ضرورة تحالفٍ إسرائيلي - كوردستاني لِخلق شرق أوسطٍ جديد (9)
#مهدي كاكه يي#
الحوار المتمدن-العدد: 5594 - 2017-07-28 - 00:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
أسباب التحالف الكوردي – الإسرائيلي
ت. مصالح إقتصادية متبادلة
3. تكامل إقتصادي بين البلدَين
ضمن المصالح الإقتصادية المتبادلة بين كوردستان وإسرائيل، تم الحديث في الحلقة السابقة عن إمتلاك كوردستان لِثُلثَي مياه المنطقة التي يمكن تزويد إسرائيل بالمياه الكوردستانية و في نفس الوقت إستثمار هذه المياه في كوردستان بمساعدة إسرائيلية في تطوير الزراعة والغابات والثروة الحيوانية وتوليد طاقة صديقة للبيئة. كما تمّ التطرق الى إمتلاك كوردستان لثروات طبيعية هائلة، يمكن إستثمار الرأسمال الإسرائيلي والتكنولوجيا والخبرة الإسرائيلية في إستغلال هذه الثروات لمصلحة الدولتَين. نتابع في هذه الحلقة مواصلة الحديث عن أسباب إقتصادية أخرى التي تدعو الى بناء تحالف إستراتيجي بين كوردستان و إسرائيل والذي يخدم إقتصاد البلَدَين ويساهم في تقدمهما ورفاهية شعبَيهما.
تُقدّر نفوس كوردستان بحوالي 50 مليون نسمة، وهي ثروة بشرية كبيرة في المنطقة والتي لا يمكن الإستهانة بها وأنّ كوردستان بلاد كبيرة، تُقدّر مساحتها بأكثر من نصف مليون كيلومتر مربع وأنها غنية بالمياه والأراضي الزراعية والثروة الحيوانية ومصادر الطاقة من نفط وغازٍ وأخشاب وتمتلك مواد خام معدنية عديدة. هذه الثروات الطبيعية التي تمتلكها كوردستان تُتيح للشركات والتكنولوجيا الإسرائيلية الإستثمار في كوردستان والمساهمة في تطوير الزراعة والغابات والثروة الحيوانية والمشاركة في نهوض الصناعات الغذائية والأنسجة والملابس فيها، بالإضافة الى خلق نهضة صناعية كبرى من خلال إستثمار المصادر المعدنية والبترولية الكوردستانية في مختلف المجالات، مثل صناعة السيارات والقاطرات والأجهزة الإلكترونية وبناء مصافي النفط والقيام بتكريره وإنتاج مشتقاته وصناعة الزجاج والإسمنت وغيرها من الصناعات الأخرى وبناء شبكة عصرية لطرق المواصلات.
كما أن في كوردستان مواقع أثرية كثيرة، حيث أنها مهد الحضارة البشرية وتمتلك طبيعة جميلة خلابة، حيث الجبال الشاهقة والتلال والوديان والغابات والمناخ المعتدل ومئات الأنواع من الأوراد والحيوانات والطيور البرية والشلالات والينابيع و سلاسل جبلية صالحة للتزحلق على الجليد في فصل الشتاء، وبذلك فأنّ كوردستان تمتلك المقومات الضرورية لتصبح دولة سياحية، تجذب السواح من مختلف أنحاء العالم. لذلك يمكن من خلال التعاون الكوردستاني الإسرائيلي في مجال السياحة، أن تصبح كوردستان بلداً سياحياً مهماً، يزورها ملايين السواح سنوياً وبذلك ستخلق السياحة عشرات الآلاف من فُرص العمل في كوردستان وتقوم بإنعاش الإقتصاد الإسرائيلي والكوردستاني وخلق قفزة نوعية كبرى في حركة السوق والسيولة النقدية من خلال توفير العُملة الصعبة.
كما أن كوردستان بِنفوس سكانها العالية، ستكون بلداً رئيسياً مستورداً للبضائع الإسرائيلية و إسرائيل بِدورها ستصبح بلداً مستورداً لمواد الخام الكوردستانية والبترول والغاز الطبيعي والمياه. هكذا يتكامل البلدان ولهما مصالح إقتصادية مشتركة كثيرة، تخدم الدولتَين وتساهم في تطويرهما وتوفير الرفاهية لشعبَيهما.
كما أن هناك مجالات عديدة أخرى يمكن للبلدَين التعاون فيما بينهما، كالبحث العلمي والتعليم والبيئة والصحة والإدارة والمشاريع العمرانية من خلال مساهمة التكنولوجيا والخبرات الإسرائيلية في هذه المجالات.
[1]