$عفرين تحت الاحتلال (128): قرية “قسطل جندو” المُهجَّرة، سجن “الراعي” السيء الصيت، اعتقالات كيفية وتعسفية، اختطاف فتاة$
لا يزال الائتلاف السوري- الإخواني “المعارض” يمارس الدجل والنفاق حيال الأوضاع السائدة في منطقة عفرين، وما الوعود الكاذبة التي تُطْلَق أحياناً من مسؤوليها- بينهم كُرداً- حول السعي لتحسينها و “رد المظالم”، إلا لذرّ الرماد في عيون مؤيديهم، ولتلميع صورة الاحتلال ومرتزقته.
وما سنعرضه أدناه، شواهد ووقائع حية عن الانتهاكات والجرائم المرتكبة، والتي تفضح سياسات أنقرة والائتلاف العدائية نحو المنطقة:
= قرية “قسطل جندو” المُهجَّرة
وفد من الائتلاف في “قسطل جندو”، 27-01-2021م
ذات الغالبية الإيزدية، تابعة لناحية شرَّا، اشتهرت بدلالتين متناقضتين، الأولى ذات الشموخ والكبرياء، إذ كانت في خط الدفاع الأول عن #عفرين# منذ عام 2012م، نظراً لموقعها الجغرافي- على تخوم منطقة أعزاز، وجبلها “بارسه خاتون” كحصن للمقاومة شاهدٌ على بطولات مقاتلي وحدات حماية الشعب والمرأة في مواجهة قوات العدو الذي استخدم كافة الأسلحة لإسقاطه، والدلالة الثانية كانت تلك الزيارة المشينة لرئيس وبعض متزعمي الائتلاف السوري – الإخواني وحكومته المؤقتة للقرية برفقة الدبابة التركية في 27-01-2021م، ومباركتهم لاحتلال القرية وغزو عفرين.
مزار “الشيخ حميد” قبل وبعد الاحتلال
القرية مؤلفة من حوالي /280/ منزل، لم يبقى فيها سوى /30/ عائلة بسبب التهجير القسري، بما يعادل /60/ نسمة من سكانها الأصليين وأغلبهم مسنون، بينما تم توطين حوالي /300/ عائلة بما يعادل /1500/ نسمة من المستقدمين فيها، وأثناء غزوها في شباط 2018م تم تدمير حوالي /10/ منازل بشكل جزئي ومعصرة زيتون عائدة للمواطن حميد مصطفى بشكلٍ كامل، وسُرقت محتويات المنازل من مفروشات ومؤن وزيت زيتون وتجهيزات الطاقة الكهربائية المنزلية وأواني نحاسية وكذلك آلات معصرتي “أبو شوقي، حميد يوسف حسو” و /40/ مجموعة توليد كهربائية والغطاسات الخاصة بالأراضي الزراعية و /50/ جرار زراعي و /15/ سيارة، واستولت ميليشيات “الجبهة الشامية” ومتزعمها في القرية المدعو “وليد عزيزي” على معصرة زيتون عائدة للمواطن “نوري خان جنيد” وعلى حوالي /40/ ألف شجرة زيتون و /10/ آلاف شجرة فاكهة عائدة لآهالي القرية. وتم تخريب مزار “بارسه خاتون” الإيزدي وقطع معظم الأشجار الحراجية في جبله وفي تلةٍ غربي القرية، وتخريب ونبش ضريح مزار “شيخ حميد” الإيزدي- /2/كم جنوبي القرية على طريق قرية “قطمة” وتخريب مقبرته وقطع ثلاث أشجار توت معمرة فيه والأشجار الحراجية أيضاً في الموقع، عدا قلع الكثير من أشجار الزيتون والفاكهة. ونكايةً بأهل القرية تم تحويل مبنى معصرة قديمة إلى مسجد، والمتبقون منهم لا يجرؤون على ممارسة معتقداتهم الدينية.
