$عفرين تحت الاحتلال (122): أجواء رعب واعتقالات تعسفية، زيت عفرين يُسرق ويباع في تركيا والخارج، “سيروس” إلى مزار عثماني، اضطهاد “فقيرا” الإيزدية$
عاقب الجيش التركي جندياً في صفوفه لأنه غنى بالكردية في فيديو منشور، وعلى غرار هكذا نمط من الحقد والكراهية، حكومة أردوغان تنسج خططها ضد الكُرد عموماً، في محاولةٍ لطمس هويتهم وإمحاء وجودهم، وهي تستخدم الميليشيات السورية الموالية لها كأداة في ارتكاب الجرائم ضد الكُرد في سوريا وتغيير واقعهم الديموغرافي؛ لذلك تبذل كل الجهود لتهجير ما تبقى منهم كسكان أصليين في منطقة #عفرين# .
الجندي الذي غنى بالكردية
فيما يلي جملة من الانتهاكات والجرائم:
اختطاف واعتقالات
المواطن “خليل حسني حمدي” الذي تم سحله في قرية حسيه/ميركان
– لا تزال أجواء الرعب تُخيم على بلدة مابتا/معبطلي وقرى “قنتريه و حسيه و شيتكا، مستكا و أرنديه”، التي فرضتها ميليشيات “الجبهة الشامية” منذ الجمعة 18-12-2020م، على خلفية تفجير سيارة أحد متزعميها وسط معبطلي بعبوةٍ ناسفة واتخاذه حجةً للتنكيل بالأهالي، إذ قامت بتطويق البلدة- التي يتواجد فيها مركز للجيش والاستخبارات التركية- وتلك القرى واقتحمتها بالعربات وعناصر ملثمة، ونفذت مداهمات لمنازل المدنيين واعتقلت العشرات منهم، ترافق لك بالتعذيب والمعاملة القاسية المهينة، فلا يجرأ الأهالي على التواصل مع الخارج، حيث تم الإفراج عن آخر مواطني مابتا- حوالي /20/- المعتقلين في 19/20-12-2020م مساء الخميس 24-12-2020م؛ وكانت قد داهمت قريتي “مستكا و أرنديه”- ناحية شيه/شيخ الحديد، بتاريخ 21-12-2020م، واعتقلت من الأولى المواطنين “أسد عزو علو، زكريا عزو علو، محمد عابدين حسو، عبدو نوري حسو، هاوار محمد سليمان” ومن الثانية “أحمد حيدر حمو، عبد الحميد رشيد حمسورو، زكريا محمد مورو، إسماعيل محمد عبدو، إسماعيل بجق بلال، عكيد رشيد حسين، عمر حيدر عمر، عبد الرحمن خليل مصطفى، محمد محمد حسين، مسعود محمد يوسف”، واقتادتهم إلى مقرّها في معبطلي، ثم أفرجت عنهم بعد يومين من التحقيقات. وفي 22-12-2020م، قامت باعتقال العديد من مواطني قريتي “شيتكا و حسيه/ميركان”- ناحية مابتا ، منهم “بنكين عبدو بن عارف” من الأولى و “فيصل حماليكو، نعسان سينو، عبدو كنج خميس، خليل حسني حمدي” من الثانية، لاسيما وتم ربط عنق المواطن “خليل حسني حمدي” وسحله خلف سيارة على طريقٍ مزفت، وقد أُطلق سراحهم جميعاً. وكذلك فجر الجمعة 25-12-2020م، قامت باعتقال المواطنين (خمكين محمد حماليكو، حسين محمد حماليكو، عامر محمد حنان) من قرية حسيه، ولا يزال مصيرهم مجهولاً.
– الأربعاء 23-12-2020م، أطلقت سلطات الاحتلال التركي من سجن ماراتيه- عفرين سراح الفتاة الكردية “آرين دلي حسن /21/ عاماً” من أهالي قرية كيماريه، التي اختطفت في شهر شباط 2020م من قبل “فرقة الحمزات”، وأخفيت قسراً في سجونٍ سرية، حيث بقي ست أخريات قد مضى على اختطافهن أكثر من عامين وظهرن إبان شن “جيش الإسلام” هجوماً على مقرّ الحمزات في حرش المحمودية- عفرين بتاريخ 28-05-2020م، وهُنَّ مُغيبات إلى الآن.
