ولدت الحضارة السومرية من رحم حضارة ايلام الكوردية 6-6
محمد مندلاوي
37- يشير الكاتب إلى اسم (باكو) عاصمة (آذربايجان) التي كانت إحدى جمهوريات (اتحاد السوفيتي( السابق لا أعرف ماذا يقصد، لكن كما يتضح في سياق كلامه أنه يجهل تأريخ جمهورية (آذربايجان) المشار إليها و إقليمي آذربايجان في إيران (الشرقي) مركزها (تبريز) و (الغربي) مركزها (أورمية) كانت في قديم الزمان و إلى عدة قرون بعد انتشار الدين الإسلامي عموم آذربايجان تشكل وحدة جغرافية واحدة وحدودها كانت تصل من الشمال إلى ( أران) و من الجنوب الغربي إلى (آشور) و من الغرب (أرمينيا) و من الشرق ولاية (گیلان - جيلان) التي تقع اليوم في شمال (إيران)، بلاد آذربايجان من حيث اسمها فهي كالآتي: (آذر) أي النار وللنار أسماء عديدة منها (آگر) (آير) (آتر) (آذر) (آتش)الخ و الكلمة الثانية من (بايجان) هي (بايگان) تعنی (محل) (مكان) لآن آذربایجان كانت في زمن الساسانيين موضع إحدى مواقد النار السبعة الكبيرة في عموم إيران لذا جاءت التسمية ( آتروپاتگان)، لكنها حرفت في عصر العربي الإسلامي، قبل أكثر من (1100) سنة بين سنوات (990- 1084)م إلى آذربايجان. تعاقبت عدد من الحكومات و الدول الكوردية في هذه المنطقة منها (المروانيون) الذين حكموا أجزاء من آذربايجان. ثم تعاقبت على حكمها الدولة (الروادية) التي حكمت بين سنة (230 – 618) للهجرة وسميت نسبة إلى قبيلة (رواد) الكوردية و التي موطنها في آذربايجان ومنهم انحدر السلطان صلاح الدين الأيوبي. يقول ابن خلكان في كتابه الشهير (وفيات الأعيان) في صفحة (376) تنحدر العائلة الأيوبية من (دوين) وهي مدينة من مدن آذربايجان الشمالي في ناحية آران وهم ينتمون إلى الكورد الروادية وهي فرع من الهذبانية. و يضيف ابن خلكان أن حكام و أمراء الكورد الشدادية أيضاً ينحدروا من تلك المنطقة. من معالم سيادة هذين الدولتين أنهما سكتّا النقود الكوردية لدولتيهما حيث توجد اليوم في المتحف الملكي السويدي في (استوكهولم) (99) قطعة نقود للدولة الكوردية (المروانية)، و توجد قطعة واحدة نقدية لهذه الدولة الكوردية في المتحف النرويجي في العاصمة (أوسلو) حيث يقيم الكاتب (التركماني) بإمكانه زيارة المتحف والإطلاع عليها. قبل الميلاد بسبع قرون كانت تحكم هذه المنطقة دولة كوردية أخرى وهي الدولة (الميدية) والتي بسطت نفوذها و سلطانها على مناطق شاسعة من الشرق. مما لا شك فيه أن هذه الدولة أسست على أيدي الكورد قبل الميلاد بعدة قرون و يؤكد هذا كثير من المستشرقين الأوربيين و المؤرخين الشرقيين منهم الپروفیسور (SAYCE)الذي يقول أن الميديين هم من القبائل الكوردية، جاء هذا نصاً في كتاب (تاريخ مشاهير الكورد) تأليف بابا مردوخ، المجلد الثالث، الجزء الثاني، صفحة (1). وجاء أيضاً في كتاب (تاريخ الدول الفارسية في العراق) ل(علي ظريف الأعظمي) صفحة (9) طبع مطبعة الفرات في بغداد سنة (1927) ما يلي:الميديون سكان ميديا أو ميدية أو بلاد مادي و يقال ماذي و هي التي عرفت أخيراً باذربايجان و العراق العجمي معاً ويقال لها مدية أيضاً و يسمى هذا الإقليم بلاد الجبل أيضاً و من أقسامها شهرزور و حلوان،وهم أي الميديون من الجنس الآري أخوان الفرس و الأفغان و الأرمن و غيرهم من الآريين ومن بقاياهم الآن الأكراد. وكان لهم دولة قديمة كبيرة خضع لحكمها الفرس مدة ثم استولى عليها كورش الفارسي. كذلك المؤرخ الإيراني (حسن پیرنیا) يقول في كتابه المعروف (تاريخ إيران من البدء حتى نهاية الحكم القاجاري) صفحة (48) أن الميديين كانوا من العنصر الآري الذين أسسوا في بداية القرن السابع قبل الميلاد دولة ميديا وكان موطنهم آذربايجان و كوردستان، ثم يقول في ص (57) إن الكتاب المقدس الزرادشتي (أفستا) كتب باللغة الميدية ويضيف المؤلف هناك مَن يقر- المؤرخون و المستشرقون - أن اللغة الكوردية المعاصرة مشتقة من اللغة الميدية. هذا المؤرخ (حسن پیرنیا) عاش في زمن حكم القاجاريين أي قبل حدود قرن من الآن، وكان ينتمي لعائلة أرستقراطية و تسنم منصب رئيس وزراء إيران ثلاث مرات وقبله تبوأ هذا المنصب والده (نصر الله) وكان يحمل لقب (مشير الدولة) وحمل اللقب من بعده ابنه حسن. يقول (حسن پیرنیا) في مقدمة كتابه المشار إليه في ص (2) حول جغرافية إيران و الدول و الممالك التي تحيط بها: من الشرق ثلاث سلاسل جبلية المعروفة بسلسلة جبال سليمان و من الشمال سلسلة جبال البرز التي تمتد من الشرق إلى الغرب و من الغرب سهول جبال كوردستان التي تمتد من الشمال إلى الجنوب ثم تعود إلى الجنوب و الشرق إلى أن تصل إلى بحر عمّان. هذه شهادة من شخصية إيرانية يعتبر كتابه الأول في تاريخ إيران وهو يعتبر أب التاريخ الإيراني لكن الذي نسمعه من الإيرانيين اليوم غير هذا، حيث في أقصى الحالات يعتبرون ثلاث محافظات في إيران تمثل إقليم شرق كوردستان و هي سنندج و كرمانشاه و إيلام بينما أرض كوردستان تمتد حتى بحر الخليج هناك مدن و مناطق مطلة على الخليج (الفارسي) تحمل إلى اليوم أسماء كوردية خالصة مثل: ناحية مُكابرة التابعة لمحافظة بوشهر سكنتها من عشيرة شوانكاره الكوردية و ناحية كوردستان التابعة لبهبهان و كوردشول و كورديل وكوردشيخ التابعة لكارزن و ناحية كورديان،الخ الشيء الآخر الذي يلاحظ في هذا الكتاب أن لا وجود لاسم العراق كبلد يتاخم دولة إيران، يتضح هنا أن العراق لم يتأسس بعد لأن تاريخ تأليف هذا الكتاب كان قبل الحرب العالمية الأولى و ما سمي بدولة العراق فيما بعد كانت عبارة عن ولاية البصرة و بغداد فقط وكانتا تابعتان للدولة العثمانية. لم يكن في ذالك التاريخ إقليم جنوب كوردستان جزء منها، لقد تم استقطاعه و احتلاله في سنة (1925).
