia إلى السلطة في جورجيا .أصبح التوتر ألاثني والصراعات العرقية مألوفة .كان أفراد الجاليات في الشتات يشكلون وعيهم الذاتي ألاثني في زمنٍ سريع .لم يكن الكورد اليزيديين استثناء.
أثناء حكم شيفرنادزه بدؤوا بالدفاع عن حقوقهم – هذا أصبح واضحا بصورة خاصة.
أما في المجال الديني فأن الوضع أكثر غموضا, بالرغم من إدراكهم لانتمائهم العرقي فأن اليزيديين يحتفلون بعيد الميلاد المسيح الأرثوذوكسي و الكاثوليكي مع بقية أفراد البلاد, فضلا عن الأعياد الوطنية الجورجية . هذه حقيقة واضحة:أولا على مدى عدة قرون لم تستطع الطائفة في الشتات ممارسة شعائرها الدينية في معابدها اليزيدية الخاصة , ثانيا , تثمن جميع الأقليات المحلية الوطنية التسامح الجورجي , وهذه واضح في جميع الأزمنة باستثناء فترة التسعينيات .
الطائفة اليزيدية غير ممثلة في المستويات العليا من السلطة ,مع ذلك يقول Levan Gvindzhilia , مسئول المؤسسة الحكومية للغات, إن الأكراد جزء لا يتجزأ من الثقافة الجورجية. أود أن أقول أن ليس هناك ما يبرر الكثير من شكواهم ومطالبهم. في دولة ديمقراطية تعتني السلطات بجميع طبقات الشعب ليس فقط الجاليات العرقية. ولا يمكن للديمقراطية لا تقبل مثل هذا التقسيم. بموجب الدستور الجورجي كل شخص لديه الحق في اعتناق أي دين ؛ جميع المجموعات العرقية على قدم المساواة في جورجيا. جميع الناس يعيشون في ظروف اقتصادية صعبة على حد سواء. لا ينبغي أن تكون السلطات مسئولة عن عدم وجود الأكراد في هياكل الدولة. لا يُنتخب النواب بسبب الانتماء العرقي ، من المتوقع أن يحوزوا على رضا الناخبين ويعرفوا اللغة الجورجية. وفقط في الاتحاد السوفيتي جُمعت القوائم وحصص للنواب : واحد لبائعي الحليب! ، أثنين لمزارعي الشاي ! ، ثلاثة للأرمن!؟ وما إلى ذلك. هذا سيعني في دولة ديمقراطية انتهاكا للقوانين والدستور.5
الاندماج الكامل للأكراد(اليزيديين ) في المجتمع –هل لا تزال مسيرة طويلة
اتضح أن المجتمع الجورجي ليس على استعداد للاستجابة على نحو كاف لرغبة الأكراد اليزيديين ليصبحوا جزءا من المكون الوطني. أولئك الذين حاولوا تعزيز موقع الجالية الكوردية اليزيدية في المجتمع الجورجي وجدوا أنفسهم في صراع معه. في مؤتمر عُقِدَ في تشرين الأول 2002 أعرب الأكراد عن استيائهم من السلطات. ردت العديد من الصحف والمجلات التي تنشر في تبليسي بمنشورات أنانية للغاية متهمة هؤلاء الذين تكلموا في المؤتمر بمشاعر معادية لجورجيا, بالانفصالية والتطرف بدون أي سبب على الإطلاق. حتى إن بعض هذه الصحف حملت مقالات معنونة ب: جورجيا الاوجلانية 6 , هل هناك تهديد من الحركة الانفصالية الكردية؟7 , شيفرنادزه يعمل على إذكاء الصراع بين الأكراد والجورجيين ، 8, الأكراد يهددون الجورجيين 9، الخ , تعاملت الصحافة بشكل سلبي مع حقيقة أن الأكراد التمسوا من السلطات أبداء احتياجاتهم اهتماما أكثر.
