يوجد في إقليم كوردستان نحو 5000 مولدة أهلية وأكثر من 3000 مولدة خاصة، إضافة إلى 2.37 مليون مركبة تحتاج للوقود يومياً، ويقول أستاذ في قسم الموارد الطبيعية بكلية علوم جامعة السليمانية إنه في الأشهر السبعة الماضية، وصل الهواء في أربيل إلى مستويات الأصفر والأحمر في معظم الأيام.
في يوم الأحد (11-02- 2024) استضاف برنامج مع رنج، الذي يعرض على شاشة رووداو كلاً من رئيس قسم الكيمياء بجامعة صلاح الدين د. سنكر صالح، ومدير مكتب التوعية والإعلام في هيئة البيئة رزاق خيلاني، والأستاذ في قسم الموارد الطبيعية بكلية علوم جامعة السليمانية د. صالح نجيب، ونصرت زنكنة بائع ديزل ومالك مولد في أربيل، وعثمان محمد رئيس مجلس المولدات الخاصة في السليمانية.
جودة الهواء في أربيل غير طبيعية
قام الأستاذ في قسم الموارد الطبيعية بكلية علوم جامعة السليمانية د. صالح نجيب برصد جودة الهواء في أربيل عبر القمر الصناعي Air Quality Air ويقول: في الأشهر السبعة الماضية، وصل الهواء في أربيل إلى مستويات الأصفر والأحمر في معظم الأيام.
في العام 2020 بلغ عدد حالات السرطان في السليمانية 6293 حالة وارتفع في العام 2021 إلى 7904 حالات وفي 2022 بلغ عدد حالات السرطان 9610 حالات وفي 2023 وصل العدد إلى 90911 حالة. يقول صالح نجيب إن الزيادة تخبرنا بأننا نتعرض للعديد من الغازات السامة والخطرة كل يوم.
أستاذ قسم الموارد الطبيعية بجامعة السليمانية يعد التلوث البيئي سبباً رئيساً للإصابة بالسرطان: لقد قمنا بمراقبة جودة الهواء منذ شهر تموز وحتى اليوم عبر القمر الصناعي Air Quality Air، ووجدنا أن الجدول في أربيل وصل إلى المستويات الصفراء والحمراء ولم يكن هناك سوى عمود واحد باللون الأخضر، اللون الأصفر يعني جودة متوسطة واللون الأحمر يعني جودة غير مناسبة.
يجب أن يكون الضغط الجوي القياسي 9 أجزاء في المليون ويجب ألا يتجاوز 35 جزءاً في المليون. لكن متابعات صالح نجيب أظهرت أن الدرجة الدنيا في أربيل كانت 50 جزء في المليون، والعظمى وصلت إلى 150 جزء في المليون. وأضاف إذا وصلت إلى 200 فهذا غير معقول على الإطلاق. ومن المؤكد أنه سيتجاوز 200 جزء في المليون في الصيف.
95% من الديزل الموجود في الأسواق مغشوش
وقال رئيس قسم الكيمياء في جامعة صلاح الدين، إن معظم وقود الديزل المباع في أسواق إقليم كوردستان هو خليط من النفتا وزيت السيارات المستعمل ومحتواهما من الكبريت يبلغ عشرات آلاف أضعاف المستوى القياسي.
وقال رئيس قسم الكيمياء بجامعة صلاح الدين د. سنكر صالح: بحسب دراسة علمية أجريناها بوقود الديزل المستخدم لتشغيل المولدات في إقليم كوردستان، يبدو أن 95% من وقود الديزل الموجود في الأسواق مزيف، وبعض وقود الديزل عبارة عن خليط من الزيت المحروق والنفتا.
ويعتقد د. سنكر صالح أن الخليط المسمى بالديزل ويستخدم كوقود للمولدات يشكل خطراً على حياة المستهلكين والبيئة، لأنه لا ينبغي حرق الزيت. إن الديزل المستخدم في إقليم كوردستان ليس قياسياً ولا يمكننا حتى أن نطلق عليه اسم ديزل.
نسب الكبريت في وقود الديزل
وفقاً للمعايير الدولية، عند اختبار الديزل، يجب أن لا يتجاوز محتواه من الكبريت 9 أجزاء في المليون. وقال رئيس قسم الكيمياء في جامعة صلاح الدين، إنه في العام 2020، تراوحت نسب الكبريت في الديزل في إقليم كوردستان بين 25 ألف و29 ألف جزء في المليون.
وبحسب دراسة أجراها رئيس قسم الكيمياء بجامعة صلاح الدين د. سنكر صالح، ارتفعت نسب الكبريت في وقود الديزل في إقليم كوردستان إلى 34 ألف جزء في المليون في العام 2022.
ورغم أن المعايير العراقية تقضي بأن لا تتجاوز نسبة الكبريت في الديزل 8000 جزء في المليون، لكن د. سنكر صالح اختبر عينتين من وقود الديزل لبرنامج مع رنج، كانت نسبة الكبريت في الاولى 29000 جزء في المليون وفي الثانية 14000 جزء في المليون وهو أعلى من المعيار العراقي.
ويشير رئيس قسم الكيمياء في جامعة صلاح الدين إلى أن المولدات العاملة في إقليم كوردستان، باستثناء الشركات العالمية وأصحاب المولدات الأهلية الذين يهتمون بمولداتهم الخاصة، فإن الآخر يستخدم وقود الديزل الرديء.