38- ذكر الأستاذ اسم مدينة (أوروك) السومرية والتي تُذكر في التاريخ بصيغ متعددة و مختلفة كما جاءت في الموسوعة الحرة و في العديد من المصادر الأخرى حيث ذُكرت بهذه الصورة (أورك) أو (أرك) و في اللغة العربية )وركاء- Werka) و في اللغة العبرية (أرَك – Erech )، الخ و كانت خامس ملوكها الشهير في التاريخ هو (كلگامێش –Kelgamêş (. جاءت في الموسوعة العالمية باللغة السويدية (www.ne.se/uruk) (أُورُك) فيما قبل التاريخ و تقع اليوم في جنوب العراق، خمسون كيلومتر شمال غرب مدينة أور (Ur) سكنها الإنسان حوالي4500) ) سنة قبل ميلاد المسيح إلى حوالي (400) سنة بعد ميلاد المسيح.عرفت تاريخ تلك الحقبة بعصر أُورُك نسبة لمدينة أُورُك. يقول الأستاذ في سياق مقاله أن (التركمان) الذين قدموا إلى جنوب العراق بنوا الحضارة السومرية (3200) سنة قبل ميلاد، بينما جل المصادر العالمية تذكر أن مدينة (أُورُك) السومرية سكنها الإنسان (4500) سنة قبل الميلاد أي بفارق زمني (1300) سنة قبل زعم الكاتب من مجيء (الترك أو التركمان) رغم أن ادعائه بوجود الجنس الأصفر التركي في هذه المنطقة كلام ليس له أي سند تاريخي و ادعائه هذا تجني على التاريخ لأنه من نسج خيال بعض الطورانيين ليس لهذه القصص وجود إلا في عالم الخيال. لقد جاء في المنجد العربي ذكر مدينة ( أُورُك) بهذه الصيغة التي أشرتُ إليها و يقول أيضاً أنها مدينة سومرية في جنوب العراق هي اليوم (وركاء) موطن البطل (كلگامێش)، قفز الأستاذ حتى على مدلول هذه الكلمة في لغته التركية حيث يدعي أنها تعني البعيد بينما القاموس التركي لا يقول هذا أنه يقول أن ( أُورُك) وجاءت بهذه الصيغة (uruk) تعني (سلالة)، (ذرية)، (أقارب)، الأستاذ يدعي زوراً وبهتاناً ويقول أنها تعني (البعيد) لا اعلم أن كان هو أدق من القاموس الذي وضعه أحد الأكاديميين الأتراك أم هي محاولة لتشويه الحقائق بطريقة اللعب بالكلمات و معانيها. في جانب آخر يستحوذ على أقوال الكورد حيث يقولون أن اسم العراق مقتبس من اسم أورُك أخذ الأستاذ الاسم من دون الإشارة إلى المصدر الذي استقى منه المعلومة لأن الكورد يقولون أن اسم العراق ما هو إلا تحريف لاسم (أرك) القلعة لأن الاسم القديم لأُورُك هو أرك و كثير من المصادر أيضاً تشير إلى هذا الاسم بصيغة (أَرك –ِArk). كما هو معروف أن اسم العراق لا ينصرف في اللغة العربية لأنه اسم أعجمي أي غير عربي. توجد قبيلة كوردية كبيرة و عريقة في تأريخ قسمت منطقتها إلى شطرين بين (العراق) و (إيران) بعد أن خطت الحدود بين الدولة العثمانية التي كانت تحكم ولاية بغداد و البصرة و التي أدمجت بعد هزيمة الأتراك في الحرب العالمية الأولى و شكلت منها وفق مؤتمر القاهرة (1921) مملكة العراق ومن ثم احتل البريطانيون مملكة جنوب كوردستان وضموها إلى المملكة التي استحدثوها و استعاروا لها اسم العراق، بينما مملكة جنوب كوردستان التي أسسها ملك (محمود الأول) في سنة (1918) كانت قائمة ولها ملك و مجلس وزراء و كانت تؤدي مهامها بجد و أخلاص تجاه مواطنيها. من التاريخ الذي ذكرته أعلاه يتضح أن هذه المملكة الكوردستانية تأسست قبل مملكة العراق بثلاث سنوات أي قبل أن يُعلن تشكيل مملكة العراق من قبل بريطانيا العظمى في مؤتمر القاهرة. بهذا الصدد نشير إلى كلام قاله قائد سياسي معروف قبل أكثر من نصف قرن وهو الأستاذ (عزيز شريف) في كتابه (المسألة الكوردية في العراق) صفحة (12) حيث يثمن موقف الملك محمود الأول ملك كوردستان الجنوبي و يذم فيصل الأول الذي جاء به البريطانيون ملكاً مستورداً إلى العراق يقول عزيز شريف: فأين هذه الصخرة الوعرة – يقصد الملك محمود- من رخام فيصل الذي أراح بنائي الإمبراطورية - يقصد الإمبراطورية البريطانية- و نحاتها؟. إن العشيرة التي أشرنا إليها اسمها (ملكشاهي) ومركزها في محافظة (ايلام) حيث يسمى (أركواز) (الأرك) المفتوح أي القلعة المفتوحة. يقول (حسن پیرنیا) في كتابه تاريخ إيران صفحة (22) نقلاً عن دمرگان (J.Demorgan) الذي قسم خرائب مدينة شوش القديمة (سوس) التي كانت عاصمة دولة ايلام (عيلام) قبل التاريخ، إلى أربع أقسام سوف نشير إلى إحداها التي تهم موضوعنا وهي قلعة أرك يقول دمرگان: أرك قلعة قديمة في شوش سكنها الإنسان منذ عصور قديمة حتى احتلالها من قبل اسكندر. لاحظ أن القلعة تُسكن كمدينة وتسمى في اللغة الكوردية (أرك) توجد في ايلام أيضاً عشيرة (أركوازي) وهي من العشائر القديمة هذه العشيرة ليست لها علاقة بمنطقة (أركواز) الذي هو مركز عشيرة ملكشاهي وأراضيها بعيدة عن أركواز حيث يقع أركواز مركز ملكشاهي في غرب ايلام و تقع أراضي عشيرة أركوازي في شرق ايلام. (الأرك) في اللغة الكوردية (الفيلية) تعني (القلعة) و أيضاً باللغة الفارسية تعطي نفس المعنى و تأتي أيضاً بمعنى البلاط الملكي تسمى (أرك شاهنشاهي) المعروف في التأريخ أن الإنسان كان يسكن قديماً في قرى أو مدن مسورة شبيه بالقلعة، إلى اليوم في كوردستان توجد قرى كثيرة تحيط بها سور، شاهدة هذا بأم عيني في بداية الستينات من القرن الماضي قرية عشيرة (چه رمه وه ندى – چَرمَوندي- Çermewendî) على سفح چگاسوور (Çigasûr) )جبل حمرين( في مندلي كانت تحيط بها سور و لها مدخل و مخرج واحد. نقرأ في كتب التاريخ أن مدينة ( أُروك - أَرك) بنى (كلگامێش) حولها سور بطول عشرة كيلومترات، هذا يدل على أن المدن كانت تبنى داخل القلاع خوفاً من هجمات الأعداء و الحيوانات المفترسة و ثورات الطبيعة. حتى أن كلمة (أركيولوجي - Arkeoloji) التي