شدد الفنان السوري سميح شقير على أن القضية الكوردية قضيةٌ عادلة، مبيناً أنه يتفهم تماماً مظلومية الكورد، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن الوجود الكوردي في سوريا ليس عُرضاً للنقاش، جاء ذلك خلال مشاركته في برنامج الكورد في عيون معاصرة على شاشة كوردستان24، وأجرى المقابلة الدكتور علاء آل رشي.
وقال سميح شقير خلال مُشاركته في برنامج الكورد في عيونٍ معاصرة، في بداية حياتي كنت قومياً عربياً، وأرى فيها الخلاص للوضع القائم، وكان لدي قدر كبير من الانتباه لضرورة الوحدة العربية، وهذا الأمل الذي كان موجوداً لدى الكثير من العرب، كان يحيى في داخلي.
وأضاف: لكن مع مرور الأيام، اكتشفت مخاطر هذا الحلم الذي نُفذ على أرض الواقع، وذلك حينما جاءت أحزابٌ قومية، ومارست الكثير من الطغيان بحق هذا المجتمع باسم القومية والاشتراكية، والعديد من العناوين الأخرى.
ولفت إلى أن هذه الممارسة لمفهوم القومية أشعرني بالخطر الكامن، خصوصاً عندما تتظلل قوة سياسية بهذا الشعار الجميل والرائع، ولكن على أرض الواقع من المُمكن أن تستبد هذه القوة، وأن تحرف مسار النمو المجتمعي وتطوره باتجاهٍ لا يكون فيه مُجتمعاً مُعافىً ومُعاصراً.
وتابع: لعلني أنتبه لضرورة المواءمة ما بين هذا الحلم الجميل الذي يتطلع إليه الإنسان بشكلٍ طبيعي، وبين من يُمكن أن يستغل هذا الشعار ليُمارس الفاشية والاستبداد، مبيناً: بعد تأملٍ طويل في موضوع القومية، أجد أن هذا الإصرار على الحلم شيءٌ طبيعي، ولكن يجب الانتباه بشكل كبير جداً لمن يُمكن أن يستغل هذا الحلم ليؤبد سلطة كما حدث لدينا منذ أكثر من 50 أو 60 عام.
وتساءل: كيف كان تفكير المجتمع في بدايات التكون المجتمعي؟، نلاحظ بأنه كانت هناك أشكال حمائية للإنسان والمواطن (الأسرة والعشيرة والقبيلة والطائفة) وصولاً إلى القومية، وكلها كانت عبارة عن دوائر حمائية، والصراع كان يتشكل في تلك العصور على ضوء هذه الدوائر، ولكن تطورْ العصر أوجد شيئاً يُسمى دولة المواطنة، وهذه من ترديات العصر الحديث، والفكر البشري وصل إلى أن يجعل الشكل الحمائي للمواطن ليس انتماءَهُ لعشيرته، حيث أصبح لدينا دولة يعيش فيها الناس ضمن قوانين يتساوون فيها، والهدف أصبح صياغة دولة المواطنة التي تتكفل بأن تعطيك كل ما تشتهي ب (المعنى الانتمائي).
وبشأن تجريد الكورد من الجنسية في سوريا، أشار شقير إلى أن لكل فعلٍ رد فعل، وهذه المظلومية التاريخية للكورد بالتأكيد سيكون لها آثار، ونجدها اليوم لدى عددٍ كبيرٍ من الأصدقاء الكورد.
وأردف: أنا أتحدث من موقع علاقتي بالقضية الكوردية وإيماني بأنها عادلة، وغنيتُ لها مُبكِّراً في وقتٍ كان الغناء لأجلها يُشكل خطراً على الشخص، مضيفاً: من هذا المكان أقول بأنني أتفهم تماماً المظلومية الكوردية، وأدركت ذلك منذ زمن بعيد، ولكن ما أتمناه أن لا يبلغ رد الفعل لدى الكورد حالة مُعاكسة لما هو قائم، بمعنى أن يغيب توازن المشهد على ضوء رد الفعل.
وشدد على أنني أنتقد موجةً من الكراهية والتجييش تجاه الكورد، وخاصة بعد أن أقدموا على تأسيس الإدارة الذاتية في سوريا، مبيناً أن القوة التي تهاجمهم بهذه الضراوة والأوصاف الشديدة السوء تخضع للمزاج التركي الذي هو في حالة عِداءٍ مع الكورد.
وأوضح: كنت أتأمل أن لا يقع السوريون في هذا الفخ، لكن هذا ليس جديداً، لأن الوضع السوري أصبح عبارة عن مجموعة من قوى الأمر الواقع، ونحن اليوم نفتقد إلى قوة الشرعية في كافة أنحاء سوريا، ابتداءً من النظام ووصولاً إلى فصائل الشمال السوري والإدارة الذاتية، لأن هناك غياباً للحالة الانتخابية التي تؤكد أن من يُسيطر أو يحكم في هذا الركن مدعومٌ بشعبية.
وأعرب عن أسفه لانزلاق الكثير من المثقفين السوريين لهذا المزاج، والذين كنت أعتقد بأنهم سينأون بأنفسهم عنه، وأنهم سيكونون حصناً منيعاً لتأكيد عمق وجود الكورد ضمن النسيج السوري، ونقدهم الموجه للكورد كذلك سيكون بناءً على أرضية مشتركة.
وقال شقير: بالنسبة للإدارة الذاتية والظروف التي نشأت فيها، أسعدني أن ينفصلوا عن النظام السوري، وأن يسيطروا على ركنٍ من سوريا يكون خارجاً عن سيطرة النظام، لأن هذا النظام يقاتل من يخرج عن سيطرته.
وأكد أن ذلك كان سيُشكل مقدمة لكثير من الأحرار الذين يرغبون ببناء سوريا الجديدة، لا سيّما أن الإدارة الذاتية ترفع شعار المواطنة وسوريا الديمقراطية.
وتابع: هناك ما يمكن نقده في تجربة الإدارة الذاتية على صعيد الديمقراطية، لماذا لا توجد انتخابات للهيئات؟، ولماذا هناك سيطرة حزبية على مقاليد الحكم؟، مؤكداً أننا نريد أن نعطيها الشرعية ليكون تمثيلها أعلى وأكثر ديمقراطية، ونحن متأثرون في المنطقة بتجربة حزب البعث الأيديولوجية، ونأمل أن لا تُكرر أي تجربة مُشابهة لها.[1]