تؤكد هذه الردود ( حتى لو أتت من مجموعة صغيرة من الإعلام ) بان معظم الناس غير مستعدين لقبول الجالية الكوردية كجزء من المجتمع الجورجي . فسرت الجاليتين الكردية واليزيديية هذه المنشورات بأنها محاولة من بعض القوى السياسية المعينة لإثارة التوتر العرقي وتقسيم الجالية . حتى أن بعض الناس قالوا أنها كانت محاولة لاستخدام القضية الكردية ضد رئيس جورجيا : الأكراد هدفٌ جيدا لمثل هذه الاستفزازات لأنهم عزل. جاليتنا غير منظمة , سياسيا غير مبالية وفي الأساس غير متعلمة . هكذا محاولات استهدفت جاليات أخرى هي محفوفة بالمضاعفات: هناك روسيا وراء الروس، وأرمينيا وراء الأرمن، الخ (10)
ويبدو أن المنشورات كانت مدفوعة من حقيقة أن المجتمع الجورجي لا يزال غير مستعد لقبول الأكراد اليزيديين كجزء منه. ولكن هذا لا يبرر المنشورات التي تنتهك الحقوق والحريات الديمقراطية ، ليس فقط من الأكراد واليزيديين ، بل أيضا جميع المواطنين الجورجيين بغض النظر عن أصولهم العرقية. الجالية الأشورية
القليل ِمَمن يعلمون إن هناك أناس من نفس اسم لواحدة من أكثر دول العالم القديم قوةً , دولة آشور , في جورجيا .اعني قرية Asurety والتي تبعد 50 كيلومترا عن تبليسي.لا اعلم كيف حدث ذلك ولكن الذي نعرفه أن العلاقة بين الأشوريين وجورجيا بدأت من عدة قرون .
ووفقا لتعداد السكان عام 1989 ، كان هناك 8600 الآشوريين في الجمهورية ، هذا يعني , أنهم كانوا اقل من الأكراد هناك. يصر المؤتمر القومي الآشوري ,أنه كان هناك أكثر بكثير من هذا العدد, أكثر من 12 ألف. نصفهم غادر جورجيا في التسعينيات .اليوم يوجد ما يقارب 6 ألف منهم , ومثل الأكراد فهم يفضلون العيش في مجموعات متجمعة . تنتشر قراهم في جميع أنحاء الجمهورية.اكبر وأقدم هذه القرى هي Dzveli Kanda (في مقاطعة Mtskheta) ب350 عائلة (حوالي 1500 نسمة ), 80% منهم آشوريون, في قرية Gardabani يوجد 110 عائلة( 600-700 نسمة ). ومن المعتقد أن 2000-2500 أشوريا يعيشون في تبليسي حيث إحدى مستوطناتهم المتجمعة في محلة Kukia حوالي (800 فردا ) . وهناك آشوريون في Kutaisi, Batumi, Senaki, Zugdidi, Zestafoni
المزيد عن تاريخهم
لقد سبق أن كتبتُ أن الآشوريين بدؤوا بالوصول إلى جورجيا في النصف الأخير من القرن 19؛ استقروا أساسا في تفليسي وأصبحوا مواطنين روس . بحلول نهاية القرن 19 كان هناك أكثر من خمسة آلاف منهم يعيشون في جورجيا.
وفي ذلك الوقت أمتلك آشوريي تفليسي كنيسة آشورية, مدرسة, وصحيفة هي Modynkha ( الشرق ) بلغتهم. ، شارك الآشوريين في قطاع الدراما الأولى في تاريخهم.
كانت هناك فرقة مسرحية برئاسة الشخصية المعروفة Freidun Aturaya والتي عملت في مسرح Zubalov للشعب (يدعى الآن بمسرح Mardzhanishvili ). خلال الحرب العالمية الأولى شكلت الجالية الآشورية المحلية لجنة في تفليسي بمساعدة من الحكومة والتي قامت بمساعدة اللاجئين الآشوريين.في ذلك الوقت فَرَ آشوريين بأعداد كبيرة في تركيا ، أيضا يعمل المجلس الوطني الآشوري في المنفى في العاصمة الجورجية بينما شكل الدكتورFreidun Aturaya الحزب الآشوري الاشتراكي في القوقاز ، لذا فإن الخطوة الأولى نحو المنظمات السياسية للآشوريين تعود لأوقات لاحقة.
وتحت حكم البلاشفة نشَرت الطائفة جريدة Kokhva d Modynkha أو(نجمة الشرق ) أهتمت بجميع أنواع الأدب وثلاث مدارس آشورية افتتحت حديثا في تفليسي . ازدهرت الطائفة لغاية 1937 عند اضطهد القسم الأكبر من المفكرين والكهنة ,و أغلقت الصحف والمدارس . كانت هناك محاولات لتغيير أحرف اللغة الآشورية المكتوبة إلى اللاتينية. بعد 10 سنين عادت موجة أخرى من الاضطهاد: نفي الآشوريون بأعداد كبيرة إلى سيبيريا وكازاخستان - لم يعد العديد منهم إلا بعد إعادة التأهيل لعام 1954.