= سجن “الراعي” السيء الصيت
منذ أوائل خريف 2018م، نؤكد مراراً على وجود سجونٍ سرية لدى الميليشيات السورية الإرهابية التابعة للائتلاف السوري- الإخواني وتحت إشراف الاستخبارات التركية، وهناك أكثر من /1100/ معتقلٍ مخفي قسراً من أبناء عفرين (رقم تقديري مستند لبعض المعلومات، وهو متغير، حيث يصعب الإحصاء بشكل دقيق)، بينهم نساء وقُصَّر، وكذلك نشرت العديد من المنصات الإعلامية والحقوقية والمدنية تقارير عن ذلك، دون أن يحظى الموضوع باهتمام القوى الدولية المعنية بالأزمة السورية ولا بتحقيقٍ شامل من قبل لجنة التحقيق الدولية المستقلة؛ إذ تؤكد عمليات نقل البعض من المعتقلين تباعاً منذ النصف الثاني لعام 2020م إلى سجن ماراتِه- عفرين بسبب تردي أوضاعهم الصحية والإفراج عنهم فيما بعد، على وجود زنازين سرية في الطابق السفلي لسجن “بلدة الراعي”- منطقة الباب، ويُخفى فيه المئات من أبناء عفرين المعتقلين؛ من بين المفرج عنهم – محتجزي ذاك السجن السيء الصيت، بتاريخ 21-12-2021م، خمسة من أهالي قرية “داركير”- مابتا/معبطلي، وهم “الزوجان عزيز حجي مصطفى بن منان و روشين أموني بنت محمد أمين، محمد حجي مصطفى بن منان ونجلاه ديار و شيار”، الذين اعتقلوا منذ سنتين ونصف، ولا يزال أكثر من عشرة مواطنين من القرية اعتقلوا معهم مخفون قسراً، بينهم الشقيقان “محمد أمين و لاوند” نجلا “عزيز و روشين” المفرج عنهما؛ وكذلك أطلق سراح المواطنة “روكان ملا محمد” من أهالي قرية “جوقيه” في بداية شهر 12/2020؛ كما تم الإفراج عن المواطن “جوان يوسف بن محمد نور” بتاريخ 27-01-2021م، بينما بقي “خليل حسن بن حسن، محمد تاتار بن زكريا، مصطفى بعبو بن عبد الرحمن، نضال حنان بن نظمي، محمد عزت عثمان” في سجن ماراتِه والآخرين “إيبش حبش بن إبراهيم خليل، ولات طش بن حسن” في سجن الراعي، حيث اعتقل الثمانية من أهالي قرية “عربا”- مابتا/معبطلي بين شهري آذار ونيسان 2018م.
وكان قد تم الإفراج عن بعض النسوة اللواتي ظهرن في سجن سري لميليشيات “فرقة الحمزات”، وعن معتقلين آخرين كانوا مخفين قسراً لمدة أكثر من سنتين، وثقنا أسماءهم سابقاً؛ لا سيما أن جميع المفرج عنهم لا يجرؤون على التحدث عن أوضاعهم والظروف القاسية وأشكال التعذيب والمعاملة المهينة التي تعرضوا لها، وهم كانوا منقطعين عن العالم الخارجي، ولا يزالوا يعانون من أعراض مرضية ونفسية.
وهناك أنباء عن سجن فرع “الشرطة العسكرية” بعفرين، حيث حال المساجين يرثى لها، من معاملة قاسية وتعذيب واكتظاظ وسوء الطعام، ومنهم من يبقى محتجزاً لفترات طويلة بحجة التحقيق.
= اعتقالات كيفية وتعسفية
– على إثر تقديمه شكوى لدى ما تسمى ب “لجنة رد المظالم”، سعياً وراء استرداد بعض ممتلكاته المنهوبة (كازية في مفرق عمارا- كتخ التي جعلتها ميليشيات أحرار الشرقية مقرَّاً لها، سيارة تكسي وأخرى “فان” نظامية، آلات معصرة زيتون كاملة) من قبل الميليشيات إبان احتلال المنطقة، اعتقلت “الشرطة المدنية” والاستخبارات التركية في ناحية معبطلي المواطن “حيدر سيدو بن بكر /57/ عاماً” من أهالي قرية “شيخوتكا”، يوم الأثنين 25-01-2021م، ولا يزال مصيره مجهولاً، وكان قد اعتقل نجله “عدنان” قبل حوالي العامين وأطلق سراحه لقاء دفع فدية مالية كبيرة. تُذكر أن القرية مؤلفة من حوالي /250/ منزل، لم يعود إليها من ساكنها الأصليين حوالي /40/ عائلة، وتم توطين حوالي /100/ عائلة من المستقدمين فيها، وتُسيطر على القرية ميليشيات “جيش النخبة”، التي حوَّلت منزل المواطن المُهجَّر “عبد الرحمن شيخ حميد” إلى سجن ومقرّ لها، ولمتزعميها قطعان غنم تُسرح بين حقول الزيتون وإن تضررت الممتلكات الزراعية، حيث يُضرب ويُهان من يعترض على الرعي الجائر، كما استولت الميليشيات على حوالي /5/ آلاف شجرة زيتون و/10/ هكتارات أراضي زراعية، عدا منهوبات المنازل وسرقة سيارة “فان” عائدة للمواطن “صبري حنان”.
– لا يزال المواطن “محمد سفر رشو /36/ عاماً” الملقب ب “عويل” الوحيد لأبويه وأب لخمسة أطفال، من أهالي قرية حسن ديرا- بلبل، مجهول المصير، والذي اعتقل لدى إحدى حواجز منطقة إعزاز المسلحة (يرجح أنه لميليشيات أحرار الشرقية) منذ أوائل شهر كانون الأول 2020م، بتهمة العلاقة مع الإدارة الذاتية السابقة، أثناء ذهابه بجرار زراعي، وهناك خشية لدى ذويه على حياته، وهم غير قادرون على دفع رشاوى أو فدى مالية عبر وسطاء لأجل إطلاق سراحه، نظراً لتردي وضعهم المادي.
