ادانة المسار التركي المناهض للديمقراطية والدعوة الى تدخل عالمي عاجل في القضية الكردية
بتنظيم من اللجنة المدنية التركية التابعة للاتحاد الأوروبي (EUTCC) في البرلمان الأوروبي ببروكسل, بدأت أعمال المؤتمر الدولي الثامن عشر والذي يحمل عنوان: (الاتحاد الأوروبي وتركيا والشرق الأوسط والكرد).
وبدأ المؤتمر الذي استمر لمدة يومين بعد ظهر الأربعاء بكلمات افتتاحية وكلمات ترحيب من قبل كل من (كاريان فيسترهايم) رئيسة EUTCC والاستاذة في جامعة بيرغن بالنرويج، و(ديميتريوس باباديموليس) نائب رئيس البرلمان الأوروبي من اليونان، و(أندرياس شيدر) عضو البرلمان الأوروبي من التحالف التقدمي للاشتراكيين والديمقراطيين بالنمسا.
وفي كلمتها الترحيبية أشارت (كاريان فيسترهايم) إلى أن المؤتمر له طابع تاريخي، حيث أنه ينظم بشكل متواصل منذ 18 عاماً.
كما تطرقت (فيسترهايم) إلى هجمات الدولة التركية على روج آفا وجنوب كردستان، وأشارت إلى وجود 20 ألف سجين سياسي في تركيا, حيث قالت فيسترهايم:
نحن بحاجة إلى توحيد الجهود, فالشعب الكردي يحتاج إلى دعم دولي واسع النطاق.
كما طالبت الأكاديمية النرويجية بوجوب إطلاق سراح عبد الله أوجلان، وفي إشارة إلى الحملة الدولية المطالبة بحريته والتي انطلقت في 10 تشرين الأول أوضحت (فيسترهايم) أن عبد الله أوجلان كان يفكر في السلام منذ تأسيس حزب العمال الكردستاني, وقد بذل مراراً وتكراراً محاولات لتحقيقه, وأضافت:
إذا دخل طرف ثالث قوي في المفاوضات, وحاول إقناع تركيا بصنع السلام، فيمكن أن يكون السلام ممكناً, قد يكون هذا خيالاً، ولكن يجب أن يبقى هذا الأمل حياً, لذلك أدعو البرلمان الأوروبي إلى دعم هذه الرؤية والعمل على تحقيقها.
نائب رئيس البرلمان الأوروبي
وبدوره أوضح( ديميتريوس باباديموليس) نائب رئيس البرلمان الأوروبي من مجموعة اليسار الأخضر الأوروبي في كلمته أن انتقاد الحكومة التركية هي قضية ثابتة في البرلمان الأوروبي, وقال:
إنها ليست أولوية كبيرة في المفوضية الأوروبية ومجلس أوروبا, فهناك في تركيا تخضع حقوق الإنسان والقانون للمصالح السياسية.
وأشار(باباديموليس) إلى أنه ينبغي بدء حوار جديد مع تركيا ومناقشة السلام, وقال:لهذا السبب يجب علينا إزالة حزب العمال الكردستاني من قائمة المنظمات الإرهابية, ويجب البحث عن حل سياسي.
الفقراء هم الأكثر تضرراً
وبدوره أوضح عضو البرلمان الأوروبي النمساوي (أندرياس شيدر) من التحالف التقدمي للاشتراكيين والديمقراطيين أن تركيا في وضع اقتصادي سيئ للغاية, وإن الفقراء هم الأكثر تضرراً, وقال:كنا نأمل أن يتغير شيء ما بعد الانتخابات, ولكن لسوء الحظ لم يحدث ذلك, لقد نشأ وضع صعب للغاية، فالوضع في تركيا سيئ للغاية في الوقت الحالي, وطالما ظل عبد الله أوجلان في السجن، ستبقى عدم الشرعية موحودة, وحرية أوجلان لها أهمية رمزية، إنها حرية الشعب.
وبعد ذلك بدأت الجلسة الأولى حول (تركيا بعد الانتخابات، والتي أدارتها (عائشة جوبوكجو) من كلية لندن للاقتصاد والسياسة.
