$عفرين تحت الاحتلال (125): “بافلون” قرية إيزيدية خالية من أهاليها، فتاةٌ تُهجَّر تحت التهديد بالاختطاف، اعتقالات كيفية تعسفية$
في ظل عجز الأمم المتحدة ومجلس الأمن المكبل بالصراعات الدولية عن لجم الانتهاكات والجرائم في سوريا والسير بحلٍ سياسي لأزمتها، وأجواء الصفقات والمساومات السياسية الدولية السائدة على حساب حقوق الإنسان والشعوب، يعربد النظام التركي وجيشه وعبر أدواته من المرتزقة “سياسيون كانوا أم مسلحون سوريون” في شمالي البلاد، ويواصل عدائه للكُرد ومحاولة محو وجودهم ودورهم؛ ففي منطقة عفرين المحتلة تتواصل الموبقات، نذكر منها:
غابة حراجية – شمال قرية “بافلون”، تعرضت للقطع والحرائق.
= قرية “بافلون”- ناحية شرّا، الإيزيدية والمؤلفة مما يقارب /80/ منزلاً، اُحتلت بداية آذار 2018م، وكان يسكنها أكثر من /60/ عائلة قبل الغزو، تم تهجيرهم قسراً إلى خارج المنطقة ومنع /13/ عائلة رغبوا بالعودة إلى القرية فاضطروا للسكن في مدينة عفرين وقرية قطمة، حيث تم توطين حوالي /150/ عائلة من المستقدمين بدلاً عنهم وأكثر من /50/ عائلة أخرى في مخيمٍ شُيِّد بغرفٍ من البلوك في موقع “بترول”- شمال القرية؛ أثناء الاجتياح تم تدمير /5/ منازل بشكلٍ كامل وسرقة كافة محتويات البيوت الأخرى من مؤن ومدخرات وأواني نحاسية وأدوات وأجهزة الطاقة وغيرها، وكذلك /20/ جراراً زراعياً و /5/ سيارات ومعصرة زيتون كاملة، واستولت ميليشيات “الجبهة الشامية” على كامل أملاك أهالي القرية، حتى تلك العائدة للمتواجدين منهم في عفرين، منها حوالي /25/ ألف شجرة زيتون و /5000/ شجيرة عنب، وعلى خلفية حقدٍ دفين وتطرفٍ ديني تم تخريب أضرحة الموتى في مقبرة القرية وتحويل مبنى سابق فيها ومخصص لمجالس العزاء إلى مسجدٍ إسلامي؛ هذا وتعرضت الغابات الحراجية حول القرية إلى القطع مراراً لأجل التحطيب، ولإضرام النيران فيها أيضاً صيف وخريف 2019م، وكذلك أُبيد حرش من حوالي /4000/ شجرة حراجية متنوعة، في موقع “عَالِما” شرقي القرية، تم زرعها منذ أكثر /45/ عاماً من قبل المرحوم الشيخ أحمد جعفر (أبنائه في مدينة عفرين ممنوعين من العودة للقرية وإدارة أملاكهم)، والذي شَيَّد فيه مبنىً بمثابة مزار منذ أكثر من /40/ عاماً وتم تحويله إلى مقرٍ عسكري من قبل “الشامية”. وكانت القرية قد تعرضت للقصف في أيار 2016، فاستشهد مواطن ووقع جرحى من أهاليها.
تشييد مخيم في موقع “بترول”- شمال قرية “بافلون”.
تخريب أضرحة الموتى في مقبرة قرية “بافلون”.
يُذكر أن الكُرد الإيزديين في منطقة عفرين قد تعرضوا لمظالم تاريخية، ولكنهم مارسوا طقوسهم وشعائرهم الدينية بحرية وكان لهم مؤسسات مَدنية في ظل الإدارة الذاتية السابقة؛ وإذ تم تهجيرهم بكثافة إبان الاحتلال التركي، وتعرض المتبقون منهم في المنطقة لاضطهاد مزدوج، إذ يُقدر عددهم حالياً بأقل من /5/ آلاف من أصل حوالي /30/ ألف نسمة، فهم كأقلية دينية، مهددون يومياً على يد الميليشيات الإسلامية المتطرفة والموالية لأنقرة والائتلاف السوري- الإخواني.
= ابتلي المواطن “د.م.د” في إحدى قرى عفرين بحقد وانتهاكات ميليشيات “فرقة السلطان مراد”، حيث تعرض لعملية سطو وتشليح واعتقال وتعذيب ودفع فدية /500/ دولار، صيف 2020م، وحاول أحد متزعميها الاستيلاء على جراره الزراعي، ومع نهاية موسم الزيتون اعتقل مرةً أخرى وتعرض للتعذيب، وتم قطع حوالي /225/ شجرة زيتون عائدة له، وأُفرج عنه تحت التهديد بالعقاب مجدداً وخطف ابنته الشابة العزباء، فاضطَّر الأب لترحيل ابنته بداية هذا العام إلى خارج عفرين خوفاً عليها من الاختطاف وغيره.