تعني علم و دراسة الآثار هي متكونة من كلمتين يونانيتين )أركيو( و تعني (القديم) و (لوجي) تعني (العلم)، (المعرفة)، من المرجح أنها سميت بهذه التسمية لأنها تهتم بدراسة القلاع و البنايات و كل شيء قديم . في السويد يسمى المهندس ( Arkitek) تكتب (أركيتك) و تلفظ (أرشيتك)،من المعروف أن المهندس في العصور القديمة كان يبني القلاع و المواقع المستحكمة لذا أُطلق عليه هذه التسمية من واقع عمله، و أيضاً (السفينة) تسمى في اللغة السويدية أرك (Ark) لأنها تشبه في هيئتها القلعة، وسفينة النبي نوح تسمى في السويدية (Noaks Ark). من المعروف لدى المتتبع أن اللغات الآرية التي تتكلم بها شعوب عديدة في أوروبا وآسيا هي ذات جذر واحد لذا يرى أن الكثير من الكلمات في هذه اللغات تعطي المعاني ذاتها على سبيل المثال اللغة السويدية التي تنتمي إلى لغات الهندوأوربية حيث تتطابق أعداد هائلة من كلماتها مع الكلمات الكوردية بالإضافة إلى اللغات الأوروبية الأخرى التي أوجه التطابق بين كلماتها و الكلمات الكوردية كتلك التي بين الكوردية و السويدية، حسب أقوال المؤرخون أن الشعوب الآرية في عصور قديمة تقدر ب(4000) سنة قبل الميلاد كانت تقيم في منطقة واحدة و تتكلم لغة واحدة ثم ضاقت بهم الأرض و انتشروا في أصقاع العالم الذي توجه صوب الهند و الذي توجه نحو القطب الشمالي و الآخرون الذين بقوا في أماكنهم ولم يتزحزحوا منها. سبق و أن أشرنا إلى موضع في (ايلام) في شرق كوردستان (إيران) التي تسمى (أرك) و أيضاً توجد محافظة صناعية كبيرة في وسط إيران تسمى (أَراك). جاءت في دائرة المعارف الإيرانية تأليف العلامة (علي أكبر دهخدا) (المجلد الثاني) صفحة (1887) طبع جامعة طهران: اَرك قلعة يتخذها الملك للسكن. و اَرك قلعة في إيران في محافظة (سيستان) كانت مركزاً للحكم يجلس فيها الحاكم. في مقال للكاتب (يوسف القصيري) تحت (عنوان أضواء على التراث الحضاري المعماري الإسلامي في العراق) إذ يقول فيه: إن أول استعمال لكلمة (العراق) ورد في العهد (الكشي) في وثيقة ترجع في تأريخها إلى حدود القرن (الثاني عشر) قبل الميلاد، إلا أن معظم المؤرخين العرب و الأجانب أطلقوا عليه اسم بلاد ما (بين النهرين). (الكيشيون جاءوا من شمال شرق العراق أي كوردستان وهم من إحدى البطون الكوردية) هناك تفسير ثاني لاسم العراق وهو أيضاً له أصل كوردي لأن الاسم الذي أشار إليه المؤرخون العرب ليس له وجود في اللغة الفارسية لا القديمة و لا الحديثة لربما بعض الكتاب الفرس اقتبسوا هذا الاسم و حشروه في بعض كتبهم لكن هؤلاء وقعوا في مطب كما و قع الأتراك في سرقاتهم من التراث الكوردي وفضح أمرهم، لأن هذا الاسم لو تسأل أي فارسي أن كان رجل الشارع أو المثقف لا يعرف معناه ولا يستطيع تلفظه. لنعد إلى أصل الموضوع وهو الاسم الآخر للعراق كما جاء في المصادر العربية و غيرها. جاء في معجم البلدان لياقوت الحموي (1179- 1228) ميلادي، الجزء الأول، (إيرهستان) (اراهستان) قال حمزة: الساحل (بالفارسية) (إيراه) ولذلك سموا سيف كورة (أردشير خره) من أرض (فارس) (إيرهستان) لقربها من البحر فعربت العرب لفظة (إيراه) بإلحاق القاف بآخره فقالوا (العراق) (تكتب الكلمة بصيغتين (ايراهستان) أو (اراهستان) لغتنامه دهخدا (المجلد الثالث) صفحة (3706). جاء في نفس المصدر قال: (أبو ريحان الخوارزمي) (إيرانشهر) هي بلاد (العراق) و (فارس) و (الجبال) و (خراسان) يجمعها كلها هذا الاسم. قال (الأصمعي) فيما حكاه عنه حمزة كانت أرض (العراق) تسمى (دل إيرانشهر) أي (قلب بلدان مملكة - الفرس) فعربت العرب منها اللفظة الوسطى يعني (إيران) فقالوا (العراق)، (المعرب للجواليقي) ص (231). يقول المؤرخ (جرجي زيدان) في كتابه (تاريخ العرب قبل الإسلام) صفحة (11) أن اسم العراق من لفظ فارسي ((ايراه)) وهي و إيران من أصل واحد فعربها العرب إلى ((عراق)). و (ايرا) باللغة الكوردية تعني المكان أي هنا. و كلمة (ايرا) ليست لها وجود في اللغة الفارسية، هذه الكلمة عندهم هي (اينجا). ليس ببعيد عن هذا، اسم ال(أرض) لاحظ أول الاسم يبدأ ب(أر) و الكورد إلى يومنا هذا يقولون للأرض (أرد - أرز). لنعرج قليلاً على تسمية (أربيل). جاء في المنجد العربي صفحة (49) طبع بيروت المطبعة الكاثوليكية الطبعة (الحادية و العشرون) سنة (1973) ما يلي: بلاد آشور بلاد قديمة في شمالي بين النهرين استوطنها منذ الألف الثاني قبل الميلاد شعب سامي و انشأ فيها دولة ازدهرت في القرن (14) قبل الميلاد. جاء في نفس المنجد في صفحته (31) ذكر لمدينة (أربيل) بهذه الصيغة: إربل القديمة ورد ذكرها في الكتابات المسمارية الألف الثالث ق.م. عرفت في العهد الآشوري باسم (( اربايلو)) وعند الإغريق كذلك عرفت بهذا الاسم. لاحظ أن وجود مدينة إربل تسبق الاستيطان الآشوري في كوردستان في سهل نينوى ب(1000) سنة حسب الألواح السومرية المكتشفة وذكرت في هذه الألواح بهذه الصيغة (إربل) و بعد بنائها بعشرات القرون جاء الآشوريون و احتلوها و أشاروا إليها باسم (اربايلو) وذكر في بعض المصادر أنها تعني الآلهات الأربعة في اللغة الآشورية، أن الذي فعله الآشوريون أنهم حوروا الاسم لكي يناسب لغتهم فإربل أصبح عندهم اربايلو، الطوائف المسيحية إلى يومنا هذا عندما يتكلمون يلحقون حرف (الواو) في نهاية الكثير من الأسماء و الكلمات. لقد جاء في سياق المقال أن إحدى أسماء الأرض في اللغة السومرية هي ( آر) . و اسم إله الأرض عند السومريين هو (بل). هذا الاسم أخذه الأكديون من اللغة