ضرورة تحالفٍ إسرائيلي - كوردستاني لِخلق شرق أوسطٍ جديد (14)
#مهدي كاكه يي#
الحوار المتمدن-العدد: 5621 - 2017-08-26 - 02:35
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
الشعب البلوشي
لِتكون الصورة المستقبلية للشرق الأوسط الجديد واضحة ومكتملة، من الضروري التعرّف على شعوب المنطقة التي ترزح تحت حُكم الإستعمار الإستيطاني. لذلك سيتم في هذه الحلقة وحلقات قادمة إعطاء نبذة مختصرة عن أهم الشعوب المُستعمَرة في المنطقة. هذه الحلقة، تضمّ معلومات عن الشعب البلوشي (بلوچ).
المساحة
تحدّ بلوشستان من الشمال أفغانستان وإيران، ومن الجنوب البحر العربي، ومن الشرق پاكستان، ومن الغرب إيران أيضاً. القسم المحتل من قِبل إيران يضم إقليم سيستان وبلوشستان وجنوب إقليم كرمان وحوالي ثُلثَي إقليم هُرمزجان الساحلي وأجزاء كبيرة من جنوب خُراسان. تبلغ مساحة هذا الجزء 247000 كيلومتر مربع. أما القسم المحتل من قِبل پاكستان فأن عاصمته مدينة (كويتا) ويضمّ إقليم بلوشستان وأجزاء من إقليمَي پنجاب والسند. تبلغ مساحة هذا الجزء 437190 كيلومتر مربع ويُشكّل %44 من المساحة الكلية لِپاكستان، إلا أنّ سكانه يشكلون %5 فقط من مجموع سكان پاكستان (تاج محمد بريسيك: القومية البلوشية: أصولها وتطورها. ترجمة: أحمد يعقوب، الناشر: الإنتشار العربي، الطبعة الأولى، بيروت، 2013، 477 صفحة). تحتل أفغانستان الجزء الشمالي من بلوشستان والذي يضم إقليم نيمرزو وأجزاء من إقليم هلمند والجزء الجنوبي من إقليم فرح. تبلغ مساحة هذا الجزء من بلوشستان 80000 كيلومتر مربع. يمتد الشريط الساحلي لبلوشستان لمسافة 1600 كيلومتر الذي يبدأ من جُمبودان (بندر عباس) الى مدينة كراتشي. إستناداً الى قانون البحار العالمي لِسنة 1982، فأن مساحة بحر بلوشستان يبلغ 34200 كيلومتر مربع (1600 كم × 22 كيلومتر) وبذلك تكون المساحة الكلية لِبلوشستان 799290 كيلومتر مربع. تُشكّل الجبال والصحراء جزءاً كبيراً من تضاريس بلوشستان.
من المدن البلوشية هي: دُزآب (زاهدان) ، شالا (كويتا)، كيتش، خُضدار، فهرة (إيرانشهر)، شستون (ساراوان)، واش (خاش)، زابُل، تشاهبار وجوادر.
النفوس
يُقدر عدد سكان بلوشستان بِحوالي عشرين مليون نسمة. تبلغ نفوس الجاليات البلوشية التي تعيش في إيران وتركمانستان والهند وكينيا وتنزانيا ودول الخليج (عُمان والإمارات والكويت والسعودية) والعراق والدول الغربية، حوالي 700000 نسمة. يعيش معظم البلوش في الجزء الذي يقع داخل حدود پاكستان. هذه التقديرات غير دقيقة، حيث أن الدول المحتلة لِبلوشستان لا تسمح بإجراء تعداد لنفوس البلوش فيها. ينتمي الراهوئيون إلى البلوش أيضاً والذين يتكلمون اللهجة الراهوئية.
