من الدولة الدينية الى الدولة المدنية
د. #مؤيد عبد الستار#
هو عنوان دراسة مفصلة تتناول نشوء الدولة في بلاد الرافدين يتتبع فيها الدكتور مزهر الخفاجي الخطوات الاولى للنظم والقوانين التي انبثقت من حاجة اولى التجمعات البشرية لها في قرى ومدن سومر وبلاد ما بين النهرين . فحاجة القرى الى الامن والاستقرار كي تنهض بمهام الزراعة والري جعلها تعنى باسوار القرية ، ويبين ان اولى الاسوار التي لدينا آثارها تقع قرب سامراء( من أقدم الاسوار التي تم الكشف عنها في بلاد وادي الرافدين لحد الان هو السور الذي يحيط بالمدينة النواة في موقع تل الصوان - في سامراء - ) ص 28
ويشير المؤلف الى ان الدولة الرافدينية تشكلت أول الامر من مجموع دويلات المدن. فاجتماع عدة مدن وقرى أساس نشوء المجتمع السياسي وهو ما اصطلح عليه ( دولة المدينة ( City state.
وبسبب النزاعات المستمرة بين الدويلات السومرية أعطى السكان صلاحيات واسعة للحاكم فهو الكاهن و الحاكم الدنيوي وقائد الجيش .ص 32
أما عن مفهوم الديمقراطية في بلاد الرافدين فيخصص فصلا بعنوان مفهوم الديمقراطية البدائية في دولة المدينة الرافدينية يعزو فيه نشوء هذا النمط من الادارة الى الحاجة الى ادارة توزيع مياه الري الذي اقتضى وجود مؤسسات ادارية لتنظيمها .
بعد دراسىة الدولة القديمة في العراق يتناول الباحث الدولة المصرية القديمة ويفصل في دراستها ويخصص مبحثا من الفصل الثاني لدراسة النظام السياسي في حضارة وادي النيل من دولة الاله الى دولة الاله الملك . ويختم الفصل الثاني بمبحث عن مفهوم الحرية في الدولة الدينية القديمة في مصر .
يخصص الفصل الثالث لدراسة نظام الحكم في الدولة اليونانية ويعالج في المبحث الرابع حال اثينا بين نظام الحكم الشمولي والنظام الديمقراطي . في هذا المبحث يبين ان اثينا تزعمت المدن الاغريقية في القرن الخامس قبل الميلاد اي منذ 2500 سنة تقريبا ، وان أهم ما قدمته اثينا للانسانية هي التجربة الديمقراطية رغم اختلاف مفهومها حسب الزمان والمكان.
فكان للمواطن الاثيني حق إبداء الرأي والمشاركة في اتخاذ القرارات وظهر المشرعون الذين يسنون القوانين .
يدرس الفصل الرابع الدولة الرومانية وبزوغ الدولة الامبراطورية .ويفصل في المبحث السادس الدولة الرومانية بين مصادر التشريع الديني والتشريع المدني ويذكر ان القاضي كان يجمع بين سلطات التشريع والقضاء والتنفيذ ولم تكن السلطات التشريعية والتنفيذية منفصلة وبقيت الاحكام مصدرها وحي الالهة وإرادتها .ص227
يتناول الباحث في الفصل الخامس بلاد فارس ويقسم الفصل الى 6 مباحث منها المبحث الاول بعنوان :
طبيعة الدولة ونظام الحكم عند الميديين
تعد بحيرة اورمية مركز الميديين وموطن الفيلسوف زرادشت ونظرا لخصب البلاد كانت قبلة القبائل الميدية والفارسية والكردية والتركية وغيرهم . وتمتد تلك الارض الخصبة لتشمل ما يعرف بخراسان وتتصل غربا بالاناضول وما يعرف ببلاد الروم .
يذكر الخفاجي ان الشعوب التي نزحت الى الهضبة الايرانية اطلقت على نفسها تسمية ( آري ) والتي تعني الشجاع ص240 ووردت هذه التسمية في الافيستا كتاب زرادشت المقدس وكذلك في كتاب الفيدا .
كما ورد ذكر بلاد عيلام في المصادر السومرية والاكدية وان أول اشارة دونت من قبل الحاكم السومري اياناتم ( 2400 ق.م)من سلالة لجش الاولى الذي غزا عيلام ولقب نفسه ( غازي عيلام ، الجبل كثير الاشجار ) ص241
وفي بداية العصر الاكدي احرز سرجون الاكدي 2316 ق.م نصرا كاسحا على عيلام وضم بلاد السوس الى امبراطوريته.
ظهرت السلالة الاخمينية على المسرح في جنوب غرب ايران حوالي 675 ق.م وأول ملوكهم جيشيش لقب نفسه ملك انشان واعترف بسيادة الميديين وبعد سقوط نينوى عام 612 ق.م اصبح ملوك الاخمينين تابعين للملك الميدي.
بعد استقرار القبائل الايرانية من الميديين والفرس في ايران واستتب الامر للاخمينين دوّن دارا اخبار المملكة الاخمينية على صخور جبل بيستون والتي مازالت ماثلة الى اليوم واستمر نظام الحكم الاخميني على غرار الاعراف الميدية ص 246
لم يكن الملك الاخميني وكذلك الميدي الها ، ولكن الملكية حق موروث ، وكان الملك مصدر القوانين ولديه محكمة عليا خاصة للعدل مكونة من سبعة حكام .ص 249
اما العقيدة الدينية التي سادت بينهم فنجد صداها في كتاب الافيستا - كتاب زرادشت المقدس -
يدرس الباحث الخفاجي في كتابه امبراطوريات وممالك قديمة ويحلل نظام الحكم فيها مثل الصين والهند ايضا.
...................................................................................
* من الدولة الدينية الى الدولة المدنية ، تأليف الدكتور مزهر الخفاجي دار كلكامش للطباعة والنشر - بغداد / 2016
* * نشر في جريدة التاخي
[1]