$عفرين تحت الاحتلال (148): جرائم في قرية “حج خليل”، وفاة مواطنة تحت التعذيب، شهادة عن سجن الراعي، اختطاف واعتقالات تعسفية، قصف جبل شيروا واستشهاد طفلة$
يوماً بعد آخر، ينكشف مدى الإجرام الذي تتعامل به تركيا والميليشيات الإرهابية المرتزقة لدى حكومة العدالة والتنمية مع منطقة #عفرين# وأهاليها، ولكن أخبار ووقائع الانتهاكات والجرائم، خاصة تلك التي اقترفت ولازال بحق المختطفين والمعتقلين والمخفيين قسراً، لم تحظ باهتمام جدي من قبل المجتمع الدولي وقواه وهيئاته المعنية والمهتمة بالشأن السوري.
فيما يلي هذه الوقائع والحقائق:
= قرية حاج خليل:
تتبع ناحية راجو وتبعد عن مركزها ب /2/كم، مؤلفة من /253/ منزلاً، وكان فيها حوالي /1200/ نسمة سكّان كُرد أصليين، وبقي منهم حوالي /160 عائلة 450 نسمة/، وتم توطين حوالي /180 عائلة 900 نسمة/ من المستقدمين في المنازل المستولى عليها.
أثناء الحرب وبالقصف تم تدمير /5/ منازل عائدة للمواطنين “عابدين عثمان وتحويل منزله إلى ساحةٍ وسط القرية، سيدو رشيد حيدر كرو، مقداد سلمان، قادر سيدو عثمان، عثمان بلال بيرو) بشكلٍ كامل و/11/ منزلاً بشكلٍ جزئي، ولدى اجتياح القرية في 04-03-2018م، لم تكن فيها سوى المسنة “حنيفة يوسف تاتو /65/ عاماً” مختبئة في اصطبل للدواب، التي أطلق عليها المسلحون الرصاص فاستشهدت على الفور، ورموا جثمانها في حاكورة منزل “حسين أحمد حبو”، ليبقى عدة أيام في العراء تنهش فيه الكلاب والقطط، كما أصيب شقيقها “أحمد يوسف تاتو /57/ عاماً” بشظايا قذيفة واستشهد أيضاً.
وقد نهبت الميليشيات محتويات كافة المنازل من مؤن وأدوات وفرش وتجهيزات وأواني نحاسية واسطوانات الغاز وغيرها، وسرقت كافة كوابل وتجهيزات شبكتي الكهرباء والهاتف الأرضي العامة ومعظم أعمدتهما، وجرارين زراعيين ل”عارف رشيد حبو الذي أعاده بعد دفع مليوني ليرة سورية، مصطفى مراد مصطفى سلمان” و /6/ سيارات عائدة ل”عبدو مصطفى سلمان، مصطفى مراد سلمان، نوري سيدو عثمان، عبد الرحمن سعيد كرو، صلاح أحمد حيدر حبو، محمد علي رشيد شيخو” و /6/ بواكر (واحد للشقيقين صبري وأحمد سلمان، ثلاثة ل “حسين محمد عثمان”، اثنان ل”شمس الدين غريب- مست كوشكار”)، وكافة آلات معصرتي الزيتون ل”حنيف شكري حنيف، خليل حيدر حبو” وتحويل مبنى الأولى إلى اسطبل للماشية والدواب، بينما استعيد مبنى الثانية بعد دفع إتاوة كبيرة، وكذلك آلات معمل للبلاستيك.
واستولت على ممتلكات أهالي القرية في بلدة راجو (منزل وثلاث محلات ل”محمد خليل أحمد علي”، محل ل” على تاتو- عليدايه”، محل ل”نوري غريب- مست كوشكار، أربعة محلات ل”بكر أحمد رشو”، ورشة إصلاح ميكانيك ل”حسن أحمد رشو”، ثمانية محلات ل”حسن عبدو عثمان”، عشرة محلات ل”حسين عبدو عثمان”، خمسة محلات “المرحوم عارف عبدو عثمان”، ثلاثة منازل للأشقاء “حسن و حسين و عارف عثمان”، محلين ل”آزاد و ريزان وطني حبو”، صيدلية ل”حسين محمد يوسف”).
