سيد مصطفى. القاهرة
قالت نجيمة طاي طاي وزيرة التعليم المغربية السابقة، إن الحكاية الشعبية هي أساس لتربية النشء والشباب ورافعة للتنمية المستدامة، مطالبة بإعطاء الشعب الكردي حقوقه المشروعة وأن يتم الاعتراف بالثقافة الكردية كمكون أساسي لثقافات المنطقة.
تعتبر الثقافة هي اللغة الحقيقية للشعوب، وبخاصة الثقافة الشعبية فمن خلالها نتعرف على عادات وتقاليد الشعوب، ويعد الشعب المغربي من أكثر شعوب المنطقة تنوعا بالثقافات داخله، ولذلك حاورت وكالة فرات للأنباء الدكتورة نجيمة طاي طاي وزيرة التعليم السابقة في المغرب ورائدة الحكاية الشعبية المغربية، حول الثقافة والحكاية الشعبية وتأثيرها على الشعوب وعن القضية الكردية وأهمية حصول الشعب الكردي على حقوقه، وإلى نص الحوار:
كيف ترين نضالك من أجل الحكاية الشعبية المغربية؟
تعدى هذا النضال الثلاثين عاماً من أجل إدخال الحكاية في المقررات الدراسية والجامعية، وهي مسيرة نضال لاقت تجاوب كبير من الشعب المغربي، والجوائز التي حصلت عليها والتي كان آخرها جائزة السلسلة الذهبية من مركز ابو ظبي هي اعتراف بهذه المجهودات والمسيرة النضالية، وإيمان بهذه القضية وتكليف بمزيد من العمل، وأنا أؤمن بأن الحكاية الشعبية هي جامعة مانعة، ويمكن أن تعلم منها الكثير وخير دليل على ذلك وأخذت عن جدتي ما ينبغي أن تأخذه تلميذة طفلة في مرحلة طفولتها، حتى أصبحت الحكاية الشعبية دراستي العليا في جامعة السوربون، وهو دليل على أن الحكاية خاصة والتراث عامة يعد رافعة للنمو ومساعد في التنمية المندمجة والتنمية المستدامة.
هل توجد حكاية مغربية أم هي ثقافة مشتركة لبلدان المغرب العربي؟
يوجد جدل كبير ما بين عالمية الحكاية ووجود حكايات محلية مصرية ومغربية وتونسية، ولكن الحقيقة أن الفقر واحد والقهر واحد والقيم والمعايير واحدة لا تختلف ولكن ما يختلف هو الراوي، والذي بدوره ينقل عاداته وتقاليده ولغته وحتى لهجته في داخل القصة، وهذا يجعل أيضا الحكاية ليست مغربية فقط، بل أصبح هناك حكاية مراكشية وصحراوية وأمازيغية.
هل رسخت الحكاية للتراث الشعبي المغاربي ووثقته؟
الحقيقة أن المسيرة لا تزال طويلة، لأن التساؤل الرئيسي هل يعامل التراث الشعبي كادب عالمي، ولذلك أطالب أن يكون في الجامعات العربية وجامعات المنطقة شعب للتراث الشعبي، ولا يقتصر على كونه مجرد اهتمام، وأن يكون تخصص قائم بذاته، وأن يدرس عبر برامج تعليمية في المدارس لكي نصيغ الماضي ونستفيد منه للحاضر والمستقبل.
هل أصبح الشباب المغربي أكثر تمسكًا بتراثه خاصة وأننا نرى الآن شخصيات عامة وفنانين يعتزون باللباس المغربي والثقافة واللهجة المغربية؟
اولا هذه إرادة ملكية من الملك محمد السادس من خلال خططه وتوجيهاته للحكومة المغربية ، كما أنه محل اهتمام من المجتمع المدني في المغرب والخبراء، ولذلك ستجد كل الشباب المغربي في الخارج مثل الذين ظهروا في مدرجات كرة القدم في قطر وكوت دي فوار عندهم ايمان وتقدير وحب لهويتهم المغربية، وآمل أن يعمم هذا الإنتماء للثقافة والتراث المغربي في المدارس والجامعات وفي الشارع لأنه الذي يخلق حب للهوية والانتماء للوطن.
المرأة المغربية إلى أين؟
المرأة المغربية بخير، هي الآن وزيرة ومستشارة وفي جميع المناصب لها حقوق وعليها واجبات مثل أي إمرأة عربية.
نريد أن نعرف نضالك من أجل الحقوق الأمازيغية ؟
كان لي الشرف أن أكون من ضمن المؤسسات والجمعيات التي تطالب بيوم وطني لرأس السنة الأمازيغية واستجاب صاحب الجلالة ملك المغرب وأعلن أن يوم 13 يناير يوم عطلة وهو بدء السنة الأمازيغية الجديدة، وذلك لأن الأمازيغية مكون من مكونات الثقافة المغربية مثل الثقافة الحسانية والثقافة الأندلسية والثقافة الإسلامية العربية والإفريقية، التي تجعل من المغرب مغرب في تركيبته المتنوعة.
كيف ترين القضية الكردية؟
انا اؤمن بالاختلاف والتنوع وأنه لابد أن تكون الثقافة الكردية مكون أساسي للثقافة معينة في المشرق، لا يمكن أن ننظر لبعض المكونات مثل الامازيغ أو الأفارقة بنظرة دونية والمفترض أننا في العالم العربي تجاوزنا النظرة العنصرية، فمثلا في المغرب أصبح عندنا معهد ملكي للغة الأمازيغية قائم بنفسه، ولذلك يجب على الإنسان أن يؤمن بالاختلاف ويؤمن بالتنوع، ويجب أن يتمتع الشعب الكردي بكافة الحقوق المشروعة والممنوحة لكل الشعوب في المنطقة.[1]