الإيزديون والشعب الكوردي
#مهدي كاكه يي#
الحوار المتمدن-العدد: 5545 - 2017 -06-08 - 20:42
المحور: القضية الكردية
نظراً لأهمية تعقيب الأستاذ Fahmi Mithray على مقالي المعنون (الديانة الإيزدية وغيرها من الديانات الكوردية الأخرى هي من إبتكارات الشعب الكوردي) ونظراً للنقاش الجاري حالياً حول الإنتماء القومي للإيزديين وعلاقتهم بالشعب الكوردي، أنشر تعقيب الأستاذ المذكور مع ردّي عليه، لتطّلع عليهما القارئات العزيزات والقراء الأعزاء.
التعقيب
يذهب د.مهدي كاكه يى الى اعماق الديانة الايزيدية ولكنه لم يذكر بان معابد ايزيدا وايساكيلا السومرية وقبل اكثر من 4000 سنة قبل الميلاد لازالت مراسيمها تقام في معبد لالش ونفس رجال الكالو، القوالين يقومون بها مثلما كان السومريون يقومون بها والتوجه نحو الشمس، اوتو السومرية للصلاة لازالت قبلة الايزيدين في العبادة ونصب البريات وتجديدها والتبرك بها من عهد السومريين لازالت تقام في معبد لالش وكذلك ذبح الثور عند معبد الشمس في لالش كمراسيم القباغ المعروفة لدى المتابعين التي هي تكريم للاله ميثرا اله الشمس المقدس لدئ الايزيدين ومع اعتزازنا بالقومية الكوردية التي كانت على دين الهوريين والميتانيين وبقية اسلاف الكورد هذه كلها قبل ظهور القوميات والاديان السماوية والارضية اذا جاز التعبير وانا بقناعتي الايزيدية قبل القومية كما ظهر في لوحة لافاري نابو المكتوبة بالسومرية .ئي ..زى.. دى .ومعناها اصحاب الديانة القديمة والنظيفة واصحاب الطريق الصحيح
الرد
الديانة المثرائية هي إمتداد للمعتقدات السومرية ولذلك نجد على سبيل المثال في الديانتَين الإيزدية واليارسانية بأن أسطورة خلق الكون مشابهة للأسطورة السومرية. كما أن الطقوس الموجودة عند الإيزديين، موجودة أيضاً عند اليارسانيين والعلويين لأن لهذه الأديان جذور مشتركة. بحثتُ في عدة قواميس سومرية – إنگليزية عن معنى الكلمات (ئي ..زى.. دى) ولم أجدها تعني (اصحاب الديانة القديمة والنظيفة واصحاب الطريق الصحيح). أرجو ذكر المصدر الذي إعتمدت عليه في ترجمة هذه الكلمات السومرية الثلاث.
يجب التفريق بين القومية والدين. القومية موجودة منذ ظهور التجمعات البشرية على كوكب الأرض. القومية تعني مجموعة من الناس تشترك في اللسان والجغرافية والتاريخ والثقافة والمصير والمصالح. إذن القومية قديمة قِدم ظهور التجمعات السكانية على كوكب الأرض، بينما الدين هو عبارة عن معتقدات هذه التجمعات البشرية، أي بكلام آخر أن القوميات تخلق الأديان وبدون وجود الإنسان لا تكون هناك أديان. بالطبع بعد إنتشار دين ما بين قومية أو شعب ما، قد تعتنقه قوميات أخرى أو شعوب أخرى، وخاصة تلك التي تجاور جغرافية أصحاب تلك الديانة أو التي لها إتصال أو إختلاط بها.
خالقة الديانة الإيزدية هو القومية الكوردية والشعب الكوردي، حيث أن الإيزديين يتكلمون اللغة الكوردية وكتبهم الدينية باللغة الكوردية ويعيشون على أرض كوردستان وهذا يعني أن الإيزيديين ينتمون الى القومية الكوردية والى الشعب الكوردي. نحن هنا نتكلم عن التاريخ، أما الإيزيدي الذي لا يشعر بالإنتماء الى الشعب الكوردي، فهو ليس كوردياً، بل ينتمي بايولوجياً الى الشعب الكوردي، إلا أنه يفتقد الشعور القومي الكوردي والوطني الكوردستاني ولذلك فهو منسلخ عن القومية الكوردية والشعب الكوردي.