واستولت أيضاً على أرض بمساحة /4/ هكتارات عائدة ل”عبد الرحمن سلمان” وبنت فيها مخيمٍ للمستقدمين، وألف شجرة زيتون و معمل للصابون يقع على طريق البلدة (تُقدر محتوياته ب /300/ مليون ل.س) عائد لأبناء الراحل أحمد حبو الملقب ب (وطني) والذي كان له تمثال نصفي وسط مدينة عفرين وتم تدميره في 18-03-2018م، وعلى /3/ آلاف شجرة زيتون و /70/ هكتار أرض زراعية عائدة لعائلة “حنيف جميل حنيف”، وألفي شجرة زيتون و /50/ هكتار أرض زراعية عائدة لعائلة “حنيف شكري حنيف”.
وقطعت معظم أشجار الغابة المحيطة بمزار “محمد علي” الإسلامي الواقع بين قريتي “حج خليل و كؤرا”، وحفرت ونبشت ضريح المزار بحثاً عن الآثار وسرقتها.
وتعرض أهالي القرية المتبقين لمختلف صنوف الانتهاكات، من مضايقات يومية واعتقال بعض أبنائهم وفرض غرامات عليهم، من بينهم المواطنين “حنيفة حبو وزوجها نوري محرم” اللذين اعتقلا في تركيا بسبب نشاطهما السياسي وقضيا سنتين وعشرة أشهر في سجونها، وتم فرض إتاوة /300/ تنكة زيت زيتون في ثلاث مواسم، ونسبة /35-50%/ من انتاج مواسم أملاك الغائبين.
وتسيطر على القرية ميليشيات “أحرار الشرقية” التي اتخذت من مبنى البلدية ومنزل الراحل العميد حيدر رشيد إلى مقرّين عسكريين.
هذا واستولت الاستخبارات التركية على المنزل القديم العائد للمرحوم حنيف آغا الذي تعرض للتخريب والحرائق أثناء الحرب، وقامت بترميمه ورفعت عليه العلم التركي وأغلقته حالياً، بحجة أنه كان مقرّاً ل”مصطفى كمال أتاتورك” إبان الحرب العالمية الأولى! بينما الحقيقة أنَّ صاحب المنزل استضاف أتاتورك أثناء تراجعه وانهزامه من الحروب.
= وفاة مواطنة تحت التعذيب:
– بتاريخ 30-05-2021م، أبلغت ميليشيات “فرقة الحمزات” ذوي المواطنة “موليدة نعمان /64/ عاماً” بوفاتها في سجن أعزاز، حيث تم تسليم جثمانها في اليوم التالي إلى أقرباء لها، ودفن في قريتها “بوزيكِه”- عفرين؛ كانت المسنة تعاني من المرض وتعرضت للتعذيب والمعاملة القاسية، إذ اعتقلت في نيسان 2019م بتهمة العلاقة مع الإدارة الذاتية السابقة، وأخفيت قسراً، وكان ذويها يُبتزون من قبل الميلشيات وتُؤخذ منهم مبلغ مالي كلّ شهر بحجة شراء الأدوية لها.
= شهادة عن سجن الراعي المرعب:
لدى عودة الشاب (م.خ) مع ذويه وآخرين إلى قريتهم في ناحية بلبل إبّان احتلال المنطقة، أواسط شهر نيسان 2018م، اعتقل مع آخرين من قبل حاجز مسلّح لميليشيات “فيلق الشام” بمفرق قرية حسنديرا؛ تحدث إلينا متنهداً من الألم وهو يعاني من تبعات التعذيب، قائلاً: “بدأ مشوار التعذيب من أول ساعةٍ اعتقلنا فيها، إذ وضعوني في غسالة المكحتة بمبنى معصرة قرب الحاجز، ثم نُقلنا إلى بلدة ميدان أكبس- مبنى البلدية، وتعرضنا للتعذيب الشديد (فلق وضرب عشوائي على كامل الجسد بالكبل والخرطوم والعصي) والتحقيق من قبل عناصر وضباط الاستخبارات التركية بشكلٍ مباشر، حيث أخرجوا أحد المعتقلين (أ.ش) بالبطانية بعد أن أصبح جسداً هامداً بسبب الكسور والجروح والإغماء، ولم نلتقي به فيما بعد ولا يزال مجهول المصير؛ بعد عشرة أيام نُقلنا عبر مدينة كلس التركية إلى سجن بلدة الراعي- منطقة الباب، كان في عشر غرفٍ بالقبو أكثر من /1500/ معتقل من أبناء عفرين، بينهم نساء وفتيات، كنَّا منهكين، وفي شبه ظلام، لا شمس ولا تهوية، وأُصيب الجميع بمرض الجرب، والطعام كان رغيفين في اليوم مع قليلٍ من شوربة العدس أو الرز المنقوع، والسماح لقضاء الحاجة فقط في الصباح والمساء، وعند الاضطرار يتبول السجين في قارورة بلاستيك أو يتبرز في كيس”.
