ادعاءات النساطرة (الآثوريون) بين وهم الانتساب إلى الأشوريين وخيال الانتماء إلى العراق 7-9
محمد مندلاوي
كتبت في الحلقات السابقة أن مقال الكاتب النسطوری الذي شتمنا لا يستحق الرد، لعدة أسباب، أهمها الكلام السوقي الذي ورد فيه. ثم التلفيق الذي ملأ به مقاله. لكن الشيء الذي دفعني لكتابة الرد عليه، تلك الأكاذيب و التلفيقات التي وردت في مقاله. فلذا قمت بدحض جميع ادعاءاته الملفقة فقرة بعد أخرى، لأنه حاول من خلال نشر هذه الأكاذيب، خداع و تضليل القراء. فلذا جاء ردي مفصلاً و شاملاً و مستنداً على المصادر الموثقة.
يزعم الكاتب، بأن الكورد حديثي العهد في المنطقة، و ليس لهم تاريخ فيها. لا أعلم كيف يسمح لنفسه ويقول مثل هذا الكلام...؟ يا أستاذ أين تضع آلاف الكتب التأريخية لمؤرخي العالم من الشرق و الغرب، الذين يشهدون فيها لوجود الأمة الكوردية في شرق الأوسط منذ آلاف السنين؟!. فلا ضير، أن نشير إلى عدداً قليلاً منهم، مثال (كزينفون - Xenophon) في كتابه (أناباس) (رحلة العشرة آلاف مقاتل) الذي ذكر الكورد الكردوخيين سنة (450) ق.م. في تلك المناطق التي أنت تنفي أنهم كانوا موجودون فيها في ذلك التاريخ. كلامك الغث هذا يدفعنا إلى السؤال التالي: لماذا لم يذكر (كزينفون) عند إجتيازه بلاد كوردستان غير الكورد؟، لماذا لم يذكر بلاد (آشور) أو (سريان) مثلاً؟ إذا كانوا موجودون في تلك الحقبة التاريخية؟. ثم ماذا تفعل بأبوالتاريخ هيرودوت (Herodouts) (484-450) ق.م.؟ هل تلغيه من صفحات التاريخ، لأنه يتحدث عن الكورد؟ باسم كارداكيس، الاسم حسب النطق اليوناني، لأن الاسم الأجنبي صعب التلفض عند من لا يجيده. و ذكر الكورد أيضاً المؤرخ ألأرمني (موسى الخوريني) الذي عاش في القرن السادس الميلادي. وكتب عن الكورد المستشرق و المفكر ألأرمني (آبو فيان) الذي سماهم فرسان الشرق الفروسية لا تعني هنا القتال و المبارزة فقط، بل هي النخوة و الشهامة و استصراخ الحق. نأتي الآن على ذكر بعض من المؤرخين العرب في صدر الإسلام، الذين ذكروا الكورد في كوردستان، التي كانت تسمى حينذاك بلاد الجبال، لكثرة الجبال فيها. من هؤلاء الفطاحل (ياقوت الحموي) توفى سنة (897) ميلادية، حيث يذكر في كتابه الشهير (معجم البلدان) الشعب الكوردي و بلادهم. ثم أبو الحسن أحمد بن يحيى بن جابر، الشهير بالبلاذري توفى سنة (279) للهجرة، مؤرخ و عالم فاضل وراوية نسابة وشاعر، ذكر في كتابه (فتوح البلدان) الكورد و ديارهم. و ذكر الكورد، المؤرخ و المفسر و الفقيه محمد بن جرير بن يزيد بن كثير بن غالب، الشهير بالطبري (838-923)م ذكرهم في كتابه (تاريخ الأمم و الملوك). و ذكر الكورد المؤرخ الشهير و المعروف بهيرودوتس العرب كما جاء في الموسوعة الحرة، علي بن الحسين بن علي المسعودي (896-957)م. و كتب عن الكورد المؤرخ الرحالة محمد بن عبد الله بن محمد الطنجي المعروف بابن بطوطة (1304-1377)م. كتب عنهم و عن بلادهم . كذلك كتب عن الأمة الكوردية اليعقوبي و ابن حوقل و البلخي والإدريسي و مئات بل آلاف غيرهم من المؤرخين و المستشرقين من شرق الأرض و غربها. سؤال يتبارى إلى الذهن، أإلى هذا الحد يدفع الحقد بالكاتب أن يلفق في وضح النهار؟