ضرورة تحالفٍ إسرائيلي - كوردستاني لِخلق شرق أوسطٍ جديد (8)
#مهدي كاكه يي#
الحوار المتمدن-العدد: 5555 - 2017-06-18 - 23:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
أسباب التحالف الكوردي – الإسرائيلي
ت. مصالح إقتصادية متبادلة
1. مياه كوردستان: إن الماء هو أحد أهم عناصر الحياة التي لا يمكن أن يعيش الإنسان بِدونه. الأهمية الكبرى لِكوردستان تكمن في أنّ ثُلثَي مياه المنطقة (67%) تجري على أراضي كوردستان وأنّ منابع نهر دجلة والفرات تقع في كوردستان. لِتدارك رئيس الوزراء الإسرائيلي (ديفيد بن غوريون) الأهمية القصوى للمياه في منطقة الشرق الأوسط، أكّد في سنة 1955 بأن اليهود يخوضون معركة المياه مع العرب.
يبلغ طول نهر دجلة 1955 كيلومتر، 500 كيلومتر منه يقع في إقليم شمال كوردستان والباقي يقع في إقليم جنوب كوردستان والعراق. تصل طاقته إلى 49 مليار متر مكعب سنوياً، حيث أنّ الروافد الكثيرة الآتية من سلسلة جبال طوروس الواقعة في إقليم شمال كوردستان ومن جبال زا گروس الواقعة في إقليم شرق كوردستان، تقوم بِتزويد نهر دجلة بالمياه. تقع 30% من روافد نهر دجلة في إقليم جنوب كوردستان والعراق وجميع هذه الروافد تمر عبر إقليم جنوب كوردستان.
نهر الفرات هو أحد الأنهار الكبيرة في جنوب غرب آسيا وهو أكبر نهر في المنطقة. يبلغ طوله 2800 كيلومتر وتبلغ كمية المياة المتدفقة منه سنوياً 26 مليار متر مكعب. ينبع نهر الفرات من جبال طوروس الواقعة في إقليم شمال كوردستان ويتكون من نهرين واقعَين في إقليم شمال كوردستان وهما (الفرات الشرقي) و(الفرات الغربي)، حيث أنّه تمّ تتريك إسم النهر الأول الى (مراد صو) أي (ماء مراد) والنهر الثاني الى (قره صو) أي (الماء الأسود). منبع نهر (الفرات الشرقي) هو بين بحيرة (وان) وجبل أرارات وهذا النهر هو المصدر الرئيسي لنهر الفرات و يتدفق في منطقة جبلية في شرق إقليم شمال كوردستان على طول 722 كيلومتر. منبع نهر (الفرات الغربي) هو شمال شرق إقليم شمال كوردستان. يجري النهران في إتجاه الغرب ثم يجتمعان، فتجري مياههما جنوباً، مخترقة سلسلة جبال طوروس الجنوبية، ثم يجري النهر إلى الجنوب الشرقي وتنضم إليه فروع عديدة قبل وصوله الى مدينة القامشلي في إقليم غرب كوردستان وثمّ يستمر في جريانه في أراضي إقليم غرب كوردستان والأراضي السورية على طول 50 كيلومتر الى أن يدخل الأراضي العراقية ويلتقي هناك بِنهر دجلة في منطقة ( گرمة علي)، مكوناً شط العرب الذي يصب في الخليج الفارسي.
إن إمتلاك كوردستان لهذه الثروة المائية الضخمة والتي تُشكّل ثُلثَي مياه المنطقة، يُهئ أرضية ممتازة للتعاون المشترك بين كوردستان وإسرائيل، حيث يمكن رفع منسوب المياه في كوردستان لتزويد إسرائيل بالمياه لتلبية حاجاتها منها والتي ستساهم في تطوير المشاريع الزراعية ومشاريع الثروة الحيوانية والسمكية والصناعات الغذائية والطاقة الكهربائية في إسرائيل، بل أنّ هذه المياه ستساهم في تطور وتقدم إسرائيل في كافة مجالات الحياة وتخلق ثورة ونهضة كبرى في حياة الإسرائليين.
من جهة ثانية، فأن كوردستان ستقوم بإستغلال الخبرة والتكنولوجيا الإسرائيلية في إستثمار مياه كوردستان لتطوير الزراعة والثروة الحيوانية والغابات والصناعات الغذائية والألبسة والطاقة الكهربائية والسياحة و في مجالات كثيرة أخرى، بحيث تتمكن كوردستان الإكتفاء الذاتي في الغذاء والطاقة والألبسة وغيرها، بل تصبح بلداً مُصدراً لهذه المنتوجات وتصبح بلداً سياحياً، يصطاف فيها ملايين المصطافين سنوياً والذي سيُشكّل جزءاً كبيراً من واردات كوردستان.
2. الثروات الطبيعية
كوردستان غنية بمواردها الطبيعية من بترول وغاز طبيعي (يبلغ إحتياطي النفط في كوردستان 160 مليار برميل، أي أنها ثامن أغنى دولة نفطية في العالم وتملك 5,7 تريليون متر مكعب من الغاز الطبيعي). إسرائيل تستطيع تأمين حصولها على الغاز والبترول الكوردستاني من خلال مد أنابيب الغاز والنفط الى الموانئ المطلة على البحر الأبيض المتوسط والقريبة من دولة إسرائيل. كذلك فأن كوردستان غنية بِمختلف أنواع المعادن التي يمكن أن يتم جعل كوردستان بلداً صناعياً من خلال التعاون الإسرائيلي – الكوردستاني، بالإضافة الى تصدير خامات هذه المعادن الى إسرائيل والتي بها يتم تطوير الصناعة الإسرائيلية وإزدهارها. من المرجح أن الأراضي الكوردستانية فيها اليورانيوم الذي يمكن للجانبَين أن يستغله في مجال إنتاج الطاقة والردع العسكري.[1]