ضرورة تحالفٍ إسرائيلي - كوردستاني لِخلق شرق أوسطٍ جديد (12)
#مهدي كاكه يي#
الحوار المتمدن-العدد: 5599 - 2017-08-02 - 22:32
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
خيارات شعب كوردستان في التحالفات الإقليمية والدولية
لم تكن هذه الحلقة ضمن الحلقات المخططة لها في هذه السلسة من المقالات، حيث قمتُ بإضافتها كَردود لآراء ووجهات النظر لبعض القُراء والتي يمكن تقسيمها الى أربع نقاط.
1. بالنسبة للوجود الإسرائيلي في المنطقة، لو نعود الى التاريخ فأن وجود بني إسرائيل قديم في منطقة الشرق الأوسط، حيث كانوا سبايا الآشوريين والبابليين وأن وجودهم في المنطقة أقدم من العرب، على سبيل المثال فأن أكثرية شعوب الدول التي يحكمها العرب في الوقت الحاضر، مثل الفلسطينيين والسوريين واللبنانيين والعراقيين والمصريين والسودانيين وشعوب شمال أفريقيا، هم مستعربون وإثنياً ليسوا عرباً.
2. ليس هناك خيار آخر لشعب كوردستان في التحالفات الإقليمية، غير الإسرائيليين. كلّ من تركيا والعراق وإيران وسوريا تحتل إستيطانياً جزءاً من كوردستان وهذه الدول لا تعترف مطلقاً بِحق شعب كوردستان في الإستقلال وبناء كيان سياسي له في وطنه، بل تستخدم كل الوسائل الممكنة لإبقاء كوردستان تحت سيطرتها ونهب ثرواتها وإضطهاد شعب كوردستان وإذلاله. إذاً لا يمكن لِكوردستان التحالف مع هذه الدول الإقليمية المُغتصِبة لكوردستان.
الحكومات العربية تعتبر الجزأين المُحتلّين من كوردستان من قِبل العراق وسوريا، هما أراضي عربية، بل تسلك مختلف الطرق لتزييف أصل الكورد والإدعاء بأن الشعب الكوردي ينحدر من العرب! هذا يعني بأن هذه الحكومات تنفي وجود الشعب الكوردي وكوردستان، بل قامت هذه الحكومات بِدعم الدول المُغتصِبة لكوردستان وتأييدها في إبادة الشعب الكوردي وتشريده ونهب ثروات كوردستان.
الدول المحكومة من قِبل المسلمين والتي تُدعى (الدول الإسلامية) وإسمها يشير بِجلاء الى نفي هذه الحكومات لِوجود معتنقي الديانات غير الإسلامية في هذه الدول وإلغائها لهم، تدعم وتؤيد أيضاً الدول المُغتصِبة لكوردستان في محاولاتها في إبادة الشعب الكوردي، حيث تعرّض هذا الشعب الأصيل الى الإبادة والأنفالات والأسلحة الكيميائية وتعرّض هو ووطنه، كوردستان، للتعريب والتفريس والتتريك ولم يُسمَع صوت عربي أو إسلامي يدافع عن حق الحياة لهذا الشعب المُضطهَد وحقه في الحرية والإستقلال، بل أنّ معظم هذه الدول أيدت هذه الإبادات، وقسم آخر آثر الصمت المُخجِل.
من هنا نرى أن إسرائيل هي الدولة الإقليمية الوحيدة التي يمكن لكوردستان أن تتحالف معها، حيث تلتقي مصالحهما في جوانب عديدة، سبق أن تم الحديث عنها في حلقات سابقة من هذه السلسلة من المقالات، كما إن إسرائيل دولة متقدمة ولها نفوذ كبير في العالم وذات نظام ديمقراطي، بِعكس الدول الإقليمية الأخرى المتخلفة والتي لها أنظمة دكتاتورية و عنصرية وطائفية، لذلك فأن من مصلحة شعب كوردستان التحالف مع الشعب الإسرائيلي. عدم قيام كوردستان بِإبرام تحالف إستراتيجي مع إسرائيل و تفضيله التحالف مع مُغتصبي كوردستان يعني رضوخ شعب كوردستان وإستسلامه للتعريب والتفريس والتتريك والذي يقوده بِدوره الى الإنتحار والفناء كَشعب وتختفي كوردستان كَوطنٍ له.
3. يُقال بأنّ إقامة تحالف كوردستاني – إسرائيلي يخلق عداءاً للكورد من قِبل العرب والمسلمين. أولاً أن هناك حكومات عربية وإسلامية عديدة لها علاقات رسمية مع إسرائيل، بما في ذلك الفلسطينيون الذين هم أصحاب القضية. ثانياً، سواء تحالفَ كوردستان مع إسرائيل أم لاء، فأنّ العرب لا يعترفون بِحق شعب كوردستان في التحرر والإستقلال. كما جاء في النقطة السابقة، فأنّ الإمتناع عن قيام تعاون إستراتيجي بعيد المدى مع إسرائيل، يعني قبول شعب كوردستان بإغتصابه هو ووطنه من قِبل العرب والأتراك والفرس وبذلك سيكون نهايته، فيفقد وطنه وهويته ولغته وتراثه وتاريخه ويستعرب ويستترك ويستفرس مع مرور الوقت.
4. يُقيّم بعض القُرّاء السياسة كعلاقة شخصية أو قبلية ولذلك يقولون بأنّ الإسرائيليين عديمو الوفاء ويغدرون. ليس في السياسة حب وغرام أو مبادئ أو أخلاق ورحمة وشفقة، بل مصالح بحتة والطرف الذكي والناجح هو الذي يحقق مصالحه وأهدافه بمختلف الوسائل والطرق. لذلك لا تكون العلاقة الكوردستانية – الإسرائيلية علاقة حب وإعجاب، بل علاقة مصالح مشتركة للجانبَين وسبق أن تمّ ذكر هذه المصالح المشتركة بين الإسرائيليين والكوردستانيين في حلقات سابقة من هذه السلسلة من المقالات. قد يقول قائل بأنّ الإسرائيليين سينقلبون على الكوردستانيين بعد إقامة دولة كوردستان وتغيير موازين القوى الإقليمية لِصالح إسرائيل. هذا لا يحدث، حيث أن الإسرائيليين ليسوا أغبياء الى درجةٍ يُضحّون بمصالحهم الإستراتيجية مع كوردستان.
نستنتج مما سبق بأن لا خيار أمام الشعب الكوردستاني للمحافظة على وجوده وتحقيق تحرره وإستقلال بلاده سوى عقد تحالف إستراتيجي طويل الأمد مع دولة إسرائيل. كما أنه لحماية الوجود الإسرائيلي والحفاظ على أمنه الوطني والتفرغ للبناء والتطور، لا خيار أما إسرائيل سوى تأييد ودعم إستقلال كوردستان بمختلف السبل وإبرام حلف إستراتيجي مع كوردستان.[1]