=KTML_Bold=أوجلان:الدفاع الذاتي هو كل أشكال تنظيم الشعب لذاته=KTML_End=
كورداونلاين
الإستفزاز الذي جرى للشيخ سعيد في 15-02-1925، ثم يتم جلبي إلى تركيا بمؤامرة في 15 شباط. وكان إعدام الشيخ سعيد في 29 حزيران وصدر قرار إعدامي في 29 حزيران
الدفاع الذاتي هو كل أشكال تنظيم الشعب لذاته
يمكن للطالباني تولي دورٍ في حل #القضية الكردية# ، وفي الأصل هو الذي قام بدور الوسيط أولاً في عهد أوزال، فمسار وقف إطلاق النار في تلك المرحلة ابتدأ بهم. لقد كان ذلك عملاً مع أوزال وبقي ناقصاً. فليتولى هذه المهمة، وعليه أن يتولى دوراً في هذا الأمر بموجب احترامه لذكرى أوزال، كان الطالباني يحب ويقدِّر أوزال كما تعلمون، وهذه وظيفته في نفس الوقت. أتذكر أنه قال لي قبل سنوات وهو يقصد شمال كردستان؛لا يمكن حل قضية أكراد الجنوب مالم تصل القضية الكردية في كردستان الكبيرة إلى الحل، فالأكراد هنا لن يشعروا بالأمان. ولهذا فإن هذه المرحلة مصيرية بالنسبة لهم أيضاً، فهو أوضح بأن الحل في الجنوب سيأتي مع الحل في الشمال، وهذا الوضع يشبه وضع مصر بالنسبة للعرب في راهننا، فمثلما تغيير النظام شرط من أجل تغيير الأنظمة في تلك المنطقة، أي مثلما طريق تغيير الأنظمة الأخرى يمر عبر تغيير نظام مصر، فإن حل القضية في الجنوب مرتبط بالحل في الشمال، فمن هذه الوجهة كردستان الشمالية تماثل مصر العرب، فهي تحظى بنفس الأهمية الاستراتيجية المحدِّدة.
إنهم يفكرون خوض الانتخابات بشكل مستقل، بالطبع هذا ممكن، ففي الحقيقة لو دخلوا الانتخاب بحزبهم لن يسمحوا لهم بتجاوز الحاجز حتى ولو وصلت أصواتهم إلى عشرة بالمائة، فسيتدخلون بشكل من الأشكال. ستكون لي تقييمات بشأن الانتخابات فيما بعد، ولكن يمكنني قول ما يلي بشأن المرشحين؛ يجب أن يكونوا مرشحون ذوو خبرة ومهارات. فإن كانوا كذلك سيتمكنون من تحقيق النجاح. فأنا قلت سابقاً ب حلف الأمة الديموقراطية،وليس الحلف الديموقراطي. لقد طرحت مصطلحاً بهذا الشكل. أي يمكنهم خوضها على شكل حلف الأمة الديموقراطية. لقد تطرقت إلى كل هذه المصطلحات في مرافعتي الأخيرة.
لم تصل مرافعتي الأخيرة إلى محكمة حقوق الإنسان الأوروبية حتى الآن، فالدولة تعرقلها، لقد استولوا عليها ويستخدمونها ويعملون عليها، هذا ما يُفهم. في مرافعاتي هذه تطرقت إلى القضية الكردية واحتمالات حلها، وفي البداية سميتها الدفاع عن الأكراد في كماشة الإبادة العرقيةولكنني استبدلت هذا العنوان فيما بعد وسميتها بالقضية الكردية وحل الأمة الديموقراطية.
