=KTML_Bold=مير عقراوي: رسالة ملك كردستان الشيخ محمود الحفيد الى رئيس عصبة الأمم=KTML_End=
ترجمة : مير عقراوي / كاتب بالشؤون الاسلامية والكردستانية
نص الرسالة المترجمة :
باريس 21-03-1931
جناب السيد الرئيس ..
أفتخر أن أقدِّم لجنابكم عظمة وشكوى الشعب الذي كان تحت حمايتكم وقيموميتكم ، وقد قيل : أن القيِّم ، هو بمنزلة المحامي أيضا .
إن الشعب الكردي الذي أفتخر وأنا واحد منهم يستوطن في الجزء الجنوبي لبلاده كردستان الكبرى ، حيث الملحق بالعراق ، ومن واجبي أن أعطف نظركم الى هذه المسألة ، وهي : إن وطن الكرد المنضمِّ للعراق لم يُحتلُّ بأيِّ وجه من قبل قوات الدول المتحالفة ، مثل بلاد ما بين النهرين ، والكرد بآبتكارهم حملوا السلاح عام ( 1918 ) ، ثم أجبروا الأتراك على ترك أراضيه ، ومن ثَمَّ أعلنوا إستقلالهم وأسسوا حكومة وأخذوا زمام إدارتها تحت إسم ( دولة كوردستان الجنوبية ) .
في ذلك الوقت كان العراق يعجُّ بالفوضى ، وقوات الحلفاء كانت تقاتل بعضهم البعض هناك . ومن سوء حظ الكورد ، بعد ذلك ألحقت أراضينا بالعراق ، وأروبا التي تدعي إنها ثارت من أجل الدفاع عن الحق والعدالة سكتت أمام هذا الظلم الفاحش ، ظلم ألحق مستقبل ومصير شعب له حكومة عملية مع مصير شعب آخر ، حيث تتفاوت آدابهم وعاداتهم وتاريخهم ولغتهم وعنصرهم .
أما إن محل الشكر مازال باق أمام هذا الظلم الفاحش ، وهو قرار عصبة الأمم ووعدها بمنح الحكم الذاتي الحقيقي لكردستان الجنوبية ، لكن مع مرور أعوام لم يتم الوفاء بهذا العهد أيضا ، بل بالعكس فإن حياتنا وحياة نسائنا وأطفالنا وعموم شعبنا يتعرَّضون كل يوم لنيران المدافع والطائرات القاذفة والرشاشات ، وذلك لإصرارنا أن لا نصبح عربا ، عليه ، نحن بآنتظار تعهداتكم بالنسبة لنا .
إن الحكومة العراقية لم تتردد بقصف مدينة السليمانية – عاصمة كوردستان الجنوبية – وقتل الكورد فيها ، وذلك لعدم مشاركتهم في إنتخابات دولة – حكومة تسعى لتصويب وتقرير ميثاق – قانون يستنكر الحقوق المشروعة لهم ، ولتهديم آمالهم المستقبلية ، ونحن نعتقد أن هذه المدافع والرشاشات التي تُصبُّ على رؤوس الكورد في كوردستان الجنوبية ، هي بالواقع هجمة ضد كرامة وحيثية عصبة الأمم ، لأن الكورد تحت قيموميتها ، أي : تحت ظلها وبحمايتها !
اذا لم تكن قوات الدولة العربية العراقية مدعومة من قبل الطائرات والقوات الإنجليزية التي فوَّضتها عصبة الأمم لإدارة هذه الأراضي بآسم العصبة ، لتكرَّر التاريخ ، ولهجم الكورد على بغداد وآحتلوها ، وهذه من الأمور السهلة عندهم ، ثم إننا في كل وقت مستعدون للدفاع عن وطننا حيال العرب ، لكنه في الوقت ذاته لانرغب الإصطدام مع الحكومة الإنجليزية لكونها تعمل بآسم العصبة المؤقرة .
لذلك نرجح أن نقدِّم شكوى طالبين من خلالها إجراء الحق والعدالة . ومن البدهي إن إلحاق أراضينا بعراق العرب ، وبقوة السلاح ، والسعي لإرضائنا بأيِّ وجه كان ، لايُؤمِّنُ الصلح والسلام اللذين هما من آمال تلك المنظمة المحترمة في هذا الجزء من العالم ، ولا يتحقق الأمن والسلام فيه اذا لم يُسلَّم مصير الكورد الى أيدي أبناءه ، ولم تُؤسس دولة كوردية تأخذ بيدها زمام أمور المنطقة الكوردية .
