$عفرين تحت الاحتلال (246): قرية “أم طوبا” الاستيطانية، اعتقالات تعسفية وإحراق الغابات، اعتداءات على مسنين$
الرئيس التركي أردوغان ووزرائه يؤكدون في خطاباتهم مجدداً على هدفهم الأساس وشرطهم الثابت في الشأن السوري “مكافحة الإرهاب في شمالي سوريا” أي محاربة وجود الكُرد وحقوقهم ودورهم، وعلى انتماء حلب إلى “ميثاقهم الوطني الملي” أي عثمانية توسعية جديدة، وعلى إعداد مشاريع “سكنية” في “المنطقة الآمنة” المزعومة لإعادة مليون لاجئ سوري من تركيا أي ترحيل قسري لهم وإحداث تغيير ديموغرافي في عموم سوريا وترسيخه وتوسيعه في المناطق الكردية المحتلة بشكلٍ خاص؛ دون أن يكون لهم مشكلة مع تنظيمات إرهابية راديكالية وأخرى مرتزقة مثل النصرة وغيرها أو في التصالح مع النظام السوري.
فيما يلي وقائع عن الأوضاع السائدة:
= قرية “أم طوبا” الاستيطانية النموذجية:
في مسعى ترسيخ تغيير ديموغرافي طويل الأمد في عفرين، يواصل الاحتلال التركي عبر أدواته تحت مسميات “إغاثية و خيرية” بناء قرى استيطانية نموذجية في المنطقة لإسكان المستقدمين وتمليكهم عقارات ثابتة؛ إضافةً لقرية “بسمة” التي شُيّدت جنوبي قرية “شاديره”- شيروا مع مدرسة وروضة أطفال ومسجد ومركز صحي وبنى تحتية، على بعد خط نظر (30 كم شمال غرب حلب، 15 كم جنوب مدينة #عفرين# ، 18 كم عن الحدود التركية)، وعلى أرض مساحتها /10000/ آلاف متر مربع عائدة للمواطن “زياد حبيب” الذي أُجبر على بيعها، وافتتحت على مرحلتين، الأولى بتاريخ 04-10-2021م ب/96/ شقة سكنية، والثانية في 22-03-2022م ب/125/ شقة سكنية، تبلغ مساحة الشقة الواحدة /45/ متراً مربعاً؛ تم بناء قرية “أم طوبا” (نسبةً لبلدة الممولين أم طوبا/محافظة القدس)، جنوبي “بسمة”، وافتتحت بتاريخ 08-05-2023م، وهي مؤلفة من /60/ شقة سكنية؛ ليصل إجمالي عدد القاطنين في القريتين إلى حوالي /281 عائلة = 1700 نسمة/.
يُذكر أنه تم بناء القريتين من قبل “جمعية الأيادي البيضاء – تركيا” وبتمويل من “جمعية العيش بكرامة – فلسطين 48” التي تتخذ حساباً لدى بنك “هبوعليم- Hapoalim” الإسرائيلي لأجل جمع التبرعات.
= اعتقالات تعسفية:
اعتقلت سلطات الاحتلال، بتاريخ 10-05-2023م، المواطنين “نظمي محمد حسن /52/ عاماً من أهالي قرية جوقيه/جويق” و “مسعود حسن مندو /45/ عاماً من أهالي قرية زفنكه- بلبل”، والمقيمان في مدينة عفرين القديمة، بتُهم العلاقة مع الإدارة الذاتية السابقة، ولازالا قيد الاعتقال التعسفي؛ علماً أنّ “نظمي” اعتقل سابقاً في عام 2018م و “مسعود” لأكثر من مرّة في عام 2019م.
وأيضاً بتاريخ 16-05-2023م، المواطن “حيدر حسين بكر” من أهالي قرية “حج خليل”- راجو، بحجة قيامه بالتصوير في الشارع، لأنه التقط مقطع فيديو لمحله الخاص ببيع الأحذية، وأفرجت عنه “الشرطة العسكرية في راجو” بذات اليوم.
= حرائق الغابات:
رغم استمرار الطقس الربيعي المعتدل، بدأت الحرائق تلتهم ما بقي من الغابات، حيث أكّد “الدفاع المدني في عفرين” أنّ فرقه قد أخمدت التي اندلعت:
– في 13/14-05-2023، بغابة قرية “حج حسنا/حج حسنلي”- جنديرس.
– في 15-05-2023م، بغابة قرية “حج بلال/البلالية”- شيه/شيخ الحديد.
– في 17-05-2023م، بحرش بلدة “كفرصفرة”- جنديرس.
وعلى أنّ الحرائق تتمدد لمساحات أكبر بسبب الأغصان والأعشاب اليابسة، فهي من مخلفات القطع الواسع للغابات الحراجية من قبل ميليشيات “الجيش الوطني السوري” بغية التحطيب وصناعة الفحم والاتجار بهما.
كما تُرجح فرضية التعمُّد في إضرام النيران لأجل التغطية على الاعتداءات أو لفتح فرص جديدة للقطع، نظراً لتوسُّع تلك الاعتداءات وتدني إمكانات مكافحة الحرائق لدى المؤسسات والسلطات المحلية.
= انتهاكات أخرى:
– بتاريخ 16-05-2023م، أقدم مسلّحان ملثمان يستقلان دراجة نارية على إيقاف المواطن “علي حسين حسن /30/ عاماً” من أهالي بلدة “مابتا/معبطلي” بحيلة سؤاله عن “ميدانكي”، في موقعٍ قبل أرض البيادر في الطريق المؤدي للبلدة، وحاولا سلب وسرقة دراجته النارية دون أن يفلحا بسبب ممانعته، فأطلقا الرصاص على ساقه ولاذا بالفرار.
– منذ حوالي الشهر، ولدى مثول المسن “مصطفى بلال/عائلة بلكو” من أهالي قرية “كاوندا- ميدانا”- راجو إلى كرم عنب عائد له، على طريق قرية “شنگيليه” المجاورة، والمستولى عليه من قبل ميليشيات “فيلق الشام”، في محاولةٍ منه لاستعادة حقله، اعتدى عليه مسلّحان بالضرب المبرح، ليصاب برضوض وجروح، فأسعف إلى مشفى للعلاج؛ ولا يزال شكواه وطلبه لدى سلطات الاحتلال قيد الدرس!
إنّ مواصلة تنفيذ المشاريع الاستيطانية في عفرين من قبل الاحتلال التركي وأدواته، تُعدُّ تدخلاً مريباً وسافراً في الشأن السوري، وتُشكّل خطراً على مستقبل سوريا وشعبها، ومخالفةً جسيمة للقوانين والمواثيق الدولية.
المكتب الإعلامي-عفرين
حزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا (يكيتي)
[1]