لقد تم افتتاح أكاديميات السياسة في تسع أماكن، وأنا لم أكن قد طرحت الأكاديميات بهذا النمط، فيمكن القيام بهذا النمط من التعليم ولكن يجب عدم الإكتفاء به، فيجب القيام بكثير من الأنشطة من قبيل التاريخ والفنون والأدب، بل يمكن القيام بأنشطة أكثر شمولية. فيجب تناول المواضيع التاريخية أيضاً في هذه الأكاديميات، وأفضل مثال على ذلك هو موضوع الإبادة العرقية، فقد أوضحت سابقاً بأن تاريخ البدء بالإبادة العرقية الكردية في تركيا هو 15 شباط 1925، فكما تعلمون يتم جر الشيخ سعيد بالإستفزاز في ذلك التاريخ وتحدث التطورات المعلومة التي تسفر عن إعدامه. أي الإستفزاز الذي جرى للشيخ سعيد في 15 شباط 1925، ثم يتم جلبي إلى تركيا بمؤامرة في 15 شباط. وكان إعدام الشيخ سعيد في 29 حزيران وصدر قرار إعدامي في 29 حزيران كما تعلمون. تاريخ 15 شباط 1925 هو بداية الإبادة العرقية الكردية في تركيا الجمهورية، ومضت خمس وثمانون سنة تماماً منذ 1925 إلى يومنا، وهذه الإبادة العرقية لا زالت مستمرة ولو بأشكال مختلفة. أي هناك خمس وثمانون سنة من تاريخ الإبادة العرقية، كما هناك الإبادة العرقية الأرمنية قبل الأكراد ولكن ما تم ممارسته ولازال يمارس على الأكراد هو أشد وطأة، ورغم ذلك لازال الأكراد صامدون، هم لم يستطيعوا القضاء على الأكراد فوجودهم لازال مستمراً، وفي يومنا لا زالت هذه الإبادة العرقية مستمرة بأشكال مختلفة، فالإبادة العرقية الكردية ليست جسدية فقط، بل هي ثقافية واقتصادية وسياسية ودينية وما إلى ذلك من ممارسات.
عمليات الإبادة العرقية السياسية مستمرة، وهذه هي الأخطار التي تحدثت عنها، والأكراد لايتناولون كل هذه المواضيع بتعمق، فإذا لم يجتمع كل من BDP(حزب المجتمع الديموقراطي) و KCD(مؤتمر المجتمع الديموقراطي) ولم يقيِّموا هذه الأمور بشكل صحيح، فلا يمكن القيام بطليعية سليمة أيضاً. فها قد تكلمت عن أعوام 1925 حيث تبدأ الإبادة العرقية الكردية في تلك السنوات، وCHP(حزب الشعب الجمهوري) هي القوة المهيمنة على الجمهورية في ذلك التاريخ، وهو القوة المهيمنة العلمانية. أما في أعوام الألفين فإن AKP(حزب العدالة والتنمية) هو القوة التي ترتكب الإبادة العرقية بحق الأكراد، وهذه القوة المهيمنة هي قوة تركياتية إسلاموية مهيمنة، فبجانبه هذا AKP في يومنا هذا هو CHP في أعوام 1925 ، هكذا يجب معرفته. فقد تم ارتكاب الإبادة العرقية الكردية فيما بين 1925 و 1940 بالقوة العلمانية الجمهورية المعلومة، واستمرت هذه الإبادة العرقية بعد أعوام 1950 مع عضوية تركيا في الناتو بأيدي مختلفة من جانب الناتو وبأشكال مختلفة. ونتيجة لتأسيس لجنة الوحدة القومية في عام 1952 وتحقيق عضوية الناتو حدثت الإبادات العرقية والتصفيات على يد الناتو حتى الثمانينيات.
تعلمون أنهم قاموا بتصفية اليساريين بشكل خاص منذ تلك الفترة وحتى الثمانينيات. الناتو، والغلاديو كان دولياً حتى أعوام الخمسينيات، ثم تم تأميم الغلاديو الذي كان دولياً مع تأسيس تنظيم الغلاديو في تركيا بعد الخمسينيات، أي تم تأسيس الغلاديو القومي، وقد تمت تصفية اليساريين بواسطة هذا الغلاديو القومي ابتداءاً من انقلاب 27 أيار وصولاً إلى الثمانينيات، وإيفرين(كنعان إيفرين قائد إنقلاب 12أيلول 1980) أيضاً يتطرق إلى هذا الموضوع حيث يقول الغلاديو التابع لنا والذي كان قومياً حتى الثمانينيات، استقل ذاتياً في التسعينيات. فالإنقلاب الذي قام به غوريش(رئيس هبئة الأكان آنذاك) في التسعنيات معروف، ومع مرحلة رئاسة الوزارة لتشيللر حصل الغلاديو القومي في تركيا على استقلاله الذاتي. وموت أوزال له علاقة بذلك الإنقلاب. استمر هذا الغلاديو المستقل حتى بدايات أعوام الألفين حيث حصل تفاهم مع AKP، وتمت خصخصة الغلاديو مع وصول AKP إلى السلطة. ونحن نعيش مرحلة هذا الغلاديو الخاص في يومنا، وبذلك نكون قد عبرنا من الغلاديو الدولي إلى الغلاديو القومي، ومنه إلى الغلاديو المستقل، وأخيراً منه إلى الغلاديو الخاص مع AKP. وكنت قد سميت هذا بالغلاديو الأخضر سابقاً، ولا فرق فهو غلاديو بالنتيجة.