– بتاريخ 20-12-2020م، اعتقل الشاب “محمد أحمد إبراهيم” من أهالي قرية ماراتيه بتهمة أداء الخدمة العسكرية سابقاً، وأفرج عنه في 24-12-2020م، وكان قد اعتقل من ذات القرية المواطن “خوشناف قليج” في 15-12-2020 بمدينة عفرين وهو مجهول المصير، وأيضاً الشاب “ريزان شيخ صادق” منذ ما يقارب أربعة أشهر في إعزاز، أما صاحب المعصرة المواطن “وليد حسن عابد /64/ عاماً” اعتقل منذ أكثر من شهر لدى مراجعته محكمة اعزاز كشاهد على براءة “ريزان”، وكليهما قيد الاحتجاز التعسفي.
– لاتزال المواطنة “غزالة منان سلمو” من أهالي قرية باصوفان- جبل ليلون والمختطفة منذ 04-12-2020م من قبل ميليشيات “فيلق الشام” مجهولة المصير.
– منذ أسبوع تم اختطاف المواطن عدنان رحيم مع زوجته وابنته القاصر من أهالي قرية كفرشيل قرب مدينة عفرين، ولا يزال مصيرهم مجهولاً، حيث الميليشات المسيطرة على القرية هي “فرقة الحمزات”.
موسم الزيتون
– ميليشيات “فرقة السلطان مراد” التي تستولي لوحدها على حوالي /45/ ألف شجرة زيتون في ناحيتي بلبل وشرّا، حسب تأكيدات المدعو “أبو عثمان مسؤول الاقتصادية” في أحد مجالسه والذي مقره في قرية قوتا ومنزله في قرية كَريه، قامت بعصر منتوج تلك الأشجار وما نهبته من المواطنين في المعاصر عنوةً دون انتظار الدور ودفعت نسبةً أقل من 7% المتعارف عليها من الزيت كأجور، كما فرضت على المعاصر أتاوى مختلفة.
عبوات زيت زيتون عفرين التي تُباع في تركيا وأوروبا وأمريكا.
– بالعودة إلى ملف استيلاء تركيا وميليشياتها على زيت الزيتون في منطقة عفرين، وتصديره إلى أوروبا وأمريكا على أنه منتج تركي، فقد أكدت صحيفة “ديلي بيست الأمريكية” في تقريرٍ لها بتاريخ 24-11-2020، على أن شركة “توركانا فود”، وهي شركة تركية مستوردة للأغذية مقرّها في نيوجيرسي بالولايات المتحدة الأمريكية، أعلنت عن “زيت زيتون عفرين” في الكتالوج الخاص بمنتجاتها على الإنترنت، وأن هذا الزيت يباع في الكثير من المتاجر بأمريكا، ويوجد على العبوات شعار علامة تجارية تم تسجيلها في محافظة هاتاي التركية؛ وأفادت الصحيفة أنها أجرت تحقيقاً كشفَ سرقةَ أمراء الحرب السوريين للزيتون واستخدامه لإنتاج زيت عالي الجودة وتهريبه إلى أوروبا، واستغلال عائداته في تمويل وحداتهم القتالية التي تشارك في الحرب.