السومرية بصيغة (بعل) ثم انتقل منهم إلى الشعوب السامية الأخرى. و بهذا نصل إلى النتيجة التي تقول لنا أن اسم (إربل) مكون من مقطعين الأول ( آر) يعني الأرض و الثاني (بل) يعني إله وإلصاقهما مع بعضهما بالطريقة الكوردية الآرية يصبح الاسم (إربل) أي (أرض الإله)، يستحسن هنا أن يفكر المرء بالتسمية الآشورية أربايلو أي الآلهات الأربع، ويقارنها مع الاسم السومري إربل (أرض الإله). جاء اسم إربل في أمهات الكتب العربية في صدر الإسلام، منها معجم البلدان لياقوت الحموي (1179- 1228) ميلادي حيث يذكر في الجزء الأول من كتابه المذكور مدينة و قلعة (إربل) ويقول الحموي أن أكثر أهلها من الأكراد، كذلك ذكرها العديد من المؤرخين بهذا الاسم منهم (الدمشقي) في كتابه (نخبة الدهر) في صفحة (96-190-235)، جاء أيضا في كتاب (عيون الأخبار) ج (2) ص (17-182). جاء اسم (إربل) أيضاً في كتاب (جامع التواريخ) لمؤلفه (رشيد الدين فضل الله الهمداني). و جاء أيضاً في (روضات الجنات) (للخونساري) صفحة (396)، وفي كتاب (قاموس الأعلام). الخ أود الإشارة هنا إلى بناء قلعة (إربل) من المرجح أن الربوة التي بنيت عليها القلعة هي ربوة اصطناعية من عادة الكورد يبنوا بيوتهم فوق المرتفعات لتكون شبيه بالجبل و للرصد أيضاً من هجمات الغرباء بما أن مدينة (أربيل) أرضها منبسطة فأنشأه الكورد هذا التل ليكون مثل الجبل، حيث اعتادوا يبنون مساكنهم على سفحه، أنها طريقة الكوردية في بناء المنازل، لو يلاحظ المرء كيفية بناء قلعة أربيل لتأكد أن هذا الطراز في البناء هو طراز كوردي حيث يشاهد إلى اليوم كثرة النوافذ حول القلعة و بيوتها و هذه طريقة كوردية في البناء لأن الكورد عندما نزلوا من المناطق المظلمة في الجبل في فجر التأريخ كانوا يحتاجوا إلى النور و لذا يشاهد كثرة النوافذ في منازلهم إلى يومنا هذا يبني الكوردي نوافذ كثيرة في بيته و عادة يضع نافذة في أعلى السطح ينفذ النور من خلالها إلى داخل البيت تسمى تلك النافذة ب (نورگير) أي (نافذ النور). بينما الإنسان (الآشوري) القادم من شمال الجزيرة العربية لا يحتاج إلى النور لأنه جاء من مناطق مشمسة و من عاداته لا يضع النوافذ الكثيرة في البناء.
39- أشار الأستاذ إلى كلمة (أور) و قال أنها تعني (المدينة) ثم يقول أن قسم من الباحثين يقولون أنها تعني (الرجل) أن هؤلاء الباحثين الذي ينقل عنهم ويقول أنهم يقولون أن كلمة (أور) تعني الرجل لم أعثر على آراء هؤلاء الذين أشار إليهم لا في مواقع (الانترنيت) و لا في بعض المصادر التي تحت يدي لكني متأكد من أن الرجل في اللغة السومرية يسمى( لو) و موجودة هذه الكلمة في العديد من المصادر، أما كلمة (أور) التي تعني المدينة باللغة السومرية فأن اللغة الكوردية حافظت على هذه المفردة إلى اليوم، كما حافظت و بقت أمينة على الكلمات و المفردات السومرية الأخرى، لذا يمكن للمتتبع أن يقرأ في الأطلس الإيراني اسم مدينة عريقة في التاريخ و هي مسقط رأس نبي الكورد (زرادشت) (ع) و التي تقع في (شرق كوردستان) (إيران) و اسمها (أورمية) مركز محافظة أذربايجان الغربية التي أشرنا إليها في سياق المقال، و في (شمال كوردستان) (تركيا) توجد مدينة (أورفه). يؤكد هذا الأستاذ (احمد ملا خليل مشتى) يقول وقد احتفظ الكورد بهذه الكلمة و ادخلوها في تركيب أسماء مدنهم و قراهم و ذلك من خلال : (أورمية) و (أورفه) و(اورمانا) و (اورمه داود) و (اوره مارى) و (أورى)، الخ من بقايا هذه المفردة أن (البساط الكبير) الذي يحتل مساحة من الأرض يسمى عند الكورد (أورته) لأنه أكبر من جميع المفروشات الأخرى. أتذكر أيام الطفولة في مندلي حيث كنا نلعب گلو(دعبل) إحدى لعبات الدعبل كانت تسمى (أورته) لأننا كنا نرسم مثلث (أورته) على الأرض حتى نضع عليها دعابلنا ثم نلعب، من هنا جاءت التسمية، من المرجح أن هذه الأسماء نابعة من تأريخ و تراث كوردي قديم انتقلت من جيل إلى آخر إلى أن وصلت إلينا. أود هنا أشير إلى طريقة اكتشاف مدينة (أور) التي كانت مدفونة تحت الأنقاض عشرات القرون وتم اكتشافها في أواسط القرن (التاسع العشر) من قبل العالم (هنرى راولينسون) ( Henry C. Rawlinson) كيف اكتشف هذا العالم هذه المدينة التي كانت مدفونة تحت الأنقاض، أنها الصدفة التي خدمته لا غير، حيث كان (راولينسون) في زيارة إلى (همدان) المدينة القديمة في وسط (إيران) و التي كانت قبل الميلاد عاصمة الإمبراطورية الميدية الكوردية و كانت تسمى في العصر الميدي (هنگمتان) ، بالقرب من هذه المدينة عثر (راولينسون) على صخرة مكتوب عليها كتابة بالخط المسماري و (راوليسون) هذا عالم بفك الرموز و الكتابة المسمارية، بعد تدقيقها و فكه رموزها، ظهر له اسم مدينة (أور) و موقعها في جنوب العراق و على الفور توجه إلى تلك المنطقة و بدأ برفع الأتربة التي كانت تغطيها بعد أن زال الأتربة والأنقاض ظهرت له المدينة بصورتها التي نراها اليوم، و من ثم اكتشف آثار في ذلك الموقع تعود إلى (43) قرن قبل الميلاد. هذه هي حقيقة اكتشاف مدينة (أور). سؤال هنا يطرح نفسه لماذا عثر في تلك المدينة الكوردية على تلك الكتابة التي فيها ذكرٌ لمدينة (أور) و موقعها إذا لم تكن هناك اتصالات بين أبناء الأمة الكوردية الواحدة في (سومر) و (همدان)، نعلم أن الفارق الزمني بين اختفاء (سومر) و ظهور (ميديا) قرون عديدة لكن هذا لا ينفي أن المراسلات و العلاقات التجارية و ما شابه كانت قائمة بين أبناء الأمة الواحدة في (سومر) و (هنگمتان - همدان) قبل إمبراطورية (ميديا).