أقوم بتقييمات جديدة بهذه الموازاة بحق اعتقالات أرغنكون هذه. فالشرائح الأشد حرباً ضدنا من بين هذا الغلاديو الخاص فهموا بأن حل هذه القضية مستحيل، كما يستحيل القضاء علينا بهذا الأسلوب، مع جلبي إلى تركيا في عام 99. وبدأوا يميلون إلى البحث عن سبل مختلفة للحل. وضمن هذا الإطار أوضحوا بضرورة الالتقاء بي هنا، وهذه الشريحة التي لم تعد تريد الحرب ضدنا ولم تحاربنا تُرِكت خارجاً، أي تمت تصفيتها، بينما تم الإمساك بالشرائح التي تريد الاستمرار في الحرب والاشتباك ضمن الغلاديو الخاص ليواصلوا الطريق. وبعض الذين يحاكمون اليوم في سيليفري(منطقة قرب استانبول تجري فيها محاكمة أرغنكون) هم الذين رفضوا الحرب ضدنا، ويفكرون أن الحرب لم تعد سبيلاً للحل، لقد تأكد هذا الأمر. وأنا أحاول متابعة الأمر حتى ولو بشكل مقصود. فمثلاً حنيفي آفجي(ضابط أمن معتقل بتهمة أرغنكون) الذي يحاكم اليوم في سيليفري، يقول في كتابه فليتم الالتقاء بآبو من أجل حل القضية، كذلك أرسيفير(ضابط أمن أغتيل عام93) ورغم أنه أحد أكثر الذين حاربونا، وفهم أن أسلوب الحرب لن يوصل إلى نتيجة، ولهذا تمت تصفيته. لقد تم تكوين أرضية كل هذه الأمور باتفاق واشنطن.
باتفاق بوش أردوغان، في واشنطن هذا تم إقناع بوش، وسحبت الولايات المتحدة دعمها لهؤلاء، ثم توجهت إلى الإتفاق مع AKP. كذلك هناك الاتفاق المعقود بين AKP والجيش عام 2007 في دولماباخجه مع بيوكآنيت(رئيس هيئة الأركان حينذاك). حيث تم التفاهم على موضوع الإبادة العرقية للأكراد. وبالمقابل تم فتح الطريق أمام AKP لإنشاء الغلاديو الخاص به. وما يعاش اليوم هو عملية الغلاديو الخاص بAKP وهو الغلاديو المستقل الذي تشكل بإنقلاب غوريش تشيللر في التسعينيات. أي أنه الغلاديو الخاص، وما يجري اليوم هو عملية للغلاديو الخاص ضد الغلاديو المستقل. فهاهم يقولون بأن بعض القادة حاولوا عرقلة الهجمات الجوية على PKK، ويقال عن موضوع هيرون(طائرات الكشف الإسرائيلية)، وتُرفع الدعاوي ضد هؤلاء القادة لعدم سماحهم، حيث يتهمونهم لأنهم امتنعوا عن الحرب ضد PKK، وهؤلاء هم الذين فكروا بأنه لن يتم الحصول على نتيجة بالحرب، بينما يتم إظهار هؤلاء وكأنهم كانوا يطالبون بالحرب من جانب آخر. كذلك يتم إظهار بعض الذين يُحاكمون في قضية أرغنكون كقوى معترضة على الحل، بينما في الحقيقة كما شرحت هؤلاء هم أكثر الذين حاربونا ولكنهم بالنتيجة توصلوا إلى قناعة أن الحرب لن تجدي. أي هناك خدعة في الأمر. وجريدة الطرف انزلقت إلى هذه اللعبة لفترة طويلة. أتذكر عند بداية مرحلة الإتيان بي إلى هنا أن القادة العسكريين الذين التقوا بي قالوا لنحل هذه القضية معاً، لقد كانت نواياهم حسنة، وعندما سألتهم إلى أي مدى أنتم أقوياء؟