، و يضع نفسه في موقف لا يحسد عليه. بهذه الطريقة الساذجة تحاول تلويث الصفحات الناصعة من تاريخ الأمة الكوردية؟. كان الأجدر بالأستاذ، قبل أن يكتب كلام فنتازي من وحي خياله، أن يبحث و يفتش في الكتب الآرامية القديمة التي ألفت قبل(2000) سنة، وهي موجودة في الأديرة و الكنائس بكثرة. يقول العلامة (محمد مردوخ) في كتابه الشهير (تاريخ كورد وكوردستان) إن اسم الشعب الكوردي كان يلفظ و يدون حسب لغة ذلك الشعب. مثال الأكديين قالوا: (كردرا) (گوتي) يا (گودي) نسبة إلى جبل جودي. (الآشوريون والآراميون) كانوا يطلقون عدة اسماء على الكورد: گوتي. كوتي .كورتي .كارتي .كاردو. كاردا. كاردان. كاردا.كارداكا. الفرس قالوا: ( كورتو. كورتوي. كورداها. كوردراها.سيرتي). الروميون قالوا: كاردوسوي. كاردوشي. كاردوخوي. كاردوك. كاردوكيا.كوردوكي.كاردوخي). الأرمن قالوا: (كوردوأني. كورخي. كارخي.كورتيخ.كورچخ). العرب قالوا: (كرد. كورد. كردي. كوردي. جورد. جوردي.كاردوي.باكاراد.كارتاويه). الروس قالوا: (قورت.قورد.قرت). إن العديد من المستشرقين يؤكدون على أن هذه الاسماء، كانت تطلق على شعب
ألم تقرأ يا أستاذ كتاب (نزهة القلوب) لحمدالله المستوفي (682-750) للهجرة ذكر بالنص اسم كوردستان كما ننطقه اليوم. ذكر ضمن حدود كوردستان إقليم شهرزور الذي تسميه أنت شمال العراق. قبل (حمد الله المستوفي) ذكر اسم كوردستان الرحالة الإيطالي (ماركوبولو) (1254- 1324)م. نشرت في مقال السابق كان تحت عنوان (ولدت الحضارة السومرية من رحم حضارة ايلام الكوردية) خارطة لعالم اسمه (محمود الكاشغري)، وهو ليس كوردياً، أنه من بلاد كاشغر، بلاد تقع على حدود الصين. هذا العالم ألف كتاباً في بغداد سنة (1072-1074) ميلادية،أي قبل ما يقارب ال(1000) سنة تحت عنوان (ديوان لغات الترك) وفيه توجد خارطة و فيها أراضي الشعوب العريقة في الشرق الأوسط، وفيها توجد بلاد الكورد (أرض الأكراد) أي كوردستان وانها تتاخم (أرض الشام) وأراضي دول أخرى. إن هذه الخارطة تفضح كذب و تلفيق كل من يحاول زرع الشكوك بوجود الشعب الكوردي على أرضه كوردستان. حيث يزعم الكاتب النسطوري أن الكورد غير موجودين في جنوب كوردستان (العراق) إلا في مئتي سنة الأخيرة. يظهر من خلال ادعاءات الكاتب أنه لا يواكب الحضارة فلذا لا يعرف أن الكذب ليس له مكان في عالم الإنترنيت. اكتب في ال(Google) كردستان في الخرائط القديمة ستظهر لك خارطة الكاشغري إنظر إليها واحكم بنفسك رغم اني أعرف مسبقاً نوع الحكم الذي يصدر من أمثالك. وتشاهد أيضاً خرائط أخرى لكردستان رسمها الرحالة و المستشرقين الاوروبيين منذ قرون عديدة. مثال خارطة الإنجليزي (جون سينكس) (1687-1740)م. وخارطة الدولة العثمانية (The Ottoman .(Empire,1481-1683 والخارطة موجودة في كتاب (العراق بين احتلالين) الجزء الأول ص (536) لمؤلفه (عباس العزاوي) هذه الخارطة تظهر منطقة شرق الأوسط في زمن حكم المغول وفيها مرسوم وطن الكورد كردستان إلى جانب الأوطان الأخرى.