عنوان الكتاب: المشاركة السياسية للمرأة السورية في مناطق النفوذ الثلاث
مؤسسة النشر: مركز الفرات للدراسات
تأريخ الأصدار: 2021
رغم أن المرأة السورية أثبتت فاعلية مشاركتها في الحراك الشعبي، إلا أنها ظلت تعاني من معوّقات سياسية، وبنيوية، ودينية، واجتماعية موروثة، قلّصت – إجمالاً – من أدوارها في صنع القرارات.
ما فاقم أحوال المرأة أكثر، هو انعدام البيئة الحامية لاستقلالية كيانها بالمفهومين التقليدي والقانوني، إذ تتبلور المقاربة لأدوارهن تبعاً لدرجة الاختلاف الفكري، والعقيدة السياسية، وسيادة القيم الثقافية، والمجتمعية (الداعمة أو المتحفظة) على مفاهيم التشاركية بين الجنسين في ضوء الوضع السياسي، والعسكري، والاقتصادي القائم في مناطق خاضعة لسيطرة الحكومة السورية، والمعارضة، والإدارة الذاتية.
عموماً؛ سيتم في هذه الجزئية من الدراسة، الإضاءة على مشاركة المرأة السورية في مواقع السلطة، واتخاذ القرار ضمن الحكومة السورية، والمعارضة، والإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، حيث سيسُتنبط وفقاً للغة الإحصاءات، والبيانات الرقمية، والملاحظة، والمقابلة الميدانية مع العينة المبحوثة، مدى فاعلية أو شكلية مساهمة المرأة في (القيادة العليا، والمجالس السياسية، والشعبية، والوزارات، وما يماثلها من مناصب وأدوار).
كما سيتم إغناء محاور الدراسة بخلفيات معلوماتية، وسياقات (قانونية، سياسية، اجتماعية، تاريخية..) تكون عوناً للاستدلال بموضوعية، ومنهجية علمية على آفاق العرض المنطقي للموضوع المبحوث، مع التركيز على استثمار أدوات التمثيل البياني، والرسوم البصرية في الدراسة لتيسر على القارئ استيعاب المحتوى المعروض بسلاسة دون غموض أو لبس.
في هذا الإطار؛ التجأنا للتقسيم الإداري (القصدي) للحدود الجغرافية للدراسة، نظراً لحالة التفاوت، والاختلاف السياسي، والأيديولوجي، والقيمي للأطراف التي تدير مناطق النزاع السوري، وهذا الأمر برمته يمثل إشكالية من الواجب تحليلها بشفافية ودقة.[1]