مكانة المرأة اليارسانية (3)
مهدي كاكه يي
الحوار المتمدن-العدد: 6897 - 2021-05-13 - 01:33
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
مكانة المرأة في الأديان الكوردية (16)
الشاعرات القدّيسات اليارسانيات
نواصل في هذه الحلقة تعريف القارئات والقُرّاء بِلمحة عن شاعرات يارسانيات ونماذج من أشعارهن وترجمتها العربية.
2. (جەلالە خانمی لوڕستانی Celale Xanimî Luѓistanî)
هذه الشاعرة مولودة في لورستان. كانت (جەلالە) إبنة (ميرزا آمان) حاكِم لورستان وهي والِدة المُجدد الثالث للدين اليارساني (مبارك شا) المُلقّب ب(شا خۆشین Şa Xoşîn) (سنة 977 – 1015 ميلادية) الذي ولّدته أمه وهي عذراء. كانت حياة هذه الشاعرة القدّيسة مليئة بالأساطير والأحداث المثيرة للإهتمام. بالإضافة الى كتابة الشِعْر، كانت تعزف هذه الشاعِرة الموسيقى بِآلة الطنبور أيضاً [1]. أدناه نختار بعض الأبيات الثنائية لهذه الشاعرة القديرة وترجمتها العربية:
نە بەرەی شاهی، نە بەرەی شاهی
ئارۆ نیشتەبێم نەبەرەی شاهی
مێردان و ژەنان مەشین وەشاهی
پەرێ شاخۆشێن مەدان گەواهی
المعنى
اليوم كنتُ جالِسةً أمام بوّابة بيت الملِك*
من كل قلبي كنتُ أنظر الى النساء والرجال
الذين كانوا على شكل مجموعات
يذهبون الى حيث إبني (شاخۆشێن)**
وكانوا يثقون به
ويشهدون على مصداقيته
ويقوم هو بِتعميدهم
* تقصد الشاعرة إبنها (شاخۆشێن).
** (شاخۆشين) هو المُجدد الثالث للدين اليارساني.
3. (ڕەيحان خانمی لوڕستانی Řêḧan Xanmî Luѓistanî): هذه الشاعِرة مولودة في منطقة لورّستان في بداية القرن الخامس الهجري (بداية القرن الحادي عشر الميلادي). كانت هذه الشاعرة نجمة لامعة في ظل حُكم اليارسانيين العياريين (العنازيين) (سنة 990 – 1054 ميلادية) الذين كانوا يحكمون مناطق (شارەزور) و (دينەوەر) و (كرماشان) و(لورستان). خلال حُكمهم، إهتمّ العياريون بالأدب والشِعر والفن الكوردي والثقافة الكوردية. الى جانب الشِعْر، كانت هذه الشاعِرة عازفة قديرة على آلة الطنبور، حيث كانت تقرأ أشعارها مع أنغام الموسيقى خلال المناسبات الدينية اليارسانية (2). نختار هنا بعض الأبيات الشعرية ل(ڕەيحان خانمی لوڕستانی):
ئەو ڕۆی ماتیان، ئەو ڕۆی ماتیان
بارگەی شام وستەن ئەو ڕۆی ماتیان
ئارۆ نیشتەبێم نە كۆشك كیان
دیم ئاوی ئەوڕۆ گەوارا وە گیان
المعنى
مقر ملِك* و رئيسي العظيم في (ماتيان)
وفاض نهر (ماتيان)
في ذلك اليوم كنتُ جالِسةً على قلعة الروح
وبدأ خرير النهر والإيمان بِ(شاخۆشين).