، قالوالا تقلق لدينا القوة، وفي آخر لقاء لنا سألت هل ستأتون ثانية؟، قالوا سنأتي بعد عشرة أيام ولكن لم يظهروا مطلقاً مرة أخرى، ولم يأتوا. لقد كانت مقاربتهم جيدة، لا أعلم بما حدث في تلك الأثناء ولكنني على قناعة بأن قوة ما منعتهم. ثم جاء آخرون فيما بعد ولكن مقاربتهم لم تكن جيدة، وبعدها جاء AKP إلى السلطة، وبعدها تمت معايشة مسار التصفية المعلوم فيما بين 20022004، ولم يتم نقل هذا الوضع إليّ بشكل جيد، فقد حاولوا تقسيم الحركة بحادث أوسمان ورفاقه، ففي السنوات الأولى لسلطة AKP وبتأثير التدخل في العراق جرت محاولة تصفية PKK المعلومة. فقد آمن AKP في تلك السنوات بأن PKK سينقسم وينتهي. في تلك الفترة وصلتني المعلومات متأخرة، ولكن بمقاربة بعيدة النظر استطعنا إفشال هذه الألاعيب. طبعاً أنا هنا أقوم بالتركيز يومياً، وكان لهذا التركيز اليومي مفعوله، فعندما هرب أوسمان أدلى بتصريحات إيجابية نحو AKP واستمرت تلك التصريحات، فقد كان AKP ينفذ هكذا سياسة تصفوية في تلك الفترة.
عندما لم تنجح هذه التصفية في تلك المرحلة، قاموا بممارسة سياسة فرض الاهتراء مع الوقت، وفي النهاية صادقوا على التحامل الشامل على الأكراد بكافة الأشكال بموجب معاهدة دولماباخجه عام 2007 ثمناً للحكومة ورئاسة الجمهورية. وبتلك المعاهدة فتحوا الطريق أمام AKP لإنشاء الغلاديو الخاص به، وهذا ما نعيشه الآن، ويجب تناول الإفراج عن حزب الله ضمن هذا الإطار، فمع الإفراج اليوم عن هؤلاء الذين ارتكبوا جرائم وحشية بحق شعبنا، تستمر الإبادة العرقية السياسية ضد الأكراد. والآن يجري الحديث عن العفو والتسييس وفتح المجال أمام هؤلاء المجرمين القتلة. وبعضهم يكتب في مقالاته عن إمكانية عودة هؤلاء القتلة المأجورين الذين ارتكبوا الجرائم إلى السياسة، والإنضمام إلى السياسة الفعالة، فماذا يعني هذا؟ فهل لدى هؤلاء تنظيم هكذا، وهل هم تنظيم سياسي حتى يتغيروا ويتحولوا؟ انظروا إلى الأفعال التي قام بها هؤلاء، لقد استهدفوا وقتلوا الأكراد الأحرار دائماً. إن هؤلاء مجرمون ارتكبوا الجرائم وتلطخوا بالدم الكردي. إن هؤلاء قتلة مأجورون تم استخدامهم بهدف تصفية السياسة الكردية تماماً وليسوا تنظيماً، فذلك كان نشاطهم الوحيد. فماذا فعلوا، وماذا كان نشاطهم غير ذلك؟ وعندما قلت الحماس الكردي قصدت هؤلاء وأشرت إلى هذه المخاطر، فكيف ستتمكنون من إفشال هذه الألاعيب من دون فهم هذه السياسات؟ إنهم يتكلمون عن JİTEM(استخبارات الجندارما) الجديد والقديم، ولا أعلم إن كانوا يدركون هذه الأمور، فهم قد يصبحون آلة لهذه الألاعيب سواء عن قصد أو بدون قصد. وهؤلاء الكتاب يتكلمون عن محبتهم لأوزدمير ورفاقه من جانب آخر. فإذا كانوا يريدون أن يكونوا لائقين بهؤلاء فعليهم رؤية هذه الألاعيب.