40- عاد الكاتب من جديد يزعم أن (أور) كلمة (تركية و تركمانية) ولا يقول لنا ما معناها لكنه يقول أن (أورخان) اسم تركي نحن نعرف أن (اورخان) رجل تركي ابن الأمير عثمان الأول و خليفته ولد في (1288) ميلادي و توفى في (1360) ميلادي. لكن هذا لا يعني أن هذا الاسم المركب من (اور) و (خان) يكون اسماً تركياً لربما الاسم الأول غير تركي و الاسم الثاني تركي على سبيل المثال أنا كوردي و اسمي محمد أيحق لي أن أدعي أن اسم محمد هو اسمٌ كوردي من الممكن أن أقفز على الحقيقة و المنطق و أدعي هذا، لكن أصبح مادة للسخرية و كلامي سوف يأخذ طابعاً كاريكاتيرياً، أو الاسم المركب الكوردي (گُل مراد) لاحظ الاسم الأول كوردي و يعني (الورد) و الاسم الثاني (مراد) اسم عربي غني عن التعريف ولا يحتاج للشرح. أنا لم أعثر في القاموس التركي على (اورخون) أو (اورهان) بمعنى (سيد المدينة) أو (شيخ المدينة) كما يدعي الكاتب ولم أجد في قاموس التركي كلمة (ايرهان) التي تقول تعني (السيد، الرجل) لكن المسلة التي تتحدث عنها أنها موجودة و عثر عليها في القرن (الثامن) الميلادي سميت (اورخون) نسبة لاسم النهر التي عثر على المسلة بجانبه نهر (اورخون) لذا سميت المسلة نسبة للنهر الذي منبعه في جبال (خانگاى) في شمال غرب جمهورية (منغوليا) و يقال أن المسلة مدون عليها كتابة (بالتركية) و(الصينية)، كما أشرت (اورخون) اسم لنهر و ليس لرجل شجاع أو شيخ، لربما تقصد كلمة (إوراغان) و تكتب بالتركية بهذه الصيغة (Urağan) التي تعني (زوبعة) أو (عاصفة).
41- لا أريد الخوض كثيراً في هذه الكلمة (يشماغ – غطاء الرأس للرجال) حيث يزعم الكاتب أنها (تركية تركمانية) و يقول أن السومريين هم من جاءوا بها، طيب لما لا نرى اليوم (اليشماغ) على رؤوس الأتراك في موطنهم في جمهوريات (آسيا الوسطى) أو حتى في (تركيا) ؟! لماذا لا نشاهد تركياً واحداً في هذه الجمهوريات يضع هذا (اليشماغ) على رأسه ؟! لماذا لا نرى (اليشماغ) في (التراث) و (التاريخ) (التركي) أو (التركماني) كجزء من زيهما الشعبي؟ لماذا فقط عدد من التركمان في كوردستان وبذات في مدينة كركوك يضعون هذا اليشماغ على رؤوسهم أسوة بأهلها الكورد؟!، لماذا لا نرى هذا اليشماغ التركي التركماني في (آسيا الوسطى) حيث موطنهم؟!، بينما الكوردي يضع هذا اليشماغ على رأسه عندما يرتدي زيه القومي أينما كان في وطنه كوردستان أو خارجه، أستاذ الفاضل كلامك مردود لأنك لا تستند على شيء مقنع لذا يرفضه العقل و العلم و المنطق لو كان هذا اليشماغ من ابتكار الأتراك والتركمان كما تدعي لرأينا ولو عدداً قليلاً منهم يرتديه في (تركستان) أو (قرغيرستان) أو (منغولستان) أو (تركمن صحرا) أو (طوران). أو أبناء عمومتكم من الجنس الأصفر في الصين أو الكوريتين يضعون اليشماغ على رؤوسهم. لاحظ الصور أدناه و قارن بينها وأحكم بنفسك لا حظ صورة (غوديا) الملك السومري الذي حكم بين سنة (2146-2122 ق.م) أي قبل أكثر من (4000) سنة و قارنها برجال الدين الإزديين اليوم بعد مضي (4) آلاف سنة هل ترى اختلاف في ربط (لفة) اليشماغ أليس متطابقة مائة بالمائة، أو قارن صورة يشماغ الملك (غوديا) بيشماغ رئيس كوردستان الأستاذ (مسعود البرزاني)، أو قارنها بصورة يشماغ الخالد (مصطفى البرزاني)، أو خالد الذكر ملك كوردستان الجنوبي (محمود الأول). إن الذي ذكره الأستاذ عن النقوشات و كتابة التعويذات الدينية التي كانت تكتب أو ترسم على (الغترة) أو ما يسمى باليشماغ فأن الكورد إلى اليوم يقومون بهذا التقليد القديم هذه النقوشات ليست على (اليشماغ) فقط بل على (الكلاو) (الطاقية - عرقچین) أيضا،ً بعد أن أفلت نجوم الأديان الكوردية، باستثناء بعضها كالأديان التوحيدية (الإزدية) و (الزرادشتية) و (الكاكائية)،الخ أصبحت الكتابة الدينية، شعارات وطنية تمجد الكورد و كوردستان، على سبيل المثال الطاقية التي كان يضعها على رأسه شاعر العرب الأكبر (محمد مهدي الجواهري) و التي كانت مهداة له من (مام جلال) كانت مكتوبة عليها باللغة الكوردية شعار (كوردستان يا نه مان) أي (كوردستان أو الموت). المعروف للقاصي و الداني أن الأتراك على مدى حكمهم البغيض للمنطقة الذي دام أربع قرون قد استحوذوا على الكثير من تاريخ و تراث و لغة شعوبها ونسبوه لأنفسهم، منها أدعاهم الانتماء للسومريين لكي يجدوا موطأ قدم في هذه المنطقة وتاريخها التي عانت و تعاني الويلات على أيديهم، نقول لهؤلاء و لحكام جمهورية (تركيا) من ينتمي إلى هذه المنطقة لا يقطع ماء دجلة و الفرات عن شعوبها و يهددها بين حين و الآخر و يبتزها كما فعلوا ويفعلون على مدى تاريخ احتلالهم لهذه المنطقة و استيطانيهم فيها. يدعون أنهم مسلمون و يتحدثون باسم الإخوة الإسلامية بينما لا يلتزمون بأبسط قواعد الإسلام حيث يقول الحديث النبوي الشريف: الناس شركاء في الثلاثة، النار، و الماء، و الكلأ، أين أنتم من هذا الحديث، شحت نهري (دجلة) و (الفرات) خير دليل على عدم التزامكم بالقرآن والسنة النبوية. بصدد اليشماغ يقول الدكتور (قيس جواد علي) اليشماغ العراقي .. ابتكره السومريون: كان الكهنة خلال فصل الربيع يرتدون (الملابس البيضاء) بشكل يغطيهم من الرأس حتى القدمين. ويظهر من التماثيل العديدة للحاكم السومري (كوديا) (2146-2122 ق.م) والمحفوظة في متحف (اللوفر) و (كوبنهاجن) انه أول حاكم ارتدى اليشماغ قطعة واحدة. لو القينا نظرة فاحصة على بعض قواميس اللغة المسمارية لوجدنا أن اصل كلمة يشماغ مكونة من مقطعين في اللغة السومرية من (آش ماخ) وتعني غطاء راس عظيم أو (آش ساخ) أي غطاء الكاهن العظيم . من المؤكد أن الأتراك قد أخذوه عن الاسم السومري العراقي القديم ونقلوه إلى لغتهم بعد سيطرتهم على العراق. ليطلقوا عليه اسم (ياشمق) ليكون معناه غطاء الوجه عند النساء و يراد به البرقع الخفيف، وهذا ما أشار إليه (القاموس التركي) الوحيد الذي وصفه العالم التركي شمس الدين سامي عام (1898)م علما أن معظم قواميس اللغة التركية التي هي أقدم منه والأحدث لم تشر إليه، كما انه لم يكن جزءا من ملابسهم الشعبية في تاريخهم. تعليقي على ارتداء الكهنة الملابس البيضاء ألم يلبس رجل الدين الكوردي الإزدي إلى اليوم هذه الملابس البيضاء، لاحظ الصورة أدناه.