ومما وثقناه سابقاً، “تعاونيات الائتمان الزراعي التركي” التي مُنحت صلاحيات استثنائية أصدرت لائحة بأسعار شراء زيت الزيتون من منطقة عفرين، أعلاها /31.5/ دولار لصفيحة (16 كغ زيت صافي)، الذي يُباع في الخارج بأسعار باهظة لتدرّ أرباح طائلة لتركيا والمتعاونين معها، لاسيما وهناك مركز تجاري تركي (مقره معصرة “رفعتية” – جنديرس) استولى على شراء كمية حوالي (80% =25600 طن زيت) من إجمالي الإنتاج ونُشر عنه مقطع فيديو مؤخراً، وتم نقلها بالشاحنات عبر معبر حمام الجديد، حيث أكدت صحيفة دوفار Duvar التركية في تقرير لها بتاريخ 26-11-2020، أن شاحنات زيت الزيتون تدخل إلى هاتاي- تركيا دون المرور بالمنطقة الحرّة في مدينة “قره خان”، ولا يتم تسجيلها بشكل نظامي، وأشارت إلى استياء التجار المحليين من طرح قسم من زيت عفرين في الأسواق المحلية، الأمر الذي يؤدي إلى خفض أسعار زيت الزيتون التركي، كما نوهت إلى أن ممثلي تعاونيات الائتمان الزراعي ذهبوا إلى نيويورك لتسويق زيت الزيتون، وأن زيت عفرين الذي لا يدخل في عملية “الاستيراد” رغم أنه يأتي من دولة أخرى، تتم معالجته وبيعه للعالم تحت عنوان “صنع في تركيا”. هذا وقد حصلنا على صور جديدة لعبوات زيت زيتون عفرين، تُصدر من تركيا، وتُباع في أوروبا وأمريكا.
الآثار
مزار النبي هوري قبل الاحتلال وبعده
نُشرت مؤخراً صور جديدة لمزار “النبي هوري- سيروس”، تُوضح تشييد بناء اسمنتي جديد بجانبه ومحاط بمظلات من القرميد الأحمر، بينما العلم التركي مُعلق في أحد نوافذ المدفن الهرمي الروماني، مع إعادة تجهيز مسجده وتسقيف مقدمته بالقرميد الأحمر وترميم البيت الروماني؛ بعد (العبث بالمزار وتخريب ضريحه وحفر أرضيته واستبدالها ببلاط حديث وكذلك استبدال الضريح القديم بضريح حديث، وكذلك التخريب في البيت الروماني الذي كشفته ورممته وأعادت بنائه البعثة السورية اللبنانية بين أعوام 2006-2011، حسب تقرير مركز آثار إدلب/المعارضة المنشور في 13-07-2018م)، وسرقة محتوياته وحفر ساحته وقلع أشجاره من قبل الميليشيات إبان غزو المنطقة في آذار 2018م؛ وذلك في محاولةٍ من تركيا لتغيير معالم هذا الموقع التاريخي والذي يُعد من التراث الإنساني العالمي المدرج على لوائح اليونيسكو، لإبرازه أثراً ومجداً عثمانياً، في الوقت الذي أفلتت فيه أيادي الميليشيات واللصوص لتعتدي على آثار النبي هوري- سيروس وتسرقها بالحفر والتجريف، في انتهاكٍ جسيم وجرائم حرب بموجب اتفاقيتي لاهاي /1907/ و /1954/، والبروتوكولين – الأول والثاني /1977م/ الإضافيين إلى اتفاقيات جنيف الأربعة.
فوضى وفلتان
– يوم الثلاثاء 22-12-2020م، أقدم مسلح من عناصر “فرقة السلطان مراد” على قتل قائد كتيبته المدعو “جاسم العويد”، في الحي القديم بمدينة عفرين، بسبب محاولته الاعتداء على زوجة شقيق القاتل، حسب أقواله في مقطع فيديو مصور.
– المدعو “أيهم القباع- أبو شهاب” أقدم على قتل المواطن الكردي محمد حنيف حسين /30/ عاماً من أهالي قرية بليلكو- راجو، تحت التعذيب في مركز شرطة راجو بعد اعتقاله في 30-08-2019م، وتم تبرئته من قبل محاكم عفرين الصورية، وجرى تكريمه بترفيع رتبته إلى رائد، ومن ثم تعيينه مؤخراً “قائداً للشرطة المدنية في راجو” من قبل سلطات الاحتلال.
– بتاريخ 24-12-2020م، انفجرت عبوة ناسفة قرب مدرسة ميسلون بحي الأشرفية في عفرين، أدى إلى إصابة ثلاثة أشخاص.