4. (فاتمە لوڕەی گۆران Fatme Luѓey Goran): مولودة في مدينة همدان في القرن الخامس الهجري (القرن الحادي عشر الميلادي)، وعاشت في عهد (تۆغرول بگ سلجوقي). هذه الشاعِرة عاصرت الشاعر بابا طاهر همداني [3] حيث أنها كانت منذ شبابها تذهب عند الشاعِر (بابا طاهر همداني) لتتعلم المعرفة والوصول الى الحقيقة، فوقعتْ في غرام (بابا طاهر) وقررتْ أن لا تتركه لحظة، إلا أنها لم تبُح بِحُبها لِ(بابا طاهر) الى أنْ سافر مُجدّد الدين اليارساني (شاخۆشين) في إحدى المرّات الى مدينة همدان وهناك زار (جَمخانة)* (بابا طاهر) وإلتقى بالشاعِرة (فاتمه) وأحسّ بما تشعر به (فاتمه) تجاه (بابا طاهر)، فأخبرهما (شاخۆشين) بأنّهما سيكونان معاً طيلة دورات تناسخهما.
تركتْ (فاتمە لوڕەی گۆران) مجموعة من الشِعر الرقيق وراءها، نقتبس منها هذه الأبيات مع كتابة ترجمتها:
گیان پەرێ چێشەن، گیان پەرێ چێشەن
هەركەس تۆ دارۆ گیان پەرێ چێشەن
وەنامت سەوگەند دەروون پڕ ئێشەن
بێ تۆ گیان و زێڵ هەمیشە رێشەن
المعنى
ماذا أعمل بِروحي؟ ماذا أعمل بِروحي؟
أي شخصٍ يمتلككَ، لا يحتاج الروح
أقسم بإسمك المقدّس أنّ روحي ممتلئة بالآلام
بدونك روحي وإحساس قلبي دائماً مليئان بالآلام
تلك الأبيات تُعبّر عن شعور فتاة عاشِقة، تخبر عشيقها بأنها لا تريد الحياة، ما قيمة الحياة؟ أنه صحيح أنها حيّة، إلا أن نار العشقِ قد أحرقتها. لو أنّ زعيمها يساعدها في الوصول الى حبيبها، سوف ترجع روحها الى جسدها من جديد وأنها ستحيا من جديد.
* (جَمخانة) هي إسم المعابد اليارسانية
5. (ليزا خانمى جاف Lîza Xanimî Caf) (نسا خانم): هذه الشاعرة مولودة في شارەزوور في القرن الخامس الهجري (القرن الحادي عشر الميلادي) وكانت من أتباع مُجدّد الدين اليارساني (شاخۆشين). لقد إنتقلتْ (ليزا خانمى جاف) الى لورّستان وإستقرّت هناك. ما يُميّز هذه الشاعِرة اليارسانية عن الشاعِرات الأخريات، إنّها قد تكون أولى شاعِرة يارسانية قد كتبتْ أشعاراً عن الطبيعة، الى جانب الأشعار الدينية [4].
وەروان بی وە ئاو، وەهار چون ئاما
وەروان بی وە ئاو، گوڵ و وەنەوشە هۆرێزان نە خاو
پەرێ ئارایش دەشت و كوف و كاو
المعنى
مع عودة الربيع
تحوّلتْ الثلوج الى مياه
وإستيقظت الورود والبنفسج من نومها
لِتُزيّن الطبيعة والجبالَ
6. (مەی زەرد Mey Zerd): هذه الشاعرة اليارسانية مولودة في لورستان في القرن الخامس الهجري وكانت أيضاً من أتباع مُجدّد الدين اليارساني (شاخۆشين). نختار هذه الأبيات الشعرية التي كتبتها هذه الشاعِرة ونكتب ترجمتها العربية:
شههریار سهرمهس ﮪهزار سوار ئاما
یوێشا سهرمهس دیار بژهندێ
وه ههی دهس ههیدهس
خواجام نی هوژمهت وهنهش نهیۆ گهس
المعنى
هذه الأبيات هي جزء من قصيدة تتحدث الشاعرة فيها عن هجوم الرومان على لورّستان عندما كان مجدد الدين اليارساني (شاخۆشين) طفلاً صغيراً، فتأخذه والدته الى مكان بعيد آمن.
[1]