$عفرين تحت الاحتلال (211): قرية “كُوركان فوقاتي” – استيلاء على أملاك الغائبين، وفاة قاصر متأثراً بجراحه، إخفاء قسري$
لم تتراجع وتيرة سرقات مختلف المواسم الزراعية وقطع الأشجار المثمرة والغابات والاستيلاء على ممتلكات الغائبين خاصةً وعلى أخرى للمتواجدين أيضاً، من قبل الميليشيات والمستقدمين المقربين منهم، رغم مرور ما يقارب أربعة أعوام ونصف على احتلال المنطقة، بل وتختلق الأعذار والحجج لنهب المزيد.
فيما يلي انتهاكات وجرائم مختلفة:
= قرية “كُوركا/كُوركان فوقاني- Kurkê jorîn“:
تتبع ناحية مابتا/معبطلي وتبعد عن مركزها ب/9/كم، مؤلفة من حوالي /105/ منازل، وكان فيها حوالي /600/ نسمة سكّان كُرد أصليين، جميعهم نزحوا إبّان العدوان على المنطقة، عاد منهم حوالي /50 عائلة = 175نسمة/ والبقية هُجِّروا قسراً، وتم توطين حوالي /10 عائلة = 60 نسمة/ من المستقدمين فيها. وأثناء القصف تضرر عدد من المنازل بشكلٍ جزئي.
تُسيطر على القرية ميليشيات “فرقة السلطان محمد الفاتح” ومتزعمها المدعو “دوغان سليمان- أبو إسلام”، التي تتخذ من منزل “عثمان حميد” مقراً عسكرياً، وقد بنت جداراً بباب أمام ساحة القرية مع غرفة لحاجز مسلّح يدقق حركة الدخول والخروج من القرية.
بُعيد اجتياح القرية، قامت قوات الاحتلال بدهس سيارة تكسي عمومية ل”علي داوود” بالدبابة، وسرقت الميليشيات من منازل العائدين المؤن والأواني النحاسية وأسطوانات الغاز وشاشات التلفاز والأدوات والتجهيزات الكهربائية وتجهيزات الطاقة الشمسية وغيرها، وكامل محتويات حوالي /55/ منزلاً، لايزال معظمها فارغة.
وسرقت أيضاً مجموعة توليد كهربائية (أمبيرات) عائدة ل”علي داوود” وأخرى مع شبكتها ل”فتحي عثمان حميد”، وبعض محتويات المسجد، وعدادات مياه الشرب، ومحوّلة وكوابل شبكة الكهرباء العامة.
واستولت على كامل آلات معصرة زيتون حديثة للمُهجّر قسراً “نجيب شيخو” من أهالي قرية “روتا- Rûta” التابعة لنفس الناحية ومبناها العائد لمختار كُوركان فوقاني السابق المرحوم “محمد حسن”، حيث تستثمرها بمساعدة المختار الحالي، وحرمت أصحاب المبنى والآلات من أية أجور أو عائدات خلال أربعة مواسم، فتدهورت صحة “نجيب شيخو” في منطقة الشهباء- شمال حلب وتوفي قهراً منذ أقل من عام.
وفي أواسط تشرين الأول 2018م- بداية الموسم قامت بسرقة بعض آلات معصرة زيتون ل”محمد رشيد عارف/مسكي”، وبحجة تنظيم ضبط بذلك، استدرجته دورية من تلك الميليشيات عنوةً مع جراره الزراعي إلى خارج القرية لتسرق ما معه من مصاغ ذهب وأموال، وأخفته قسراً مدة /19/ يوماً.
ومنذ أربعة أعوام تستولي على حوالي /6/ آلاف شجرة زيتون عائدة لمُهجّرين قسراً من عوائل (حليمة، سيدي، حسبيرو)، وتُشغل رجال وجرارات أهالي “كُوركان فوقاني” وقرى مجاورة لها بالسخرة في خدمة تلك الحقول.
واستولت أيضاً على أرض زراعية تُقدر ب/7/ هكتارات مع بئر ارتوازي ومجموعة ضخ للمياه في موقع “دروميه” القريب من القرية، عائدة للمرحوم “عزت كرشو”، رغم تواجد ابنه “إدريس” في القرية، بادعاء أن والده قد باعهم الأرض في وقتٍ سابق.