– بتاريخ 25-12-2020م، انفجرت قنبلة في مدينة جنديرس، بيد مسلح، أدى إلى مقتل شخص وإصابة إثنين أحدهما طفل من المستقدمين.
انتهاكات أخرى
– قرية فقيرا- جنديرس، مؤلفة من حوالي /110/ منازل، بقي من سكانها الأصليين الإيزديين /46/ عائلة وتم توطين /64/ عائلة فيها، مستقدمة من الغوطة وريف حمص وريف حلب ودرعا؛ وتسيطر عليها ميليشيات “فرقة الحمزات”، وقد تعرضت للعديد من الانتهاكات والجرائم، منها سرقة كامل شبكة الكهرباء، واعتقال بعض مواطنيها، وحفر مزار شيخ جنيد الإيزيدي في القرية بحثاً عن الآثار وتخريب شواهد بعض قبور الموتى، ولا يتمكن الأهالي من ممارسة معتقداتهم بحرية، وتم فرض أتاوى على محصولهم من الزيتون. كما أبلغت الحمزات مؤخراً مختار القرية بنيتها للاستيلاء على كامل أملاك الغائبين المهجرين قسراً من أهالي القرية، منها حوالي /6/ آلاف شجرة زيتون، فلا يجرأ أحدٌ من المتبقين على إدارة تلك الأملاك بالنيابة عنهم حتى وإن كانت صلة القرابة من الدرجة الأولى، إذ تعرضت المئات منها للقطع الجائر بغاية التحطيب.
– تقوم ميليشيات “فيلق المجد” المسيطرة على قرى “زركا، جوبانا، قاسم، ديكيه، عشونه، كيلا” بالقطع الجائر لحوالي /8/ آلاف شجرة زيتون مستولى عليها، بغاية التحطيب، وذلك بتشغيل رجال وشباب تلك القرى مع أدواتهم وآلياتهم دون مقابل، بما يشبه استخدام العبيد.
قطع الأشجار بالقرب من معامل البيرين، على جانبي طريق راجو
– فيديو منشور بتاريخ 24-12-2020م في صفحة إعلامية محلية، يؤكد على أن ميليشيات “فرقة الحمزات” قامت بقطع آلاف أشجار الزيتون بجانبي طريق راجو بطول /1/كم، بالقرب من معامل البيرين- شمال مدينة عفرين، بغاية التحطيب، بعضها قطعاً كاملاً، لاسيما وأن أعمار بعضها تصل ل /100/ عام.
موقع بناء مسجد في قرية عبودان
– منذ أيام، بدأ “وقف الديانت” التركي بمشروع بناء مسجدين في قريتي “عبودان و شرقيا” الصغيرتين في ناحية بلبل، وهو الذي يشرف على أكثر من /18/ معهد تحفيظ القرآن في الناحية، وعلى أنشطة دينية عديدة، حسب أخبار “المجلس المحلي في بلبل”، وذلك في إطار تنشيط الحركة الدينية المذهبية وفق منهجٍ إخواني – عثماني. لاسيما وأن مسجد “عبودان” يُشيد وسط القرية في عقار عائد لعائلة “عُرَش (سيدو)” دون دفع تعويضات لها أو تجرأ العائلة على الاعتراض. وأمس الجمعة بإشراف الوقف أيضاً تم افتتاح جامع في قرية “عرب ويران”- ناحية شرَّا تحت العلم التركي.
موقع بناء مسجد في قرية شرقيا،
– خلال أيام 19/21/23-12-2020م، قصفت قوات الاحتلال التركي وميليشياته محيط مطار منغ وقرى “مرعناز، علقمية، شوارغة، مالكية، كشتعار، ساغوناك” في جبل ليلون وشمال حلب.
إن الصمت الدولي، خاصة لحكومتي روسيا وأمريكا، وغياب صوت غير بيدرسون المبعوث الخاص بسوريا، حيال الانتهاكات وجرائم حرب وأخرى ضد الإنسانية تُقترف بحق منطقة عفرين وأهاليها، أمرٌ مريب وموضع ازدراء.
المكتب الإعلامي-عفرين
حزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا (يكيتي)[1]