وأضاف (م.خ): “اعتقل الشاب (ح.ش) من قريتنا معي؛ بعد ثلاثة أسابيع ساءت حالته إثر التعذيب الشديد، ولم يقدر على الأكل مدة أسبوعين، فتدهورت صحته وتغوَّط دماً، وقمنا بغسله بالماء في غرفة المرحاض، فوقع أرضاً وجسده كان بارداً، وتم نقله إلى الخارج بالبطانية دون أن يعيدوه أو نعرف عنه شيئاً، ولم يُعاد إلى أهله إلى الآن”.
وقد أطلق سراح (م.خ) دون محاكمة بعد ثلاثة أشهر من إخفائه في سجن الراعي، ولكن أُعيد استدعائه من قبل “المحكمة” ليدفع غرامة مالية.
يُذكر أن ميليشيات “فرقة السلطان مراد” ومتزعمها المدعو فهيم عيسى تدير وتحرس سجن الراعي بإشراف الاستخبارات التركية، ولم نتمكن من معرفة عدد المتبقين فيه من معتقلي عفرين المخفيين قسراً.
= اختطاف واعتقالات تعسفية:
– بتاريخ 25-05-2021م، أقدمت ميليشيات “لواء الوقاص” على مداهمة منازل في قرية “هيكجه”- شيه/شيخ الحديد واختطاف /11/ من أبنائها، بسبب اعتراضهم على قيام المستقدمين برعي الأغنام بين حقولهم الزراعية، وأهانت المختطفين وضربتهم، وأفرجت عنهم في نفس اليوم عدا المواطن “علي سفر”، ولا يزال مجهول المصير.
– بتاريخ 27-05-2021م، اعتقلت ميليشيات “فيلق الشام” في بلدة ميدان أكبس المواطنين “شوقي مصطفى عثمان /68/ عاماً، محمد أحمد هورو /30/ عاماً” بتهم ملفقة، واقتادتهما إلى مركز شرطة راجو، حيث أُطلق سراحهما بعد فرض غرامات مالية عليهما.
– بتاريخ 29-05-2021م، داهمت ميليشيات “قوات خاصة- فيلق الشام” منازل في بلدة باسوطة واختطفت المواطنين “نجيب مستو خليل، علي خليل خالد، كاوا بطال خضر، حسن زكي حمشو، بيمان محمد طه باش، أحمد عبد الرحمن بطال، خالد أحمد رجب من المكون العربي” واحتجزتهم لثلاثة أيام في سجنٍ بمقرّها، بحجة تشابه أسمائهم مع أسماء مطلوبين.
– بتاريخ 29-05-2021م، اعتقلت “الشرطة العسكرية” في حاجز مفرق مدينة أعزاز، المواطن “بشار عثمان عثمان /27/ عاماً” من أهالي قرية كفرجنة- شرّا، وأفرجت عنه يوم الخميس 03-06-2021م، علماً أنه اعتقل سابقاً وتم تغريمه بتهمة العلاقة مع الإدارة الذاتية السابقة.
= الإفراج عن مخفيين قسراً:
– بتاريخ 02-06-2021م، أُفرج عن المواطن “سيدو بيرم بيرم /30/ عاماً” من أهالي قرية “كيلا”- بلبل، الذي اعتقل في 24-4-2018م وأخفي قسراً لما يقارب ثلاث سنوات في سجن سري ببلدة الراعي- منطقة الباب، ثم نُقل إلى سجن ماراتِه- عفرين وأطلق سراحه بعد فرض غرامة مالية عليه. وهو الآن يعاني من آثار نفسية ومشاكل صحية بسبب التعذيب والمعاملة القاسية وبقائه في الظل والظلام دون أن يرى الشمس.