وتفرض إتاوة 50% على انتاج الزيتون من أملاكٍ للغائبين و 10% على انتاج أملاك المتواجدين من أهالي القرية، بالإضافة إلى سرقة مواسم السمّاق والتين وغيره.
بالإضافة إلى الرعي الجائر لقطعان المواشي بين حقول الزيتون والأراضي الزراعية، قطعت آلاف أشجار الزيتون بشكلٍ جائر وحوالي 50% من الغابة الحراجية في موقع مقبرة القرية ومزار الشيخ حسين علي الربّاني، بغية التحطيب والتجارة.
هذا، وتعرّض المتبقون في القرية لمختلف صنوف الانتهاكات، من اختطاف واعتقال تعسفي وتعذيب وإهانات وابتزاز مادي وغيره، حيث اعتقل العشرات بمداهمة المنازل ومصادرة الهواتف النقّالة، بينهم نساء، لمدد مختلفة وغرامات مالية، بتُهم العلاقة مع الإدارة الذاتية السابقة، إذ بقي الشاب “رفعت مراد بن أحمد /28/ عاماً” منذ اعتقاله في 18-03-2018م مخفياً قسراً لأكثر من عامين ونصف في سجن بلدة الراعي، ثم نُقل إلى عفرين ليُفرج عنه في آذار 2021م. وكذلك اعتقل المسن “مصطفى أحمد قاسم /60/ عاماً” في مدينة أضنة التركية، أوائل عام 2020م، بتهمة ملفّقة (التخابر مع منظمة إرهابية)، نتيجة وشاية كيدية من الميليشيات المسيطرة على قريته، علماً أن المذكور مدني ولم يكن له أي توجه سياسي أو علاقة مع الإدارة الذاتية السابقة، وهجر إلى تركيا برفقة أحد أبنائه عام 2016م من أجل تأمين لقمة عيشه؛ وقد حُكم عليه بالسجن أربعة أعوام.
= وفاة قاصر متأثراً بجراحه:
بعد نجاحه في امتحان الشهادة الإعدادية هذا العام بمدينة حلب، أرسله والده إلى #عفرين# بقصد الهجرة إلى خارج البلاد، عسى أن يجد فرصةً للعمل ويساعد والديه في تخطي صعوبات الحياة، ولكن الموت كان مصيره! إذ تعرّض الشاب القاصر “رشيد محمد إبراهيم /15/ عاماً” من أهالي قرية “جاريه- Jarê” بلبل أثناء محاولته عبور الحدود التركية عبر طرق التهريب للسقوط من الجدار العازل، فأصيب بكسور ونزف في جسمه، بسبب تسرعه في الهرب بعد إطلاق الرصاص من قبل الجندرمة التركية نحوه، حيث أسعف إلى مشفى في مدينة أعزاز في 09-08-2022م ولكنه توفي متأثراً بجراحه.
= إخفاء قسري واعتقالات تعسفية:
– لازالت المواطنة “سيلدا كمال شيخو /27/ عاماً- أم لخمسة أطفال، مريضة” من أهالي قرية “ماسكا”- راجو مخفية قسراً، دون اتصال مع ذويها أو توكيل محامٍ للدفاع عنها، حيث انقطع الاتصال معها مساء 10-02-2022م بعد آخر مكالمة معها وهي كانت في مدينة جرابلس، إثر سفرها من بلدة تل رفعت شمال حلب – وجهة نزوحها إلى منبج وثم جرابلس عبر طرق التهريب مقابل /2500/ دولار، بقصد العبور إلى تركيا والوصول إلى والدتها المقيمة في مدينة “إصلاحية” التركية؛ وقد علم ذويها أنها معتقلة لدى ميليشيات “الشرطة العسكرية في جرابلس” بتهمة العلاقة مع الإدارة الذاتية السابقة.
– بتاريخ 04-07-2022م، اعتقلت ميليشيات “الشرطة العسكرية في عفرين” المواطنين “مصطفى عبد الله عبدو /54/ عاماً”، الطبيب محمود أحمد خليل /47/ عاماً” من أهالي قرية “كورزيليه”- عفرين، بعد عودتهما من حلب- وجهة النزوح، بتُهم ملفّقة؛ وقد تم الافراج عن “محمود” بعد عدة أيام، بينما الآخر لا زال قيد الاحتجاز التعسفي.