في 1956 ,أنشأت ممثلة آشورية معروفة هي انجيلينيا كريكوريا فرقة الرقص والغناء الأشوري ,الفرقة الأولى في الاتحاد السوفيتي , ونادي عشاق الأدب الآشوري. في 1989 أنُشاءَ المركز الثقافي الآشوري الذي أصبح المؤتمر القومي الأشوري في ما بعد مع قسم للشباب ,و فرقتين للرقص الشعبي , وصحيفة هي Aviuta (الوئام ) . في عام1996 ظهرت بعثة الكنيسة الكاثوليكية الكلدانية- الآشورية في تبليسي.
الطائفة الأشورية في الوقت الحالي
كمختلف عن باقي الجاليات الاثنية الجورجية فقدت الجالية الآشورية بعض من أعضائها خلال سنين الاستقلال , بل أكثر من ذلك, حتى أولئك الذين تركوا الوطن ليكسبوا مالا لم يبيعوا منازلهم و حافظوا على جنسيتهم الجورجية ,والعديد منهم يرجعون.
وفقاً للمؤتمر القومي الآشوري في جورجيا, فأن الجزء الأكبر من أولئك الذين ذهبوا لكسب المال في موسكو و إقليم كراسنودار بشكلٍ خاص عادوا بسبب موجة من المشاعر الشوفينية في روسيا (وخصوصا في الجنوب وفي موسكو( .بعض الذين كانوا قد هاجروا إلى ألمانيا عادوا أيضا.
منذ البداية كان المهاجرين في الغالب الأفراد الناطقين بالروسية (والذين لا يعرفوا شيئا يذكر من جورجيا) من الجالية الأشورية لأنهم وجدوا صعوبة في الاندماج في المجتمع الجورجي الذي لم تعد تلعب اللغة الروسية الدور الذي كانت تلعبه سابقا. مثل هؤلاء الناس لا يستطيعون أن يجدوا أعمالا أو يعيشوا في فضاء لغوي محدود معين ,أما آشوريو Gardabani فقد وجدوا أنفسهم في حالة أكثر صعوبة ,فهم مقسمون حسب طوائفهم ,هناك كاثوليك و ارثوذوكس بينهم , حتى وقت قريب لم يكن هناك زيجات مختلطة بين الطائفتين الدينية. منطقة Gardabani مسكونة بالأساس من الاثنية الآذرية ، يتكلمون القليل من الجورجية .هذا ما قد وضع الجالية الآشورية المحلية مع أشخاص محافظين، ومن ناحية أخرى، فأنهم لا يستطيعون أن يستوعبوا أو يستمروا بالعيش في هكذا مجتمع, إنهم يُستبعدون من المجتمع من خلال عمليات الاندماج الجارية في كل مكان في البلاد.
أولئك الذين يعيشون في قرية آشورية أخرى هي قرية , Dzveli Kanda, فهم في وضع مختلف –الآشوريون المحليون لهم معرفة بالجورجية (والتي يستخدمونها في الحياة اليومية ) العديد منهم لهم علاقات مصاهرة مع الجورجيين . والشيء نفسه ينطبق على الآشوريون من غرب جورجيا , فهم يندمجون بسهولة وَ وتيرة الهجرة بينهم اقل .
تَعليم اللغة الآشورية هي مشكلة أخرى : يتم تدريسها في قرية Dzveli Kanda وفي تبليسي العاصمة حيث توجد هناك دورات خاصة بتعليم اللغة الآشورية في الكنيسة الكاثوليكية الكلدانية-الآشورية برئاسة القس بنيامين بيت يادغار , ومثل الجالية الكوردية ,تعاني مدارس القرى الآشورية نقصا في الكتب والكتب الدراسية باللغة الآشورية . تحافظ الجالية المحلية الآشورية على اتصالات وثيقة مع الحكم الذاتي الآشوري في شمال العراق (الوطن التاريخي للآشوريين جميعا) والذي يرسل دوريا الكتب المدرسية ، واعددها بالكاد تكفي .
في آب 2002 ,شارك الفريق الرياضي لآشوريي جورجيا في الألعاب الآشورية (أو ما يسمى بألعاب تموز ) في مدينة أورميا (إيران ) والتي كانت في القرن الثامن عشر إحدى اكبر المراكز الثقافية الآشورية .الفريق الآشوري الجورجي حَلَ ثالثا – هذا يؤكد الحقيقة التي تقول بان الجالية لها مستقبل مزهر .
