$عفرين تحت الاحتلال (79): خداع، وطاعةٌ عمياء لتركيا… اعتقالات تعسفية، قطع الغابات وأشجار الزيتون، قصف منازل المدنيين$
منذ احتلال عفرين هناك تسريبات من أوساط الميليشيات، تُشير إلى حجم الكراهية التي زرعتها حكومة العدالة والتنمية- تركيا في نفوس عناصر ومتزعمي تلك الميليشيات الجهادية والمتطرفة أصلاً، وإلى مدى الظلم والتغيير الديمغرافي الذي تسعى لتطبيقه بحق الكُرد- سكان المنطقة الأصليين، من خلال نعتهم ب (الانفصاليين والكفار…) و (المعاديين للثورة) و (الخطرين على الأمن القومي التركي)؛ وقد أفاد مصدرٌ موثوق مؤخراً نقلاً عن أحد متزعمي الميليشيات بأن “المسؤولين الأتراك” طلبوا منهم ممارسة أعلى درجات الضغط والانتهاكات بحق الكُرد لأجل إرغامهم على الرحيل وترك ديارهم، ورداً على مقترحٍ باستخدام القوة المباشرة لإخراجهم، قالوا لا نريد لفت نظر الإعلام والرأي العام العالمي، بل من الأفضل ترحيلهم بشكل تدريجي وممنهج.
وقد رصدنا ما يلي:
– في 2 آذار، اعتقل المواطن المسن عقيل وزيرو المعروف ب (اسماعيل وزيرو) في حي الأشرفية بعفرين من قبل الشرطة العسكرية والاستخبارات التركية، وهو من أهالي قرية غزاوية، رغم أنه عُيَّن مختاراً في الحي من قبل سلطات الاحتلال، وأفرج عنه عصر اليوم.
– في 4 آذار، اعتقل المواطنان الشقيقان (نظمي و عثمان نعسان) من أهالي قرية حسيه- ناحية معبطلي من قبل ميليشيات “الجبهة الشامية”، بسبب رفضهما إسكان عائلات من المستقدمين مع أسرهم في منازلهم قسراً.
– منذ حوالي عشرة أيام اعتقل المواطن (لاوند حسن /24/ عاماً) من قرية “مسكه فوقاني”، رغم اعتقاله مرةً سابقة ودفع ذويه لفدية مالية لقاء الإفراج عنه.
– متزعم ميليشيا “لواء محمد الفاتح” المدعو “أبو أيمن” قام بضمان أراضي أشجار الزيتون عائدة لمواطني بلدة بعدينا وقرية درويش، بالقرب من موقع دروميه- سهول كتخ للرعيان ب /1.7/ مليون ل.س بغية إفلات قطاع الغنم فيها، إلا أن متزعم “اللواء 112” المدعو “أبو النور” تدخل وقام بمعاقبة الرعيان ومنعهم، في إطار التنازع على نطاق النفوذ، كما اندلع اشتباك بين عناصر من ميليشيات “الجبهة الشامية” ومسلحين آخرين بالقرب من مفرق بلدة معبطلي، أدى لوقوع جرحى وربما قتلى – لم نتمكن من معرفة النتائج بدقة، بسبب الاختلاف حول ضمان أراضي أشجار الزيتون للرعيان.
– قامت ميليشيات “اللواء 112” في بلدة بعدينا بمصادرة آلة حراثة “كلفاتور” كانت بحوزة المواطن رشيد حسن جعفر، بحجة أنها عائدة لابن عمه المواطن الغائب جميل محمد جعفر.
– بتاريخ 1 آذار، قام ثلاثة متعاونين مع سلطات الاحتلال من أهالي بلدة بعدينا وبالتنسيق مع ما يسمى ب “رئيس المجلس المحلي في راجو” بدعوتهم للتجمع أمام مبنى البلدية بادعاء الذهاب لاستلام معونات غذائية في مركز ناحية راجو ، إلا أن حوالي /200/ شخص لبوا الدعوة- أغلبهم نساء ومن الكُرد – تفاجؤوا بإرغامهم على المشاركة في تظاهرة بمركز راجو، مؤيدة للجيش التركي والدعوة له بالنصر في إدلب؛ فتنصلوا من المشاركة، وعادوا مشمئزين من الاحتيال عليهم، وموبخين من خدعهم. وفي تلك التظاهرة، علاوةً على رفع الأعلام التركية بكثافة ويافطات التأييد والتمجيد، مثلما حصل في جميع مناطق الاحتلال التركي في سوريا، رفع المشاركون فيها من أوساط الائتلاف السوري- الإخواني والميليشيات الموالية لأنقرة، يافطة كُتب عليها (أحفاد العثمانيين هنا) في تماهٍ مع الخطاب العثماني الجديد، وأخرى كُتب عليها (نحن على ثقة من بعد الله أردوغان) كتعبير عن العبودية والطاعة للرئيس التركي وبشكل منافٍ للدين الإسلامي وثقافة “الحرية والكرامة” التي لطالما ناضل من أجلها الشعب السوري منذ عقود.