هناك العشرات من هذه الخرائط التي لا تقبل الشك رسمت فيها بوضوح الوطن الكردي، كوردستان. هل يوجد عند الكاتب خارطة مثلها، تذكر (الآشوريين) بالاسم، منذ التاريخ الذي ذكرناه،!!!. إن وجد انشروها نحن ننتظر. شريطة أن لا تأتي بخارطة وهمية من زمن آشور القديم التي تدعي انتسابك له. نريد خارطة منذ عصر السيد المسيح أو العصور التي أعقبته. لأنكم تدعون بأن الملك أبجر كان (آشورياً) طيب إبرز لنا خارطة محايدة تشير إلى أبجر وآشوريته. سأنقل لك نص من كتاب المسالك و الممالك للبلداني أبو عبيد البكري، عبد الله بن عبد العزيز بن محمد البكري، نسبة إلى بكر بن وائل عاش بين (1014- 1094) ميلادية يذكر في كتابه المسالك والممالك إلى وجود الكرد في: أرض الدينور و همدان وبلاد أذربيجان وبلاد الشام وبأرض الموصل إلى جبل الجودي. ماذا يقول الكاتب النسطوري في هذا المصدر الذي يذكر وجود الكورد في موصل وفي بلاد الشام أيضاً. أتعرف أن هذا المصدر الذي يذكر تاريخ وجود الكورد في بلاد الشام، يسبق تاريخ و جود الأتراك في ما تسمى ب(تركيا) اليوم. أما حديثك عن بعض الكورد، قد هربوا من بطش الأتراك، من شمال كوردستان (تركيا) إلى غرب كوردستان (سوريا) ما الضير في هذا، أي إنسان فرد أو جماعة عندما تحل به مصيبة يلجأ إلى إخوانه ولا يلجأ إلى الغريب، هؤلاء اضطهدوا في شمال كوردستان على أيدي الأتراك لجئوا إلى إخوانهم في غرب كوردستان. كيف تلغي اسم جبل الكرد في (سوريا)؟ الذي جاء في الوثائق العثمانية باسم (كرد داغ) جبل الأكراد الجبل في اللغة التركية (داغ) و الكرد اسم الشعب، مثل اسم جمهورية (داغستان) في روسيا الاتحادية، يعني بلاد الجبال. و ذكر اسم جبل الكورد في (سوريا) في منتصف القرن التاسع عشر الكاتب و المستشرق و الدبلوماسي و المؤرخ الروسي (قسطنطين ميخائيلوفيتش بازيلي). ثم القلعة المعروفة ب(حصن الأكراد) في سوريا لقد سكنها الأكراد سنة (422) للهجرة - أي قبل أكثر من (1000) سنة - في زمن حكم بني مرداس العربية فكان الحاكم نصر بن صالح بن مرداس ولقبه شبل الدولة. أنك تزعم أن جميع مؤرخي العالم يقولون أن الكورد لم يسكنوا هكاري و طورعابدين و شمال العراق حتى بدايات القرن الثامن العشر وهذه المناطق كانت خالية من الوجود الكوردي. لماذا لم تأتي لنا باسم مصدر، ولو يتيم، من أحد من هؤلاء المؤرخين العالميين، لنعرف من أين استقى هذا المؤرخ الفنتازي معلوماته الفنتازية، هذا إن وجد احد سمح لنفسه و نطق بمثل هذا الكلام الذي لا يقوله عاقل و لا حتى الإنسان البسيط، فكيف بمؤرخ. أنا ذكرت في هذا المقال بإيجاز المناطق الكوردستانية التي يزعم الكاتب أن الكورد حديثي الوجود فيها، ولم أذكر عموم كوردستان، وإلا هناك مصادر عديدة تذكر الكورد وبلادهم كوردستان قبل هذا التاريخ بعشرات القرون.
إن الأستاذ الكاتب، يمد قلمه حيث يذهب خياله النرجسي. يتنبأ لنا بالآتي من الأيام العجاف، قائلاً: ويشتطّ بالأكراد الخيال الجامح، وهم في هذيان صرعهم القومي، فتمتد أطياف أحلام اليقظة لديهم من المحيط إلى الخليج. بهذا الخطاب الكردي المقيت والمقزز بدأ الأكراد، سياسيين ومثقفين، يجلبون على أنفسهم وشعبهم، رويدا رويدا، نقمة وسخرية كل شعوب المنطقة بدون استثناء. وبهذا الخطاب، أيضا، بدءوا يتقوقعون في شوفينيتهم الذاتية حتى لن يجدوا لهم نصيرا أو صديقا في الآتي من الأيام. و يوم ذاك سيكون الندم وصرير الأسنان بعد فوات الأوان.