42- يتحدث الكاتب دون أن يشير إلى أي مصدر بأن (صموئيل نوح كريمر) قال أن اللغة السومرية تنتمي إلى اللغات (الطورانية)، في الحقيقة بحثت عن هذه المعلومة التي أتحفنا بها الأستاذ لم أجد أثر لها في أي مصدر. يقول الدكتور (بُرهان شاوي) عن الكورد الفيليون .. محاولة في فهم أصلهم و فصلهم، إن الكثير من الباحثين (الأوروبيين) و (الشرقيين) أمثال (مينورسكي)، (باسيل نيكتين)، (صموئيل كريمر)، (سن مارتن)، (نورمان)، (فليانوف زرنوف)،(طه باقر) (جورج رو)، (جمال رشيد)، و غيرهم يذهبون إلى أن (السومريين) هم من الشعوب (الآرية). كما أسلفنا ليس في العراق شعب (آري) سوى الكورد.
43- يقول الكاتب، أن السومريين سكنوا منطقة جنوب الرافدين التي تكثر فيها (الأهوار) و (المستنقعات المائية)، نسي أو تناسى الأستاذ أن الحضارة قديماً كانت تقام على ضفاف (الأنهر) و (البحيرات) لاحتياجات بني البشر لهذه المادة التي هي أساس الحياة، لأن الإنسان يحتاج إليها لإدامة حياته، لولا الماء لم تكن هناك حضارة و لا حياة لأهمية هذه المادة الهامة في حياة الإنسان نرى أن الكورد أدخلوا اسمها في تركيبات لغتهم للتعبير عن مسميات عديدة لذا يسمون القرية (آواي) مأخوذة من جذر (آو) أي (الماء)، المكان المعمور، الخصيب يسموه (آودان)، و الصحراء (بيآوان) أي بدون ماء، الخ ثم كلمة (الهور) هي كلمة كردية الأصل حسب ما يفسره لنا العلامة الكوردي ( محمد جميل روژبياني) و أن العرب كانوا يقولون في السابق (بطيحة) بينما (الهور) من استخدامات العرب في الزمن المتأخر. يضيف (الروژبياني) في تعريفه لهذه الكلمة و مدلولاتها حيث يقول أن (هوراو) في اللغة الكوردية تعني (المستنقعات المائية) و يرجح المؤرخ (محمد جميل الروژبياني) أن العرب استعاروا هذه الكلمة من اللغة الكوردية و حوروها إلى (هور) و جمعها (أهوار)، لأن العرب كما أسلفنا كانوا يسمون الهور (بطيحة) و جمعها (بطائح)، ويحدد الروژبياني منطقة الأهوار المحصورة بين البصرة و الأهواز و العمارة و الكوت و الناصرية، و يذكر العلامة (محمد جميل روژبياني) اسم دولة كوردية في هذه المنطقة التي كانت قائمة سنة (338) هجرية (940) ميلادية و عدد ثمانية من أمرائها بدأً من (عمران بن شاهين) وانتهاءً ب(أبو حسن أحمد بن مهذب)، يقول الروژبياني هذه الدولة أنها كانت على ضفاف الأهوار و وصلت حدودها إلى قرب مدينة مندلي.
44- يزعم الكاتب أن الماء في اللغة السومرية يسمى (سو) هذا خلاف الحقيقة، أن (الماء) في اللغة السومرية يسمى (آ) بإمكان الكاتب يراجع المصادر أو المواقع المتعددة على (الإنترنيت) ليرى و يقرأ بنفسه هذه الكلمة السومرية. لاحظ اسم (الماء) في السومرية (آ) و في الكوردية (آو).
45- يشير الأستاذ إلى كلمة (كينجي K Ê -IN-C Î) في الحقيقة كلامه يدعوا إلى السخرية سوف أضعه هنا بين قوسين ليطلع عليه القارئ بنفسه ((كما يُسمى الشعب السومري بشعب أحراش القصب ويلفظ بالسومرية (كينجي) وإذا نظرنا إلى التركية فتقابلها كلمة (كامشينجي-kamışıncı ) بمعنى أصحاب القصب ، و (كي- ki ) بالسومرية تعني الأرض كذلك تعني المكان وفي التركية كلمة (يير- yer ) تدل أيضاً على الأرض والمكان)) أنا لم أفهم عن ماذا يتحدث وماذا يقول لاحظ يقول (كاميشينجي) لماذا لم تقل لنا يا أستاذ ما اسم (القصب) في اللغة التركية؟ حتى نفهم مدلول الكلام بطريقة صحيحة أن القصب في اللغة الكوردية و التركية تسمى (قاميش) بينما المقطع الثاني (جي) هو في اللغة الكوردية يعني (المكان)، أنا هنا سوف أنقل لك كلام أستاذ مختص في هذه المادة وهو الأستاذ (مرشد اليوسف) باحث في علم الآثار سبق وأن اشرنا إليه في سياق المقال يقول يعرف السومريون أنفسهم حسب النصوص المسمارية بالرمز( KÊ IN CÎ ) ثلاث مقاطع و تعني في السومرية (أسياد الأرض) وهي تعني أيضاً في اللغة الكوردية (أسياد المكان) أو (أسياد الأرض) و لقب (كي) الذي يعني (السيد) باللغة الكوردية مازال متداولاً عند الكورد حتى الوقت الحاضر، بدليل أن (المختار) أو (رئيس القرية) يسمى (كيخدا) (السيد الرب) أن جاز التعبير مثلما نقول (رب العمل)، و(كيخدا) هو رب (القرية)، وألقاب الملوك الكورد القدماء تسبقها حرف (كَي) مثل (كيخسرو- كي خسرو) الملك الساساني و (كيقباد- كي قباد) و (كيكاوس- كي كاوس) وكذلك اسم (كاكا) الأخ الأكبر في اللغة الكوردية ليس ببعيد عن هذا المعنى و الرجل الوقور باللغة الكوردية يسمى (كلاي)، لاحظ حرف الكاف يأتي قبل هذه الألقاب ذات السمو و ذات المكانة العالية في المجتمع الكوردي. الخ أما كلمة (جي) الكوردية معروفة عند الكاتب أيضاً تعني (المكان) لأنه كان يقيم في خانقين المدينة الكوردستانية لا بد و أن سمع من الكورد هناك بهذه الكلمة و الكلمات الأخرى التي اشرنا إليها.