اللغة والثقافة والأدب
تنتمي اللغة البلوشية إلى المجموعة الشمالية الغربية من مجموعة اللغات الآريانية التابعة لِعائلة اللغات الهندو - الأوروپية و تتم الكتابة البلوشية بإستخدام الحروف االعربية. في الثلاثينيات من القرن العشرين صدرت بهذه اللغة كتب كثيرة، لا سيما الكتب الدراسية و صحيفة واحدة والتي كانت بإسم (مدينة مرو). يمتلك الشعب البلوشي ذخيرة ثقافية غنية من الفولكلور الذي يتضمن بطولات وحكايات شعبية (مصدر 1). قام كلّ من العالم الإنكليزي (م . ل . ديمس) و الإختصاصي الروسي في فقه اللغة البلوشية (ي. ي. زراوبين) بإجراء العديد من الأبحاث عن الفولكلور البلوشي. في الأربعينيات والخمسينيات من القرن العشرين، بدأ الشعر والنثر البلوشي يتطوران في الجزء المحتل من قِبل پاكستان وإشتهر فيه الشاعران (گولخان نصير) و(آزاد جمال ديني) (زياد الملا: لغات العالم. دار الأهالي، 1999، صفحة 55).
الأصل
تشير الموروثات البلوشية بأن البلوش و الكورد ينتمون الى أصلٍ واحد، حيث أنهم إثنياً ينتمون الى أقوام مشتركة. إنّ التاريخ المشترك للشعب البلوشي والكوردي وتشابه الكثير من المفردات الكوردية والبلوشية تؤكد على وجود صلة القرابة التي تربط بين الشعبَين البلوشي والكوردي. من الجدير بالذكر أن هناك عائلات بلوشية كثيرة تحمل لقب (الكوردي).
الديانة
معظم البلوش مسلمين سُنّة (99%)، وهم يعتنقون المذهب الحنفي وقسم قليل (1%) منهم يؤمنون بالعقيدة الذِكرية، وهم طائفة تؤمن بأنّ نبياً آخراً سوف يُخلّف النبي محمد (مصدر 2). بعد إستلام رجال الدين الحُكم في إيران في سنة 1979، وضعت الحكومة الإيرانية خططاً لإجبار البلوش على ترك مذهبهم السُنّي وإعتناق المذهب الشيعي. بشكلٍ عام فأن البلوش علمانيون، يفصلون الدين عن السياسة. قبل إعتناقهم الدين الإسلامي، كان البلوش يدينون بالديانة الزردشتية. كما أنه في القرن الرابع عشر الميلادي، إنتشرالمُعتقَد الذِكري بين المجتمع البلوشي.
الثروة الطبيعية
بلوشستان غنية بالموارد الطبيعية مثل الغاز الطبيعي والنفط والفحم الحجري والنحاس والكبريت والفلوريد والذهب (مصدر 3). على الرغم من ثراء طبيعة بلوشستان، فأنَ الحكومات المُغتصِبة لِبلوشستان تنهب الثروات الطبيعية البلوشية وتهمل الشعب البلوشي، حيث أن البلوش يعانون من الفقر والأمية وأن الأمراض تفتك بهم (مصدر 4). يوجد في بلوشستان أعلى معدل وفيات للأمهات والأطفال وكذلك أعلى معدل فقر(مصدر 5، 6).
الحياة الإجتماعية
يمتهن أكثرية السكان البلوش الزراعة وتربية الحيوانات وسكان المناطق الساحلية يمتهنون صيد الأسماك الى جانب إمتهان الزراعة وتربية الحيوانات. نسبة البطالة عالية جداً في بلوشستان، حيث أنها تصل الى حوالي 60%. لهذا السبب يضطر عشرات الالآف من البلوش أن يتركوا وطنهم ويهاجروا الى الهند ودول الخليج الفارسي والدول الغربية لإعالة أُسرهم.
بسبب التمييز العنصري والتخلف الإجتماعي، تسود الأمية في بلوشستان، حيث أن نسبة عدد الأشخاص الذين يستطيعون الكتابة والقراءة هي 6% في الجزء المحتل من قِبل پاكستان و9% في الجزء المحتل من قِبل إيران (مصدر 5، 6).