الأستاذ يسطر الكَلَم، دون أن ينظر أو يراجع اتهاماته الجوفاء، التي يكيلها على الكورد، بدون وجه حق. يا أستاذ هذه هي العنجهية والاستعلاء بعينها.إن كلامك العابث، الذي تتفوه به ضد الكورد، لم يقله حتى محتلي كوردستان. لم يقولوا يوماً من الأيام، أن الخطاب الكوردي مقيت و مقزز إن هذا الكلام الوسخ، يوجد في رأسك وعلى لسانك المحشو بالأوهام و التفاهات. ثم دعنا نتساءل بكل وضوح، أين هؤلاء الأصدقاء الذين يناصرون الشعب الكوردي و قضيته العادلة؟ لم نشاهد في يوم من الأيام إن تياراً ليبرالياً قد تبلور داخل هذه الشعوب، ليناصر و يؤازر الشعب الكوردي و قضيته العادلة. هناك بعض الأشخاص، لا يزيد عددهم، على عدد أصابع اليدين، يؤازرون الكورد. والشعب الكوردي يدين لهم بالشكر و الامتنان، لمواقفهم النبيلة والشجاعة لكنهم معدودين ليسوا تياراً مؤثراً في الشارع، بينما في الدول الغربية، هناك تيارات متعددة، تناصر الشعوب التي ترزح تحت نير الاحتلال، أو التي تحت وطأة الأنظمة الاستبدادية. نقول للكاتب النسطوري و لمن على شاكلته، اطمأنوا، أن الكورد عند المواجهة مع محتليهم و أعدائهم، لا يخسرون غير قيودهم التي كبلوا بها. ثم ألا تعرف يا أستاذ أن الشعب الكوردي شعب في مرحلة النضال، يناضل من أجل التحرر من الاحتلال الجاثم على صدره. هل هذا يسمى عندكم إشتطاطا؟. إذاً ماذا تسمون نضال الشعوب، من أجل التحرر هل أن الكورد مهيمنون على دفة الحكم في دولة ما و يسعون من أجل تحويلها إلى إمبراطورية غاصبة لكي يقال عنهم يشتط بهم الخيال و تأخذهم جنون العظمة؟!. إن الأمة الكوردية يا أستاذ، أمة تملك وطن محتل، اسمه كوردستان، يمتد تاريخياً من سواحل خليج هرمز (الفارسي)، إلى سواحل بحر الأبيض المتوسط. كما في خارطة (شرفخان البدليسي)، التي وضعها قبل أكثر من (400) سنة و أهداها إلى شاه (إسماعيل ألصفوي)، شاه إيران حينذاك. هذا الوطن مغتصب من قبل أربع دول، اثنان منهما، يحكمهما نظامان عربيان هما سوريا و العراق، بالنسبة للعراق، وافق الشعب بالنظام الفيدرالي، الذي يوزع المسؤوليات بين حكومات الأقاليم و حكومة الإتحاد و الدستور هو المرجع في حال حدث أي خلاف بين الإقليم و المركز. في الحقيقة أن الإنسان العربي لا يستسيغ النظام الفيدرالي التقدمي، كأسلوب ناجح لإدارة البلد، فلذا تواجه هذه التجربة الناشئة بعض الصعوبات من الجانب العربي داخل العراق و خارجه وهذه الصعوبات تأتي كما أشرنا إليه بسبب عدم معرفتهم بخصائص النظام الفيدرالي، حتى أنهم لا يملكون مصطلحاً و مفهوماً واحداً لهذا النظام، كما عند شعوب العالم الأخرى. بهذا الصدد يقول الدكتور (محمد الهماوندي) في كتابه (الحكم الذاتي و النظم اللامركزية الإدارية و السياسية) ص (159): لم يتفق فقه القانون العام العربي على مصطلح موحد يقابل المصطلح الإنجليزي (State Federal) أو الفرنسي (Etat Federal) فهناك من يطلق عليها (الدولة الاتحادية) أو (الاتحاد المركزي) و (الدولة الفيدرالية) و (الاتحاد الفيدرالي) و (الاتحاد الدستوري) و (الدولة