إقليم غرب كوردستان و الإنتفاضة السورية - 8 -
د. مهدي كاكه يي
الإستراتيجية المبنية على الواقع الكوردستاني
هنا يجب الإعتراف بأن الظروف التي يمر بها شعب كوردستان هي ظروف صعبة، حيث أنه يفتقر الى الحلفاء و محاط بالدول المحتلة لكوردستان التي تُنسق معاً للحيلولة دون وصول هذا الشعب العريق الى تحقيق حريته و بناء دولته المستقلة. هذه الظروف الصعبة تتطلب أن يكون النضال الكوردستاني نضالاً نوعياً و إستثنائياً، قادراً على التصدي و مواجهة العراقيل الكبرى التي تقف في طريق تحرر شعب كوردستان و رفاهيته، إلا أنه بكل ألم أقول بأن التشرذم و الخلاف الكوردستاني و عدم الشعور بالمسئولية الوطنية، تجعل شعب كوردستان عاجزاً في الوقت الحاضر عن الإرتقاء الى مستوى التحديات و تحقيق أهدافه في الحرية و التقدم. إن نفوس شعب كوردستان تبلغ أكثر من 50 مليون نسمة و إذا يتم توحيد قواه و تنظيمه و وضع إستراتيجية صائبة له و تحديد آليات و وسائل و أساليب نضاله، حينئذ لن تكون هناك قوة في العالم قادرة على إيقاف مسيرة شعب كوردستان نحو الحرية و الإستقلال. لذلك ينبغي أن يضع شعب كوردستان إستراتيجياته و خططه و وسائل و أدوات نضاله بالإستناد الى الوقائع أدناه:
1. تخلّف مجتمعات الدول المحتلة لكوردستان و إستحالة بناء أنظمة ديمقراطية فيها في المستقبل المنظور: شعوب الدول المحتلة لكوردستان هي شعوب متخلفة و تغيير العقلية و الثقافة المتخلفة لها يحتاج الى فترة زمنية طويلة، تمتد الى أجيال عديدة. لذلك فأن دمقرطة الأنظمة في الدول المحتلة لكوردستان لا تتم بين لحظة و ضحاها بمجرد تغيير أنظمة الحكم في هذه الدول، بل تستغرق زمناً طويلاً قد تصل الى 100 عام فيما لو توفرت الظروف الملائمة و المشجعة لتطور هذه الشعوب. بكلام آخر، على سكان الإقليم الغربي أن لا يعيشوا على الأوهام بأن العرب السوريين الذين يستلمون الحكم بعد بشار الأسد، سيكونون أناساً ديمقراطيين و يبنون نظاماً ديمقراطياً، يعترف بحقوق المواطنين الكوردستانيين في الإقليم من منطلق مبدئي و إنساني. يتم الإعتراف بحقوق مواطني الإقليم عندما تتوحد صفوفهم و يتكلمون بصوت واحد و ينظمون أنفسهم ليصبحوا قوة تفرض إرادتها و شروطها على حكام الدول المحتلة لكوردستان و بسبب هذه القوة، تضطر الدول الكبرى الى الإعتراف بمواطني الإقليم كقوة رئيسة في التحالفات و التوازنات السورية و الإقليمية. لا تقتصر القوة على الجانب العسكري فقط، بل تشمل الجوانب السياسية و الإقتصادية و الثقافية و الإعلامية أيضاً. قيام مواطني الإقليم بالعمل على بناء أسس لنظام ديمقراطي، يتم تداول السلطة فيه بالإحتكام الى إرادة الشعب و يتم في ظله إحترام حرية الرأي و المعتقد و بناء البُنية التحتية لكوردستان و إنجاز شروط الأمن الوطني الكوردستاني و خلق مقومات الدولة الكوردستانية، كلها يضمن تحرر شعب كوردستان من الإحتلال و بناء دولته المستقلة.
