الثقافة والمثقف الفيلي والعطاء المستمر
ينسجم أي إطار ثقافي مع إطاره المجتمعي الذي قام بخلقه وحدّد صفاته وخصائصه، والمظاهر الاجتماعية المُكتسَبة من قِبَل الأفراد الذين يبذلون كل طاقتهم للحفاظ على بقاء هذا النموذج واستمراريته وتطويره ملك وراثي لأفراد المجتمع كافة وليس لفرد واحد؛ فإنّها لا تموت بموت الفرد الواحد، ولا يمكن القضاء عليها إلا من خلال القضاء على الجماعة التي أنتجت واتّبعت ومارست هذه الثقافة، وبما أنّها إرث مجتمعي جماعي فلها الكثير من الأهمية ويعود ذلك إلى أن الفرد المثقف ليس اسماً انما صفةً بكل المعاني هو القادر على أن يكون متعلماً لأمور جديدة في كل لحظة، مما يفيده ويفيد مجتمعه، والثقافة هى إحدى المكونات للسلوك الإنساني القويم وتعد ثقافة الشعب وهي الميزة التي تجعل هذا الشعب مختلف عن غيره من الشعوب وتميزه بعاداته وقيمه ولغته ودينه ليكون له هوية خاصة به. الثقافة عملية متجددة دائمًا لا تنتهي أبدًا، من الضروري تحرير عقولنا من أن هناك طرق مثلى أو نموذجية أو عالمية في الإدارة أو في تربية الأطفال أو في الديمقراطية، من الضروري احترام التنوع الفكري وتطوره في جميع هذه المجالات وغيرها وبذلك تنفي تحصيل مجتمع ما العلوم التي تجعله على قمة السلم الثقافي؛فكل المجتمعات إذا استوفت مجموعة من القيم الإيجابية التي تحترم الإنسان والمجتمع، فهي ذات ثقافة تستحق الحفاظ عليها أيَّا كانت درجة تطورها. والأدب الملتزم يطلق على مشاركة الشاعر أو الأديب او العالم او حتى السياسي الواعي المتسلح بالمعرفة لهموم الناس وفي قضاياهم الاجتماعية والسياسية ومواقفهم الاقتصادية ضمن اطار الوطن . ومن ميزات الاديب الصادق، أن يتكلّم عن الواقع الذي يعيشه والظروف التي تحيط بمجتمعه بكل صدق وشفافية وعدم اللعب على شغاف قلوب الآخرين. لا يتباهون كمن كانوا عقدوا صفقة تجارية .والعمل اهم من الثرثرة المثقف
مطالب بالخضوع إلى قوانين التاريخ إن أراد أن يكون له وجود وتأثير..
لاشك من أنَّ قيمة الثقافة تنطلق خلال طريقة تعاطيها مع موضوعات الحياة ولاسيما الموضوعات المصيرية في حياة الإنسان ويكون الإنسان موضوعاً متسعاً له و الطبقة المثقفة، مسؤولةً بشكلٍ مباشر، عن المساهمة في تطوير الثقافة العامة في المجتمع، وتحمل على عاتقها، الهموم الاجتماعية للناس، المعيشية منها، والسياسية، والدينية وتعكسها بالقلم والمحاضرة والحلول .
لقد كان للكورد الفيليون علامات مضيئة في ركب الحضارة الإنسانية والمؤلفات التي تم انتاجها لا يمكن ان تغيب في اي مكتبة من المكتبات العامة والشخصية ، والتي تعتبر من أبرز الجهود التي بذلت وناقشت مفهوم الثقافة عند الكورد الفيليين وفي العلوم الاخرى و تقدم صورة واضحة عن حقيقة مفهوم الثقافة عندهم لانهم جزء من المجتمع الذي يعيشون فيه ،و تميزوا بكونهم شموعاً لانارة طريق الامة من الجهل أينما حلّوا وارتحلوا،فقد شاركوا في اعمار البلاد،وساهوا في اسعاد شعبهم بكل اخلاص وتفاني وقدموا تضحيات ودماء وشهداء في طريق الارشاد ،فكافئوهم بمجازر وتهجير وسلب الحقوق ومعاناة بلا حدود،وهم يحصدون الوعود تلوا الوعود من القادة الجدد في ظل النظام الديمقراطي الحالي دون حصاد رغم زوال نظام الطاغية.