– بتاريخ 01-06-2021م، أُفرج عن المواطن “لقمان كمال محمد /41/ عاماً” من أهالي قرية “تل سلور”- جنديرس، الذي اعتقل في 16-03-2018م وأخفي قسراً في سجن الراعي، ثم نُقل إلى سجن ماراتِه- عفرين منذ ثلاثة أشهر وأطلق سراحه بعد فرض غرامة مالية عليه.
– بتاريخ 31-05-2021م، أُفرج عن المواطن “حنان محمد حنو /42/ عاماً” من أهالي قرية “قرمتلق”- شيه/شيخ الحديد ومقيم في مدينة جنديرس، الذي اعتقل أواسط أيلول 2020م.
= قصف شيروا واستشهاد طفلة:
واصلت قوات الجيش التركي ومرتزقته من ليلة 02-06-2021م إلى ليلة أمس قصفها المكثف على محيط بلدة تل رفعت وقرى شيروا “بينيه، كشتعار، آقئُبيه، سوغانك، برج القاص، كالوته، مَزن/الذوق الكبير” الواقعة تحت سيطرة الجيش السوري، فاضّطر الأهالي إلى الاختباء في الأقبية والمغارات ونزح قسمٍ منهم إلى قرى مجاورة، إضافةً إلى وقوع أضرار مادية في عددٍ من المنازل والآليات بقرية “آقئُبيه” ونفوق /30/ رأس خاروف عائد للمواطن “يحيى نعسان” من أهاليها، واندلاع حرائق في بعض المحاصيل وجزء من الغابات، وفي ليلة أمس استشهدت الطفلة “زينب حسين إبراهيم /14/ عاماً” من قرية “كلوته- Kilotê” وأصيب شقيقها الأصغر “بكر” ووالدها بجروح متفاوتة، نتيجة القصف على منزلهم وتضرره إلى جانب تضرر منزلين آخرين في القرية.
= انتهاكات أخرى:
– أقدم مسلحو ميليشيات “اللواء 112” مؤخراً في بلدة بعدينا على سرقة أواني نحاسية من منازل المواطنين “علي كوكشار، المرحوم زكريا إيبش، المرحوم جيلو زينل”، وكذلك الكبل النحاسي الأرضي لأعمدة إنارة منصف شارع المدخل، وسحب كامل كوابل شبكة الهاتف الأرضي في البلدة وتلك الممتدة بينها وبين قريتي “دمليا و معملا” بالآليات والجرارات وسرقتها. كما قام شقيق متزعمها “عبد الكريم قسوم” بفتح مركز لبيع المحروقات (خزان ومضخة) أمام مسجد البلدة ضمن منزل المواطن “خليل بري” المستولى عليه.
– منذ آذار 2018م، استولى المدعو “فادي ديري” متزعم ميليشيات “فرقة السلطان مراد” في قرية “كوتانا”- بلبل على معصرة الزيتون العائدة للمواطن “حنيف سليمان” الحديثة، رغم تواجده في عفرين ومطالباته المتكررة لاستلامها وزيارة “لجنة رد المظالم” للقرية، حيث يُقدر مردود المعصرة بعشرات آلاف الدولارات خلال ثلاث سنوات؛ كما استولت ميليشيات المراد على “مطعم البحيرة” العائد له والموجود بين غابة جبل بحيرة ميدانكي، واتخذت من مبناه مقرّاً عسكرياً بعد سرقة كافة محتوياته.
= في إطار حالة الفوضى، فجر الجمعة 04-06-2021م، وقع انفجار ضخم في محل لبيع اسطوانات الغاز والمحروقات بحي الأشرفية- عفرين، شرقي ساحة البازار، فأدى إلى اندلاع حريق كبير في المحل وتضرر عدة محلات ومنازل قريبة منه، وسط فزع السكّان.
نتساءل؟ ألا تكفي كل تلك الموبقات المرتكبة بحق عفرين وأهاليها ليتحرك الضمير العالمي ويضع حداً للصمت الدولي المريب حيال أوضاعهم، ويعمل للضغط على حكومة أنقرة على طريق إنهاء الاحتلال ووجود الميلشيات الإرهابية.
المكتب الإعلامي-عفرين
حزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا (يكيتي)
[1]