عرض عالم الاجتماع الأمريكي المعروف أميتاي إتزيوني جملة أسباب قال إنها يتعين أن تدفع الإدارة الأمريكية الجديدة بقيادة دونالد ترامب لدعم قيام الدولة الكوردية وحفظ مصالح الولايات المتحدة في الشرق الأوسط من خلال التحالف مع الكورد، كما ذكر أن الوقت قد حان لإعادة رسم خارطة المنطقة.
ويتطلع الكورد منذ عقود طويلة إلى استقلال كوردستان عن العراق وقيام دولة مستقلة أسوة بشعوب المنطقة في خطوة يتوقعون خلالها وضع حد للعديد من الأزمات خاصة بعد مرور أكثر من مئة عام على اتفاقية سايكس بيكو التي قسمت الكورد ووزعتهم على أربع دول من بينها العراق.
ونشرت مجلة ناشيونال إنترست مقالا لإتزيوني قال فيه إنه مهما كانت خيارات الولايات المتحدة فيجب عليها دعم قيام الدولة الكوردية سواء بعد القضاء على تنظيم داعش وانسحاب قواتها من المنطقة أو التأكيد على الدور الأمريكي في المنطقة لمواجهة نفوذ كل من إيران وروسيا.
وقال إتزيوني وهو مدير معهد دراسات السياسات المجتمعية بجامعة جورج واشنطن إن توجها أمريكيا كهذا سيواجه معارضة من حكومتي بغداد وأنقرة لكنه سيكون خطوة تؤكد فيها واشنطن لحلفائها في المنطقة وأوروبا وفي جنوب شرق آسيا من أنها ستقف بجانبهم ولن تتخلى عنهم كما فعلت مع الكورد في الماضي.
وأضاف إتزيوني الذي كان يعد من كبار مستشاري الرئيس الأمريكي جيمي كارتر أن الوقت حان لإعادة رسم خارطة المنطقة فبعد أن رسمت القوى الاستعمارية حدود العراق نهاية الحرب العالمية الأولى تم ضم الكورد وفق تلك التسوية مع مجموعات عرقية ودينية لا يجمعهم الكثير في ذلك.
وتابع في مقاله الذي نشر مؤخرا منذ ذلك الحين والكورد يقاتلون لأجل إدارة شؤونهم.
وتساءل إتزيوني كيف دعمت الولايات المتحدة دولا ومجموعات مقاتلة في الشرق الأوسط مشكوك فيها حيث تحولوا إلى مقاتلين ضعفاء وحلفاء لا يمكن الوثوق بهم بينما بات مقاتلو البيشمركة يشكلون قوة فعالة.
وأشار إتزيوني إلى أن كوردستان كانت الجزء الوحيد من العراق الذي لم تعاني فيه القوات الأمريكية ولم يسقط لها ضحايا منذ حرب تحرير العراق عام 2003 وأن الكورد يستحقون أن يأخذوا فرصتهم.
وكان مستشار مجلس امن إقليم كوردستان مسرور بارزاني قد قال مرارا إن الفيدرالية فشلت في العراق وان الحل يقضي بتقسيمه لثلاث دول متجاورة.
وتحدث الباحث الأمريكي عن وضع الكورد في كل من تركيا وسوريا وقال إن الإدارة الأمريكية الجديدة بإمكانها أن تطلب من تركيا منح مواطنيها الكورد الحكم الذاتي مقابل التزام حزب العمال الكوردستاني بوقف الأعمال العدائية ضد الدولة التركية وفي سوريا سيكون التخلي عن الكورد تخاذلا أخلاقيا وسياسة غير حكيمة.
وأظهر استطلاع أجرته الجامعة الأمريكية في كوردستان- دهوك في آب أغسطس 2016 بان أكثر من 84 بالمئة من الكورد الذين شملهم الاستبيان يؤيدون استقلال كوردستان عن العراق.
يشار إلى أن الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب أدى اليمين يوم أمس ليصبح الرئيس الخامس والأربعين للولايات المتحدة خلفا لباراك اوباما.
وتولى ترامب منصبه يوم أمس في الساعة الثامنة مساء بتوقيت كوردستان وينظر إليه غالبية الكورد بتقدير واحترام نظرا لتصريحاته المؤيدة لقضاياهم. وينتظر كثيرون من الرئيس الجديد أن يتحرك فيما يتعلق بصراعات المنطقة على الرغم من انه أعطى بلاده أولوية في سياساته.
من تمر حسين ابراهيم.[1]