إن الكورد الذين تعود خلفيتهم التاريخية الى عدة آلاف من السنين ، وفي أدوار مختلفة منها عملوا وتمكنوا من الدفاع عن الحياة والوطن والتاريخ ومؤسساتهم الوطنية ، والآن هم أيضا صمموا الدفاع عن كرامتهم ووجودهم حتى آخر نفس ، لكنهم لن يخضعوا لعبودية عرب العراق ..
إننا الكورد نريد الصداقة والأخوة مع جميع القوميات والشعوب ، وليست لنا ضغائن تجاه أيَّ شعب ، لكننا لا نستطيع أن نسكت أمام هذا الظلم الذي منع الكورد من الإستقلال ، الذي منح حتى للأقوام البدوية ك(ليبيريا ) ، ومنع عنه شعبنا الذي تمكن بذكاء وشجاعة وبطولة وفراسة ودراية أن يُسجِّل مقاما شامخا في تاريخ الشعوب ، بخاصة إنه قبل فترة أقبلت الدولة العربية العراقية ، وبدعم من الإنجليز على شن حرب شرسة لتحطيم مقاومتنا ودفاعاتنا العسكرية ، وذلك عبر إقتراف المذابح والمجازر الدموية ، بسبب آبتلائها بمرض العصبية العنصرية المفرطة .. في ذلك فإن المئات من الكورد العزل الأبرياء قد حصدتهم المدافع والرشاشات بدون رحمة ، وكان ذنبهم الوحيد هو الإعلان عما يجول في خواطرهم ، أما اليوم فإن تَسَلَّحَ الكورد ، هو للدفاع المحص عن النفس ، والذنب يقع على الإعتدات الدموية ضده ، والبعيدة عن العدل والإنصاف ، مع ذلك فإن الحرب والعدوان قد فشل في تحريف الوقائع التاريخية وتزييفها ، مثل محاولة تعريب الآلاف من الكورد ، مثل صلاح الدين وكريم خان زند وغيرهما ..
إنني وشعبي لسنا متمردين ، وليست لدينا عصبية مذهبية وطائفية ، ولانريد إراقة الدماء ، وإن حملنا السلاح ، فذلك أمر قد أجبرنا عليه بالإكراه .. على هذا نحن لانريد السلطة على أيِّ شعب وبلاد ، ولانسعى أن نصبح سادة على الآخرين ، والى جانب هذا لانقبل من الآخرين بالتسلط والسيادة علينا ، ولانقبل أيضا – ما عدا أنفسنا – أن يسود ويحكمنا أحد ، قد أصبح ذلك هدف ومثال ضحى لأجله ، وفي سبيله الآلاف في الحرب الأخيرة . علاوة على ذلك هذا هو الحق الذي نادت وآعترفت به عصبة الأمم مؤخرا ..
وآسمح لي أيها الرئيس أن أؤكد لكم أن هذه الحالة الثورية التي أقلقت سوء نية حكام العراق وأزعجتهم لن تنتهي إلاّ حين الإعتراف الرسمي بكافة الحقوق المشروعة للكورد ، مع مراعاتها .. أما الأمر الذي نحن في طلبه ، هو الإعتراف بإستقلال وطننا ، يعني ( الدولة المستقلة لكوردستان الجنوبية ) تحت النظر المباشر لعصبة الأمم ، وقطع جميع آثار التبعية مع الدولة العربية العراقية . عليه فإن المعاهدة الجديدة المنعقدة بين الإنجليز والعراق توضح هذه المسألة وتؤكدها أن طريقنا ومطالباتنا ، هي منطقية وينبغي عدم المرور عليها .. وعلى عصبة الأمم ، مع ملاحظة هذه الوقائع والحقائق ينبغي أن ترجع الى قرارها لعام ( 1925 ) ..
مع تقديمي إحتراماتي الفائقة لكم
الشيخ محمود
ممثل شعب كوردستان الجنوبية )
“صوت كردستان”
[1]