قُدسية يوم الأربعاء في الديانة الإيزدية والعلاقة بين إسم (طاووس ملك) الإيزدي وإسم يوم الثلاثاء بالإنگليزية (Tuesday)
#مهدي كاكه يي#
الحوار المتمدن-العدد: 5686 - 2017-11-02 - 18:48
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
من خلال إطلاعهما على حلقات سلسلة مقالاتي التي تدور حول ديانة أسلاف الكورد الميديين ومعتقداتهم، طرح كل من من الأستاذ Nasib Yousef Hamshalak والأستاذ Réwan B. Mîranî أسئلة مهمة حول الموضوع، التي أود الإجابة عليها في هذا المقال.
* سؤال الأستاذ Nasib Yousef Hamshalak
حبذا لو توضح ما صحة كتابة ملك (طاووس أو تاووس) وماذا تعني هذه الكلمة؟ البعض يقول أن مصدر هذه الكلمة مشتق من كلمة (تاو) الكوردية التي تعني (أشعة الشمس) وبعض المفسرين يقولون أنها (طائر طاووس الملك).
* أسئلة الأستاذ Réwan B. Mîranî
هل هناك علاقة بين كلمة (طاووس) وكلمة (Tuesday) الإنگليزية؟ ولماذا هناك أربعاء مقدس لدى الأيزيديين (چارشەمبا سۆر) (چارشەمبا ڕەش)؟
* الأجوبة
فيما يتعلق بِقُدسية يوم الأربعاء في الدين الإيزدي، فأنّ السنة الإيزدية تبدأ في أول يوم أربعاء من شهر أپريل/نيسان، حيث أن الإيزديين يعتقدون بأن هذا اليوم هو يوم بعث الخليقة وبداية الحياة وتكوين الأرض وما يحيى فيها من كائنات وأن في هذا اليوم تنزل الروح على الأرض. يوم الأربعاء كان يوماً مقدّساً عند السومريين، وخاصةً أوّل أربعاء من شهر نيسان/أپريل، الذي هو يوم عيد (أكيتو)1. يوم الأربعاء له صلةً بالمعتقدات الكوردية القديمة، حيث أن العدد (4) كان يمتلك مكانة مرموقة في الديانة الميثرائية. كان يُرمز إلى العدد (4) بصليبٍ متساوي الأطراف، يمثّل العناصر المقدسة الأربع: النار، الهواء، التراب، الماء. كما أنه كان يمثّل الجهات الأربع: الشرق، الغرب، الشمال، الجنوب. كان الصليب الميثرائي يُمثل أيضاً الأزمنة المقدسة الأربع: الولادة، الشباب، الرجولة، الكهولة، حيث أنه مروراً بهذه الأزمنة، تتم إستعادة الروح من جديد بعد إكتمالها. قد يحدث الخلق في أية مرحلة من مراحل هذه الأزمنة دون المرور بِجميعها.
إسم (طاووس) متأتي من إسم إله القمح السومري القديم دموزي، حيث تمّ تحوّل حرف (الميم) في هذا الإسم الى حرف (الواو) وحرف (الدال) الى حرف (التاء) حسب القاعدة الكوردية، فأصبح (تَووز)2. من هنا نرى أن الإسم ليست له علاقة بِكلمة (تاو) ولا بِطير (الطاووس)، بل هو إسم الإله السومري المذكور. لو نقارن بين قصة خلق الكون في الديانات الإيزدية واليارسانية والهلاوية، نرى أنها مشابهة تماماً لِقصة خلق الكون السومرية. هكذا فأن معتقدات فروع الديانة اليزدانية هي إمتداد للمعتقدات السومرية والميثرائية والتي كانت سائدة قبل حوالي خمسة آلاف سنة.
من جهة أخرى، الإسم الإنگليزي لِيوم الثلاثاء (Tuesday) مستمد من اللغة الإنگليزية القديمة Tiwesdæg أي يوم Tiwa. الإسم (Tiw) هو صيغة اللغة الإنگليزية القديمة للإله الألماني القديم (Tîwaz أو Týr) في بلاد النرويج القديمة. الإسم (Tîwaz) مستمد من القاعدة الهندو- الأوروبية القديمة (dei- deyā, dīdyā,) التي تعني (ضياء) والتي تعني أيضاً (إله)b. (dei- deyā, dīdyā,) هو (دێو) الذي هو الإله الذي كانت الشعوب الهندوأوروبية تعبده. في الديانة اليزدانية، (دێو) هو الإله الذي يجعل من نفسه إنساناً دينياً عن طريق تناسخ الأرواح ويعيش بين البشر لإصلاح البشرية ، حيث يكون ذا سلطة كبيرة ويكون له دور حاسم. لذلك من المرجح جداً أن الإسم (دێو) مستمد من إله القمح السومري (دموزي).
من هنا نرى أن إسم يوم الثلاثاء باللغة الإنگليزية (Tuesday) و إسم (طاووس) الإيزدي كلاهما منحدران من إسم إله القمح السومري (دموزي).
المصادر
1. جورج رو (1986). العراق القديم. ترجمة وتعليق حسين علوان حسين، بغداد، وزارة الثقافة والإعلام، الطبعة الثانية، صفحة 148.
2. الدكتور جمال رشيد احمد (2002). تموز .. تَووز.. تاووس ابن الآلهة شاووشكا. مجلة شاووشكا، العدد 4، صفحة 6 وما بعدها.
المراجع
a. https://www.etymonline.com/word/Tuesday
b. Klein, E., deity and Tuesday, Comprehensive Etymological Dictionary of the English Language (Elsevier Publishing, 1966), pp. 417—418 & 1662.[1]