2. طُغيان الفكر العنصري و الإستعلاء القومي في مجتمعات الدول المحتلة لكوردستان: إن العنصرية و الطائفية متجذرة في دواخل هذه الشعوب نتيجة تراكمات هذه الأفكار البدائية المتخلفة في العقل الباطن لهذ الشعوب لأسباب تأريخية و دينية و سياسية و إقتصادية. عليه من السذاجة أن يتوهم المرء بأن شعوب هذه الدول ستعترف بحق تقرير مصير الشعب الكوردستاني، بمجرد تغيّر الأنظمة السياسية في هذه الدول. المسألة لا تتعلق برحيل بشار الأسد و مجئ شخص أو أشخاص آخرين، بل أنها تتعلق بعقلية و ثقافة المجتمعات السورية، حيث يتجذر الفكر الإقصائي و العنصري و ثقافة العنف في الشخصية المجتمعاتية للشعوب المحتلة لكوردستان.
3. الموقع الجيوسياسي لكوردستان: كوردستان مطوقة من كل الجوانب من قِبل الدول المحتلة لها. لكوردستان موقع جيوسياسي مهم في منطقة الشرق الأوسط و أن معظم مصادر المياه للمنطقة تقع في كوردستان. كما أن باطن كوردستان يحتوي على كميات هائلة من البترول و الغاز، بالإضافة الى المعادن الأخرى. هذه الحقائق تعني بأن محتلي كوردستان ستقاتل بكل شراسة حتى النفس الأخير للإبقاء على إحتلالها لكوردستان و أن شروط نجاح الكوردستانيين في التحرر و الإستقلال تتطلب نضالاً جماهيرياً نوعياً قادراً على تحقيق النصر.
4. عصر تحرر الشعوب و القوميات و الأديان و المذاهب و المعتقدات المضطهَدة: العولمة و الثورة المعلوماتية و الإتصالية الكبرى التي حدثت على كوكبنا الأرضي أزالت الحواجز الحدودية بين الدول و نشرت الأفكار الديمقراطية و التعددية و المساواة و زادت من وعي الشعوب و الأفراد و خلقت ظروفاً تأريخية لجميع الشعوب المضطهَدة لكسر قيود عبوديتها و النضال من أجل التمتع بحريتها و حقوقها في تقرير مصيرها بنفسها. عليه فأن شعب كوردستان يمر بمنعطف تأريخي حاسم و يتمتع بفرصة نادرة لتحقيق حريته و إستقلال بلاده و يجب إستثمار هذه الفرصة من خلال العمل الموحد الدؤوب للوصول الى الهدف. الجدير بالذكر أن دافيد بن غوريون، أوّل رئيس وزراء لدولة إسرائيل، دعا قبل أكثر من ستين عاماً، إلى تحالف الشعوب غير العربية في الشرق الأوسط و تشجيع تمتعها بالإستقلال.
5. إستمرار عدم الإستقرار في دول منطقة الشرق الأوسط لفترة طويلة: نتيجة تخلف شعوب المنطقة و تجذّر ثقافة الإقصاء و العنف و الإكراه و سيادة الفكر الشمولي و عمق الخلافات الإثنية و الدينية و الطائفية في مجتمعات هذه المنطقة، فأن الفوضى ستستمر في دول المنطقة لفترة طويلة بعد إنهيار الحكومات الشمولية فيها. الإستراتيجية الكوردستانية يجب أن تُراعي هذا الأمر.
6. شعب كوردستان يفتقد الى حلفاء: لو ننظر الى الشعوب و القوميات و الطوائف السورية، نرى أن العلويين يتم دعمهم من قِبل الطائفة الشيعية في المنطقة و العالم، و في مقدمتها كل من إيران و الشيعة في العراق الذين هم الحكام الفعليون للبلد الآن و كذلك حزب الله اللبناني الذي له قوات و أسلحة لا يمكن الإستهانة بها و العلويين في (تركيا)، الذين تبلغ نفوسهم حوالي 15 مليون نسمة. كما أن كلاً من روسيا و الصين تدعمان النظام العلوي في سوريا، اللتين لهما مصالح حيوية مع النظام العلوي السوري. يجب أن لا ننسى بأن العلويين يحكمون سوريا منذ أكثر من أربعين عاماً و هذا يعني أنهم أقوياء مادياً و عسكرياً و لهم خبرة طويلة في الحكم و السياسة، و خلال فترة حكمهم إستطاعوا أن يؤسسوا شبكة كبيرة من الإتصالات و العلاقات السياسية و الإقتصادية و المخابراتية مع دول و أطراف عالمية عديدة. إسرائيل بدورها قد تُفضل نظاماً سورياً ضعيفاً، كنظام بشار الأسد على مجئ نظام إسلامي متطرف أو إنتشار الفوضى في سوريا و أن يكون المستقبل السياسي السوري مجهولاً أو غير واضح المعالم.
