اقليم الجزيرة كم وصفها المؤرخ العثماني الألباني شمس الدين سامي من مخطوط قاموس الاعلام المجلد الثالث باب حرف الجيم (الجزيرة)
الكاتب: الاستاذ يوسف الأومري
1-يقول سامي ان اقليم الجزيرة هذا الاسم يطلق على بقعة تمتد بين الشام والعراق وكوردستان وهو اقليم واسع وكبير جدا وسبب تسميته هو وقوع هذا الاقليم بين نهري دجلة والفرات ولقرب النهرين من بعضهما البعض اطلق المؤرخين اليونان اسم ميزوبوتاميا على هذه المنطقة وترجمتها حرفيا من اليونانية مابين النهرين، واما عن جغرافيا الجزيرة الموقع والحدود والمساحة
يبداء اقليم الجزيرة من منبع ومجرى نهري دجلة والفرات وهي إلى محاذاة ولاية ديار بكر ابتداء من مدينة آمد ويمتد هذا الخط الى جنوب شرق آمد، يزداد تقارب نهري دجلة والفرات من بعضهما البعض من الطرف العلوي من مدينة بغداد ويصب في بعض المناطق من هذا الاقليم ولها عدة جداول وعلى طول هذين المجريين تسمى (الجزيرة) بسبب وقوع هذين النهريين، شرق الجزيرة هي كوردستان وجنوب الجزيرة عراق العجم وجنوب غرب الجزيرة هي بر الشام ومحاط من الغرب من سوريا إلى جهة حلب وتحاذي الاناضول وارمينيا القديمة والمدن الكوردية القديمة وهي ارزروم ووان وتتشكل بعرض من 38 إلى 33,20 كم مربع شمال وبطول 30,35 إلى 40 كم مربع شرقا،
من شمال غرب الجزيرة إلى جنوب شرق الجزيرة يعني من آمد ولاية دياربكر إلى بغداد هي المساحة الاعظم والاكبر للجزيرة بمساحة 700 كم طولا ومن الموصل إلى مصب الخابور حساب العرض الوسطي تقريبا 200 كم والمساحة السطحية تقريبا وتخمينن 14000 كم مربع.
2- بأختصال مناخ وطبيعة اقليم الجزيرة
الجبال والانهار القسم الشمالي لأقليم الجزيرة هي مرتفعات وجبال بين آمد وماردين والرها يوجد عدة جبال ومنها (قرجاه داغ و طور عابدين) واما في مدينة الموصل جبل منفرد يسمى سنجار تمتد هذه السلسلة بعرض من 38 إلى 35,30 كم مربع نحو الشمال وارتفاع هذه الجبال من 400 الى 500 متر.
3- سكان الجزيرة ولغة اهل الجزيرة ودين اهل الجزيرة
على مساحة شاسعة وكبيرة يشكل العرب والكورد القسم الاعظم من سكان اقليم الجزيرة ولهم خيم ومراعي في كل الجزيرة واغلبهم من سكان العشائر وصنعتهم ومهنتهم الرعي والفلاحة وحراثة الارض ويعملون في الفلاحة والزراعة يقدر عددهم بخمسين الف. ابتداء من شمال وديان نهري دجلة والفرات واكثرهم اهل خيم، اغلب الفلاحين هم من العرب وهم بدو رحل أما العشائر هم من ثلالث أجناس عرب وكورد وتركمان ولكن المكون الاكبر هم العرب ومن تلك القبائل طي التي انتقلت من شبه الجزيرة العربية لأقليم الجزيرة واتخذتها مرعا ومسكنا لها ومن ثم جاءت قبيلة عنزه وشمر وسكنت تلك الديار وعلى الخصوص قبيلة شمر التي اصبحت في الآونة الاخيرة من اقوى العشائر في اقليم الجزيرة وهي تنقسم الى عدة افخاذ وبطون ومنها 14000 الف خيمة في كل خيمة 6 اشخاص اذا مجموع هذه العشيرة 84000 وهذه العشيرة تمتلك الكثير من الخيول والاغنام والسلاح والذخائر وتاخذ الخوة والاتاوة من الضعفاء من العشائر الاخرى. واما عن قبيلة عنزة فلها الكثير من الخصومات والمعارك وتنتشر على جهة بر الشام ونادرا ما تتجاوز نهر الفرات وقبيلة شمر تنتشر دائما في جنوب غرب اقليم الجزيرة ونادرا ماتكون في القسم الشمالي ولها عدة بطون وافرع واسماء لمل عشيرة، واما قبيلة طي فهي بين الخابور والموصل وعدد خيمهم 3000 خيمة.