التأريخ
تُظهِر الإكتشافات الأثرية عراقة الحضارة البلوشية في فترة ما قبل التاريخ وقسم من هذه الآثار يعود الى العصور الحجرية والبرونزية، حيث عثر علماء الآثار في بلوشستان على الكثير من الأدوات التي تعود إلى هذه العصور.
بدءاً من القرن الرابع عشر الميلادي، أنشأ الشعب البلوشي إمارات وممالك مستقلة كانت تُسمى (خانيات) ويرأسها (خان). تمّ إنشاء خانات (كلات) في سنة 1666 من قِبل (مير أحمد). خلال حُكم (مير نصير خان الأول) في سنة 1758، إمتدت حدود مملكة (كلات) البلوشية من (ديرا غازي خان) في الشرق إلى (بندر عباس) في الغرب.
في شهر نوفمبر/ تشرين الثاني من سنة 1839، قامت بريطانيا بِغزو مملكة (كلات) و قامت بِقتل خان المملكة و أتباعه. بعد ذلك بدأ النفوذ البريطاني يزداد في المنطقة تدريجياً. في سنة 1869، توسط المعتمد السياسي البريطاني (روبرت سانديمان) لإنهاء النزاع بين (خان كلات) وساردارس (بلوشستان) وإنشاء منطقة نفوذ بريطانية في المنطقة. حينذاك أصبحت مناطق (موري وبوجتي وخيتران وشاغي) القبلية تحت الإدارة المباشرة لِوكيل بريطاني وثم أصبحت هذه المناطق تحت إدارة الرئيس المفوض لِمقاطعة بلوشستان. بقيت مناطق (ساراوان وجهالاوان وكاكشي وماكرن) ضمن خانات كلات وتحت إشراف معتمد كلات السياسي (تاج محمد بريسيك: القومية البلوشية: أصولها وتطورها. ترجمة: أحمد يعقوب، الناشر: الإنتشار العربي، الطبعة الأولى، بيروت، 2013، 477 صفحة). في سنة 1839، تم إحتلال بلوشستان من قِبل الجيش البريطاني بعدما إستطاع هذا الجيش أن يهزم جيش بلوشستان. في سنة 1871، قامت القوات البريطانية بِتقسيم بلوشستان الى بلوشستان شرقية وغربية. في سنة 1893 ميلادية قامت بريطانيا بإقتطاع الجزء الشمالي لِبلوشستان وضمّها الى أفغانستان التي كانت مستقلة منذ عام 1747. قامت إيران في سنة 1928 بإحتلال إقليمَي (مكران) و(سيستان) البلوشيتَين وضمّهما إليها.
بعد الحرب العالمية الثانية، بعد الانسحاب البريطاني من الهند، أعلن الجزء الشرقي من بلوشستان إستقلاله وتأسيس دولة مستقلة وذلك في 11 اغسطس/آب سنة 1947. ضمت هذه الدولة مناطق كلات وخاران ومكران ولسبيله. أصبح (أحمد يار خان) خاناً لهذه الدولة الفتية، حيث جرت إنتخابات نيابية وفاز القوميون البلوش في هذه الإنتخابات وقاموا بِتشكيل الحكومة. عاشت هذه الدولة البلوشية أقل من ثمانية أشهر، حيث قامت پاكستان بعد إنفصالها عن الهند، بِإحتلال الأراضي البلوشية في 27 مارس/آذار سنة 1948 وضمّتها إليها وبموافقة الخان البلوشي، مير أحمد يار خان، حيث أنّه إضطر لِقبول ذلك بِسبب الإصرار البريطاني والپاكستاني على ضم بلوشستان، حيث أن البلوش لم يكونوا قادرين على مواجهة الجيش الپاكستاني وأن تشتت القبائل البلوشية وعدم توحّدها كان سبباً آخراً لإستسلام الخان البلوشي.
