أمريكا .. تركيا .. والكرد 3
#شكري شيخاني#
الحوار المتمدن-العدد: 7705 - #2023-08-16# - 11:02
المحور: القضية الكردية
.
.في هذ الحلقة , سوف اتناول أهمية موقع ووجود الجمهورية التركية , بالنسبة للناتو, وللولايات المتحدة وبشكل خاص. وتسلسل العلاقات عبر الحكومات التركية والامريكية المتعاقبة منذ سنوات طويلة..ولا بد بالتذكير بالمقدمة القصيرة للحلقتين الاولى والثانية
إما أن الولايات المتحدة تراوغ في سياساتها الشرق أوسطية ومن خلال تعاملها بالملفات الايرانية والتركية والسورية والداعشية.. وإما أننا نحن مصنفون بخانة المهابيل والمساطيل لأننا نصدق مثل هذه السياسات.. وهذا ما يدعوني للقوفل بأن .سياسة التأرجحات التي تعتمدها الولايات المتحدة في مختلف الملفات العالقة يؤدي الى سوء الفهم وعدم الارتياح اقليميا ودوليا.. مما ينتج عن ذلك قلق وتوتر وصراعات خفية .ماذا عن أهمية تركيا؟
أهمية تركيا بالنسبة لأمريكا في الشرق الأوسط
تركيا حجر الزاوية في السياسة الأميركية بالشرق الأوسط.رئيس الأركان الأمريكي جوسف دنفورد يبحث مع نظيره التركي يشار گولر «إرساء الأمن والاستقرار في منطقة منبج، شمال سوريا، إلى جانب العلاقات العسكرية بين البلدين»، 30-09-2018.تمثل تركيا أحد المفاتيح المهمة لفهم السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط، وذلك ليس فقط بسبب البعد الجيوإستراتيجي لتركيا والذي أعطاها ميزة تنافسية عالية، وإنما أيضا بسبب قدرة تركيا الفائقة علي تقديم نفسها للغرب والولايات المتحدة باعتبارها الشريك الأمثل الذي يمكن الاعتماد عليه في منطقة بالغة الأهمية والحساسية بالنسبة للغرب عامة والولايات المتحدة خاصة.لذا فقد دخلت أنقرة في شراكة إستراتيجية طويلة المدى مع الغرب والولايات المتحدة بشكل جعلها بمثابة حجر زاوية في أي سياسة أمريكية تجاه الشرق الأوسط.
أ وينعكس ذلك على أسس التعامل التركي مع ملفات الشرق الأوسطالسفير الأمريكي روبرت پيرسون (يمين) يلتقي رئيس الأركان العامة التركية الجنرال حلمي أوزكوك (يسار) في أنقرة في يوم الإثنين 7 يوليو 2003. لقاؤهما كان يُتوقع أن يُركِّز على اطلاق سراح جنود أتراك في السليمانية، بشمال العراق، اعتقلتهم القوات الأمريكية قبل يومين. پيرسون غادر منصبه في 7 يوليو بعد العمل ثلاث سنوات سفيراً للولايات المتحدة في العاصمة التركية.
وفيما يخص سياساتها الشرق أوسطية يمكن القول بأن تركيا انطلقت من عدة أسس أهمها ما يلي:
محاولة التصالح مع الإرث الإسلامي والعثماني في الداخل والخارج، دون أن يعني ذلك محاولة أسلمة الداخل التركي أو الدخول في تحالفات أممية على المستوى الخارجي، وإنما محاولة تصحيح الصورة العربية عن تركيا كقوة غربية مقطوعة الصلة بمحيطها الجغرافي والإستراتيجي.
محاولة إيجاد مسافة واضحة مع التوجهات والسياسات الغربية في المنطقة، والاعتماد على الذات في تحسين العلاقة مع دول الشرق الأوسط بعيداً عن العباءة الغربية.
الدخول بقوة على خط الصراعات في المنطقة، ليس من أجل تفجيرها وإنما لمحاولة تهدئتها والقيام بدور الوسيط المبرّد للخلافات في الشرق الأوسط.
تجنب الدخول في لعبة الاصطفافات والمحاور الإقليمية مع الانفتاح على كافة اللاعبين بما يعظّم الصورة التركية كوسيط محايد.
تجنب الانزلاق لمعارك دينية أو مذهبية في المنطقة. ....يتبع ..[1]