الفن هوية القومية 1-3
محمد مندلاوي
اليوم هو 21-08-2013، كالعادة، قمت بإلقاء نظرة على عدة مواقع الكترونية وما تنشرها من الأخبار والمقالات المتنوعة ، فوجدت أن أحدهم ويدعى د. محمود القبطان قد كتب مقالاً في تاريخ 19-06-2013 تحت عنوان لا تخلطوا الفن بالقومية كرد على مقالي السابق المعنون پرواز حسين فتاة كوردية من كوردستان ونشره في موقع صوت العراق الأغر. ونحن بدورنا نعتذر منه لعدم ردنا عليه في حينه، لأن المقال لم يقع تحت نظرنا إلا هذه الصبيحة، فعليه، بدأنا منذ هذه اللحظة من تاريخ اليوم المذكور أعلاه بكتابة رد مفصل على مقاله. قبل مناقشة النقاط التي أثارها الكاتب القبطان، أود أن أذكره، أن مقالي المشار إليه أعلاه، كتبته تثميناً و تقديراً للكاتب العربي (محمد عبود) الذي أنصف الكورد وناصرهم في مقاله القيم من خلال دفاعه عن المطربة (پرواز حسين).
ملاحظة: على القارئ الكريم أن يعلم، أن مقالي هذا بحلاقته الثلاث هو رداً على مقال الدكتور محمود القبطان، ومقاله منشور نصاً مع مقالي بجميع فقراته،إن أشكل بعضاً من كلامي على القارئ في إحدى الفقرات، يستحسن به أن يقرأ أعلاه الفقرة التي أرد عليها، لكي يكون مفهوماً عنده مضمون الكلام.
الشيء الآخر الذي يتعلق بشخص الكاتب الذي نحن بصدد الرد عليه، والذي ينشر مقالاته في المواقع الكترونية،لا نعرف أن اسمه الذي يضعه على مقالاته هو اسمه الصريح أم المستعار، لأنه لا يضع صورته الفوتوغرافية بجانب اسمه، وهذا يؤثر سلباً على مصداقية ما يقول، وللقارئ كل الحق أن يشكك بهوية الكاتب المشار إليه أعلاه، لأنه لا يعرف يقرأ لمن؟ و من هو صاحب هذا الاسم فلان الفلاني؟ فالصورة التي تلصق في أعلى المقال، تكون مرآة لشخصه أمام قرائه، فإذا يخاف أن يضع صورته وبجانبها اسمه الصريح، فالأفضل له أن يترك هذه المهنة لأصحابها، لأن الشيء الأول والأساسي في كتابة المقالات، هو أن لا تهاب أحداً، إن كان فرداً، أو منظمة، أو دولة، حتى توصل رسالتك إلى المتلقي على أكمل وجه، اسماً، وصورةً، وكلمةً. وفيما يتعلق بشخصي في هذا المضمار كمحمد مندلاوي، لا أهاب أحداً قط، أقول كلمتي تحت اسمي الصريح وصورتي الواضحة، بدون أن يرف لي جفن، البارحة قبل نشر هذا الرد، كتبت مقالاً باللغة الكوردية، انتقدت فيه القيادات الكوردية حتى بشيء من السخرية، وكذلك في مقالاتي التي أكتبها باللغة العربية، لا أحيد عن قول الحقيقة قيد شعرة. فلذا، نقول للسيد القبطان، إن كنت تريد أن تكون لمقالاتك جمهور من المتابعين، افعل كما قلت لك، وكذلك عرف نفسك بالقارئ لأية مدرسة فكرية تنتمي، رغم أن القارئ النبيه يرى هذا بين سطور مقالاتك أنك شيوعي الهوى، وهذا ليس عيباً أو خطأ، أن تقتني فكراً محدداً، لكن العيب، أن شيوعياً قحاً يصلي ويصوم، ويحج إلى مكة. وفيما يتعلق بشخصي، لم أستورد فكراً غريباً علي وعلى مجتمعي من الخارج، منذ سن السادسة عشر من عمري، وأنا قومي كوردي Nationalist kurd)) وقلت هذا مراراً وكراراً على رؤوس الأشهاد، وأفتخر به علناً، لكني لست كالقوميين العرب، لا أحقر القوميات الأخرى، ولا أدعوا إلى هضم حقوقها، بل أجلها وأحترمها بقدر عطائها المثمر في الماضي والحاضر، ودورها الإيجابي في التاريخ، وكذلك أذمها بقدر تهاونها وعدم استصراخها للحق حين يجب أن تصرخ بأعلى صوتها وتعاضد المظلوم، كائن من كان، و أينما كان، وإلا، لا فرق بينها وبين الحيوان الذي يسوق الراعي المئات منه بعصاه دون أي اعتراض منهم، لماذا، لأنه حيوان، لا إرادة ولا عقل له؟.