= أواسط تشرين الثاني 2020م، أقدمت “الشرطة العسكرية” وبالتعاون مع ميليشيات “لواء الوقاص”، على اعتقال المواطنين “محمد عابدين أحمد /35/ عاماً، ميكائيل شيخو حميد /35/ عاماً ووالدته نور حامين حسن كيلو /56/ عاماً وشقيقته جوزفين شيخو حميد /35/ عاماً- زوجة ميكائيل، سفيان أكرم نبو /45/ عاماً و زعيم محمد كليه /45/ عاماً الميسوري الحال” من أهالي قرية آنقلة، بتُهم العلاقة مع الإدارة الذاتية السابقة؛ وفي أواسط كانون الأول 2020م تم الإفراج عن المواطنة “جوزفين” ولا يزال الباقون رهن الاعتقال التعسفي لدى الشرطة العسكرية في عفرين، وحتى دون تقديمهم إلى تلك المحاكم الصورية التي أنشأها الاحتلال، لاسيما وأن المعتقلون تعرضوا للتعذيب الشديد وهم مخفون قسراً منذ شهرين تقريباً.
= بعد زوال آثار التعذيب عن أجسادهم، من جديد يتم استدعاء مواطني قريتي “أرندِه، مستكا”- ناحية شيه/شيخ الحديد من قبل “الشرطة المدنية أو الجبهة الشامية” والاستخبارات التركية، الذين تم اعتقالهم من قبل ميليشيات “الجبهة الشامية” على خلفية تفجير سيارة أحد متزعميها في 18-01-2021 داخل بلدة معبطلي، وأحيل البعض منهم إلى محاكم صورية وتغريمهم ب /1000-2500/ ليرة تركية، وآخرهم كان استدعاء المواطن “عكيد حسين” من قرية “أرندِه” في 12-01-2021م وتغريمه بألف ليرة تركية، لأجل إضفاء طابعٍ قانوني مزيف على عمليات الاعتقال الكيفية التعسفية وكذلك إيذاء وترويع الأهالي بالأساس.
= بداية الشهر الجاري، تم اعتقال المواطنين “بشير حسن بيرم /55/ عاماً، حسين داوود عمر /60/ عاماً، جلال صبري كمال” من أهالي قرية “حسن”- ناحية راجو وسجنهم لمدة أسبوع، وأطلق سراحهم بعد تغريمهم بمبالغ مالية /400-700/ ألف ليرة سورية، وذلك بتهم المشاركة في الحراسة الليلية أثناء الإدارة الذاتية السابقة.
= تُقْدِم ميليشيات “لواء الوقاص” على قطع الكثير من الأشجار الحراجية والمثمرة بغية التحطيب والتجارة، وتمنع أهالي القرى والبلدات التي تُسيطر عليها في نواحي جنديرس وشيه/شيخ الحديد ومابتا/معبطلي من نقل أحطابهم إلى خارج قراهم بغاية البيع أو إذا كانت مساكنهم في مكان آخر، وتَحصر عمليات بيع وشراء الحطب بوكلائها، لُتجبر الأهالي على بيع أحطابهم بثمنٍ بخس /60-70/ ألف ل.س للطن الواحد، في حين أن السعر الرائج هو /270-300/ ألف ل.س للطن الواحد.
= على خطى ممارسة أنشطة سيادية على الأراضي السورية، وفرض إجراءات الاحتلال الفعلي دون التصريح به وتحمل تبعاته، وبتاريخ 14-01-2021م، افتتحت حكومة أنقرة مكتبةً في مدينة إعزاز، “ضمن مشروع تأسيس مكتبات لدعم العملية التربوية في /805/ مدارس منطقتي درع الفرات وغصن الزيتون، شمالي سوريا”- حسب وكالة الأناضول.
المغدور “يوسف أحمد الخليف”.
= وسائل إعلام محلية، نشرت اليوم صورة وخبر عن مقتل المواطن الشاب “يوسف أحمد الخليف” من أهالي دير الزور، قرب الشريط الحدودي- شمالي ناحية بلبل في منطقة عفرين، برصاص الجندرمة التركية.
= بتاريخ 13-01-2021م، عاود الجيش التركي ومرتزقته قصف بعض قرى الشهباء وبلدة تل رفعت- شمال حلب المكتظة بمُهجَّري عفرين، بقذائف المدفعية الثقيلة.
إن الواقع المرير في عفرين، يفرض على أبنائها والكُرد عموماً والمهتمين بأوضاعها واجباتٍ إضافية، من مساعدة الأهالي بما أمكن، وتسليط الأضواء على معاناتهم وأوجه الانتهاكات والجرائم المرتكبة وفضح سياسات وممارسات الاحتلال التركي ومرتزقته، وكذلك العمل على إنهاء الاحتلال ووجود الميليشيات الإرهابية المتطرفة وعودة المنطقة إلى السيادة السورية وإدارة أهاليها.
المكتب الإعلامي-عفرين
حزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا (يكيتي)
[1]