العرب السنّة بدورهم تدعمهم الحكومات السُنية في المنطقة، و على رأسها دول الخليج النفطية الغنية و (تركيا) و الأردن و غيرها. الدول الغربية تلتقي مصالحها مع مصالح هذه الدول في الوقت الحاضر في الإطاحة بالحكم العلوي السوري. كما أن سوريا تُعتبر العمق الإستراتيجي ل(تركيا) و أي تغيير سياسي في سوريا له تأثير كبير على (تركيا). العرب السُنة في سوريا أصبحت لهم الآن قوات مسلحة تُقاتل قوات النظام السوري و تحاول إسقاط هذا النظام. المسيحيون بدورهم يتلقون الدعم من العالم المسيحي.
أما بالنسبة لشعب كوردستان، يكاد يكون جميع العرب السوريون يقفون ضد حق شعب كوردستان في تقرير مصيره. بالنسبة للدول الإقليمية، فأن حكومات الدول التي تحتل كوردستان تتعاون فيما بينها لمنع الشعب الكوردستاني من التمتع بحقوقه كأي شعب آخر يعيش على كوكبنا الأرضي. الدول الكبرى لها مصالحها و حماية هذه المصالح تقتضي التحالف مع الحكومات في الغالب، بدلاً من التحالف و التعامل مع شعوب و قوميات و طوائف غير مؤهلة ليكون أطرافاً في التحالفات و التوازنات الدولية و الإقليمية، كما هو الحال بالنسبة لشعب كوردستان، الذي هو شعب مشتت و معظم قياداته و أحزابه السياسية تضع مصالحها الشخصية و العائلية و العشائرية و الفئوية و الحزبية فوق مصالح شعب كوردستان و يُعادي بعضها البعض أكثر من معاداتها لمحتلي كوردستان!
نأمل أن يكون الإتفاق المبرم بين المجلس الوطني الكوردستاني و مجلس شعب غرب كوردستان إتفاقاً حقيقياً، يضع الطرفان مصلحة شعب كوردستان فوق مصالحهما الحزبية الضيقة لإفشال مخططات محتلي كوردستان، و خاصة الحكومة التركية و منع إراقة الدماء الكوردستانية لأفراد الأحزاب الكوردستانية المتنافسة و التي في حالة حصولها ستكون جريمة كبرى بحق الشعب الكوردستاني، تتحمل مسئولية إرتكابها القيادات السياسية الكوردستانية في الإقليم.
7. التهديدات التركية: أرى بأنه من الصعب جداً أن ينجح الأتراك في تنفيذ تهديداتهم بإقامة منطقة عازلة في إقليم غرب كوردستان أو إحتلال الإقليم لأسباب عديدة، منها بعملهم هذا سيعملون على إتساع ساحة القتال في كوردستان ضدهم و يتوحد الإقليمان الشمالي و الغربي لكوردستان عملياً و الذي يهدد الأمن القومي التركي بشكل خطير. في ظل الأزمة الإقتصادية العالمية من الصعب أن يكون الإقتصاد التركي قادراً على تحمل أعباء الحرب في غرب كوردستان. من المستبعد أيضاً أن يجازف الأتراك بالدخول في حرب قد تؤدي الى خسائر بشرية كبيرة في صفوف قواته. في حالة قيام تركيا بعمل عسكري ضد غرب كوردستان، قد تتدخل إيران و روسيا و تؤدي الى حرب إقليمية خطيرة، لذلك فأن الأتراك يكونون حذرين جداً في الإقدام على القيام بعملٍ عسكري قد يكونون مضطرين بسببه الى مواجهة إيران، بل إشعال حرب طائفية مدمرة بين الشيعة و السُنّة في المنطقة. بسبب الأزمة الإقتصادية التي تمر بها الدول الغربية و كذلك النتائج الوخيمة لدخول منطقة الشرق الأوسط في حرب ضروس و فوضى و إحتمال إنقطاع تصدير البترول من المنطقة بسبب الحرب، فأن الولايات المتحدة الأمريكية و الدول الغربية الأخرى قد تكون عاجزة عن التورط في خوض حرب كبيرة في الشرق الأوسط ، بل لا ترغب في حصول مثل هذه الحرب و أن تسيرالمنطقة نحو مستقبل مجهول.