وماذا بعد؟
هناك رأي يقول بأنه يمكن أن تنَظم العلاقات بين الدولة والأقليات الاثنية عبر القانون , الجاليات العرقية تتفق مع هذا الرأي. نحن مقتنعين بأهمية وجود قانون يتعلق بالأقليات الاثنية وذلك يمكن أن يسخر لتنظيم العلاقات بين الدولة والطوائف . اليوم لا يمكننا أن نعمل ذلك .وهذا مهم بشكل خاص للأقليات التي لا تمتلك وطناً في أي مكان من العالم.هذا لا يدور في مخيلة الآشوريين فقط , بل الأكراد و اليزيديين .11
يعتقد أفراد الدياسبورا الأكراد بان استمرارية وجودها مهدد . فقد قال جورجيو شاموييف : الجالية الكردية في جورجيا هي من الناحية الاقتصادية , والسياسية والاجتماعية دخيلٌ غريب ,إذا فشلنا بالتغلب على عقدة النقص هذه سيكون مصير الأكراد الجورجيين كطائفة منكوبة إلى الخراب .12
الخاتمة
ما سبق على الأقل يشير إلى استنتاجين :
الأول, الجاليات التي لا تمتلك تمثيلا في مستويات السلطة, تلعب دورا محدودا في الحياة الاجتماعية والسياسية للبلد.غالبا ما تتجاهل الاجتماعات والمؤتمرات الدولية والإقليمية والتي تدعو لمناقشة مشاكل الجاليات المغتربة والأقليات الاثنية المشاكل المرتبطة بحياة الآشوريين والأكراد اليزيديين في جورجيا . يزيد استسلامهم السياسي انعزال الطائفتين عن الحياة العامة الجورجية بينما يُكمل إتقانهم السيئ وصعوبات تعلم اللغة الجورجية من عزلتهم عن بقية السكان أكثر .
ثانيا , في حين تقريبا يشعر جميع السكان البلد بالقلق إزاء مشكلة الهجرة يتخوف الأكراد اليزيديين من أمكانية زوال طائفتهم هناك كليا .13
بنفس الوقت , تخطط أغلبية الآشوريين للبقاء في جورجيا . إذا أعاقت استمرار الأزمات الاقتصادية وإذا َولَدت الصراعات الإقليمية القديمة مشاكل جديدة فأن أعداد أكثر من السكان سوف ترغب في مغادرة الجمهورية الجورجية . من جهة أخرى إذا ما تعافى البلد يمكن للمرء أن يتوقع عودة العديد من المهاجرين . إضافة , إذا ما تشكلت دولة كردية مستقلة في العراق يمكن أن تصبح الجالية الكوردية في جورجيا أكثر نشاطا لأنها تحافظ على روابط قوية مع الحكم الذاتي الكردي في العراق.أيضا يمكن للحكم الذاتي الآشوري في العراق أن يقوي موقعه مما يعزز النشاطات الشعبية والسياسية للجالية الآشورية في جورجيا .
ما من شك بان كلا الجاليتين ستنجوان ,والسؤال هو :إلى أي عمق سوف تندمج الجاليتان في مجتمع مؤقت وما هو الدور الذي سوف تكونان مستعدين للعبه في الحياة العامة والسياسية للبلد ؟ يبدو بأن هذا سوف يعتمد على العلاقات الجيوسياسية والإجراءات الديمقراطية للجمهورية الجورجية -----------------------------------------------------------------------------------ملاحظات
1-الجزء الثاني من كتاب صدر في تبليسي
2- من كلمة للمختص بالتاريخ وعلم الأنساب كريم انكوسي ألقيت في مؤتمر للبيت القفقاسي ناقشت مشاكل الجالية اليزيديية الكردية في 2002
3-من خطاب لمدير الفن في المسرح الكردي م.دزهافروف في المؤتمر السابق
4-نظر صحيفة كافكافسكي عدد 53 سنة2002
5-من كلمة ألقيت في مؤتمر للبيت القفقاسي ناقشت مشاكل الجالية اليزيديية الكردية في 2002
6-انظر صحيفة جورجيان تايم 2002
7-انظر صحيفة تبليسي ايلبي 2002
8- انظر صحيفة اخيلي توبا 2002
9- انظر صحيفة كفيليس بالترا 2002
10-من مقابلة للسيد جورجيو شاموييف 2003 رئيس المؤسسة الدولية لحماية حقوق و الميراث الديني والثقافي للكورد اليزيديين
11-من مقابلة للناطق باسم المؤتمر القومي الأشوري في جورجيا دافيد اداموف
12-انظر تقارير معهد السلم والحرب 2003
13--انظر تقارير معهد السلم والحرب
[1]