متحف الشرق... ملكة الليل ذات التاج الكردي
د. #مؤيد عبد الستار#
تمثال ملكة الليل ، مصنوع من الطين و التبن المفخور ، مصبوغ باللون الاحمر، يمثل امرأة عارية ترتدي القرون التي ترمز للاله في بلاد الرافدين ، تحمل عصا وخاتم العدالة ، وهما شعارها .
ان اجنحتها الطويلة الملونة تنسدل الى الاسفل ، في دلالة تشير الى انها ملكة العالم السفلي، وتنتهي أرجلها باصابع طائر جارح ، مشابهة لاصابع البومتين ، وبالامكان مقارنة خاتم العدالة الذي تحمله بالخاتم الذي يحمله الملاك الزرادشتي، وهو الخاتم الذي يظهر في يد الملاك فروهر ، في التمثال البارز في منحوتات وتماثيل مدينة برسي بولس ، عاصمة الدولة الايلامية في ايلام - كردستان / ايران ، و
بالامكان المقارنة مع تماثيل ومنحوتات الديانة الزرادشتية المرفقة مع هذا المقال .
صبغت خلفية تمثال ملكة الليل باللون الاسود ، ربما في اشارة الى الليل ، بينما تقف الملكة على ظهري أسدين، في اشارة الى قوتها وسطوتها .
تضع ملكة الليل على رأسها تاجا من القماش على شكل حلقات متدرجة ، مشابه لاغطية رأس سكان الجبال – الكرد، سكان جبال ايلام .
قد يكون التمثال لالهة الحب والحرب والجنس المعروفة في بلاد الرافدين باسم عشتار ، او اختها ومنافستها ارشكيجال، التي حكمت العالم السفلي ، وقد
يكون للشيطانة ليليت التي ورد ذكرها في التوراة ، وقد يكون الاسم هو الاسم الكردي لَيلي Layli ، وربما يكون الاسم ليلى في العربية احد تجلياته.
عثر على عدة تماثيل في بابل مشابهة لهذا التمثال ولكنها اصغر حجما مصنوعة من طين غير مفخور ، تعود لعام 1750 – 1850 قبل الميلاد، واكدت الفحوصات الاثرية ان تمثال الالهة هذا مصنوع حوالي عام 1800 قبل الميلاد ، ولربما كان التمثال مثبتا على جدران احد المراقد او الاضرحة .
وصل المثال الى بريطانيا عام 1924م وحصل عليه المتحف البريطاني عام 1933م من أجل فحصه واصبح ملكا للتحف عام 2003م.
ارتفاع التمثال 49.5 سم ، عرض التمثال37 سم ، سمك اللوح 4.8 سم.[1]