الآن دعونا نذهب لمناقشة فقرات مقال المدعو د. محمود القبطان، الذي يقول: لا يختلف اثنان على تألق السيدة پرواز حسين في العرب آيدل حيث قدمت اجمل الأغاني وتوجت تألقها بأحدى اغانيها في اللغة الكردية مع زوجها, وقد كتبت حول هذا في 11 حزيران. وقد حاولت أو اوضح أن الفن ليس له قومية أو دين أو طائفة, انه للجميع وهناك من يتقبله وهناك من هو ضده بشكله الحالي أو القديم. وبالتالي على من يريد أن يطبع فن السيدة پرواز طابعاً كردياً قومياً بحت عليه أن يسد أذنيه أمام أي فن راقي آخر وجد ويوجد سواء في العراق أو العالم.
ردي على الفقرة أعلاه: أولاً، أود أن أسأل الكاتب، إذا ليس للفن هوية، لماذا السباق في (عرب آيدل) بين المتسابقين وغالبيتهم من شعب واحد؟ لكن ينتمون لكيانات متعدد، وهذه الكيانات متجذرة فيهم، كل يرفع علمه الخاص، وهويته الخاصة، التي يعرف نفسه بها؟ هذا سوري، وذاك مغربي، والآخر مصري، وهلموا جرى. الأستاذ القبطان في سياق مقاله يتهمني بالتعميم، وها هو الآن في الفقرة أعلاه يعمم، حين يقول لا يختلف اثنان على تألق السيدة پرواز لا يا عزيزي، هناك من يختلف معك في قولك هذا، لأن الكثير من العرب، أغلقوا الشاشة أو انتقلوا إلى قناة أخرى حين ظهرت المطربة (پرواز حسين) في عرب آيدل، ليس لشيء، غير لأنها كوردية، كوردستانية. في سياق مقالك، يتضح من خلال طريقة سردك للكلام، أنك تريد كوردستان بقرة حلوبة للعراق، ولا تستسيغ أنها وطن للكورد بمعزل عن العراق الحالي. في سياق مقالك أيضاً ذكرت ((اللغة الكوردية)) ونحن نسألك، ماذا تعني اللغة؟ أليست الشعوب هي التي تمتلك اللغات؟ طيب، حدد لنا الرقعة الجغرافية التي يتكلم عليها الشعب الكوردي بالغته الكوردية، حتى نوضح لكم إن هذه الرقعة الجغرافية هي كوردستان أم لا؟. يا سيدي، نحن نشكرك و نثمن تشجيعك للسيدة (پرواز حسين) ونتمنى نرى في قادم الأيام الكثير من أمثالك في الأوساط العربية، لكن المسألة ليست بهذه السهولة، حيث تحصرها في أغنية كوردية من هنا أو هناك، بل هي قضية وطن محتل، ونصفه لا يزال يرزح تحت الحكم العربي في العراق، إن كنت تريد أن تستصرخ الحق وتسير على خطى (لينين) عليك أن تقرأ كتبه جيداً، وتطبقها في حياتك اليومية، لأن الرجل كان واضحاً في تعريفه للشعوب والذود عنها، على الأقل نظرياً، حين يقول في كتابه (مسائل السياسة القومية والأممية البروليتارية) صفحة (163): إن حق الأمم في تقرير مصيرها يعني بوجه الحصر حق الأمم في الاستقلال بالمعنى السياسي، في حرية الانفصال السياسي عن الأمة المتسلطة المضطهِدة ويضيف: المقصود بحرية الأمم في تقرير مصيرها هو انفصالها كدول عن مجموعات قومية أخرى، هو بالطبع تكوينها دولاً قومية مستقلة هل يوجد كلام أوضح من هذا؟ هناك عشرات الأقوال لمعلم الشيوعية، يحث فيها الشيوعيين في العالم على مناصرة الشعوب المضطهدة حتى تستقل عن الأمة المتسلطة وتؤسس دولتها القومية المستقلة. في الفقرة أعلاه، يقول السيد القبطان، كلاماً إنشائياً، حيث يزعم أن الفن ليس له قومية أو دين أو طائفة ماذا له إذاً يا سيد القبطان، إذا ليس له قومية، بأية لغة تؤدي المطربة أغنيتها؟ أليست بلغة قومية محددة؟ ثم لماذا تؤديها بلغة ولحن وأداء معروف أنه من الشعب الفلاني أو الدولة الفلانية؟ على سبيل المثال، وأنت تستمع إلى الغناء المصري، حتى لو أغمضت عينيك، ستعرف أن هذا اللحن مصري واللهجة مصرية، وكذلك بالنسبة للغناء اللبناني، والسوري، والمغربي، الخ. الفن يا هذا، هو سلاح من ضمن أسلحة القوة الناعمة، فلذا تغدق عليها الدول ملايين الدولارات لأنه يؤثر في سلوكيات الإنسان ونمط تفكيره، مثلاً، أن الإنسان الكوردي حين يستمع إلى أغنية عربية ويحفظها عن ظهر قلب، حينها يصبح ذوقه وفكره وخلجاته عربية، يفقد بعدها خصوصيته الكوردية، وهذه طامة كبرى، على سبيل المثال عندي صديق في بغداد عضو في حزب الاتحاد الوطني الكوردستاني وهو حزب قومي، إلا أن هذا الصديق بسبب استماعه إلى الغناء العربي فقد جانباً كبيراً من خصوصيته الكوردية، حين أتحدث معه في التليفون يصعب علي فهم مضمون كلامه، لأن ذوقه وفكره فاقد للأصالة، لا أعرف عن ماذا يتحدث، لا هو عراقي على وجه، ولا هو كوردستاني على وجه. و بعد انتهاء دوامه في مكتب الحزب المذكور، يقطع خمسة كيلومترات مشياً على الأقدام إلى مقهى أم كلثوم الواقعة في شارع الرشيد جنب سوق الهرج، لكي يستمع لصوت الشمطاء أم كلثوم. أ هذا الذي تريده منا يا القبطان، إنسان بقشر كوردي ولب عربي؟ ينتعش وينسجم مع الأغاني والأناشيد العربية المعادية للشعوب كيا حوم اتبع لو جرينا و صفن يا لبيض اشروگ إلنه... وينسى نفسه وقضايا شعبه المصيرية. أخيراً في هذه الجزئية، إذا أغاني (پرواز حسين) ليس لها طابع كوردي قومي، ما هو طابعها يا ترى، فرنسي مثلاً! أم غنت بلغة الإشارة. أ بهذا الأسلوب الميكافيلي الباليه، تحاول مسخ ثلة من الشعب الكوردي في جنوبي كوردستان؟!. بعد أن فشلت سياسة التعريب، والتهجير، والأنفال، والقصف الكيماوي، جاءنا الآن الأخ بجنجلوتية أممية، يزعم، أن الفن ليس له هوية.
