الكورد الفيلية و غدر الحكومات العراقية
ا . د . قاسم المندلاوي
على الرغم من مرور اكثرمن 17 عاما على سقوط نظام البعث الدموي في العراق الا ان الكورد الفيلية لايزال يعانون من آثار ذلك النظام البائس الذي اقدم على ظلمهم و اضطهادهم و قتلهم و تشريدهم وحملات تهجير و ترحيل مئات الالاف من العوائل ، باعتبارهم ليسوا عراقيين و رميهم على الحدود الايرانية .. وحجز الالاف من النساء و الاطفال و الشباب و الكبار وزجهم في سجون وزنزانات مظلمة في ابو غريب و الفضيلية و نقرة السلمان وسط صحراء حارة و جافة و ملئ بالمخاطر وتم ابادتهم بطرق و اساليب بشعة ” استخدام شبابهم كدروع بشرية “.. ووضعهم في الجبهات الامامية للقتال مع ايران لتفجير الالغام .. واجراء تجارب كيماوية على الكثير منهم ، فضلا عن تغيب الالاف من شبابهم ما زال مصيرهم مجهولا لحد الان ؟؟؟.. كان نظام البعث يحرم عليهم العمل في دوائر الدولة ويمنع ابنائهم من اكمال الدراسة الجامعية و العليا و لا يسمح لهم ايضا من الانخراط في سلك الشرطة و الجيش و في دوائر الدولة فضلا عن مصادرت اموالهم ووثائقهم و منازلهم و مزارعهم و اسقاط الجنسية العراقية عنهم ولم يبقى لديهم اي شيء ، بعد ان كانوا يملكون كل شيء في ” بغداد العاصمة ” كسوق الشورجه والعلاوي و جميله و غيرها من المراكز التجارية ” تجارة الحديد والخشب والسكراب و المواد الغذائية ” الشاي و السكر ” وكانوا هم واليهود تجار بغداد والعراق الرئيسة .. و بعد سقوط و زوال ذلك ” النظام البائس الاسود ” كان الكورد الفيلية يأملون ان تنتهي معاناتهم والى الابد ، الا انهم لم يجدوا ولم يحصلوا على اي تغيير حقيقي وعلى ارض الواقع الملموس ، فحكام الشيعة الذين مسكوا زمام و مقاليد الامور في العراق ..و مع الاسف الشديد استمروا في تدمير و تخريب و الفوضى في البلاد وبلا رحمة ، بدلا من الاصلاح و البناء و نشر العدل و المساواة و الامن و الامان و الاستقرار و القضاء على الفقر و الجوع و المرض و الامية .. و استمرت معاناة الفيلية اكثر فاكثر و اصبحت حقوقهم مغيبة وفي عالم النسيان ولم يسمح لهم المشاركة الفعلية في مؤسسات الدولة المهمة و لا في البرلمان ولا في اتخاذ القرارات المصيرية و بدأ التعامل معهم بنفس العقلية البعثية السابقة . . ..
ان تاريخ الكورد الفيلية في العراق تاريخ مشرق ساهموا في بناء البلاد بكل صدق واخلاص ومحبة و خاصة في مجال تطوير التجارة و الزراعة و الحرف الصناعية وغيرها .. وكما اشرنا قوبلوا باشد الاساليب القمعية و الوحشية و الهمجية و العنصرية .. فجابهوا كوارث و اضطهاد و عنف و تهميش و قتل وذبح و ابادة جماعية ” الجينوساد ” من قبل الحكومات العراقية المتعاقبة و خاصة في زمن نظام البعث ، و على الرغم ” اعترف البرلمان العراقي بان حملات التهجير و القتل ضد الكورد الفيلية تجسد فعليا جرائم ابادة جماعية ، الا ان الحكومات ” العراقية الشيعية المتعاقبة بعد التغيير 2003 ” لم تمنح الكورد الفيلية حقوقهم العادلة و المشروعة ولم يتغير اي شيء يفيدهم و يعوضهم ويضمن لهم حياة امنه ومستقرة ولم يكتسب الغالبية منهم الجنسية العراقية التي سقطها عنهم حكومة البعث ، والجدير بالذكر الكورد الفيلية لا ينكرون بانهم من اتباع ” المذهب الجعفري ” وان قوميتهم هي ” الكوردية ” وان ثقافتهم ” عربية ” كونهم عاشوا جنبا الى الجنب مع العرب في بغداد و مناطق اخرى من البلاد ، و انهم كانوا اول من قدموا المساعدات المالية و السلاح و حتى ” المقاتلين ” للحركات التحررية العراقية و الكوردية ” وقال عنهم القائد الخالد مصطفى البارزاني ” الكورد الفيلية فلذات كبدي ” .. وقال ايضا ” الكورد الفيلية درع لكوردستان ” و لكن ومع الاسف فان ” قادة و ساسة الكورد الجدد و احزابهم ” لم يهتموا بهم و لم يقدموا لهم الدعم المطلوب للحصول على جميع حقوقهم العادلة وخصوصا ” الجنسية العراقية ” و لم يساعدوهم في تاسيس كيان حزبي مستقل وموحد لهم في بغداد ” ولا في تاسيس ” قناة تلفيزيوني مستقل ” تبث بلهجتهم الكوردية الفيلية ” لنشر ثقافتهم و تراثهم و الدفاع عن حقوقهم ضد ” حملات التهجير و التطهير الديمغرافي و العرقي المستمر و سياسات الاقصاء و التهميش المتعمد من قبل الحكومات الشيعية المتعاقية بعد عام التغيير 2003 و تعطيل تنفيذ المادة 140 من الدستور العراقي في ” بدرة وجصان و زرباطية و مندلي و جلولاء و شهربان و خانقين وكركوك وسنجار ..الخ ” بل قامت السلطة الشيعية وبمساعدة ايران اجتياح تلك المناطق الكوردية واستهداف وجودهم في تلك المدن الكوردية فضلا عن عمليات التغيير الديمغرافي بشكل ابشع و سرقة وسلب اموالهم و ممتلكاتهم واراضيهم و مزارعهم وقتل عوائلهم وبسكوت وصمت حكومة الاقليم وخيانة بعض الاحزاب الكوردية عن هذا الوضع الماساوي الرهيب ولا يزال الكورد الفيلية يحملون ذات المعاناة و الالام النفسية و الاجتماعية في التعامل معهم في دوائر الدولة العراقية بسبب حدة العنصرية و الشوفينية ولا زال الانسان الفيلي يراجع ” شعبة الاجانب ” و لم يتعافى من آثار ” الاستبداد و الدكتاتورية ” فالحكومات الشيعية السابقة و الحالية في العراق بعيدة تمام البعد عن تطبيق العدالة و القانون وعاجزة عن تحقيق الامن والامان وحياة سعيدة للمواطن العراقي و حكامها مصابون بجملة من الامراض العقلية والنفسية والخلقية المصتعصية وبخاصة ” جنون العظمة ” ، فضلا عن الفساد الاداري والمالي و غيرها .
[1]