النضال البلوشي
في القرن العشرين، أخذ الطلاب البلوش من الطبقة الوسطى يفكرون بتحرير بلوشستان بِقيادة (يوسف علي مغسي) الذي يُعتبر الرائد الأول للحركة القومية البلوشية في مطلع القرن العشرين، حيث أنه، مع مجموعة من أصدقائه، أنشأ في سنة 1931 حركة وطنية بإسم (أنجومان إتحاد بلوشستان) أي (مجلس إتحاد بلوشستان) وهي كانت منظمة سياسية سرية ترفع شعار تحرير بلوشستان. إستطاعت هذه الحركة أن تضمّ منطقة (أزام جان) إلى (خان كلات). وطمحت أن تقوم بإنشاء حكومة دستورية. إتفق الخان الجديد مع الساردارس وأصبح يُعادي حركة أنجومان. كان خلَفه (مير أحمد يار خان) متعاطفاً مع الحركة، إلا أنه كان يعارض الإخلال بِعلاقاته مع بريطانيا. تحولت الحركة إلى (حزب ولاية كلات الوطني) وإستمرت في الكفاح من أجل الإستقلال عن بريطانيا. في سنة 1939، أعلنت الخانات بأن الحزب المذكورغير قانوني وتمّ نفي قادته. هذا الإجراء مهّد الطريق أمام تأسيس أحزاب سياسية جديدة مثل )رابطة بلوشستان الإسلامية) التي تحالفت معها الرابطة الإسلامية في شهر يونيو/حزيران 1939 و (أنجومان الوطن) الذي تحالف مع المؤتمر الوطني الهندي في نفس العام (مصدر 7).
عانت پاكستان في العقد الخمسين والستين من القرن العشرين من إضطرابات سياسية والتي أثّرت سلباً على الهياكل القبلية في بلوشستان بسبب توطين البدو وإرتفاع عدد سكان المناطق الحضرية وإصلاح الأراضي التي قامت بها الحكومة الپاكستانية. كما أنّ المشهد الثقافي البلوشي إنتعش لِحدٍ ما في هذه الفترة، حيث ظهرت الصحافة البلوشية وصدرت صحف ومجلات وكتب بلوشية.
في خمسينيات القرن العشرين، تمّ تأسيس حزب (استمان گل Astman Gel) أي (حزب الشعب)، الذي رفع شعار تحقيق الحكم الذاتي للبلوش في پاكستان، إلا أن سيطرة الجيش الپاكستاني على الحُكم من سنة 1958الى سنة 1969 حالت دون التوصل إلى حل ديمقراطي لمسألة بلوشستان. بدأ النضال البلوشي يأخذ اتجاه السعي نحو مزيد من الحكم الذاتي في پاكستان والمطالبة بالإصلاحات الإجتماعية والإقتصادية. في سنة 1970 أُنهي النظام المركزي في پاكستان وأُعلنت بلوشستان إقليمًا منفصلاً، إلا أنه تمّ ضم عدد كبير من البشتون إلى الإقليم، وضُمّ أيضاً عدد كبير من البلوش إلى إقليمَي السند والبنجاب. أُجريت انتخابات برلمانية في إقليم بلوشستان وهيمن القوميون البلوش على غالبية البرلمان الإقليمي لبلوشستان، وشكّلوا أول حكومة تمثلهم في تاريخ پاكستان سنة 1972.
بعد إنفصال بنغلادش عن پاكستان، إندلعت ثورة عارمة للبلوش في پاكستان وإستمرت لمدة أربع سنوات (1973– 1977 م). أدت هذه الثورة إلى خلق فجوة واسعة من عدم الثقة بين الشعب البلوشي والحكومة الپاكستانية.