في الفقرة الثانية في مقاله، يقول الكاتب القبطان: أكتب مرة أخرى حول نفس الموضوع ردا على مقالة في صوت العراق في 18 حزيران للسيد محمد مندلاوي پرواز حسين فنانة كوردية من كردستان وفيها يظيف للسيد محمد عبود في پرواز حسين .. كشفت حقيقتناما نساه أن يكتب حول وصول الشعور القومي المتعصب ذروته في العراق اليوم منذ احتلال العراق وليومنا هذا حيث طغت الطائفية والقومية وأصبحت من المسلمات اليومية في التعامل مع كل القضايا المصيرية للعراق عامة وإقليم كردستان خاصة
ردي على الفقرة أعلاه: إن الكاتب القبطان، أما جاهل بتاريخ العراق والمنطقة، أو يتجاهل، عزيزي، أن الطائفية والعرقية (القومية) انتشرت في جميع الأراضي التي وصلتها حوافر خيول الغزاة العرب عند نشر العقيدة الإسلامية، لولا الطائفية لماذا الاجتماع في سقيفة بني ساعده ثم بيعة وتنصيب أبو بكر خليفة للمسلمين؟ حتى قال عمر بن الخطاب عنها قوله المشهور أنما كانت بيعة أبي بكر فلته وتمت بينما نبي الإسلام قال لهم في خطبة غدير خم من كنت مولاه فهذا علي مولاه. لولا الطائفية لماذا خرج معاوية على إمام زمانه؟ لولا الطائفية لماذا قتل الخليفة علي بن أبي طالب بسيف عبد الرحمن بن ملجم المرادي؟ لولا الطائفية لماذا قتل الإمام حسين في كربلاء؟ لولا الطائفية لماذا واقعة الحَرَة في مدينة الرسول وأمر مسلم بن عقبة المزني قائد جيش يزيد بن معاوية باستباحة المدينة ثلاثة أيام وقتل فيها عشرة آلاف وهتك فيها حرم النساء؟ هذا ليس كلامي، بل هو كلام الطبري والمسعودي وغيرهما. لولا الطائفية لماذا الشيعة تتوعد السنة منذ ذلك التاريخ كل سنة في عاشوراء وهم يهتفون بأعلى الصوت يا لثارات الحسين مِن مَن يريدوا أن يثأروا؟؟ لولا الطائفية المقيتة لماذا السنة والشيعة منذ قرون مديدة تكفر بعضها؟ يا عزيزي، لا ترمي وزر أخطائكم و...؟ على الآخرين أن الاحتلال جاء قبل عشر سنوات وانتهى، بينما العداء والطائفية متأصل ومستفحل فيكم منذ قرون خلت. كذلك الفكر القومي المتعصب، سائد عندكم منذ اليوم الأول لدخولكم أرض العراق كغزاة، والاستقرار فيها حتى يومنا هذا، حيث يتم اغتيال أبناء الكورد في المناطق الكوردستانية المستقطعة بدم بارد، ومن ثم تهجير البقية الباقية منهم، من أجل الاستيلاء على مدنهم واحدة تلو الأخرى، وخير شاهد على هذه الجريمة البشعة، مدن بدرة، جصان، زرباتية، مندلي، جلولاء، شهربان، جبارة، كركوك الخ، فيا عزيزي، التعريب بدأ في العراق منذ الوهلة الأولى التي دخلت فيها العرب أرض الرافدين قبل (1400) عام وحتى الآن.
وفي فقرة أخرى يتحفنا الكاتب القبطان قائلاً: اولا وقبل كل شيئ يخطأ أي كاتب, بدراية منه او بغيرها, إذا تعمد التعميم في اطلاق التهم جزافا حيث يفقد ما يكتبه أية قيمة يمكن أن يصل إليها القارئ. فعندما يكتب السيد عبود وينقله السيد المندلاوي انتقد الكاتب, العرب في العراق, وثقافتهم العنصرية, التي ترفض الآخر قوميا ودينيا... اقول لماذا العرب (مرة واحدة كلهم) عندهم ثقافة عنصرية ويرفضون الآخر؟ من أين استدل مندلاوي وعبود على ذلك؟ هل جرائم صدام يتحملها كل عرب العراق؟ إذا كانوا كذلك ما هو موقفهم من تعاون البرزاني في 1994 مع صدام شخصيا لصد قوات الطالباني والباقي يعرفه القاصي والداني؟ لماذا الكيل بمكيالين عندما نريد أن ندين مجرمي الحقبة السابقة قبل 2003 يجد المجرمون مأوى لهم في الأقليم (وهم عرب ومتعصبون لا بل مجرمون)؟ لماذا اعفي أفراد الجحوش التي كانت المرشد لقوات علي حسن المجيد الذي حرق كردستان العراق وشعبها؟ ولماذا يتقاتل ساسة الأكراد على كل فقرة دستورية بتجريم البعث في الوقت التي تأوي بقايا البعث في ارض الأقليم؟.
