$عفرين تحت الاحتلال (132): استشهاد مواطنيّن وتنكيل بأهالي “باسوطة”-/75/ معتقل، تفجيرات واقتتال، قرى باتت ثكنات عسكرية$
ما تسمى “لجنة رد المظالم” المشكلة من بعض متزعمي وشرعيي الميليشيات التي تمارس “المظالم” ذاتها في #عفرين# ، تعترف لصحيفة “عنب بلدي” عن وجودها، إذ قالت “إنها أعادت العديد من الممتلكات لأصحابها الأساسيين وأصدرت قرارات بمنع فرض الضرائب على الأشجار المثمرة ومواسم الحبوب، وشكلت لجنة مختصة بحماية البيئة ومنع قطع الأشجار والاحتطاب والرعي الجائر”، ولكن لم تسأل، لماذا وقعت تلك الموبقات؟ بل و”قراراتها” حبرٌ على ورق لدى الميليشيات المرتزقة التي امتهنت الإجرام بكافة الأشكال، وهي التي تُهدد الأهالي بأشد العقوبات إن تقدموا بشكاوى لدى اللجنة.
فيما يلي نسلط الضوء على بعض الانتهاكات وحالة الفوضى والفلتان السائدة في عفرين:
= قرية باسوطة، واستشهاد مواطنين:
إنها قرية شهيرة، جميلة بطبيعتها، وكانت وجهةً للسياحة والاصطياف، باتت كئيبة، يُخيم عليها أجواء القلق والإجرام منذ احتلالها من قبل الجيش التركي ومرتزقته- آذار 2018م، إذ تُسيطر عليها ميليشيات “فرقة الحمزات” ولها مقرّات وسجون خاصة وسرية في (مقصف الأحلام، مبنى البلدية، فيلا عارف محمد بطال، مبنى مركز الهاتف) التي شهدت حالات اختطاف واعتقالات لمئات المواطنين من أهالي القرية وغيرها، الذين تعرضوا لمختلف صنوف التعذيب والمعاملة القاسية وفرض فدى مالية لقاء الإفراج عنهم، تحت إشراف الاستخبارات التركية.
إبان العدوان تم استهداف القرية وطرقاتها الرئيسية بعشرات القذائف، أدى إلى تدميرٍ جزئي لمنزل واستشهاد وجرح عددٍ من مواطنيها، بينهم أطفال ونساء.
لدى اجتياح القرية سرقت الميليشيات محتويات معظم المنازل من مفروشات وأدوات ومؤن وتجهيزات الطاقة الكهرضوئية وأواني نحاسية، وأبواب بعضها أيضاً، وكذلك مخزونات المحلات وعشرات الآليات والدراجات النارية ومجموعات ضخ المياه من الآبار؛ واستولت على محطة وقود المواطن “سليمان إيبو” ومقصف النبعة العائد لعائلة المختار، الذي يؤجر حالياً للأعراس فقط، وعلى عشرات آلاف أشجار الفاكهة والرمان العائدة للمواطنين المُهجَّرين قسراً، وعلى حوالي /30/ محلاً في الشارع الرئيسي و/200/ منزل تم توطين حوالي /300/ عائلة من المستقدمين فيها، حيث بقي من السكان الأصليين حوالي /600/ عائلة، فلم تُقبل أية وكالة لأحد؛ كما سرقت كوابل شبكة الهاتف الأرضي وأعمدتها وتجهيزات مركزها.