46- يعود الأستاذ ويقفز على الحقائق من جديد ويأتي بالكلمات من وحي خياله حيث يقول أن الأرض في السومرية تسمى (يير) و هذا غير صحيح أن اسم (الأرض) أو (المكان) في المصادر باللغة السومرية هو (جي) أو يكتبه البعض بهذه الصيغة (كي). وفي كلمة سومرية أخرى وهي (زي- zi) أي الحي أو الحياة ويقفز الأستاذ هنا أيضا على الحقيقة ويشطب الحرف الأول من هذه الكلمة وهو الزاي (z) و يجعل الكلمة (تي- ti) لا أعرف لماذا حتى أنها غير موجودة في القاموس التركي أي أن هذا التغيير لا يفي بالغرض الذي يحاول الأستاذ إثباته ألا لتشويش على معنى الواضح لهذه الكلمة التي هي من صميم اللغة الكوردية فبهذه الطريقة الشاذة قلَب الزاي إلى التاء لكي يُشوه المعنى الحقيقي لمضمون و مدلون كلمة (زي) التي تعني الحياة و التي هي خالدة إلى اليوم في اللغة الكوردية بصيغة (زي) عند بعض الكورد و بصيغة (ژین) عند البعض الآخر. عند الكورد الصهر يسمى (زاوا- zawa ) وفي ليلة الدُخلة عندما يدخل الرجل على زوجته لأول مرة يقال (زاواى كرد-zawaykird ) أي وطئها و وضع في رحمها حياة بذرة طفل أي حياة إنسان، و المرأة عندما تلد يقولون في اللغة الكوردية (زاي – (zai أي (ولدة) و أعطت حياة جديدة. و يزودنا الأستاذ (مرشد اليوسف) في هذا الحقل في تفسيره لهذه الكلمة قائلاً: أن مجموع الاسم (دوموزي) (Dumoji- Dumozi) يعني الابن الحي أو الابن الخالد، و الخلود صفة أساسية من صفات الإله (دوموزي)، ويضيف الأستاذ مرشد اسم الإله دوموزي حيث يقول أنه اسم كوردي يتألف من مقطعين:المقطع الأول (دوم- Dum) طفل أو ابن أو طفلة أو ابنة باللغة السومرية و هو يتطابق لفظاً و معنى مع المقطع الكوردي (دوم - Dum) الذي يعني طفلة أو ابنة. و كلمة (زي) أشرنا إليها لا تحتاج إلى تكرار.
47- جاءنا الأستاذ كاتب المقال بكلمة (آبسو) أو (آبزو) ويفسرها بطريقة بعيدة عن مدلول ومضمون الكلمة حيث يقول وهذا نص كلامه: ال (أبسو) على مياه الأعماق و (أﭖ- ap) في التركية تستخدم للمبالغة فمثلاً يقال عن اللون الأبيض بالتركية (آك-ak) وعند المبالغة في الابيضاض يقال (آﭖ آك - ap ak). يشير الأستاذ إلى (صموئيل نوح كريمر) لنرى ماذا يقول (كريمر) عن هذه الكلمة جاءت في الكتاب (إينانا ملكة الأرض و الفردوس أسطورة بلاد ما بين النهرين) الحلقة الخامسة المنشور على الانترنيت، (لدايان ولشتاين) و (صموئيل نوح كريمر) (Danwal;shtain and Samoel noh kraimer) ترجمة و تقديم الدكتور (شاكر الحاج مخلف) سوف نقتبس من كتابهما الكلام الذي يكشف لنا أن الكلمة الكوردية أقرب إلى السومرية من التركية والتركمانية هذا إذا افترضنا جدلاً أن هناك قرب بين الكلمة السومرية و التركية و التركمانية لأن هذه الكلمة في الحقيقة كما تطرق إليها الأستاذ (صباح كنجي) هي (آبزو) لو فسرناها على أنها (آبزو) سوف تعطينا المعنى بكل وضوح وكما يُعرًفها العالمان (دايان) و(كريمر) لنعد إلى كلامهما لنرى ماذا يقولان: غاص (جلجامش) في القناة المائية التي تصل إلى (الابزو) مجمع المياه السفلية العذبة. هنا انتهى كلام هذان العالمان. يلاحظ هنا أن (كريمر) يقول المياه العذبة أي مياه النهر لأن هذا الكلام يقال فقط على مياه الأنهر لأن مياه البحر غير عذبة و الآن نفسر هذه الكلمة ذات المقطعين و معناهما في اللغة الكوردية مما لا شك فيه أن (آب) إلى اليوم يسمى عند الكورد بنفس الاسم (آب) أي (ماء) و (زو) في اللغة الكوردية المتداولة اليوم (زَي- zei) أي (النهر) يكون المعنى التام للكلمة (مياه النهر) لنُقرب المعنى أكثر لمن لا يجيد شيء من اللغة الكوردية يوجد في كوردستان نهران تحت هذا الاسم حيث يسمى أحده (زاب الكبير) و الآخر (زاب الصغير) لقد حافظت اللغة الكوردية عبر آلاف السنين على هذه الأسماء الكوردية القديمة.
48- أشار كاتب المقال إلى (كور- kor ) السومرية و حاول ربطها باللغة (التركيمانية) عبر الكلمات التي استحوذوا عليها من اللغة الكوردية ككلمة (كور) التي تعني (الأعمى) في الكوردية ولغات (آرية) أخرى (كالفارسية) و (الأفغانية)، الخ وكلمة كور) (Korهو اسم إله عالم الأموات في السومرية، و النار المنطفئة في اللغة الكوردية نقول (كورَ) أو (كوريبكَ) أي أطفئها. سوف أشير إلى كلمة لها علاقة بموضوعنا وهذه الكلمة موجودة في (القرآن) في سورة (التكوير) آية (1) جاءت بهذه الصيغة (إذَا الشمْسُ كُوًرَتْ) دون أن نرجع إلى التفسير اللغوي الذي يقول لف العمامة أو تكوير الليل على النهار أي لفها على بعض، لنرى ماذا يقول المفسرون في هذا الجانب جاء في تفسير ابن الكثير: قال علي بن أَبِي طلحة عن ابن عباس إِذَا الشمس كوِّرَت يعني ( أَظْلَمَت) وقال العوفي عنه : (ذَهَبَتْ) وقال مجاهد (اِضْمَحَلَّتْ) و(ذَهَبَتْ) وكذَا قال (الضحاك) وقال (قَتادة) (ذَهَبَ ضَوْءُهَا) وقال (سعيد بن جُبير) (كُوِّرَتْ غُوِّرَتْ). و في تفسير الطبري: الْقول فِي تَأْويل قوله تعالَى : { إِذَا الشَّمْس كُوِّرَتْ } اِختَلَف أَهل التّأْويل في تَأْويل قوله : { إِذَا الشَّمْس كُوِّرَتْ } فقال بعضهم : معنى ذَلك : إِذَا الشَّمْس (ذَهَبَ ضَوْءُهَا). تفسير القرطبي: قال اِبن عباس : تَكويرها : إِدخالها فِي الْعرش . والحسن : (ذَهَاب ضَوْئِهَا). ليس من الضير أن نشير إلى بعض المرادفات لكلمة (كور) في اللغة الكوردية مثال: الإنسان الأعمى الذي يسمى كور، و كوركورانه، يقال لمن يعمل بطريقة عميائية، أن صح التعبير. كور باطن، يقال لمن لا يفهم مدلول و مضمون الكلام. كور بخت، يقال لغير المحضوض. كور دل، يقال للإنسان القاسي. كور ذوق، يقال لعديم الذوق. كور ذهن يقال لبطيء الفهم و الإدراك. كور كيش، يقال لمن يصطحب الأعمى. كور ميش، نوع من جرذان لا يرى.الخ
49 - مرة تلو الأخرى يأتي الأستاذ بكلام من وحي خياله حيث يقول هذه المرة أن البيت في السومرية (أي) بينما نرى الأستاذ المختص (مرشد اليوسف) ينقل لنا نص من إحدى ألواح سومر عن قصة ثعلب يقول لزوجته (چمى تمال) (ÇIMÊ TIMAL) أي (نذهب إلى البيت) و (مال) هنا تتطابق مع نفس الاسم الكوردي (للمال) أي (البيت) و الإنسان الكوردي لليوم إذا أراد أن يشكر أحد على شيء ما قدمه له يقول له (خدا مالد ئاوا بكه ى) أي عمَر الله بيتك، و كذلك كلمة (چمى) أي (نذهب). الإنسان الكوردي ليومنا الحاضر إذا أراد أن يذهب إلى جهة ما يقول مه (چم) أي أنا (أذهب).