يجري النقاش حول دخول حزب الله بمرشحين مستقلين، أقولها مرة أخرى، إذا لم تفهموا هذه السياسات، كيف ستفشِلون هذه الأمور؟ فغداً أو بعد غد ستصبحون أول هدفٍ لهؤلاء مرة أخرى، وعندما تكلمت عن أكاديميات السياسة أقول بنقاش هذه الأمور وتنوير الجماهير، فعليكم بتناول هذه المسائل بعمق وبأبعادها التاريخية. يقال عن حزب الله بأن هؤلاء ثلاثة أو أربع أشخاص، ويجب عدم أخذهم مأخذ الجد، فليس لديهم القوة. حسب قناعتي هذه المقاربة غير صحيحة، فحزب الله ليس سوى القسم الصغير جداً المرئي من هذا التنظيم العميق، وفي الأصل يجب رؤية هذه القوة العميقة ومخططاتها التي خلفه. والأمر المهم هو إجراء تقييمات تاريخية واستنتاج ما يتعلق بيومنا هذا.
الهدف الأساس لAKP هو التصفية، هذا أمر واضح ونقي، فهم لم يستطيعوا حتى الآن تصفية الأكراد بالأساليب التقليدية، ويقومون الآن بابتكار أساليب جديدة، وهذه سياسات إبادة عرقية جديدة، فهاهو قسم من الجيش لايريد الحرب، فقد ملَّ من الحرب ووصل إلى وضع الكسول المتثاقل ولا يستطيع خوض الحرب التي يريدها بهؤلاء، وهاهو يؤسس الجيش الخاص المرتبط به من خمسين ألف شخص، وسيمنح كل واحداً منهم مليار ونصف أو مليارين كرواتب، كما يرسل جيشاً من خمسة عشر ألفاً من الأئمة إلى المنطقة(الكردية)، علماً بأن هؤلاء ليسوا أئمة بالمعنى التقليدي، بل هم موظفون خاصون.
ألم يؤسس جيشاً من المرتزقة، ألم يكلف أئمة مكلفين بوظائف خاصة، ألا يقوم بإطلاق سراح حزب الله لتكوين قوى إحتياطية؟. يتم خوض تصفية الأكراد بأشكال مختلفة. وبينما يستخدم الأئمة وحزب الله في كثير من أماكن المنطقة(الكردية)، يحقق هذا الأمر في ديرسيم باسم اليسار، لقد قضوا على ديرسيم، ماذا بقي منها؟ فهل بقيت كردايتية ديرسيم؟ فما تم القضاء عليه هنا هو هويتها الكردية، وهاهي عملية KCK، ألم يتم اعتقال ألفي سياسي كردي؟ فإذا لم يكن كل ذلك إبادة عرقية جسدية وسياسية ومعنوية، فماذا تكون؟.
يقول AKP نحن لم نفعل، حسناً من الذي فعلها إذاً؟ ماذا يعني أنا لم أفعل! أنت السلطة والحكومة والمسؤولية على عاتقك ولا يمكنك التهرب من الأمر. وفي موضوع حزب الله أيضاً، يفرجون عنهم أولاً ثم يحاولون إلقاءها على عاتق القضاء، ثم يدَّعون أنهم يبحثون عنهم، هل يمكن أن يحدث كل ذلك من دون الحكومة؟ الأكراد وحدهم يقاومون، إنهم يحاولون تحييدهم أيضاً ليصبحوا القوة المهيمنة الوحيدة، ويتم لعب ألاعيب كثيرة على الأكراد بهدف التصفية، والأساليب المستخدمة دقيقة جداً، فأولاً قاموا بالإعلان عن بعضهم حمائماً وأعلنوا عن البعض الآخر صقوراً في محاولة لتمزيقهم. لعبوا هكذا لعبة، طبعاً الدولة تقول هذا، وأنا أعبر عن ذلك، وهنا أشير إلى خطر، ولكن يجب رؤية هذه الأخطار.
طبعاً هذه قضية تتجاوز AKP، فAKP ليس سوى الوجه الصغير المرئي من جبل الجليد، ولا يمثل إلا جزءاً صغيراً جداً من التنظيم الأساسي، فأحد أطرافه يمتد حتى الولايات المتحدة، والتصفوية الممارسة من عمل تنظيم هائل، ومن الخطأ رؤيته كAKP فقط، حيث يجب رؤية التنظيم الكبير الذي خلفه.
