$عفرين تحت الاحتلال (87): استهداف مسنين بالضرب والقتل والاختطاف… فدى، توطين واستيلاء على ممتلكات، اعتقالات وقطع أشجار$
خطاب الكراهية والتحريض ضد الكُرد ليس بجديد، بل له تاريخ طويل، وبأنماط وأشكال عديدة، فقد كان بالأساس يستند إلى رؤية عنصرية وشوفينية، وتم تلحيفه بفتاوى دينية أيضاً من قبل تيارات الإسلام السياسي المتطرفة؛ فاشتد مع تفاعل دور تركيا- العدالة والتنمية بزعامة أردوغان في الشأن السوري، لتترادف التُهم (انفصاليون، إرهابيون، كفّار، ملاحدة، مستهزئين بالدين…)، والأخطر في الأمر أنه توسع على مستويات شعبوية، دون أن يُردع بالشكل المطلوب من قبل محبي الإنسانية والديمقراطيين لدى الشعوب الجارة، إذ يُترجم إلى انتهاكات وارتكاب جرائم وتغيير ديمغرافي بحق الكُرد هنا وهناك، مثلما يجري يومياً في منطقة #عفرين# .
استهداف مسنين
المغدورة “فاطمه كنه”
تعرضت المواطنة المسنة “فاطمة كنه /80/ عاماً” أرملة المرحوم “صبري طانه” من أهالي قرية هيكجة- ناحية شيه/شيخ الحديد، عصر السبت 18-04-2020م، لجريمة القتل العمد في منزل نجلها الأكبر “محمد”؛ وذلك أثناء غياب ذويها وذهابهم للعمل في زراعة الغراس. إذ توفيت المغدورة “كنه” خنقاً، وكان جسدها معلقاً من رقبتها إلى شجرةٍ في فناء المنزل، رغم وجود مقرّ عسكري للميليشيا مقابله، حيث أن كِبر سنها ووزن جسدها الزائد وسلامة وضعها النفسي والاجتماعي تدحض رواية إقدامها على الانتحار. بعد دفن جثمان المغدورة في مقبرة القرية، أُلقي القبض على (نجلها محمد وزوجته مقبولة وابنيهما فوزي مع زوجته إلفت، ونجلها الآخر حسن، ومن ذويها سعيد طانه أيضاً) بحجة التحقيق معهم في القضية، حيث أُفرج عن (حسن وسعيد و إلفت) يوم الإثنين 20 نيسان، ولايزال البقية قيد الاحتجاز. إن الوقائع والدلائل تُشير إلى تورط عناصر ميليشيات “لواء الوقاص” المسيطرة على القرية منذ اجتياحها في آذار 2018م، في ارتكاب هذه الجريمة، دون غيرهم؛ حيث تأكد سرقة مصاغ ذهب ونقود من المغدورة.
المغدور علي محمد أحمد
الحاج علي سليمان علو
وفي عصر الأربعاء 22-04-2020م، أقدم المدعو “فهد المرعي” من عشيرة بني خالد، المتحدر من ريف حمص، على قتل المواطن المسن “علي محمد أحمد المعروف ب (عليكي) /74/ عاماً” من أهالي بلدة ميدانكي- عفرين، بالضرب المبرح، بعد أن حاول المغدور منع المعتدي من رعي قطيع أغنامه بين حقل أشجار زيتون صغيرة عائد له ومجاور لمنزله غرباً، ولم تردع محاولات زوجة المغدور وامرأة أخرى الجاني في التوقف عن الضرب، واللتين تعرضتا للكدمات أيضاً؛ حيث أن عوائل القاتل الذي لاذ بالفرار وإخوته ووالده مع مواشيها كانت قاطنة في مبنى معصرة (محمد نعسان) القريب من الحقل والواقع ضمن حيز سيطرة ميليشيات “فرقة السلطان مراد”. ويُذكر أن جميع أبناء المغدور لاجئين إلى خارج البلاد. هذا وكان المسن الحاج علي سليمان علو- مواليد 1933، من نفس البلدة، قد خرج من بيته صباح 17-07-2018 متوجهاً إلى أرضه، ولم يعود، فلايزال مجهول المصير.
حسني زعيم عمر
كما أن المواطن المسن “حسني زعيم عمر /65/ عاماً” من أهالي قرية شوربة- معبطلي، في 14 نيسان، قد تعرض للضرب وطعنات سكين على يد مسلحين، أثناء محاولته منعهم من سرقة مقتنيات منزله ليلاً، حيث لاذوا بالفرار بعد أن أطلقت زوجة “عمر” صرخاتها وهي تناجي، حيث نُقل الرجل المصاب إلى مشفى في عفرين لمعالجة جراحه، وهو يتماثل للشفاء الآن في منزله؛ علماً أن القرية تقع تحت سيطرة ميليشيا “فرقة الحمزة”.