وبعد مقدمة قدمها مدير الحوار حول مسألة (كيف ولماذا فاز أردوغان في الانتخابات) في مايو 2023، تحدث الأمين العام للاتحاد الأوروبي للاتصالات السلكية واللاسلكية (مايكل غونتر) من جامعة تينيسي التقنية، والصحفي (عرفان أكتان) من تركيا، والسياسية الكردية والنائبة (تشيديم كيليجغون )، والكاتبة (أسلي أردوغان) التي تعيش في المنفى بألمانيا، والنائبة الإسبانية في البرلمان الأوروبي (آنا ميراندا) من حزب (الخضر/EFA).
هذا واختتم المؤتمر الكردي الدولي السنوي الثامن عشر حول الاتحاد الأوروبي وتركيا والشرق الأوسط والكرد، والذي استضافته اللجنة المدنية التركية التابعة للاتحاد الأوروبي (EUTCC)، بقرار يدين تصرفات تركيا المتزايدة المناهضة للديمقراطية, ويحث على التدخل العالمي لحل القضية الكردية.
وكان القرار الذي يدين المسار التركي المناهض للديمقراطية بشكل متزايد, ويدعو إلى تدخل عالمي عاجل في القضية الكردية, هو ما تمخّض عنه المؤتمر الدولي السنوي الثامن عشر حول الاتحاد الأوروبي وتركيا والشرق الأوسط والكرد.
وسلط المؤتمر الذي انعقد يومي 6 و7 كانون الأول في البرلمان الأوروبي في بروكسل، الضوء على موقف تركيا العدواني المتزايد، وخاصة تجاه السكان الكرد
كما كان تركيز المؤتمر على القضايا المثيرة للقلق مثل الأعمال العسكرية للحكومة التركية, والعنف القائم على النوع الاجتماعي, وانتهاكات حقوق الإنسان.
وكان استمرار الحبس الانفرادي والعزلة المفروضة على عبد الله أوجلان، واعتقال السياسيين الكرد، وفرض إداريين معينين من قبل الحكومة في المناطق ذات الأغلبية الكردية مكان الرؤساء المنتخبين خلال الانتخابات المحلية، من بين المخاوف الرئيسية التي حددها القرار النهائي, وأيضاً كان انسحاب تركيا من اتفاقية إسطنبول، وما نتج عنه من زيادة في العنف ضد المرأة، نقطة خلاف أيضاً.
وفي البيان الختامي أدان المؤتمر بشدة السياسة الخارجية التوسعية التركية، مشيراً إلى أن الغارات الجوية والطائرات بدون طيار في شمال وشرق سوريا وإقليم كردستان العراق أدت إلى سقوط ضحايا من المدنيين وزيادة عدم الاستقرار في المنطقة, ودعم تركيا النشط للجماعات الأصولية والإسلامية, مما ساهم في الأزمة المتفاقمة بالشرق الأوسط.
والقرارات التي اعتمدها مؤتمر EUTCC كانت كالتالي:
– تحرك عاجل من جانب الاتحاد الأوروبي بما يتماشى مع تقرير البرلمان الأوروبي بشأن تركيا، مع الأخذ في الاعتبار المسؤوليات المنصوص عليها في معاهدة لوزان.
– النشر الفوري للتقرير الخاص بالزيارة الأخيرة إلى سجن جزيرة حيث يُحتجز عبد الله أوجلان، مع حث مجلس أوروبا على إنفاذ التدابير ضد تجاهل تركيا لأحكام المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان.
– الإنهاء الفوري للاعتقال الانفرادي لعبد الله أوجلان، والدعوة إلى إطلاق سراحه وفقاً لتشريعات (الحق في الأمل).
– الاعتراف والدعم للحملة العالمية التي انطلقت في تشرين الأول من أجل حرية أوجلان والتوصل إلى حل سياسي للقضية الكردية.
وكرمز للنضال من أجل انتفاضة (جين، جيان، آزادي) (المرأة، الحياة، الحرية)، رحب المؤتمر أيضاً بقرار البرلمان الأوروبي منح جائزة ساخاروف للسلام للمرأة الكردية (جينا أميني), وكجزء لا يتجزأ من النضال الأوسع من أجل الديمقراطية والسلام في تركيا والشرق الأوسط، أعرب المؤتمر عن تضامنه مع مقاومة المرأة الكردية.[1]