اللقاءات مع هيئة الدولة مستمرة. وشهر آذار سيكون محدِّداً من حيث على صعيد تطور المسار إيجابياً أو بشكل سلبي يؤدي إلى الإنسداد. بعدا الأمن والحل الديموقراطي مهمان جداً في حل القضية الكردية. وأنا لا أستطيع خوض التفاوض هنا بحكم موضعي هنا، بل كان لبيشيكجي تصريحاً مماثلاً بهذا الشأن، فإمكانياتي محدودة جداً، فأنا خاضع لظروف محكومية ثقيلة، ويمكن شرح وضعي هذا عبر مثال. الحوض موجود وليس فيه ماء، ويقال اسبح في حوض ليس فيه ماء، فكيف لي أن أسبح في حوض ليس فيه ماء؟ أو على الأصح لن أقول بدون ماء تماماً، بل في الحوض ماء إلى أسفل الركبة، ويقال لي اسبح في هذا الماء، فكيف لي أن أسبح في هذا الماء القليل؟ يجب أن يكون مستوى الماء إلى الرقبة حتى أتمكن من مد الذراع على راحتي وأسبح. ويمكن أن يكون هذا تحت الرقابة، وإلا إذا لم يحدث ذلك فإنني لن أتمكن من لعب دوري في موضوع حل القضية في هذه الظروف القائمة، ويجب أن لا ينتظر أحد مني ذلك، مثلما لن يكون ذلك صحيحاً. أنا هنا لا يمكنني إ أن ألعب دوراً لتسهيل حل القضية. كما على الدولة أن تلعب الدور الذي يقع على عاتقها في هذا المسار. أما إذا لم نتوصل إلى نتيجة من جهودنا هذه، ولم تتحقق الاتفاقات، فلن تبقى أي أهمية لأن أتولى أي دور في هذا الوضع، وفي مثل هذا الوضع يمكن أن أنسحب من الوسط مع آذار. وفي هذا الموضوع شرحت سابقاً ما يمكن أن يحدث مع آذار. والتصريحات التي أدليت بها بشأن آذار ليست دعوة إلى الحرب.
مفهوم الدفاع الذاتي الذي سيتطور بعد الآن هو كل أشكال تنظيم الشعب لذاته، ويجب تطوير مفهوم الدفاع الذاتي الذي يأخذ مكانه ضمن الشعب. من جهة أخرى عندما أتكلم أنا عن الدفاع الذاتي يُفهم على شكل السلاح دائماً، بينما حتى أكثر المجتمعات ديموقراطية تحتاج إلى حماية ذاتها، وهذا لا يعني السلاح، فالتظاهرات الجماهيرية الديموقراطية هي شكل من الدفاع الذاتي، فمثلاً لولم يفارق الشعب في دياربكر الشوارع لأيام مثلما في مصر، وعبر عن مطالبه، عندها سيأتي السلام. انظروا عندها هل سيبقى AKP أم لا! وعندها أردوغان بذاته سيطلب حل هذه القضية. بالإضافة إلى أن لديهم القدرة على جمع ملايين الأشخاص في حيز واحد في دياربكر، فهذا الأسلوب أيضاً هو دفاع ذاتي. وأنا هنا لا أقوم بالتحريض، بل أبحث عن سبل الحل السلمي الديموقراطي للقضية الكردية. بالمناسبة أريد توضيح أن التطورات الجارية في تونس ومصر دلت على ما أوضحته بشأن أن أعوام الألفين ستكون ربيع الشعوب، والتطورات تؤكد توقعاتي هذه.