لهذه الأسباب أسرع وزير خارجية تركيا الى زيارة إقليم جنوب كوردستان للضغط على الحكومة الكوردستانية للعمل على تحجيم دور مجلس شعب غرب كوردستان، المقرًب لحزب العمال الكوردستاني. الأتراك يخططون لخلق إقتتال كوردي بين المجلس الوطني الكوردستاني و مجلس شعب غرب كوردستان بمساعدة رئيس إقليم جنوب كوردستان. في حالة نجاح خطتهم هذه، فأنهم سيقومون بمساعدة المجلس الوطني الكوردستاني بكل الوسائل في حربه ضد مجلس شعب غرب كوردستان. طبعاً هذا تكتيك تقوم به الحكومة التركية، حيث فيما لو أنها تنجح في وقف الخطر الذي يُشكله مجلس شعب غرب كوردستان للنظام التركي، فأنها ستقوم بعد ذلك بالوقوف ضد المجلس الوطني الكوردستاني و كل التنظيمات الكوردستانية في الإقليم عن طريق التعاون و التنسيق مع الإخوان المسلمين في سوريا و الشوفينيين العرب السوريين. على كل حال، ينبغي أن تتهيأ القيادة الكوردستانية للتصدي لكل طارئ، بما في ذلك التدخل العسكري التركي.
8. الوضع السوري بعد إنهيار حُكم بشار الأسد: من الصعب التكهن بما تؤول إليه الأوضاع في سوريا بعد إختفاء نظام بشار الأسد. قد تنقسم سوريا الى دولة عربية سُنية و دولة علوية التي يمكن تأسيسها بمساعدة روسية و إيرانية، و دولة كوردستان فيما لو توحدت صفوف القيادات الكوردستانية في الإقليم و عملت القيادة الجماعية الموحدة كخلية نحل بجدٍ و إخلاص و تميزت بحنكة سياسية كبيرة. بغضّ النظر عن الصورة المستقبلية لسوريا، يمكن القول بأن الأوضاع في سوريا ستكون فوضى سياسية و أمنية و حروب داخلية بين مختلف القوميات و الطوائف مع إرتباط هذه الأطراف بالحكومات الإقليمية و الدول الكبرى التي لها مصالح حيوية في المنطقة و القتال بالنيابة عنها. كما يمكن التكهن بأن الوضع في سوريا سيكون أسوء من الوضع العراقي الحالي. بعض الكُتّاب و السياسيين يتوقعون أن يتمكن العرب السُنّة من إحكام سيطرتهم على الحكم في سوريا، إلا أنني أرى بأن هذا الأمر لا يحصل، حيث عند إختفاء النظام الدكتاتوري في سوريا، لا يمكن خلق حكومة مركزية قوية تحكم سيطرتها على الوضع، بل الفوضى و الحروب تنتشر و تستمر فيها. لذلك يمكن للقيادة السياسية في الإقليم أن تقوم بالإستعدادات الكاملة للدفاع عن مواطني الإقليم و تحقيق الحرية لهم.
قبل أن أُنهي هذه المقالة أود التحدث قليلاً عن بعض التحديات المستقبلية التي ينبغي على شعب كوردستان أن يستعد لها و يخطط لمواجهتها لكي يكون قادراً على تحقيق طموحاته و أهدافه.