غالبية سيارات كوردستان ليست قياسية
ويقول الأستاذ في قسم الموارد الطبيعية بكلية علوم جامعة السليمانية د. صالح نجيب، إن محركات السيارات غير القياسية وعدم وجود حجر البيئة في السيارات هما أكبر مشكلتين للتلوث البيئي في إقليم كوردستان.
وأجرى د. صالح نجيب دراسة على 812 مركبة تعمل بوقود البنزين و175 مركبة تعمل بالديزل، وركز في دراسته على خمسة أخلاط هايدروكاربونية يجب أن لا تتجاوز نسبة إنتاج السيارات لها 200 جزء في المليون، فوجد أن 50% من المركبات تنتج أكثر من 200 جزء في المليون من تلك الهيدروكربونات.
وقال د. صالح نجيب إن نوع المحركات في إقليم كوردستان وعدم وجود حجر البيئة لتنظيف دخان السيارات، مشكلتان رئيستان للتلوث البيئي، مضيفاً أن الدخان الزائد الخارج من عوادم بعض السيارات يسبب أكثر من 70 مرضاً، بما في ذلك السرطان.
وعد هذا الأستاذ الجامعي رداءة الوقود سبباً رئيساً لتلوث البيئة، ورأى أنه لا توجد مصفاة نموذجية في إقليم كوردستان يمكنها فصل جميع المكونات من البنزين والديزل لتقليل المخاطر على البيئة والصحة العامة.
هيئة حماية وتحسين البيئة ليست لديها صلاحيات تنفيذية
يقول مدير مكتب التوعية والإعلام البيئي في هيئة حماية وتحسين البيئة إن أي مصنع أو مصفاة في إقليم كوردستان تضر بالبيئة، لا يمكنهم إلا أن يقرروا إغلاقها لكن الهيئة ليست لديها صلاحية تنفيذ القرار لأنه لم يتم توفير قوات شرطة لهم.
وقال مدير مكتب التوعية والإعلام البيئي في هيئة حماية وتحسين البيئة رزاق خيلاني: يجب إعطاء المزيد من الصلاحيات لهيئة البيئة للتحقيق في المخالفات. كانت هناك مشاكل كبيرة في تشكيل هيئة البيئة، فعندما تم تخفيض الوزارات من 42 إلى 19، كان يجب أن الإبقاء على وزارة البيئة.
وقال رزاق الكيلاني: هيئة البيئة ليست لديها صلاحية تنفيذية ولتنفيذ قراراتنا يجب أن تكون لدينا شرطة، لكنهم لم يوفروا لنا الشرطة حتى الآن، وقد طلبنا عدة مرات توحيد شرطة الغابات وشرطة حماية البيئة لتكون تحت إمرة هيئة حماية وتحسين البيئة.
دخان المولدات في أربيل ليس بسبب وقود الديزل الرديء
يعتقد مالك مولدة أهلية في أربيل أن أكثر من نصف الديزل المستخدم في المولدات في أربيل مطابق للمعايير، ويقول إن المولدات التي تنتج الكثير من الدخان، ليس العيب في وقود الديزل، ولكن هناك مشكلة في المحرك.
ويرى نصرت زنكنة، وهو بائع ديزل ومالك مولدة أهلية في أربيل، أن المولدات لها نصيب بسيط في التلوث البيئي، ولدعم رأيه يقول: يوجد في أربيل نحو 2000 مولدة، لكن هناك أكثر من 200 ألف شاحنة تعمل بالديزل، وهكذا فإن حصة صغيرة جداً من التلوث البيئي تقع على المولدات.
وأضاف نصرت زنكنة: الدخان المنبعث من بعض المولدات في الأحياء لا علاقة له بوقود الديزل، لأن الديزل المتوفر في أربيل مطابق للمعايير والمشكلة في محركات المولدات، ووقود الديزل المستخدم في أربيل قياسي وينتج في مصفى كار ويستخدمه حوالي 65% من المولدات.
95% من مولدات السليمانية كاتمة للصوت
رئيس مجلس المولدات الأهلية في السليمانية عثمان محمد ، يقول منذ العام 2007، عندما تم نصب وتشغيل المولدات الأهلية في السليمانية، كانت جميعها مولدات صامتة لا تعمل بالديزل الرديء، وأغلب المولدات في السليمانية من طراز متطور حالياً.
وأضاف عثمان محمد: أكثر من 95 بالمئة من المولدات في السليمانية صامتة والخمسة بالمئة الباقية تعمل بالحقن. والمولدات الصامتة تتوقف عندما تستخدم الديزل الرديء وينبعث منها الدخان.
وعن نوعية الديزل المباع في السليمانية، قال رئيس مجلس المولدات الأهلية: جاؤونا بوقود ديزل وأضفته للمولدة فتجمد وتعطلت المولدة، يجب على الحكومة أن تتحمل هذه المسؤولية وتوفر وقود الديزل الجيد للمولدات. ولأن هناك أياماً تعمل فيها مولدات الأحياء لمدة 15 ساعة، يجب على الحكومة أن توفر لنا مصدراً موثوقاً نتزود منه بوقود الديزل.[1]