التعاهدية) انتهى الاقتباس. نأمل أن يتطور هذا الأسلوب الراقي في حكم البلد، ويدرك الجانب العربي بشقيه الشيعي و السني، أن هذا النظام، هو أنجح نظام في العالم لإدارة الدول. نأتي على وضع الشعب الكوردي في غرب كوردستان (سوريا)، حيث أنه صعب، وصعب جداً، لأن النظام العروبي الحاكم،لا يعترف بوجود ثلاث ملايين من الشعب الكوردي، الذي يعيش على أرضه في غرب كوردستان، منذ أكثر من نصف قرن، تستعمل الأنظمة المتعاقبة على دست الحكم في هذا البلد أقسى أنواع القهر و الاستبداد ضده. نتساءل هل النضال من أجل التحرر من ربقة الاستعباد هو مقيت و مقزز عند النصارى؟. ثم هل سمع الكاتب النسطوري الخطاب السياسي الكوردي ملياً و تمعن فيه، حتى يبني عليه رأيه و يكون عنده جواباً مفعماً له. أم أنه يحكم على الخطاب السياسي الكوردي من خلال قراءته لبعض المقالات، لكتاب الكورد. الخطاب السياسي الكوردي واضح وضوح الشمس في كبد السماء، لأنه لا يخرج إلا من الذين يملكون القرار السياسي الكوردستاني، وهؤلاء هم الذين يتبنون هذا الخطاب، وليس الكتاب و المثقفين. مثال الخطاب السياسي الكوردستاني في شمال كوردستان (تركيا)، صاحب هذا الخطاب، هو حزب سياسي عريق، له الملايين من الأعضاء والمؤيدين و المآزرين، اسمه (حزب العمال الكوردستاني)، المعروف اختصاراً .(P K K) هل قرأ الكاتب أدبيات هذا الحزب؟ واستمع إلى خططه للسلام مع الجمهورية التركية، هل طالب هذا الحزب بضم اسطنبول إلى خارطة كوردستان؟ كلما يسعى من أجله الحزب، هو أن يتمتع الشعب الكوردي، بحق تقرير مصيره على أرضه التاريخية، و التي هي محتلة، من قبل جمهورية (تركيا). و الخطاب السياسي الكوردي في غرب كوردستان (سوريا)، تتبناه الأحزاب الكوردية فيها، و يدعو هذا الخطاب إلى منح الكورد حق المواطنة أسوة ببقية الشعب السوري لكن النظام يرد على متبني هذا الخطاب بالقمع و الاغتيالات و الإلغاء وإصدار مجموعة من القوانين الشاذة من أجل مسخ هويتهم القومية وانتمائهم الوطني. بالنسبة للكورد في شرق كوردستان لهم ممثلهم الخاص وهو صاحب القرار السياسي. إن الأستاذ النسطوري يعدنا بالويل والثبور إذا لا نرفع راية الاستسلام. حيث يهذي، و يقول أن الكورد سيجلبون على أنفسهم، نقمة و سخرية شعوب المنطقة. يا هذا، أصحى و استيقظ من سباتك و غفوتك وأنظر و اقرأ في وسائل الأعلام جيداً هل يمر يوماً ما دون أن يذكر الشعب الكوردي وعدالة قضيته يا أستاذ ابحث في بواطن كتب التاريخ جيداً، لتعرف و تتعلم عن أي شعب تتحدث أنت. أنا سردت باختصار ما عانه الكورد على أيدي القتلة المجرمين، ولم ينتهي و لم يستسلم، و وقف في ساحات الوغى كالطود الشامخ، واجه الأوباش بصلابة، كصلابة جبال كوردستان. يا هذا الكورد شعب تفولذ بالنضال؟. لم تقضي عليه السيوف القادمة من الصحراء عبر الفرات. و لا جبروت الفرس الهخامنشيين و أحفادهم. ولا وحشية جيوش المغول سفاكي الدماء، ولا جرائم أحفادهم الأتراك. ولا وحشية العروبيين الذي استخدموا ويستخدمون كافة أنواع الأساليب الفتاكة ضدهم. الآن