وآخر الجرائم كانت في صباح الثلاثاء 23-02-2021م، إذ تعرض منزل أسرة المرحوم “شريف قاسم” في قرية باسوطة إلى تفجيرين متتاليين بعبوات ناسفة، حيث نُشر مقطع فيديو للتفجير الثاني الذي جرى بشكلٍ منظم من تصوير وإطلاق تكبيرات قُبيله بثواني والتي تُعلى عادةً من قبل المسلحين الإسلاميين تعبيراً عن الرضا والتوفيق؛ العملية أدت إلى تهدم أجزاء من المنزل واستشهاد الفتاة “هيفا شريف قاسم 21 عاماً” وقريبها “نوزت أكرم طوبال 45 عاماً”، ولا تزال سلطات الاحتلال تحتفظ بجثماني الشهيدين، كما اعتقلت أقرباء لهما وآخرين، حوالي /75/ مواطناً كردياً من أهالي القرية وبينهم حوالي /10/ نساء، منهم (والدة “هيفا” وشقيقتها، زوجة “نوزت” وشقيقه أوميد، عدنان إيبو، ثلاثة أشقاء أولاد مستو حسين، حج خليل عثمان حنيف /70/ عاماً ونجله، ثلاث شقيقات بنات أحمد خضر، دوران عمر عمبروش- أفرج عنه)، وتمارس بحقهم التعذيب والضغط، لأجل التنكيل بالقرية وإلباس التهمة بأبنائها، إذ تُخيم عليها حالةً من الهلع، بعد أن تم فرض طوق أمني على “باسوطة” وقريتين مجاورتين “غزاوية و برج عبدالو” من قبل الاستخبارات التركية والشرطة العسكرية و”فرقة الحمزات” بحضور متزعميها سيف أبو بكر وعبد الله حلاوة الذي أعفى مسؤول المكتب الأمني في القرية، وذلك في محاولةٍ للتغطية على الجريمة، علماً أن الضحايا لم يكونوا على علاقة مع الإدارة الذاتية السابقة أو على علاقة مع حزب الاتحاد الديمقراطي PYD، الأمر الذي يدحض رواية توظيفهم من قبل قوات سوريا الديمقراطية ووجود المتفجرات في المنزل، بل كان “نوزت” على علاقة تجارية مع بعض عناصر “الحمزات”.
= الفوضى والفلتان:
– مساء الأحد 21-02-2021م، تم اختطاف المواطن “محمد محمد بن محمد صوران” من أهالي بلدة ميدان أكبس، من محله لتركيب الستلايت بمدينة عفرين، وذلك من قبل ميليشيات “أحرار الشرقية و السلطان مراد” التي أفرجت عنه بتاريخ 26-02-2021م.
– صباح الأربعاء 24-02-2021م، تم تفجير سيارة “فان” بعبوة ناسفة في أحد الشوارع الفرعية قرب دوار “نوروز” بمدينة عفرين، فأدى إلى إصابة ثلاثة عناصر من ميليشيات “أحرار الشرقية” بجروح بليغة.
– أمس الجمعة 26-02-2021م، أطلقت ميليشيات “السلطان مراد، السلطان سليمان شاه، الحمزات” الأكثر تشدداً في الولاء لتركيا حملة ملاحقة ومداهمات تحت اسم “مكافحة التهريب على الحدود التركية” بالتنسيق مع “الشرطة العسكرية” التي أسستها تركيا في مناطق ما تسمى “درع الفرات” وعفرين، إلاّ أن ميليشيات “الجبهة الشامية” اعتبرتها استهداف لها ولعناصرها، فاستنفرت قواتها، وكثّفت حواجزها في مداخل عفرين واعزاز، بحيث تمنع أية قوة مسلحة من الدخول إلى مناطق سيطرتها، وإذ جاب رتل من آلياتها المدججة بالسلاح شوارع عفرين، وذلك على خلفية التنازع على نطاق النفوذ والاستيلاء على مصادر كسب المال، إلى جانب بث الرعب بين الأهالي، وتحت أعين الاستخبارات التركية التي تتقن اللعبة وإثارة الفتن بين مختلف الجهات والأطراف السورية.
– سكان القرى (آنقلة و سنارة- جنديرس) وغيرها الواقعة تحت سيطرة ميليشيات “لواء الوقاص” يعيشون وكأنهم في ثكنات عسكرية، فلا تسمح لهم بالخروج والدخول إلاّ بموجب مهمات رسمية (يومية أو أسبوعية أو شهرية) وللآليات (ثلاثة أشهر) ممهورة من مكتبها الأمني، بادعاء الحفاظ على حياة المدنيين، حسب تصريحٍ للمدعو “عماد بكور” مسؤول المكتب في قرية سنارة ضمن مقطع فيديو منشور مؤخراً.
وفي مساء الخميس 25-02-2021م، سقطت ثلاثة قذائف على مدينة عفرين، بالقرب من مشفى آفرين سابقاً ودوار ماراتِه وقرب مدرسة فيصل قدور سابقاً والتي يتمركز فيها الجيش التركي، يُرجح أنها استهدفت مقرات أمنية وعسكرية.
إن الوقائع والأحداث المتتالية منذ ثلاث سنوات تدحض مقولة “المنطقة الآمنة” التي تحدثت حكومة العدالة والتنمية ورئيسها أردوغان عن تأسيسها في عفرين، وتفضح مروجي “الثورة والجهاد” وتؤكد للقاصي والداني أن ميليشيات “الجيش الوطني السوري” التابعة للإئتلاف السوري- الإخواني مرتزقة ولصوص لا يحملون أي مشروع وطني أو إنساني.
المكتب الإعلامي-عفرين
حزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا (يكيتي)
[1]