50- في النهاية: بقى عدد من الكلمات التي ذكرها الأستاذ و أرى أنها لا تستحق الذكر لأنها غير مترابطة و غير مفهومة، لكي لا يقال أني أفتري على الكاتب سوف أضع سطر من كلامه المتبقي ليطلع عليه : ( كذلك أطلقوا على العالم الأعلى (أنونا) ونرى أن كلمة أن يوجه-en yüce) التركية تفيد معنى الأعلى).
أتساءل من الكاتب لماذا لم يذكر الكاتب في مقاله بجانب الكلمات التي ذكرها و يزعم أنها كلمات مشتركة بين السومرية و التركية والتركمانية؟ أسماء (الملوك) و (الأبطال) والشخصيات المهمة في تاريخ سومر (كغوديا) الملك و (كلگاميش) البطل و صاحبه (انكيدو) و (أتنوپيشتم) الذي يملك سر الخلود و (اورشنابي) الملاح و اسم والد كلگاميش (لوگالبندا)، الخ إن الكورد يذكرون هذه الأسماء بفخر واعتزاز لأن جلها لا زالت لها نفس المعاني التي في اللغة السومرية وتتطابق مع لغتهم نطقاً ومعنى.
لقد أشار أحدهم إلى عنوان المقال وقال أن سومر أقدم من ايلام (عيلام) لذا عنوان المقال (ولدت الحضارة السومرية من رحم حضارة ايلام الكوردية) غير صحيح. و أيضاً صاحب المقال التركماني قال في تعليقه على مقالي أن عنوان المقال خطأ نسي أنه كتب ذات مرة عن ايلام مقالاً قال فيه: حضارة عيلام و اسمها باللغة الفارسية : ايلام وفي اللغة الكوردية ئيلام . ثم أضاف حضارة عيلام هي من اقدم الحضارات البشرية و هي تمتد من منطقة خرم آباد و نهر سيمره إلى عيلام في إيران إلى مناطق الكوت و بغداد و خانقين و كركوك و بابل في العراق و يعتقد أنهم أصل الأكراد و كذلك السكان الأصليين في إيران و في شمال و شرق العراق الحالي. هذا كلامه بالنص لكنه في نهاية هذا المقال قال أن هذه الحضارة ترجع إلى صنف من أصناف الأتراك. لقد قال العلامة المستشرق الروسي الپروفيسور (فلاديمير مينورسكي) (V.F.Minorsky) : (1966 -1877) بحق هؤلاء الأتراك كلام يدين ادعاءاتهم حيث قال هذا العلامة بالنص : في أية بقعة من الشرق القديم يُكتشف أثر تأريخي سرعان ما يدعوا الأتراك انتمائهم له.
نحن هنا سوف نوضح هذا الجانب وفق المصادر، لأن التطرق إلى التاريخ يجب أن يكون بمصدر، وإلا كيف نتحدث عن تاريخ مضى عليه آلاف السنين لم نكن موجودين في حينه، لذا يجب على من يخوض في هذا الحقل، أن يأتي بمصادر أهل الاختصاص في هذا المضمار وإن تعذر عليه الإتيان بالمصادر، يجب أن يقول كلام يقبله العقل و المنطق على سبيل المثال و ليس الحصر، هناك من يقول بدافع الجهل بالتاريخ أو بدافع عنصري، أن الايلاميين في زمن الآشوريين ليسوا بايلاميي اليوم أي لم يكونوا من الكورد كما هم اليوم، أن أصحاب تبني هذا الفكر الخاطئ لو يملكوا معلومات عن ايلام و تاريخ ايلام لخرجوا بشيء آخر غير الذي هم عليه، توجد في ايلام أسماء قديمة كما في بقية مدن كوردستان، مثال ممر الذي يسير من خلاله الإنسان إلى داخل مدينة ايلام إلى اليوم هذا الممر يسمى عند أهل ايلام ب(كل آشوري) لربما لا يعرف العربي معنى هذا الاسم وهو يعني (الممر الآشوري) لماذا سمي بهذا الاسم لأن الآشوريين قبل الميلاد بقرون عديدة و حسبما جاء في التوراة قضوا على هذه الدولة وقتلوا أهلها، يتضح أن تلك التسمية جاءت من هذه الواقعة حيث هجم الآشوريون من خلال ذلك الممر الجبلي على ايلام، و أهل ايلام لم ينسوا هذه الواقعة الأليمة التي حلت بهم قبل آلاف السنين وإلى اليوم هذا الممر يسمى ب(ممر الآشوري)، نسبة لتلك الفاجعة الأليمة.إن أهل مدينة ايلام إلى اليوم مائة بالمائة هم من الكورد الأصلاء لا يوجد بينهم أحد من العنصر غير الكوردي. حول قدم ايلام في التاريخ يقول المستشرق البروفيسور الإنجليزي (ادوارد براون- Edward Granville Brawne) عاش بين سنوات (1862- 1929) شخصية ذات شهرة عالمية كان يجيد عدة لغات منها الفارسية و العربية و كان أستاذاً في جامعة كامبرج،(Kambirg university) صاحب الكتاب الشهير (تاريخ الأدب في إيران) ذا الأجزاء الأربعة :إن الآثار التي اكتشفت في شوش (سوس) ايلام تقدر أعمارها ب(20) ألف سنة، ويضيف هذا البروفيسور إذا تستمر التنقيبات في شوش بلا شك سوف يعثر فيها على أدوات و أشياء من الحضارات السحيقة أقدم من الأشياء التي اكتشفت. أيضاً يذكر (حسن بيرنيا) في كتابه (تاريخ إيران) ص (22) نقلاً عن دمرگان (J.Demorgan) الذي يتحدث عن تاريخ ايلام في عصور ما قبل التاريخ ويقول أن جل الأشياء التي كانت تستعمل في ايلام كانت مصنوعة من الحجر و الطين مثل القارورة و ما شابه وعليها نقوشات ثم يؤرخ دمرگان هذه المصنوعات الايلامية ب(8000) سنة قبل الميلاد. نتساءل هل أن سومر و السومريين ذُكروا قبل هذا التاريخ.؟ ثم كانت ايلام موضع اهتمام البعثات الدولية لدراسة تاريخها العريق لأن كهوفها كانت مأوى للإنسان القديم قبل ملايين السنين عندما كانت الأراضي المنخفضة كسومر وغيرها مغمورة بالمياه ولا توجد فيها حياة، لذا أصبحت عموم كوردستان و منها ايلام موضع اهتمام الباحثين لقد عثر فيها بعثة الآثار الدولية تحت إشراف البروفيسور فرانك هول في سنة (62-1961) على أدوات و أشياء مصنوعة من الحجر تعود إلى العصر الحجري الحديث الألف السابع قبل الميلاد كذلك اكتشفت البعثة قرى مسورة في سهول ايلام تعود إلى نفس الحقبة الحجرية الحديثة. بعد تنقيبات البعثات الأثرية في شوش عاصمة الدولة الايلامية و في مناطق الأخرى التابعة لايلام كدهلران و موسيان و درشهر و هليلان و ايوان و مهران عثر على الاكتشافات التي أبهرت المنقبين الآثاريين حيث عرف العالم قدم هذه الم
[1]