= تجمع سكني استيطاني:
على أرضٍ كان حقلاً للزيتون (175 شجرة زيتون عائدة ل”خليل حاج عبدو بن محمد حسين”) بين قرية “يلانقوز” وبلدة “كفرصفرة” –جنديرس، بني تجمع سكني استيطاني من قبل أحد التجار المستقدمين من بلدة “عنجارة” – ريف حلب الغربي ومن المقربين للميليشيات، الذي اشتراها من صاحبها؛ علماً أن حقول زيتون أخرى في البلدة قد بيعت لتجار من المستقدمين.
= تدهور الغابات وحقولٍ للزيتون:
– بالمقارنة بين صورتين لغوغل إيرث التقطتا في (تموز 2017م قبل الاحتلال، شباط 2021م بعد الاحتلال) لغابة حراجية في موقع مقبرة قرية “كُوركان فوقاني”- مابتا/معبطلي ومزار الشيخ حسين علي الربّاني، تُقدر مساحتها ب/9/ هكتار، يتبين بوضوح مدى التدهور الذي أصابها نتيجة القطع بغية التحطيب والتجارة من قبل ميليشيات “فرقة السلطان محمد الفاتح”، ونظراً لاستمرار القطع ووفق مصدر محلي وصلت نسبته حالياً إلى حوالي 50%.
– وبين صورتين التقطتا في (أيلول 2017م قبل الاحتلال وإنشاء القاعدة العسكرية التركية، آب 2020م بعد إخلاء القاعدة العسكرية التركية) لموقع “سرتا ريز”- شمال غرب قرية “كَازيه” بعفرين، يتبين مدى الأضرار الكبيرة التي لحقت بالموقع وبحقول الزيتون؛ وأفاد مصدرٌ محلي أن الجيش التركي قام بإنشاء قاعدة عسكرية في بداية الاحتلال ربيع 2018م بعد قلع حوالي /3/ آلاف شجرة زيتون مع كرومٍ للعنب وتدمير برج اتصالات لشبكة “ام ت ن” السورية، ضمن مساحةٍ تُقدر ب/7/ هكتارات عائدة لعوائل “جولاق، إبراهيم”، علاوةً على وقوع أضرارٍ بحقولٍ في محيط القاعدة التي أُخليت بعد عامين، ولا يُسمح إلى الآن بإعادة فلاحة تلك الأراضي وزراعتها.
– وبين صوّر التقطت في (أيلول 2017م قبل الاحتلال وإنشاء قاعدة عسكرية تركية وحرق الغابة، آب 2020م بعد الاحتلال وإخلاء القاعدة وحرق الغابة) وصورة في بداية الاحتلال وإنشاء القاعدة في نيسان 2018م، لموقع “سرتا حبيبا- برج سيريتل” بين قريتي “مسكه فوقاني و جوبانا”- جنديرس، يتبين الحرق الكامل لغابة حراجية تٌقدر مساحتها ب/2/ هكتار، وتجريف التربة في مساحة تُقدر ب/2.5/ هكتار مع قلع أشجار الزيتون وتدمير برج اتصالات سيريتل السوري، ومدى الأضرار التي لحقت بالحقول المجاورة نتيجة انعدام الخدمة بسبب منع الاقتراب من القاعدة؛ يُذكر أن الجيش التركي أخلى القاعدة بعد مدة من انشائها، وعاد لتأسيسها من جديد بتاريخ 07/08-08-2022م.
– أكّد “الدفاع المدني في عفرين” على أن فرقه، في 18-08-2022م، أخمدت حريقاً بقرية “بعرافا/علي بازان”- شرّا/شرّان، أضرم في أرض زراعية وحراجية، التي قُطع منها سابقاً معظم الأشجار من قبل الميليشيات.
إنّ تنصل تركيا عن مسؤولياتها كدولة محتلة لمناطق من دولةٍ أخرى، رغم سيطرتها السياسية والإدارية والعسكرية والأمنية الفعلية على مناطق عديدة شمالي سوريا، لهو حالة دولية استثنائية فارقة، ومخالفة جسيمة للقانون الدولي ولميثاق الأمم المتحدة.
المكتب الإعلامي-عفرين
حزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا (يكيتي)
[1]