قبل أن أرد على هذه الفقرة، أود أن أذكر الكاتب، والقارئ الكريم، أنا نشرت نص مقاله مع مقالي، وأرد عليه فقرة بعد أخرى، دون أن أغير أو أصحح فيه شيئاً. إن الإنسان الكوردي مهما ألم بالغة العربية قد يخطأ فيها، لأنه إنسان غير عربي، ولم يختار هذه اللغة بمحض إرادته، بل فرضت عليه فرضاً من قبل الدولة المحتلة، حتى قال أحد الكورد في هذا المضمار إن وجدت شيء خلاف الأدب، فهذا عربي والطبع كوردي أما الكاتب العربي كيف لا يميز بين الضاد والظاء حين يكتب يضيف يكتبها بصورة خاطئة، هكذا يظيف بالظاء أخت الطاء، وهذا خطأ فاضح، ثم، لا يجوز كتابة الهمزة في كلمة شيء على النبرة، كما كتبها الكاتب أعلاه، هكذا شيئ هذا أيضاً خطأ، والصحيح هو أن تكتب الكلمة شيء حيث تكون الهمزة على السطر. وكذلك كتابة إقليم، يجب أن تكون همزة القطع تحت الألف وليست فوقها، كما دونها الكاتب أقليم. ملاحظة، أن هذا الخطأ، وقعت فيه رئاسة إقليم كوردستان أيضاً، حيث كتبت في بعض يافطاتها كما كتب الكاتب محمود القبطان أقليم وهذا كما أسلفنا خطأ، إلا في حالة الجمع توضع الهمزة على الألف هكذا أقاليم للعلم أن إقليم هي كلمة يونانية الأصل كليما- Klima عربتها العرب.
ردي على الفقرة أعلاه: أي خطأ يا سيد القبطان، لماذا لا تعترفوا أنكم قساة القلب، أنصحك أن تلقي نظرة في بواطن كتب التاريخ العربي. وفي العصر الراهن، يكفي أن تنظر جيداً ماذا تحدث على أيديكم، من شمال إفريقيا إلى العراق، من دمار وقتل. انظر إلى مصر، ماذا تفعلوا بالأقباط أصحاب البلد منذ آلاف السنين، وفي شمال إفريقيا ماذا فعلتم وتفعلون بالشعب الأمازيغي صاحب تلك البلاد. وفي كل من (سوريا والعراق) ماذا فعلتم بالكورد من تهجير إلى إيران، وقتل أبنائهم في المعتقلات الرهيبة، ومن ثم ضربهم بالكيماوي، و إبادة عشرات الآلاف منهم في عمليات الأنفال سيئة الصيت، وبيع بناتهم في سوق النخاسة في مصر و بلدان الخليج. ألم تشاهد المسلسل التلفزيوني نيران صديقة الحلقة الخامسة، التي جاء فيها الحديث عن الكورديات المؤنفلات اللواتي باعهن الحكومة العراقية في مصر!!. وقبل أيام سمعت من الإعلام وصلت تهديدات من العراق وبعض بلدان العربية إلى كاتب المسلسلة لأنه تجرأ ونشر جزءاً من الغسيل العربي على الحبال، تصور أن القوميين العرب هددوا الكاتب لأنه نشر شيئاً من غسيلكم... على الشرفات. قبل أكثر من سنة في اتصال تلفوني مع إحدى القنوات التلفزيونية الفضائية تطرقت إلى بيع الفتيات الكورد في مصر من قبل العروبيون وقرأت على المشاهدين الكتاب الرسمي الصادر من المخابرات العراقية وفيه أسماء (18) فتات كوردية بيعن في مصر. يا سيد القبطان، هل تعقل أن تقوم حكومة عربية بغزوة باسم الأنفال في