في إيران، قام (رضا شاه) ثم إبنه (محمد رضا) الذي خلّف أباه في الحُكم، بِإتباع سياسة عنصرية قمعية ضد الشعب البلوشي وحاولا القضاء على جميع مظاهر الشعور القومي البلوشي. هذه السياسة أضعفت الحركة القومية البلوشية، حيث فرضت الحكومة الإيرانية اللغة والثقافة الفارسية على السكان البلوش في الجزء المحتل من بلوشستان من قِبل إيران وحاولت إلغاء الهوية والثقافة البلوشية، حيث تمّ حظر اللغة والثقافة والأسماء والموسيقى البلوشية، إلا أن البلوش تصدوا للمحاولات الإيرانية هذه وقاوموها بكل الوسائل.
بعد سقوط نظام الشاه في سنة 1979، بدأ البلوش يُعبّرون عن هويتهم القومية والوطنية ويطالبون الحكومة الإيرانية الجديدة بالإعتراف بهم كشعب له هويته ولغته الخاصة، إلا أن حكومة ملالي إيران، بدلاً من الإستجابة لِمطالب البلوش القومية، قامت بِمنع الأحزاب السياسية البلوشية، وبدأ البلوش يتعرضون لِإضطهادٍ وتمييزٍ مزدوج، قائماً على التمييز القومي والطائفي، حيث أن نظام الحُكم الإيراني هو نظام فارسي شيعي، بينما البلوش، بالإضافة الى إنتمائهم القومي البلوشي، هم يعتنقون المذهب السُنّي. في هذه الفترة، برزت نُخب بلوشية مثقفة وأخذت تدريجياً تُزيح النخب التقليدية في المجتمع البلوشي وتحل محلها نتيجة تلقّيهم مستواً جيداً من التعليم ونتيجة التحولات الإقتصادية والإجتماعية التي حصلت في بلوشستان. كما إزدادت مساهمة المرأة البلوشية في الحياة العامة (تاج محمد بريسيك: القومية البلوشية: أصولها وتطورها. ترجمة: أحمد يعقوب، الناشر: الإنتشار العربي، الطبعة الأولى، بيروت، 2013، 477 صفحة).
هكذا ناضل الشعب البلوشي ضد المستعمرين الإستيطانيين وخاض سلسلة من الثورات المسلحة ضد إيران و پاكستان، كان أشدها ضراوة الثورة التي إمتدت من سنة 1973 الى سنة 1977. سيستمر الشعب البلوشي في كفاحه الى أن يحقق تحرره وإستقلال بلاده المُغتصَبة ليحافظ على هويته ولغته وثقافته وتراثه وتأريخه وتحقيق التقدم والتطور والرفاهية لنفسه والمساهمة في إستقرار منطقة الشرق الأوسط وجنوب غرب آسيا والمشاركة في بناء الحضارة البشرية.
المصادر
1. Slimbach, Richard, A. Ethnic Binds and Pedagogies of Resistance: Baloch Nationalism and Education Innovation in Karachi. New York : Oxford University Press, 1996. xxviii, 331 pages.
2. Technical Assistance Islamic Republic of Pakistan: Balochistan Economic Report. (PDF). Adb.org.
3. President, PM must talk to Baloch leadership: Nawab Talpur. Pakistan Observer 19 May 2012.
4. Sreemoy Talukdar (20 August 2016). Balochistan: Pakistan s darcest underbelly and -dir-tiest open secret lies exposed. Firstpost.
5. Aryan, Hossein. Iran Offers Short-Term Solutions To Long-Term Problems Of Baluch Minority – Radio Free Europe / Radio Liberty 2010. Radio Free Europe/Radio Liberty 25 November, 2010.
6. Al Jazeera (10 October 2010). Iranian group makes kidnap claim – Middle East.
7. Siddiqi, Farhan Hanif (2012). The Politics of Ethnicity in Pakistan: The Baloch, Sindhi and Mohajir Ethnic Movements، Routledge, ISBN0-415-68614-3 978, pp. 53–55.
[1]