– بحجة حرق سيارتين عائدتين لها ليلاً في بلدة كاخرة- مابتا/معبطلي، صباح الأربعاء 27-01-2021م، أقدمت ميليشيات “فرقة السلطان سليمان شاه- العمشات” على تطويق وحصار البلدة ونشر عناصرها فيها بشكل مكثف، ومداهمة المنازل وترويع المدنيين واعتقال /16/ مواطناً بشكلٍ كيفي تعسفي، وهم “سمير مصطفى بن فائق، عبد الرحمن مصطفى بن فائق، فهمي عبو بن علي، ولات عبو بن علي، رفاعي عيسو بن عيسو، ريناس حسو بن محمد، نظمي حمرشو بن محمد، محمد محمد بن فوزي، رزكار محمد بن محمد، عارف جابو بن رياض، محمد نعسو بن نظمي، حميد أحمد خليل جانو، شيار عبو بن جميل، نظمي نعسو بن فائق، مصطفى مصطفى بن فائق”، حيث أطلق سراح الأخيرين بعد ساعات والبقية مساء نفس اليوم، وذلك بعد أن تم نقلهم إلى مركز ناحية شيه/شيخ الحديد، وتعرضوا للتعذيب الشديد الذي جعل البعض منهم طريح الفراش، ولا تزال البلدة تحت وطأة الحصار وهول الحدث. هذا، وتحت التهديد بالعقاب، توصي “العمشات” أهالي “كاخرة” بإنكار تلك الانتهاكات التي تعرضوا لها أمام أية جهةٍ قد تزور البلدة.
= استشهاد مواطنيّن
الشهيد الشاب القاصر “محمد عز الدين حسين”.
– يوم الإثنين 27-01-2021م، أثناء رعيه للأغنام في موقع الطامورة- شمال حلب، تعرض الشاب القاصر “محمد عز الدين حسين /14/ عاماً” من أهالي قرية باسلِه- شيروا المهجَّرين لانفجار لغم أرضي، فأصيب بجراح بالغة أدت إلى وفاته في المشفى، حيث تُقيم أسرته في بلدة تل رفعت.
– يوم الأحد 24-01-2021م، استشهد المواطن “سعد الدين الأس /30/ عاماً” من أهالي تل رفعت- شمال حلب، متأثراً بجراحه، ليرتفع عدد ضحايا قتلى القصف التركي على البلدة بعد ظهر السبت 23-01-2021م، إلى أربعة (طفلين وامرأة ورجل).
= اختطاف فتاة
الفتاة المختطفة “خالدة حسين حنان”.
ليلة 23/24-01-2021، أقدمت مجموعة مسلحة ملثمة على اقتحام منزل المواطن “حسين حنان” في الحي الشمالي من مدينة جنديرس الذي تسيطر عليه ميليشيات “أحرار الشرقية”، واختطاف ابنته “خالدة /30/ عاماً” ذات الاحتياجات الخاصة، فبقيت مجهولة المصير لغاية عصر يوم الأربعاء 27-01-2021م، حيث تم إطلاق سراحها؛ لاسيما أن أسرتها من قرية يلانقوز القريبة من جنديرس اضطرت للانتقال إلى المدينة تحت ضغط المضايقات سابقاً.
= نشر الثقافة العثمانية الجديدة
“مركز الأناضول الثقافي في عفرين”.
استمراراً في نشر الثقافة العثمانية- الإخوانية الجديدة، وفي بسط سيطرتها السيادية على مناطق نفوذها واحتلالها- شمالي سوريا، افتتحت تركيا بمدينة عفرين يوم الأربعاء 27-01-2021م، مقرَّاً باسم “مركز الأناضول الثقافي في عفرين” يضم “مكتبة وقاعة محاضرات وقاعات تدريب..”، على غرار المركز الذي تم فتحه في مدينة أعزاز أوائل أيار 2020م.
= تفجير سيارة
تفجير سيارة مفخخة في حي الصناعة بعفرين اليوم.
تأكيداً على حالة الفوضى والفلتان السائدة في منطقة عفرين، تم تفجير سيارة رافعة مفخخة، بعد ظهر اليوم، في موقعٍ بآخر شارع فرن جودي بالمنطقة الصناعية، مقابل الزاوية الشرقية الجنوبية لساحة بازار عفرين، وسط المدنيين ومحلات تصليح السيارات، أدى إلى وقوع /6/ ضحايا قتلى و /30/ جريحاً- حسب وسائل إعلام محلية، بينهم أطفال، وأدى أيضاً إلى وقوع أضرار مادية وتكسير بلور السيارات والمنازل في محيط الموقع.
إن الائتلاف بمسؤوليه ومكوناته يتحمل المسؤولية عن الانتهاكات والجرائم المرتكبة في منطقة عفرين وبحق أهاليها، علاوةً على التغيير الديمغرافي الممنهج المطبق، لطالما أنه يشكل الغطاء السياسي لما يسمى ب “الجيش الوطني السوري” المتشكل من مختلف الميليشيات التابعة له ومؤيد وشريك للاحتلال التركي في المنطقة على حساب سيادة ومصالح بلدنا وشعبنا السوري عموماً، وبالضد من وجود الكُرد ودورهم، كمكون قومي أساسي في سوريا.
المكتب الإعلامي-عفرين
حزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا (يكيتي)
[1]