نحن نقول منذ وقت طويل جداً بأن تجاوز الأنظمة الديكتاتورية في الشرق الأوسط ممكن بنظام الكونفيدرالية الديموقراطية، فالكونفيدرالية الديموقراطية هو الحل الوحيد. كما أن تقييمي لآذار يُفهم بشكل خاطئ، كما أن التأكيد على بداية آذار ليس إعلاناً عن يوم العصيان، بل على العكس تماماً هدفنا من هذا هو تحقيق الحل للقضية، فإذا أصيبت سبل الحل الديموقراطي بالإنسداد، فإن العنف سيتصاعد سواء رغبنا أو لم نرغب، وهذا تشخيص للوضع. فإذا أصيبت سبل الحل بالإنسداد، ماذا سيعني ذلك؟ إنه يعني البدء بمرحلة تصل إلى الإنفصال، ونحن نريد الحيلولة دون ذلك وتحقيق الحل الديموقراطي، وكل جهودنا تنصب على ذلك، ويجب فتح القنوات الديموقراطية من أجل إبعاد السلاح عن المسار، فهكذا يجب تناول التخلي عن السلاح، فالتحدث عن ترك السلاح من دون فتح القنوات الديموقراطية أمر خطير.
في هذا الموضوع كنت قد ضربت مثلاً بالمغدورة من ماردين، حيث أن مائتي شخص اغتصبوا هذه الفتاة ولم يعاقب أي واحد منهم، وتم إطلاق سراح الجميع خلال ثلاثة أو أربعة أشهر ولم يعتقل أحد. ففي هذا الموضوع ليس هناك قضاء ولا دولة ولا جندارما، أي ليس هناك ما يحمي هذه الفتاة إطلاقاً، فما تم بحق هذه المرأة في الحقيقة هو عمل تم بحق كل النساء الكرديات، وهذه سياسة يجري تطبيقها في أماكن أخرى أيضاً.
يقال بأنه لا يعاش تغيير في الذهنية، ولكن الذين سيقومون بذلك هم السياسيون والطليعيون الأكراد، وليس لأي منا حق في إفشال تطلعات الشعب، فنحن مرغمون على النجاح في هذا الأمر. كان يقال كرامة أوجالان هي كرامة الأكراد في وقت ما. إذا كانوا رياديين وزعماء فعليهم أن يروا أن كرامة الشعب هي كرامتهم، وعليهم التصرف بهذا الوعي، ولهذا يجب أن يكون وعيهم بالكردياتية سليماً. بينما وعيكم الكردايتي لا يعتمد على أسس سليمة، نعم إنهم أكراد ولا ينكرون كرديتهم، ولكن لا يمكنهم أن يكونوا جواباً لهذه الأمور بوعيهم الخشن، بل يجب أن يعرفوا تاريخهم جيداً، إنهم أكراد خواص شرفاء ولكن هذا أيضاً لا يكفي، فيجب أن يعرفوا حقيقتهم جيداً، حيث هناك قذارة مذهلة في هذا الموضوع تمتد جذورها حتى غلغاميش، وهناك قول لصدر أعظم عثماني شهير لا أتذكر اسمه الآن، يقول لمن أمامه أنت تتكون من قذارة صافية، فلو مسحت كل قذاراتك لن يبقى شيء في الميدان، ووضع الأكراد الآن قريب من ذلك، وللتخلص من هذه القذارة يجب استيعاب معنى الهوية والوعي بها، وهذا الإستيعاب لا يمكن بالعلم أو بالسياسة وحدها، وسأسرد لكم كيف تطور وعي الكردايتي هذا لدي. أتذكر كنت طالباً في الثانوية في أعوام 1966-1967 حيث وصلني شريط كاسيت لآرام لأول مرة، وعندما سمعته لأول مرة قلت برافو هذا هو. فوعي الأول بالكردايتي تكون عندما استمعت إلى آرام، حيث تأثرت كثيراً ومنحني شعوراً سواء من حيث التلحين أو الكلمات أو الأداء، وبذلك تعرَّفت على الكردايتي الحقيقية بفضل قطعة موسيقية، كذلك بعد سنوات عندما فتح تلفزيوننا في السنة الأولى اتصلت به هاتفياً وعندها كان آرام يغني مقطعين من دلال..دلال، وكان ذلك المقطع يسرد ملحمة درويشي عبدي وعدولة، فهو كان قد لحن تلك الملحمة، وكانت تلك الأغنية تمثل جزءاً صغيراً جداً من الملحمة العامة، وآرام قام بأدائها، ربما لم يكن كاملاً ولكن كان مؤثراً جداً، ويدفع الإنسان إلى الالتقاء بالتاريخ، فتلك الملحمة تتحدث عن مرحلة قبل مئات السنوات قبل الآن، أي في العهد العثماني، حيث لم تكن هناك الحدود بمعنى اليوم، أي أنها ملحمة عشق جرت في منطقة تضم سوريا والعراق ولكنها في الجوهر تتكلم عن تاريخ. حيث درويشي عبدي كردي من إيزيديي شنكال. وحسب علمي أحمد تورك أيضاً من أصل إيزيدي من ويرانشهير.
