رؤية مستقبلية لِواقع إقليم غرب كوردستان
د. مهدي كاكه يي
وضع إقليم غرب كوردستان المستقبلي يعتمد على التطورات الدولية والإقليمية والذاتية، وأن الوضع الذي يؤول إليه في سوريا، له تأثير حازم على الإقليم.
من المتوقع أن تستمر الحرب الأهلية في سوريا لسنين عديدة، حيث أنها حرب على النفوذ في منطقة الشرق الأوسط بين الغرب من جهة وكلٍ من روسيا والصين من جهة أخرى. من الصعب التكهن بما تسفر عنه الحرب الأهلية السورية، إلا أن هناك عدة إحتمالات لنتائج هذه الحرب وهي كالآتي:
1. بقاء النظام السوري وتشكيله حكومة إئتلافية مع قوى المعارضة المعتدلة والتي تشمل العروبيين والإخوان المسلمين والكورد وتكون حكومة متنافرة وضعيفة على غرار الإئتلاف الحكومي العراقي الحالي وتكون الأوضاع في سوريا خلالها غير مستقرة.
2. يختفي النظام السوري الحالي ويتم تأسيس حكومة إئتلافية ضعيفة غير منسجمة، يشارك فيها ممثلين عن الإخوان المسلمين والعروبيين والكورد والعلويين وهذه الحكومة تكون فاشلة و الثقة مفقودة بين أطرافها.
3. يتم تقسيم سوريا الى ثلاث دول، دولة السُنّة ودولة العلويين وإقليم غرب كوردستان.
نظراً لتخلّف شعوب الشرق الأوسط وهيمنة الشعور القومي والديني والمذهبي في مجتمعاتها وتراكم الخلافات الثقافية والتاريخية فيها، فأنه من المستحيل أن تستطيع شعوب وطوائف المنطقة أن تعيش بسلام و في إنسجام في ظل كيانات سياسية موحدة وأن العيش المشترك القسري المفروض على هذه الشعوب، سرعان ما يؤدي الى الخِصام والإفتراق عندما تتهاوى الأنظمة الدكتاتورية والشمولية والعنصرية وتختفي أو تضعف، كما في حالة العراق وليبيا وسوريا ومصر وغيرها. بما أنه لا يكون هناك في سوريا طرف سياسي أو عسكري يستطيع بعد اليوم أن يستحوذ على الحكم ويوحّد سوريا ويفرض الوحدة على شعوبها، فأن كل الفرضيات المشار إليها أعلاه تؤدي الى تقسيم سوريا وإستقلال إقليم غرب كوردستان.
هذا بالنسبة الى الوضع المستقبلي السوري. من جهة أخرى فأن جميع الدول المُغتصِبة لكوردستان ستعمل ما بوسعها لمنع إستقلال إقليم غرب كوردستان الذي يُشكّل تهديداً لإستمرارها في إغتصاب الأراضي الكوردستانية. تركيا التي تشترك بالحدود مع الإقليم، ستساند وتدعم القوى الإرهابية والإسلامية والعربية العنصرية، كما تفعل اليوم، للوقوف بِوجه إستقلال الإقليم وقد تحاول إحتلال الإقليم إذا كانت الفرص سانحة أمامها وكانت قادرة على ذلك. إيران لها وجود عسكري في سوريا وستحاول مع حلفائها، النظام السوري وحزب الله اللبناني منع ولادة الإقليم الكوردستاني المستقل. كما أن الحكومة العراقية الشيعية، سواء عن طريق جيشها أو ميليشياتها ستتحالف مع القوات الإيرانية وقوات نظام الأسد وحزب الله اللبناني وتساهم في محاربة القوى السُنّية السورية والكوردستانيين فيما لو إستطاعت التخلص من قوى الإرهاب التي تحتل حوالي ثلث البلاد.
هكذا قد يكون الوضع في إقليم غرب كوردستان. ماذا يستطيع شعب كوردستان عمله لمواجهة هذه التحديات الكبيرة التي تقف في طريقه وتحاول الإبقاء على عبوديته؟ هذا ما تتم الإجابة عليه في مقال قادم والذي أأمل أن تقوم القارئات العزيزات والقراء الأعزاء المهتمات والمهتمين بالقضية الكوردستانية بالمساهمة معي في الإجابة على هذا السؤال لإثراء الموضوع بأفكارهم وآرائهم، لنشر خلاصة أفكارنا وطروحاتنا معاً في مقال مشترك يتم نشره قريباً.
[1]