يأتي صعلوك، اتخذ لنفسه جحراً في استراليا، يتصور بكلامه هذا سوف يعتري الكورد هاجس الخوف من محتليهم و أذنابهم. خسئت يا خاسئ و من يدفعك لمثل هذا الكلام المنكر الذي لا يخرج إلا من فم أمثالك. إن هذا العاق يزعم أن الفرق بين (الآشوري) و الكوردي أن (الآشوري) يقف على أرض صلدة جذوره تمتد في أعماقها آلاف السنين. يا هذا يستحسن بك و بغيرك من النساطرة، أن تثبتوا أولاً للعالم، كيف أنتم امتداد للآشوريين. في حين أن معظم المؤرخين، وعلماء الآشوريات، يرفضون دعواتكم هذه، بأنكم امتداد للآشوريين، بل يعدونكم طائفة من النساطرة. أنظر إلى (سي.جي.أدموندز) مستشار وزارة الداخلية في العراق بين سنوات (1935-1945) ماذا يقول في كتابه الشهير (كورد و ترك و عرب) ص (7) ترجمة الأستاذ الكلداني جرجيس فتح الله المحامي: أما المسيحيون النساطرة الذين عرفوا في إنجلترا (بريطانيا) باسم (الآثوريين)؟؟؟ فقد كانوا يحتلون إقليم هكاري. انتهى الاقتباس. لاحظ هنا قول المسئول البريطاني العراقي كيف يقول أنهم أطلقوا هذه التسمية –أثوريين- على النساطرة، يا أستاذ، أن أردتم تصبحوا آشوريين في القرن الواحد والعشرون؟ يحتم عليكم، تثبتوا هذا للعالم بأسلوب علمي أكاديمي، وليس مجرد إدعاء عاطفي. قالوا أن الكلام إذا قيل ولم يسمع أحد يجب قوله مجدداً لذا لا بأس، أن أكرر الكلام الذي قلته سابقاً،حتى يترسخ في عقول وأذهان هؤلاء المساكين، لربما يجدوا له جواباً عند...؟!. يدعي الأستاذ إن (الأشوريين) يقفون على أرض صلدة، جذوره تمتد في أعماقها آلاف السنين، لكنهم على أرض الواقع خلاف ما يزعم الكاتب، حتى في أبسط الأشياء التي تتعلق بهم، وهي هوية الإنسان، اسمه، كأسماء أبناءهم وبناتهم، هي أسماء غربية أوروبية، ليست فيها أصالة وحس قومي أو انتماء وطني، كما يدعي الكاتب، أن دل هذا على شيء أنما يدل على أن هؤلاء ليسوا بشعب أو أقلية قومية بل هم طائفة دينية. على سبيل المثال وليس الحصر، نذكر بعضاً من هذه الأسماء : جورج و أنطوان و جورجينا و أريانوس و فيكتوريا و روجينا و فيليكس و باتريك و فلاتين الخ. رب قائل يقول ما الضير بان تكون بعض الأسماء أجنبية، ونحن نقول أيضاً لا ضير فيها، لكن هؤلاء النساطرة جل أسمائهم أسماء أوروبية. هذا يؤكد لنا أن هؤلاء،لا يملكون خصوصية لذاتهم و لشخصيتهم، فلذا يستعيرون هذه الأسماء الأجنبية ثم يتشدقون بها دون دراية منهم ماذا تعني هذه الأسماء، ثم يأتي الأستاذ يدعي زوراً أنهم يقفون على أرض صلدة، لكن في الواقع لا يملكون حتى اسماً لأبنائهم وبناتهم، حيث يستورده من أوربا و أمريكا كما أسلفت ليس من عيباً أن يسمي الإنسان بهذه الأسماء الأجنبية. لكن العيب يدعون أنهم يملكون الأصالة و التاريخ، ثم يستعيروا جل هذه الأسماء من الغربيين، الذين لا يملكون الأصالة و التاريخ و حديثي العهد، واعتنقوا الدين المسيحي ألف سنة بعد انتشاره في شرق الأوسط. أليس هذا يفضح زيف ادعاءات الكاتب بالأصالة و التاريخ القديم؟ لأنها – الأسماء- لم تفرض عليهم بحد السيف، بل هم الذين استعاروها من الغربيين بمحض إرادتهم، لو كان الكاتب صادقاً في أقواله بأنهم قومية لها خصوصيتها و تراثها و لغتها وعاداتها، لكانت جل تلك الأسماء تستنبطوها من تلك الأصالة و التراث التي تدعيها زوراً وبهتاناً، و ليست أسماء لملوك وأمراء وشخصيات غربية أوروبية غريبة. لنذكر شيء آخر الذي يفضح زيف إدعائهم الذي يدعونه، بأنهم ليسوا كورداً، وهو الزي الذي يرتدونه. من المعروف أن الزي الذي يرتديه الإنسان ليس فقط يقيه من البرد و يستر عورته، بل يعتبر أيضاً هويته القومية. على سبيل المثال العربي يلبس الكوفية و العقال و الثوب الواسع لأن مناخ شبه الجزيرة العربية يفرض عليه هذا النوع من اللباس، ويسمى الزي العربي. بينما الزي الكوردي خلاف الزي العربي،لأن بلاد كوردستان بيئتها الجبلية تختلف عن البيئة العربية فلذا يحتم على الإنسان الكوردي أن يرتدي زي يناسب بيئته كالسروال و (پشتين) حزام الظهر و (چه مه دان) طاقية و بقية ملحقاته، و الذي يسمى في العالم، الزي الكوردي. كذلك الشعوب الأخرى، كل له زيه الخاص، الذي يعرف به. بينما هؤلاء النساطرة في كوردستان يلبسون الزي الكوردي. في سوريا و المدن العربية يلبسون الزي العربي. وهكذا في كل دولة يلبسون الزي السائد فيها. أعتقد اتضح الآن أن النساطرة (الآثوريين) ليس لهم زي خاص بهم حتى يسمى الزي النسطوري أو أي شيء آخر. هذا يدل على أن هؤلاء ما هم إلا أبناء تلك الشعوب التي يعيشون في كنفها، في كوردستان هم من الكورد وفي البلدان العربية هم من العرب الخ. حول ارتداء النساطرة للزي الكوردي يقول المهندس (اي.ام.هاملتون) في كتابه (طريق في كوردستان) ص (248): دخل علي زعيم التياريين – للنساطرة اسم آخر وهو تياري- مالك إسماعيل وهو رجل عجوز متكئا على ذراع ابنه وقوراً مهيب الطلعة يرتدي كعادته زيه القومي وهو الزي الكوردي. انتهى الاقتباس. أعتقد أن الكلام واضح كالشمس لا يحتاج إلى تعليق. إن هؤلاء النساطرة يختلفون في شيء واحد فقط عن أبناء جلدتهم الكورد وهو اعتناقهم الدين النصراني. لو يغير النصراني النسطوري (الأثوري) في يوم من الأيام دينه، في ذات اليوم الذي يغير فيه دينه، يتخذ لغة ذلك الشعب الذي يعتنق دينه،لأنه في الأصل ليس لديه انتماء قومي، أن انتمائه النسطوري (الأثوري) هو انتماء طائفي ليس إلا. نكرر الذي قلناه سابقاً، وهو حساب العدد. إن هؤلاء النساطرة يزعمون أنهم أحفاد الآشوريين القدماء. المعروف للقاصي والداني أن الآشوريين القدماء كانوا من العنصر السامي، كالعرب و اليهود و الأحباش الخ فلذا يجب إن تكون لغتهم و ثقافتهم، كما الشعوب السامية، لكننا نشاهد أن النسطوري إذا يحسب، يحسب على الطريقة الكوردية،على سبيل المثال الإنسان السامي عند العد يقول واحد وعشرون اثنان وعشرون الخ. بينما النسطوري (الأثوري) يحسب على الطريقة الكوردية يقول عشرون و واحد عشرون واثنين الخ. حتى اللغة، أن الآشوريين القدماء، تكلموا باللغة الأكدية، لغة انقرضت منذ عصور قديمة. هؤلاء النساطرة، يتكلمون الكلدانية، لغة الكنيسة والطقوس الدينية.