حتى عندما تستمع إلى قطعة موسيقية تتعلم شيئاً من تاريخ الكردي، وتتوصل إلى حقيقته، وتلك اللحظة وتلك القطعة تكون مؤثرة وتعليمية إلى درجة أنك تدرك حقيقتك من خلالها. فبالعلم فقط لا يمكن الوصول إلى الحقيقة، بل بالفنون والموسيقى أيضاً يمكن الوصول إليها. فحتى ملحمة أحد الإيزيديين (درويشي عبدي) يمكن أن تدفعك إلى الالتقاء بهويتك وحقيقتك. وبالمناسبة أقول بأن الذين يحيون أصالتهم الكردية بأنقى الأشكال ويعبرون عنها حسب التسلسل هم الأكراد الإيزيديون ثم الأكراد العلويون ثم أكراد السهول السنة. أي تمثيل الأكراد الإيزيديين للهوية يأتي في المقدمة، فمن المعلوم أنهم تعرضوا للضغوط على الأكثر، وهم الذين تعرضوا للتهجير.
كذلك كان هناك باران من ديرسيم، أتذكر أنه كان فناناً وكانت لديه مقاطع جميلة أيضاً، كانت قطعاته الموسيقية تعبر عن الأصالة، ويعزف على الكمان جيداً، طبعاً حدث فيما بعد التوسيخ والتبليد في ديرسيم أيضاً ولا زال. فإلى أي مدى يعبر فنانوها في يومنا عن تلك الأصالة وعمق المعاني؟ حيث لا يمكنك مشاهدة ذلك التأثير في موسيقى اليوم، فالذين ينشغلون بالفنون يجب أن يتوقفوا على هذه المواضيع. في هذه الأيام أقرأ كتاباً، أقرأه للمرة الثانية، يمكن للأكراد أيضاً قراءة هذا الكتاب. إن تجربتنا في PKK مهمة وصاعقة من حيث موضوع الحقيقة الكردية، ومن دون البحث في تاريخ PKK وفهمه لا يمكنكم ممارسة السياسة الكردية في يومنا، فحتى لومارستموها ستبقى ناقصة.
أبعث بتحياتي الخاصة جداً إلى أسرة حسين خضري الذي أعدم في إيران، وإلى شعبنا في إيران، وسيتم سؤال حساب خضري مطلقاً.
موضوع المرأة مهم، فتاريخ الحضارة الطبقية الممتد على مدى خمسة آلاف سنة لم يمنح المرأة دوراً سوى الإنجاب والرضاعة، فالمرأة تتكون من هذا فقط لديها. فهاهو أردوغان يقول بإنجاب ثلاثة أطفال، والمرأة تكافح في مواجهة هذا المفهوم. فهن قادرات على تحقيق تمثيل المرأة المعاصرة في الشرق الأوسط. فتحقيق هذا التمثيل أمر مهم، حيث أن تمثيل ثقافة المرأة الآلهة في المرأة الشرق أوسطية بعد آلاف السنين أمر قيِّم ومهم جداً، فالمرأة التي توصل نفسها إلى هذا المستوى جديرة بالمحبة والحياة معها ستكون ذو معنى. وارتباطاً بذلك يمكن للنساء في نضالنا القيام بدور الطليعة للمرأة في الشرق الأوسط، ويؤثرن على النساء، ويستطعن تحقيق تطورات مهمة على هذا الصعيد، ويجب عليهن حمل هذه الأنشطة إلى مراحل أكثر تقدماً، أبعث بتحياتي إلى جميع الرفيقات وأتمنى لهن النجاح.
أبعث بتحياتي إلى شعبنا في قارس وآغري ودوغوبايزيد ووان وتاتوان وهكاري وشرناخ وديرسيم وإزمير وماردين. وكل المدن الأخرى. كما أبعث بتحياتي إلى ديرسيم.
تحياتي للجميع، طات أيامكم.
[1]