كل إنسان حرٌّ في مشاعره التي تحدد إنتماءاته القومية والوطنية والدينية والمذهبية واللادينية وحتى إنتمائه الجنسي، إلا أننا لا يحق لنا التعميم. كل شخص إيزيدي كفرد، فهو حرٌّ في إختيار إنتمائه القومي وعلى سبيل المثال أنا لي الحق في إختيار إنتمائي القومي الذي يعتمد على مشاعري وإحساسي تجاه قومية ما، إلا أنه لا يحق لي أن أحدد الإنتماء القومي لإنسان آخر أو مجموعة من السكان، بل أنا مسئول عن نفسي فقط وهكذا بالنسبة للإيزيديين، فكل منهم حرٌّ في مشاعره تجاه القومية الكوردية لأنّه لا يمكن شحن البشر بمشاعر معينة أو إجبارهم على الإنتماء لقومية معينة وعليه فأنه لا يحق لأي شخص أن يتحدث بإسم الإيزديين ويختار الإنتماء القومي لهم. الإيزدي الذي يشعر بأنه كوردي، فهو كوردي والإيزدي الذي لا يشعر بأنه كوردي، فهو لا ينتمي الى الشعب الكوردي، وهو منسلخ عنه وعليه أن يترك الخيمة الكوردية ويقطع صلته بالشعب الكوردي.
هنا أذكر حادثتَين تُشيران الى قِدم الشعور القومي عند الميديين قبل حوالي 2600 سنة والأخمينيين الفرس الذين أسقطوا الإمبراطورية الميدية وأسسوا على أنقاضها المملكة الأخمينية:
قال الملك الميدي (أستياگ)، آخر ملوك الميديين في مخاطبته لقائد جيشه، هارپاك، الذي خانه وتحالف مع الملك الأخميني (كورش) وأسقطا المملكة الميدية معاً ما يلي: (إذاً فأنت لستَ الأشدَّ لؤمًا بين البشر فقط، بل أكثرَ الرجال غباءً، وإذا كان ﮪذا من تدبيرك حقًا، كان الأجدرُ بك أن تكون أنت الملك، ولكنك أعطيتَ السلطانَ لغيرك، واللؤمُ فيك جليّ، لأنك بسبب ذلك العَشاء حملتَ الميديين إلى العبودية، وإذا كان لا بدّ لك من أن تُسلّم العرشَ لآخر غيرك، لَكان الأجدرُ بك أن تقدّم هذه الجائزة لِرجُل ميدي، بدلاً من فارسي، لكنّ الحال القائمة الآن هي أن الميديين الأبرياء من كل جُنحة، أصبحوا عبيدًا بعدما كانوا أسياداً، وأصبح الفرسُ سادةً عليهم، بعد ما كانوا عبيداً عندهم) (أرنولد توينبي. مختصر لدراسة التاريخ. الجزء الثاني، صفحة 187).
في حديثه للقادة الفرس وهو على فراش الموت، يقول الملك الأخميني الفارسي (قمبيز) لهم قائلاً: لزامٌ عليّ أن أبيّن لكم وأنا أَلفِظ أنفاسي الأخيرة، ما أرغب إليكم القيام به، فبإسم الآلهة التي تحرس أسرتنا الملكية أأمركم، وخاصةً الحاضرين منكم من الأخمينيين، ألاّ تَدَعوا الميديين يستردّون السلطة، فإذا حصلوا عليها عن طريق الغدر والخيانة، فاستردّوها بالسلاح نفسه، أما إذا استردّوها بالقوة فكونوا رجالاً، واستردّوها بالقوة. إذا قمتم بما آمركم به، فإني أدعو لكم بأن تغمركم الأرض بخيراتها، وأن تُرزَقوا بالأطفال، وتتكاثر قطعانكم، وأن تكونوا أحراراً مدى الدهر، أما إذا فشلتم في إسترداد السيادة، أو لم تقوموا بأيّة محاولة لإستردادها، فلتنزلْ لعنتي عليكم، وليكن مصيركم عكس ما أدعو لكم به الآن، وعِلاوة على ذلك فلتكن نهاية كل فارسي بائسة مثل نهايتي. (هيرودوت: تاريخ هيرودوت، ص 249). Young, 1988, p. 55).
Young, t. Cuyler, JR 1988. The Cambridge Ancient History: Persia, Greece and the Western Mediterancean c. 525 to 479 B.C. Volume 4 of The Cambridge Ancient History, Cambridge University Press, Darius and the re-establishment of Achaemenid Power, Cambridge University Press, Cambridge,. 55 p.
[1]