سيعيد التاريخ نفسه في سوريا
#شكري شيخاني#
الحوار المتمدن-العدد: 7551 - #2023-03-15# - 21:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
1989..اتمنى أن تحفظوا هذا التاريخ جيدا..لأنه من الواضح أنه سيعيد التاريخ نفسه او بعضا من أحداثه المهمة يوما ما هنا على الارض السورية.. مهما تأخر الزمن .ولندخل بتفاصيل الاحداث التي جرت في العام 1989.. محليا الجيش العربي السوري يقصف بالصواريخ والمدافع الثقيلة القوات الموالية لميشيل عون في بيروت وكانت الضحايا بالعشرات من الطرفين.. في نفس العام قام الرفيق البعثي الطيار بسام العدل بالهروب بأحدث طائرة سوفيتية وهي ميغ 23 وسلمها هدية لاسرائيل.. وفي ذات العام حطت اول طائرة مصرية في مطار دمشق بعد انقطاع دام عشر سنوات إثر زيارة المرحوم السادات الى إسرئيل..وبصراحة ...كان موقفنا السياسي خطأ ولازلنا ندفع الثمن الى الان.. ومن الاحداث العالمية والتي هزت اوروبا ودقت أخر مسمار في نعش الاتحاد السوفييتي والتي تبلورت في أحداث رومانيا وهي الابنة المدللة لدى الاتحاد السوفييتي سابقا.. ولم أعرف الى الان كيف فرط الاتحاد السوفييتي بابنته الدلوعة رومانيا وبالدكتاتور الطاغي تشاوشيسكو... ولأن حكامنا لا يقرأون التاريخ جيدا, وإن قرأوه لا يفهموه, وإن ..أقول وإن فهموه فهم لا يتعظون و لا يتخذون من دروس التاريخ عبرة لهم ولدولهم ولشعوبهم.....تشاوشيسكو..اسم دكتاتور طاغي وفاشي ومستبد بكل ما للكلمة من معنى واذا استعرضنا سيرته الذاتية فالوقائع تؤكد صحة كلماتي. كان الأمين العام للحزب الشيوعي الروماني في الفترة من 1965 إلى 1989، وكان هو الزعيم الشيوعي الثاني والأخير في البلاد. وكان أيضا رئيس جمهورية رومانيا الاشتراكية من عام 1967 حتى محاكمته وإعدامه في 25-12-1989...تصوروا نظام اشتراكي وعلى اساس انه ديمقراطي وبقي 24 سنة امين عام للحزب الشيوعي و22 عام رئيسا للبلاد وكأن القالب الذي صنعه انكسر ولم يبقى احد في كل رومانيا كي يحكم خلفا له ؟؟؟ وكان تعداد سكانها 23 مليون... كان صديقا حميما لسوريا كسلطة ...ثم بعد ذلك ....وبعد فترة وجيزة من سياسة الحكم المعتدلة نسبيا، أصبح تشاوتشيسكو أكثر وحشية وقمعية. وتذكر عنه بعض السجلات أن حكمه كان الأقسى بين الحكومات الستالينية في الكتلة السوفيتية. ووضع ضوابط على حرية الكلام ووسائل الإعلام والتي كانت صارمة جدا حتى بمعايير الاتحاد السوفييتي، ولم يبد أي تسامح مع المعارضة الداخلية. وكانت الشرطة السرية، واسمها سيكوريتات، إحدى أعنف وأقسى قوات الشرطة السرية في العالم. وفي عام 1982، أمر تشاوتشيسكو بتصدير الكثير من الإنتاج الزراعي والصناعي للبلاد، وذلك بهدف دفع الدين الخارجي الكبير. وأدى النقص الشديد الناتج في الغذاء والوقود والطاقة والأدوية وغيرها من الضروريات الأساسية إلى انخفاض مستويات المعيشة بشكل حاد وتفاقم الاضطرابات. وتميز حكم تشاوتشيسكو أيضا بتمجيده لصورته الشخصية، والنزعة القومية، وكما تدهورت علاقات رومانيا الخارجية حتى مع الاتحاد السوفيتي، وانتشرت المحسوبية في البلاد.
تظاهر المحتجون المناهضون للحكومة في تيميشوارا في ديسمبر 1989، واعتبر تشاوتشيسكو أن هذه المظاهرات تشكل تهديدا سياسيا وأمر القوات العسكرية بفتح النار على المتظاهرين في 17 ديسمبر، مما تسبب في وقوع العديد من القتلى والجرحى. وعندما اكتشف الشعب أن تشاوتشيسكو كان مسؤولا عن إطلاق النار انتشرت أعمال الشغب والاضطرابات المدنية في جميع أنحاء البلاد. وصلت المظاهرات إلى بوخارست، وأصبحت تعرف بالثورة الرومانية، وكانت الاضطرابات العنيفة الوحيدة ضد الحكومات الشيوعية في ثورات 1989. فر تشاوتشيسكو مع زوجته إلينا من العاصمة في طائرة هليكوبتر إلا أن القوات المسلحة ألقت القبض عليهما لاحقا. عقدت محكمة عسكرية خاصة وسريعة في 25 ديسمبر .وتمت إدانة
تشاوشيسكو وزوجته بتهمة1 - الإبادة الجماعية 2 - تخريب الاقتصاد الروماني 3 - تبديد أموال الخزينة العامة على بناء القصور والتحف.4 - جعل من رومانيا والتي تبلغ مساحتها 238392 كيلومتر مربع مزرعة خاصة له ولعائلته وجعل من سكان رومانيا والبلغ 23 مليون نسمة عبيد وعمال و فلاحين وعساكر يعملون بالسخرة في مزرعته الخاصة .. وطبعا هكذا دكتاتور وهكذا طاغية وهكذا فاشي مستبد ستكون نهايته بشعة للغاية ..حيث تمت محاكمته
شكليا استمرت لساعة واحدة تقريبا. تم إعدام تشاوتشيسكو وزوجته على الفور رميا بالرصاص. ومن ثم تم سحلهما أمام الكاميرات والسكان والعالم أجمع بشوارع بخارست العاصمة ..لم يأخذ معه القصور التي بناها من اموال الشعب.. ولم يأخذ معه المليارات من الدولارات .. ولم تأخذ زوجته المصونة علب المجوهرات..والالماس... فقط أخذوا لعنة الشعب الروماني واخذوا الحقد والكراهية وانتهت سيرتهم نهاية غير متوقعة ونسوا انه :
إذا الشّعْبُ يَوْمَاً أرَادَ الْحَيَاةَ فَلا بُدَّ أنْ يَسْتَجِيبَ القَدَر.
.هُوَ الكَوْنُ حَيٌّ ، يُحِبُّ الحَيَاةَ وَيَحْتَقِرُ الْمَيْتَ مَهْمَا كَبُر..
..وَأَعْلَنَ في الْكَوْنِ أَنَّ الطُّمُوحَ لَهِيبُ الْحَيَاةِ وَرُوحُ الظَّفَر
إِذَا طَمَحَتْ لِلْحَيَاةِ النُّفُوسُ فَلا بُدَّ أَنْ يَسْتَجِيبَ الْقَدَرْ
وَلا بُدَّ لِلَّيْلِ أنْ يَنْجَلِي وَلا بُدَّ للقَيْدِ أَنْ يَنْكَسِر.
[1]