ضرورة تحالفٍ إسرائيلي - كوردستاني لِخلق شرق أوسطٍ جديد (5)
#مهدي كاكه يي#
الحوار المتمدن-العدد: 5540 - 2017-06-03 - 20:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
الأمن الوطني الإسرائيلي في المستقبل البعيد
نظراً لأهمية النقاط التي أثارها الأستاذ Fahmi Mithray في تعقيبه على الحلقة السابقة من هذه السلسلة من المقالات المنشورة في الحوار المتمدن، وجدتُ أنه من المفيد أن أجعل تعقيبه و ردّي عليه كحلقة خامسة من هذه السلسلة لتكون في متناول القارئات العزيزات والقرّاء الأعزاء.
التعقيب
من المعروف ان اللوبي الصهيوني هو الذي يتحكم بقيادات الدول الكبرى وخاصة امريكا، هذا من جهة ومن جهة اخرى فان الشعب الاسرائيلي متماسك ومخلص لقضيته بشكل كبير وهذا احد اسرار بقائه وسط الدول العربية المعادية له ومع هذا اعتقد ان خلق الحروب والازمات في المنطقة هي من صنع امريكا ولمصلحة اسرائيل كالحرب التي يقودها داعش ضد المنطقة، بينما تعيش اسرائيل في امان وسلام. اين قوة الدول التي تتشدق بالعروبة وتعادي اسرائيل في الظاهر وهي اصلاً فاشلة وغير مؤثرة ولها علاقات سرية مع إسرائيل؟
الرد
تتناول الحلقة السابقة من هذه السلسلة من المقالات، الأمن الوطني الإسرائيلي في المدى البعيد عندما قد تختفي أمريكا كقوة عظمى أو عند تغيّر النظام العالمي من الإقتصاد الحر الى الإقتصاد الموجّه وحينذاك قد يفقد يهود العالم هيمنته على إقتصاد العالم. كما أن إسرائيل لا تستطيع ضمان دعم المال اليهودي العالمي الى ما لا نهاية لأن هدف الرأسمالية هو الربح، الذي يتخطى الحدود القومية والدينية.
صحيح أن اليهود الإسرائيليين متماسكون، إلا أن الفلسطينيين يُشكلون ثلث سكان إسرائيل (3 ملايين فلسطيني من مجموع سكان إسرائيل البالغ 9 ملايين نسمة) ورغم مرور 69 سنة على العيش المشترك بين الفلسطينيين واليهود في كيان سياسي واحد، أي منذ تأسيس إسرائيل الى الوقت الحاضر، إلا أن الفلسطينيين غير مندمجين بشكل كامل في المجتمع اليهودي في إسرائيل والذي يعكسه إستمرار العمليات الإرهابية وعمليات العنف التي يقوم بها الفلسطينيون الإسرائيليون ضد المدنيين والعسكريين اليهود الإسرائيليين. هذا الأمر يُشكّل نقطة ضعف كبرى في الأمن الوطني الإسرائيلي.
تعيش إسرائيل منذ تأسيسها في حالة حرب مع العرب وهذه الحالة ليست في صالح إسرائيل، حيث يتم إستنزاف طاقاتها البشرية والمادية، بالإضافة الى المشاكل الصحية والإجتماعية والبيئية التي يواجهها المجتمع الإسرائيلي بسبب حالة الحرب القائمة بين العرب والإسرائيليين. لذلك فأن عيش إسرائيل في سلام دائم في المنطقة، سيكون لصالح إسرائيل ويصون أمنها الوطني. أعتقد بأن الحروب الجارية في منطقة الشرق الأوسط هي تمهيد لإعادة رسم خريطة الشرق الأوسط الكبير وبها ستتمتع إسرائيل بأمان دائم وهذا ما ستتناوله الحلقات القادمة من هذه السلسلة من المقالات.
بالنسبة الى ضعف العرب في الوقت الحاضر وعدم تشكيلهم تهديداً لإسرائيل، كما ذكرتُ أعلاه، نحن نتحدث عن الأمن الإسرائيلي في المدى البعيد والذي قد تتغير موازين القوى العالمية والإقليمية في المستقبل البعيد لغير صالح إسرائيل، هذا من جهة، ومن جهة أخرى يجب أن لا نأخذ العرب لوحدهم كطرف في النزاع العربي – الإسرائيلي، بل أيضاً نأخذ في الإعتبار دولاً إسلامية مثل إيران التي تسعى حثيثاً لصنع قنابل نووية وأسلحة غير تقليدية أخرى وپاكستان التي هي دولة نووية وتركيا أيضاً. نظراً لصغر مساحة إسرائيل، فأن عدة قنابل ذرية ستُزيل الإسرائيليين من الوجود أو أن إستخدام أسلحة كيميائية وجرثومية ضدهم ستُميت أعداداً هائلة منهم.[1]