يقول الأب (اغناطيوس ديك) في كتابه الشرق المسيحي، طبع بيروت سنة 1975 ما يلي: إن النساطرة الذين نجوا من مذابح تيمور لنگ سنة (1336-1405) ميلادية الذي قضى على جماعاتهم في إيران و العراق لاذوا بالفرار إلى الجبال في مناطق كوردستان و بحيرتي أرومية و وان، وهم الآن أقلية مشتتة مابين إيران و العراق و سوريا و القفقاس. لاحظ هذا العالم الدين المسيحي، يقول مسيحيي إيران و العراق، أي الكورد المسيحيين في العراق وإيران. بعد المذبحة هربوا إلى المناطق الوعرة في الجبال، وهذه طريقة كوردية منذ الأزمنة الغابرة، حين يتلقون ضربات من أعدائهم يلجئون إلى الجبال. في العصر الراهن شاهد العالم قوات المقبور صدام حسين، عندما هاجمت الشعب الكوردي بالأسلحة الفتاكة، لم يكن أمام الشعب خيار آخر غير اللجوء إلى أعماق جبال كوردستان. هذه طريقة كوردية منذ القدم، للتخلص من القتل على أيدي الأوباش يلجئوا إلى الجبال و يتحصنون فيها. لماذا نقول أن هؤلاء من الكورد و ديانتهم مسيحية، بدليل إن الآشوريين القدماء لم يكونوا من سكنة الجبال و أصلهم من شمال جزيرة العرب ومنها قدموا إلى المناطق الكوردية على ساحل دجلة. أي هم في الأصل من سكان الأراضي المنبسطة. عندما نزحوا في العصور القديمة إلى كوردستان لم يستوطنوا في أعالي جبالها، بل اتخذوا من الأراضي الكوردية المنخفضة موطناً لهم، كسهل موصل قرب ساحل نهر دجلة، و بعد أن قويت شوكتهم وبدؤوا يشنون الغزوات على بلاد الكورد، كانوا يبيدون المدن الكوردية عن بكرة أبيها، ثم يرجعون إلى الأرض التي استوطنوها على ساحل دجلة ولم يقيموا في تلك المناطق العالية من بلاد الكورد التي نهبوها و قتلوا أهلها، لأنهم كما أسلفنا من سكان الأراضي المنبسطة لم يعهدوا السكن في أعالي الجبال. يقول الكاتب النسطوري إن العراق قد ولد من رحم الحضارة الآشورية لهذا فهو يفديه بروحه ودمه،ويقدسه كأيقونة من صنع يد الله، مديح ما بعده مديح من الكلام الغث و المزور، طيب بعد كل هذا الكلام عن العراق لماذا لم تقل لنا ماذا يعني اسم العراق بالآشوري أتعلم أن اسم العراق أطلق على هذا البلد بعد القضاء على الآشوريين سنة (612)ق.م. في زمن طويل. أي عندما سمي البلد بهذا الاسم (العراق) لم يكن آشوري واحد موجود على وجه الأرض، فلذا ادعاءك باطل كبقية ادعاءاتك المزيفة. ماذا، أتريد كالعروبيين تصدع رؤوسنا بكلام مزور و كذب فاضح، تدغدغ به مشاعر النصارى الذين ناشدوكم و طلبوا منكم أن تكتبوا رداً على هذا (المنافق) الكوردي. تدعي أنك تفدي عراق بدمك و روحك، سوري يفدي العراق بدمه لما لا تفديه وأنت في أستراليا لم تقل لنا كيف تفدي العراق و أنت بعيد عنه آلاف الكيلومترات عبر الانترنيت مثلاً. أليست هذه هلوسة؟. إذا تحبون العراق و تفدونه بالدم والروح لماذا الهروب إلى كوردستان وطلب الحماية من الكورد (أعدائكم)؟ لينقذوكم و يحموكم من العروبيين القتلة، بإمكانكم أن تبقوا في أماكنكم في بغداد وتفدوها بدمائكم وأرواحكم، لماذا لا تترك أستراليا وتأتي إلى أيقونتك التي صنعها الله لك وتفديها بروحك و دمك لتنال حب الله و تعيش معه في سماء المجد طول الدهر؟. ثم وصفك للعراق كأيقونة من صنع يد الله نحن قلنا مثل هذا الكلام سابقاً عن بغداد، حيث أن بُناتها الأوائل من الكورد واسمها اسم كوردي (بغ) اسم (الآلهة) في اللغة الكوردية القديمة فعندما بنوا الكيشيين الكورد هذه المدينة الجميلة قرب دجلة قالوا بغ داد بغداد أي أن (بغ) منحنا هذه المدينة الجميلة التي تشبه الجنة على الأرض فبغ اسم (الآلهة) و كلمة داد إلى اليوم في اللغة الكوردية تعني العطاء. يؤكد هذا أيضاً (ناجي جواد) في كتابه (بغداد سيرة و مدينة) ص (12) ما يلي: أن كلمة (بغداد) آرية الأصل وأن الكيشيين استعملوها أول مرة في مستهل (الألف الثاني ق.م) و معناها (عطية الله). مثال اسم (خداداد) خدا اسم الله و داد عطاء، كذلك اسم (الآلهة) القديم عند الكورد مهر، واسم مهرداد، أي عطاء مهر.
[1]