$عفرين تحت الاحتلال (24): تغيير ديموغرافي ممنهج وانتهاكات مستمرة… عيد المرأة دون احتفالات$
لا يُخفى عن أي متابع مدى إصرار حكومة أنقرة على متابعة تنفيذ خططها ومشاريعها العدائية تجاه الكُرد في سوريا، خاصةً في منطقة عفرين المحتلة من قبل جيشها منذ 18-03-2018م، أبرزها تلك التي ترمي إلى تبديد نسيج المجتمع من جذوره، وإضفاء طبائع جديدة على المنطقة، من تتريك وتطرف ديني، ومحاولة كسر إرادة أهلها وإذلالهم.
إجراءات فرض وتوزيع بطاقات التعريف الشخصية تسير على قدم وساق، بإجبار المواطنين على اقتنائها، كخطوة أمنية استخباراتية بالدرجة الأولى، وفي محاولة لربطهم بالمحتل وإضعاف انتمائهم الوطني، وكذلك دمج السكان الأصليين مع مهجّري المناطق الأخرى ووضعهم في بوتقة واحدة، عبر سياسة تغيير ديموغرافي ممنهجة ومستمرة، تسهر على تطبيقها سلطات الاحتلال بكل الوسائل، والتي بدأت بتهجير قسري واسع للكُرد ومنع عودة النازحين منهم، حيث انخفضت نسبتهم في منطقة عفرين من 95% إلى ما دون 40%، وعلى سبيل المثال، في مركز ناحية شيه (شيخ الحديد) الذي يقارب عدد منازله /1200/، يسكنه حالياً حوالي /5/ ألاف نسمة، منهم حوالي /1800/ سكان أصليين و /3200/ ممن تم توطينهم؛ وفي مركز ناحية جنديرس الذي يقارب عدد منازله /5/ ألاف، يسكنها حوالي /20/ ألف نسمة، منهم حوالي /8/ ألاف سكان أصليين و /12/ ألف ممن تم توطينهم.
أما في قرية جلمة- جنوبي عفرين، عدد المنازل حوالي/1200/ ، يسكن في حوالي /700/ منها سكانها الأصليين وفي حوالي /400/ يسكن المُهجَّرون من المناطق السورية الأخرى، الذين بعضهم يُقيمون في خيم قرب القرية ومعهم مواشيهم؛ حيث أن أهالي جلمة تعرضوا لجملة انتهاكات، ولا يزال أبناؤهم (قاسم كدلو، جمعة عبدالحميد ولي، نادر علي كلخلو، علي مصطفى رفعت، فتاة لم نتمكن من معرفة اسمها) مفقودين، والأربعة (جوان أحمد عرب، كاميران علي خلو، سليمان جميل كلخلو، مصطفى محمد أيوب) موقوفين لدى سلطات الاحتلال.
هذا وتستمر الميليشيات المسلحة في ممارسة الانتهاكات، فإلى جانب فرض إتاوة ألف دولار على عشرات المواطنين في ناحية شيه، يُطلب من المواطنين عزيز محمد خليل حبش و أحمد حيدر بكر من أهالي قرية جقلي فوقاني دفع فدية /2500/ دولار كلٌ على حدى، بحجة أن الأول يملك مسدساً وابن الثاني فار إلى منطقة الشهباء.
وقد تمت سرقة مستودع للأواني الزجاجية والأدوات المنزلية بمدينة عفرين، جانب عبارة نيازي، عائد للمواطن إبراهيم عارف، تُقدر قيمتها بحوالي ثمانية ألاف دولار.
حملة مداهمات واسعة من قبل الشرطة العسكرية في مدينة جنديرس، 05-03-2019، أسفرت عن اعتقال أكثر من عشرة، بينهم الشاب جوان حسن /32/ عاماً – للمرة الرابعة- وهو يعاني من مرض في ظهره، من قرية مسكة فوقاني، لدى وجوده في منزل أحد أقاربه، وكذلك الشاب حسن خالد من قرية خالطان، ولايزال مصيرهما مجهولاً.
اعتقال الدكتور زاهر محمد من أهالي قرية كفرصفرة – جنديرس والإفراج عنه فيما بعد؛ واعتقال جمو جمعة من قرية غزاوية.
اختطاف الشاب دوران عمر عبروش /26/ عاماً وهو أب لطفلين، من منزله في قرية باسوطة، منذ أكثر من ثلاثة أسابيع، وكذلك الفتاة آرين مراد خليل حسن- قرية كوردان – جنديرس، من منزلها الكائن في عفرين، يوم 01-03-2019، ولا يزال مصيرهما مجهولاً.
وفي سياق تدهور الوضع الأمني، وقع انفجار مساء الثلاثاء 05-03-2019، قرب عبارة عيشة في مركز مدينة عفرين، أدى إلى وقوع أضرار مادية وإصابة البعض وازدياد مخاوف الأهالي على حياة أبنائهم. كما قصفت قوات الاحتلال وميلشياتها بعشرات القذائف، يوم الإثنين 04-03-2019، قرى برج القاص وعقيبة وباشمرة في جبل ليلون- عفرين التي تقع تحت سيطرة قوات الحكومة السورية.
هذا ولا يزال المسلحون والمهاجرون يتمادون في قطع الأشجار لأجل التحطيب، مثلما يجري في حقول الزيتون الواقعة شرقي مدينة جنديرس.
وإذا كانت المرأة هي الأكثر تأثراً بتبعات الانتهاكات والجرائم المرتكبة في عفرين، وهي من ضحاياها أيضاً، فقد ودعّت عيدها في الثامن من آذار، دون ورود أو احتفالات، لتبقى مكلومة الفؤاد وتتذكر مدى ابتهاجها بعيدها وحضورها النضالي والمجتمعي المتنامي خلال الأعوام السابقة في ظل الادارة الذاتية، ولكن دون أن تفقد الأمل وهي تواصل كفاحها باقتدار.
يأمل أهالي عفرين في الداخل والخارج المزيد من تسليط الأضواء على أوضاعهم، وممارسة الضغوط على الحكومة التركية في محاولة ردع الجرائم ووقف الانتهاكات، على خطى إنهاء الاحتلال وعودة المنطقة إلى الدولة السورية وتحت إدارة أبنائها.
09-03-2019
المكتب الإعلامي-عفرين
حزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا (يكيتي)
[1]