واما القسم الشمالي من اقليم الجزيرة فهي اقليم الجبال ومسكن العشائر الكوردية وتنتشر العشائر الكوردية بكثرة ويتواجد معها بعض التركمان واهم العشائر الكوردية المللية والجبور والكيلي والدقوري وهذه العشائر في بعض المواسم تكون اماكن تواجدها الخيم وأحيانًا الخانات ولكن لايعدون من البدو الرحل مثل قبائل شمر وطي وعنزة والعشائر الكوردية والعربية في اقليم الجزيرة تطيع امر السلطة والدولة ولهم تكاليف ومهام من قبل الدولة. العشائر الكردية والتركمانية يتكلمون بلسانهم ولغتهم ولكن يتكلمون ويتعلمون اللغة العربية بطلاقة واكثر القبائل الكوردية تعربت مع الزمن وخاصتا في مدينة ماردين والرها والموصل بسبب هجر لغتهم وتعلم العربية.
لايتجاوز عدد سكان اقليم الجزيرة ال 200000 ويتواجد في هذا الاقليم من السريان والنساطرة واليزيدية واليهود ولهم مدن ونواحي خاصة بهم وماتبقى وهم الاغلب المسلمين السنة.
تقسيمات اقليم الجزيرة المدن والولايات
من الناحية الجغرافية قديما كانت الجزيرة منقسمة الى عدة تقسيمات وحدود طبيعية ولكن حاليا من الناحية الادارية تنقسم الى اربع متصرفيات القسم الشمالي الشرقي ولاية دياربكر وتتبع لها سنجق مدينة ماردين والى نهاية القسم الغربي الشمالي من اقليم الجزيرة تتبع نواحي واسعة من اقليم الجزيرة لولاية مدينة حلب وهي سنجق مدينة اورفا والقسم الاوسط من الناحية الشرقية هي ولاية الموصل وهي القسم الاعظم من اقليم الجزيرة وتتبع لولاية الموصل المذكورة سنجق الزور يعني دير الزور والقسم الجنوبي للأقليم الجزيرة هي ولاية بغداد وتتبع لها بغداد المدينة.
ملاحظة عدى المؤرخ العثماني شمس الدين سامي قبيلة الجبور من القبائل الكوردية وملاحظة اخرى احد افرع قبيلة الجبور هي جبور الاكراد وقد يكون هذا هو السبب في ذلك مع ان قبيلة شمر احد افرعها شمر كورد الا انه لم يعدها من قبائل الكورد وطبعا اشار الى استعراب العشائر الكوردية والى استعراب المدن الكوردية واهمها الموصل وماردين والرها.
وملاحظة أخرى ايضا تكلم شمس الدين سامي عن ان القبائل العربية وجودها في أقليم الجزيرة الفراتية وانتشارها في هذه البقعة كان بعد الأسلام وليس قبل الأسلام واشارة ايضا إلى أن القبائل العربية هم بدو رُحل ولكن لم يصف القبائل والعشائر الكوردية على انهم بدو رُحل او قد قدموا بعد الفتوحات الاسلامية إلى هذه البقعة بل واكد على استعراب الكورد والمدن الكوردية في أقليم الجزيرة وهذا مايدحض الأقوال التي تزعم أن الكورد لاجئين وغرباء وأنهم قد دخلوا هذه الرقعة الجغرافية منذقرنين من الزمن.
ترجمة المقال من العثمانية للعربية بالحديث عن نقاط معينة عن اقليم الجزيرة من مخطوط قاموس الأعلام لشمس الدين سامي وكان التركيز حول نقاط معينة عن تاريخ أقليم الجزيرة وتاريخ وجود القبائل العربية والكوردية في هذا الأقليم.
المقال موجه إلى كل من يحاول طمس تاريخ الكورد وكوردستان ووجودهم التاريخي في مدنهم وأقاليمهم.
[1]