فوزي أحمد داغلي
وفي 20 نيسان، اختطفت ميليشيا “لواء السلطان سليمان شاه” المواطن المسن “فوزي أحمد داغلي” من أهالي بلدة شيه/شيخ الحديد، ولا يزال مجهول المصير، ومصادر خاصة تُرجح أن عملية الاختطاف تهدف إلى تحصيل فدية مالية كبيرة من ذوي المختطف، لأنه ميسور الحال.
ومنذ أسبوع، في قرية “جقلا” الوسطاني- شيه/شيخ الحديد، قامت ميليشيا “لواء السلطان سليمان شاه” بإخراج المواطن المسن “حنان بطال علي” من منزله عنوةً، وإرغامه على السكن في منزل نجله، وذلك لأجل إعداد المنزل مقراً عسكرياً لها.
إن جريمتي قتل المسنّين “كنه” و “عليكي” تُذكرنا بسلسلة من جرائم أخرى ارتكبتها الميليشيات الإرهابية الموالية لتركيا والائتلاف السوري- الإخواني في عفرين، بينهم نساء، وعلى سبيل المثال لا الحصر (مصطفى عبدو شاهين/آفراز، حمدي عبدو وسلطانة خليل ناصرو/براد، عائشة حنان/ غزاوية، رشيد حميد خليل وشرف الدين سيدو/جنديرس، علي عبدو/عفرين، محي الدين أوسو و حورية محمد بكر/قطمة، سليمان حمكو/كني كورك، محمد سعيد رشيد بن عبد المجيد/راجو).
فدى، توطين واستيلاء
في ناحية راجو، قرية “زركا” مؤلفة من حوالي /60/ منزلاً، بقي فيها /30/ عائلة كردية، وقرية “جوبانا” المجاورة مؤلفة من حوالي /50/ منزلاً، بقي فيها /20/ عائلة؛ بينما تم توطين حوالي /90/ عائلة في القريتين من المستقدمين، وقد استولت ميليشيا “فيلق المجد” على حوالي /20/ ألف شجرة زيتون و /5/ ألاف شجيرة عنب من أملاك الغائبين المُهجَّرين من القريتين، وفي موسم الزيتون الماضي تم فرض إتاوة /4-6/ تنكة زيت على كل أسرة كردية باقية، وصادرت تلك الميليشيات أكثر من /20/ ألف دولار أموال نقدية من الأهالي أثناء اجتياحها للقرية وتفتيش منازلهم.
وقرية دير صوان- ناحية شرّا، كان عدد سكانها المقيمين قبل الاحتلال حوالي /3/ آلاف نسمة، وبعد تهجير قسم منهم وتوطين مستقدمين في منازل وخيم تم نصبها في القرية ومحيطها، انخفضت نسبة السكان الأصليين إلى ما دون /30%/؛ حيث توجد فيها عدة مقرّات وحواجز عسكرية وأمنية، وميليشيات “فرقة السلطان مراد” هي المسيطرة عليها، إذ تُروع الأهالي باستفزازاتها وانتهاكاتها، وفرضت أتاوى وفدى مالية عليهم، واستولت على ممتلكات لغائبين، وأبلغت الأهالي مؤخراً بعدم حراثة أي حقل أو أرض غير عائد للمتواجدين، فلا يمكن للأقرباء أو من لديه وكالة بالتصرف بأملاك غائبين، وذلك تمهيداً للاستيلاء على أغلب الممتلكات؛ كما تم اعتقال العشرات من أبناء القرية بحجج واهية وفرض غرامات عليهم.
انتهاكات أخرى
– في 20 نيسان، اعتقال المواطنين “محمد أحمد بطال /25/عاماً، حسن حسن /28/ عاماً، أنور حمليكو /40/ عاماً، محمد ذهني /42/ عاماً” من أهالي قرية معملا- راجو، ولا يزال مصيرهم مجهولاً.
– قطع جائر لحوالي /200/ شجرة زيتون معمرة عائدة للمواطن “حسين أحمد مجيد” من أهالي قرية دُمليا- راجو، بقصد التحطيب والبيع، من قبل ميليشيا تابعة ل “لواء112”.
– في قرية عربا التابعة لناحية معبطلي، تم قطع شجرة سنديان عمرها أكثر من /300/ عام والمعروفة باسم (شجرة المعصرة) بالكامل، ضمن حقل زيتون عائد للمواطن “مصطفى حسو”، من قبل مسلحي ميليشيا “لواء السلطان محمد الفاتح”.
إذا كانت الأوضاع السيئة في عفرين تحت الاحتلال التركي لا تحظى باهتمام دولي ووطني أو من قبل مؤسسات ومنظمات أممية ومدنية وحقوقية بالمستوى المفترض والمطلوب، ناهيك عن تعتيمٍ إعلامي، فلا تعرف إرادة أبنائها اليأس والاستكانة، بل يواصلون نضالهم باقتدار وحماس، لأجل الخلاص من الاحتلال وإنهاء وجود الميليشيات الإرهابية في منطقتهم.
المكتب الإعلامي-عفرين
حزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا (يكيتي)[1]