العقد الأخير من القرن العشرين وتأخذ سبايا تبيعهن في سوق النخاسة!!!. غير هذا، ماذا تقول عن المستوطنين العرب، الذين جيء بهم لتغير ديموغرافية المدن الكوردية، وعلى رأسها كركوك، و لا يريدوا العودة الآن إلى مدنهم التي جاؤوا منها، أليس بقائهم في هذه المدن إلى الآن في بيوت وأراضي الكورد نقطة سوداء في صفحة العرب؟!. تقول أن فاعل هذا هو حزب البعث، قبل البعث كان الأخوين عارف، قاموا بنفس الجرائم الدنيئة، وقبلهم عبد الكريم قاسم، قام بتدمير القرى الكوردية وقبله الحكم الملكي الذي بمساندة قوات البريطانية قام بحرق القرى والمدن الكوردية الخ الخ الخ.عزيزي، أنا من المهجرين الكورد سنة (1980) أن بعض العرب الذين جاورنا لسنوات في بغداد، هجموا علينا ونهبوا ممتلكاتنا. إنك أشرت في هذا المقال بأنك كبير السن، هل تتذكر أو سمعت عن سنة فرهود اليهود في بغداد سنة (1948)، ألم تهجموا فيها على اليهود وفرهدتم جميع أموالهم وممتلكاتهم؟ حتى الآن إذا أحدكم ينهب أموال وممتلكات الآخر يقول له لماذا هل هذه أموال يهودي. يا أخي إذا أسرد لك جميع الأعمال التي قمتم بها فالقائمة تطول، خليه سكته. لا يا عزيزي، أن أعمالكم... ليست في العراق فقط، قلت لك، ابحث عن أخباركم التي استقرت في أعماق كتب التاريخ جيداً، تزكم أنفكم من رائحة الدماء والأشلاء التي وقعت تحت رحمة سيف العروبيون وهذا شاعركم يقول بتفاخر: وأحياناً على بكر أخينا... إذا لم نجد إلا أخانا كان هذا جانباً يسيراً جداً من استدلالاتي لك. يا سيد القبطان، لم تكن موفقاً في مقارنتك رئيس إقليم كوردستان مع صدام حسين، ولم تستطع أن تلصق به جريمة تشبه جرائم صدام حسين، ها أنك تقول تعاون البرزاني ولم تقل جريمة أو إبادة الخ، أنه كان تعاوناً مؤقتاً بسبب اقتتال الذي دار بين الحزبين في ظرف معين وحساس، و كانت لدول المحتلة لكوردستان يد فيه، ونحن الكورد لم نقبل به و وقفنا ضده منذ اللحظة الأولى وأدناه. يا عزيزي، لم يكن القتال في 1994 بل في عام (1996) إن كنت مهتماً بالقضية الكوردية كما تزعم كان عليك أن لا تخطأ في التاريخ؟. إن تلك القوات ليست اسمها قوات الطالباني بل قوات (الاتحاد الوطني الكوردستاني). مَن مِن المجرمين وجد له مأوى في كوردستان؟ لا تتكلم بدون سند، ما هو دليلك؟، إن وجد مجرم في كوردستان فهو يوجد خلسة حتماً، وبلا شك لا تعرف به الجهات الأمنية المسئولة في الإقليم، وإلا يتم إلقاء القبض عليه وتسليمه إلى السلطات العراقية. أما حول العفو العام عن المرتزقة الكورد الذين كانوا مع قوات الاحتلال العراقي، فهو شأن داخلي، اتخذته القيادة الكوردستانية حسب المصلحة العليا للإقليم. النقطة الأخيرة في الفقرة رديت عليها، فلا داعي للتكرار.
[1]