يُفيد تقرير الكرة الأرضية الحية (Living Planet Report) لعام 2012 بأن الموارد الطبيعية للكرة الأرضية تنقص بشكل كبير بسبب إرتفاع مستوى المعيشة و الزيادة السريعة لنفوس سكان الكرة الأرضية، حيث أن نفوس الكرة الأرضية تضاعفت خلال الفترة من عام 1950 الى عام 2011. كانت نفوس سكان الكرة الأرضية في عام 2011 حوالي 7 مليارات نسمة و من المتوقع أن هذا العدد يرتفع الى 9.3 مليار في عام 2050. هذه الزيادة الهائلة في سكان الكرة الأرضية تتطلب توفير المزيد من المياه و الغذاء و الطاقة و المساكن و تقديم المزيد من الخدمات الإجتماعية و الصحية. في سنة 2050، نحتاج نحن البشر الى ضُعف مساحة الكرة الأرضية لتكون قادرةً على تلبية الحاجات المتزايدة لسكان الكرة الأرضية للغذاء و المياه و المساكن و الخدمات. هذا يعني إحتدام التنافس بين الدول و الأفراد من أجل البقاء و ستقوم الدول الكبرى بالسيطرة على مصادر الغذاء و المياه و الطاقة لتكون شعوبها قادرة على مواصلة رفاهيتها. كما أن الدول الإقليمية في منطقة الشرق الأوسط ستقوم بدورها بكل الإجراءات الممكنة لتوفير الغذاء و المياه و مصادر الطاقة لشعوبها، و خير مثال على ذلك بناء تركيا للعديد من السدود لخزن المياه لتتمكن من تلبية إحتياجاتها المائية، سواء للشرب أو الزراعة أو لإنتاج الطاقة و التي تسببت في أزمة المياه في كل من كوردستان و العراق و سوريا. شعب كوردستان كجزء من سكان الكرة الأرضية، عليه التفكير الجدّي بهذه المشكلة العالمية و الإقليمية، يوحّد نفسه و وطنه و يبني دولته المستقلة ليكون قوياً قادراً على مواصلة الحياة.
أزمة المياه في منطقة الشرق الأوسط بدأت تظهر بوادرها و ستتفاقم مع مرور الوقت، حيث أن المياه تنقص بسبب زيادة السكان و التلوث و إرتفاع درجات حرارة الكرة الأرضية. هذه المشكلة ستؤدي الى التصحر و إنخفاض الإنتاج الزراعي و الحيواني و المصادر النباتية للطاقة بالإضافة الى النقص في مياه الشرب. كما أن إستهلاك الطاقة سيزداد و التي تؤدي الى سرعة نضوب البترول في باطن الأرض. هذه المشاكل الخطيرة يجب التفكير بها و مواجهتها من قِبل شعب كوردستان لتأمين المياه و الطاقة لنفسه من خلال تأسيس دولة قوية تستطيع التغلب على هذه التحديات المصيرية.
يمر النظام الرأسمالي بأزمة إقتصادية تهدد وجوده و في رأيي أن هذه الأزمة دلالة على فقدان صلاحية النظام الرأسمالي و فشله في تلبية متطلبات عصرنا الحالي و ستؤدي الى إنبثاق نظام إقتصادي و سياسي بديل يرقى الى حاجة الإنسان و يحقق عدالة إجتماعية بين سكان كوكبنا الأرضي. كما أن الإمبراطوريات و الدول الكبرى تتهاوى و تختفي و تحل محلها دول أخرى أكثر قوة و جدارة. هذا يعني بأن مراكز القوى العالمية، بل الإقليمية أيضاً ستتغير مع الوقت و قد يحل العملاق الصيني على سبيل المثال محل الولايات المتحدة الأمريكية في قيادة العالم. كل هذه التحديات من نقص الغذاء و المياه و الطاقة و التغيّرات في معادلات القوى العالمية و الإقليمية تفرض على شعب كوردستان بتحقيق بناء كيانه السياسي ليصبح قوةً إقليمية كبيرة قادرة على توفير مقومات الحياة لشعب كوردستان.
mahdi_kakei@hotmail.com
[1]