هؤلاء هم الكورد الفيليون،الذين يتمثل بهم الصبر الجميل وحبٌّ للأمة والوطن،وعزم في العطاء دون فتور ودون انثناء ،في كل الظروف ومعاكسات الزمان والمكان،وفي هذا السرد الموجز نذكر باقة ملونة من تلك المواهب التي يتمتع بها الكورد الفيليون،و من الذين حصلوا على السيرة الثقافية المجدة والمستمرة لهم بعطاءات لا تنضب من خلال وسائل الاعلام المرئية والمقروءة والتواصل الاجتماعي ،و هناك عشرات المئآت من ذوي المواهب غائبون عن وسائل الإعلام والأضواء،
ومصطلح الثقافة الانسانية .وفق المفهوم الثقافة هي طريقة حياة تميّز كل مجموعة بشرية عن مجموعة أخرى من الناحية الاجتماعية والسياسية والرياضية والثقافية والتاريخية وهكذا. والثقافة يتم تعليمها ونقلها من جيل إلى آخر؛ ويقصد بذلك مجموعة من الأشياء المرتبطة بنخبة ذلك المجتمع أو المتأصلة بين أفراد ذلك المجتمع وكتابة تاريخهم ” لان المثقف الناقص بالتاريخ مثل الذي يعاني من فقر الدم، ثقافته شاحبة وضعيفة و اساس جميع المعارف، مهما كان إهتمامه وتخصصه. لو عرف آلاف من الكتب والمعارض والبلدان والمختبرات، فأن ثقافته تبقى سطحية، و شجرة مقتلعة الجذورمادام يجهل تاريخ شعبه . ويقول :هرمان هيسه “كلما علت ثقافة الإنسان، وكلما عظمت الامتيازات التي كان يتمتع بها، كلما كانت التضحيات التي ينبغي عليه تقديمها في الأزمات كبيرة”
حديثنا هنا عن إبداعات الكورد الفيليين في مجال الأدب و الثقافة فقط لان مجتمعهم كما هي لا تختلف عندهم و تشكل المخزون المعرفي والمجالي والوجداني و لان عناصر الثقافة في اي مجتمع تمثل خلاصة التجارب والخبرات التي عاشها الافراد في حياتهم واكتسبوها . مشتملة على ما تعرضوا له من ازمات وما حددوه من اهداف وما استخدموه من اساليب وما تمسكوا به من قيم ومعايير وما نظموه من علاقات وكان للمرأة الفيلية دور مهم وبارز حيث برعن بشكل مثالي في جميع الاوساط ومنها الثقافي من شاعرات واعلاميات واكاديميات وفنانات تشكيليات واديبات …الخ. وبهذا المعني تعد الثقافة اساسا للوجود الانساني للفرد والمجتمع الذي ينتمي اليه.وعليهم ان ينقلوا هذا التراث الى الاجيال القادمة وما تعلموه من الماضي وما اضافوه بانفسهم الى هذا الكم الثقافي فعلى سبيل المثال نذكر نماذج من اجيال مختلفة من النشطاء الفاعلين منهم .ويقول نيلسون مانديلا ” لا يوجد بلد يمكن أن تتطور حقا ما لم يتم تثقيف مواطنيها.”
الدكتور المرحوم زهير عبد الملك ،المرحوم البروفسور اللغوي كامل حسن البصيراستاذ الدراسات العليا في الجامعة المستنصرية ، المرحوم احمد ناصر الفيلي رئيس تحرير صحيفة التأخي ، مؤيد عبد الستار ، فؤاد علي اكبر عضو مجلس محافظة بغداد،الدكتور محمد تقي جون ،الدكتور المحقق اسماعيل قمندار. الكاتب المرحوم محمد البدري .المرحوم الكاتب غائب طعمة فرمان ،الجيولوجية نظيرة اسماعيل كريم،، القاضية زكية اسماعيل حقي، المرحوم شاه محمد علي الصيواني باحث الاثار المعروف ،المحامي عبد الهادي محمد باقر،الدكتورة منيرة اميد ،الكاتبة والباحثة والاعلامية فيروز حاتم ، الكاتب والشاعرعبد المجيد لطفي،المؤلف الموسيقي نصير شمة , الشاعر عبد الستار نور علي، لقمان عبد الرحيم الفيلي ،الشاعر بلند الحيدري، الاستاذ المرحوم سلمان رستم مدير المدرسة الفيلية ،ستار ومظهر احمد منيجة ،والاساتذة المرحوم احمد زينل ابو شوان . الانسان البارع والرياضي الخلوق المرحوم نعمان مراد ، الشاعر الشيخ مراد زنكنة ،المناضل المرحوم حبيب محمد كريم ، المرحوم المناضل عادل مراد ،الكاتب عباس البدري والنحات حسين ماياخان، الدكتور جليل رشيد فالح باجلان، المرحوم الدكتور رعد كوران عميد كلية الأداب في جامعة واسط . الاديبة والصحفية أسماء محمد مصطفى مديرة تحرير مجلة الموروث الثقافية، الاديبة منى محمد غلام، الاديب ماجد الحيدر، الكاتب حيدر الحيدر ، الكاتب والمترجم عبد الستار كاظم السّورَميري ، الكاتب والاعلامي عبد الخالق ياره الفلاح ،الكاتب علي حسين الفيلي شفق نيوز ، الدكتور عزيز الحاج حيدر، حميدة احمد نجف ، الكاتب عبد الستار ياره ، الصحافي كريم محمد عبد، انور عبد الرحمن موقع صوت العراق،الدكتورة والنائبة والاكاديمية كيان كامل حسن عزيز.صمد اسد .الشهيد الصحفي والاعلامي محمد حسن برزو.صلاح شمشير البدري، الاديب محمد المندلاوي، الدكتور علي الثويني،القيادي يد الله كريم ، الكاتبة سندس مرزا، الكاتب المبدع المرحوم نجم سلمان مؤلف كتاب الفيليون ،هاشم الطبا طبائي. سعدون يد الله الفيلي ،الكاتب والمخرج د. قيس القرلوسي ،وهناك الالاف من هؤلاء رجالاً ونساءاً لا يسعف المجال لذكرهم ونعتذر لهم ولعل الفرصة سوف تسنح لنا ان نذكرهم في مجالات او مقالات اخرى انشاء الله .
عبد الخالق الفلاح – باحث واعلامي
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
عبد الخالق الفلاح, فيلي
[1]