” جبل غابة بطال المقطوعة”
– غابة “بطال” الحراجية بطول /1/ كم واقعة بين قريتي “مسكة فوقاني” شرقاً و “جوبانا” غرباً- ناحية جنديرس، وتُقدر مساحتها ب /30/ ألف م2، كانت مغطاة بأشجار الصنوبريات والسنديان والمعمرة منها، ولدى اجتياح المنطقة وإقامة الجيش التركي لقاعدة عسكرية بالقرب منها تم جرف قسم من الغابة، وإزالة برج وقاعدة لشبكة اتصالات “سيريتل” الخليوي منها، وكان قد تم تدمير خزان يزود ست قرى بمياه الشرب موجود فيها بالقصف، وجرف أساسات الخزان لدى توسيع الطريق المؤدي إلى جبل “حبيبا” المار بالغابة، لا سيما وأنه خلال العامين الفائتين تم استكمال قطع أشجار الغابة بالكامل.
” المواطن أكرم حاج علي وزوجته يحتضنان جذع شجرة زيتون مقطوعة “
– قامت ميليشياتٌ مسلحة بقطعٍ جائر لأكثر من /150/ شجرة زيتون عائدة للمواطن أكرم حاج علي من أهالي قرية جوقيه- عفرين، وهو الذي بجانب زوجته في صورةٍ مؤلمة يحتضنان جذع شجرة مقطوعة؛ كما تم قطع حوالي /100/ شجرة عمرها بحدود /60/ عاماً بالقرب من قرية “تل طويل”- عفرين، عائدة للمواطن رؤوف مصطفى من القرية ذاتها، علماً أن المواطنيّن المذكورين قد تقدما بشكاوى لدى جهات عديدة دون فائدة؛ حيث أن عمليات قطع الغابات والأشجار الحراجية وأشجار الزيتون بيد الميليشيات المسلحة تجري على نطاقٍ واسع في منطقة عفرين، بغاية التحطيب وصناعة الفحم، تحت أنظار الاستخبارات والجيش التركي، إذ تنتشر مراكز صناعة الفحم وتجميع الحطب والتجارة به، دون أن يُحاسب أحد على ذاك الإجرام الذي يقع بحق البيئة وممتلكات الأهالي.
– واصل الجيش التركي ومرتزقته قصف قرى وبلدات شيروا والشهباء- شمال حلب خلال الأسبوع الفائت، التي تكتظ بمهجَّري عفرين، ففي يوم الأربعاء 4 آذار، تم قصف قرية “كوندي مزن- الذوق الكبير”، فتضررت أبنية حوالي عشرة منازل بشكل متفاوت، ونزح أكثر من نصف سكانها إلى الكهوف والقرى المجاورة.
– بتاريخ 5 آذار، تم تفجير دراجة نارية أمام محل لبيع وشراء الذهب بالقرب من كازية “بركات” في الشارع الرئيسي لمدينة جنديرس، أدى إلى وقوع أضرار مادية بالمحلات المقابلة وإصابة بعض المتواجدين بجروح.
“آثار قصف بناء سكني في مدينة #عفرين# ”
– مساء أمس سقطت قذيفتان على بناء سكني في بداية شارع المركز الثقافي بمدينة عفرين، أسفرت عن أضرار مادية في البناء وجرح ثلاثة أشخاص.
إن السيطرة الفعلية الكاملة للجيش التركي على أراضي منطقة عفرين وتابعيتها الإدارية لولاية “هاتاي” التركية، وتدخل الاستخبارات التركية في كل شاردةٍ وواردة، ووصول الوجود التركي إلى مستوى “الاحتلال” بكل المعايير الدولية… تضع حكومة أنقرة تحت المسؤولية السياسية والقانونية والجنائية عن كافة الانتهاكات والجرائم المختلفة المرتكبة وفق سياسات ممنهجة بحق المنطقة وأهاليها.
لمكتب الإعلامي-عفرين
حزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا (يكيتي)
[1]