الأزمة السورية... الى أين؟؟
#شكري شيخاني#
الحوار المتمدن-العدد: 7400 - #13-10-2023# - 02:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
باتت كثيرة جدا هي اللقاءات والمؤتمرات ..وعديدة هي الندوات والمحاضرات .. ومع كل التقدير والاحترام فان كل هذه الفعاليات تفتش وتبحث ,عن حلول للمشكلة السورية والتي طالت وطالت جدا مدتها . وهذا امر خطير بلا شك وبمختلف النواحي . واولها الناحية الاجتماعية والاقتصادية بالنسبة للمجتمع السوري الذي بات مشتتا في الرأي والفكر . والبوصلة تضيع منه . وهذه قاعدة معروفة انه كلما طالت مدة الخلاف (( اي خلاف )) فانه سينعكس سلبا بطريقة قاسية وحادة على المتخاصمين..اعود للقول بأن كل المساعي والتي كانت تهدف لحل الازمة السورية ..فكانت 10 بالمئة لايجاد حل للازمة السورية وباقي النسبة كان الهدف من اجل إطالة عمر الازمة ..محليا ومعارضة ونظام واقليميا.مما أوصلنا للسنة الثانية عشرة من عمر الازمة ونحنا لازلنا في المربع صفر من المشكلة .ومن المؤكد ان دخول روسيا وايران على خط الازمة
(( وهذا الرأي لايحبذه النظام وموالوه )) ولكن هي الحقيقة على الاقل بالاشياء الواضحة وضوح الشمس..فهاتين الدولتين عملتا ومنذ البدايات, على تأمين المصالح القومية لبلادهم ولاقتصادهم . (( السيطرة على الموانىء وبناء قواعد عسكرية على شواطىء المتوسط لمواجهة حلف الناتو ومصافي البترول ومناجم الفوسفات وتنفيذ برامج التشييع وشراء اكبر قدر ممكن من الاراضي والمزارات الدينية. وتنفيذ مخطط التشيع ليربط ايران بالعراق بسوريا ولبنان . وهاتين الدولتين ليس في نواياهم اي فائدة لسوريا وطنا وشعبا..اللهم إبقاء النظام في السلطة الى أطول مدى ممكن. والاخذ بعين الاعتبار مصلحة وأمن اسرائيل بوجود بديل يرعى تلك المصلحة.... وذات الامر ينطبق على امريكا وتركيا..ايضا هاتين الدولتين تعملان على كل ما يمكن فعله من أجل المصلحة القومية العليا لتركيا وللولايات المتحدة فاعادة أمجاد الامبراطورية العثمانية وقضم الاراضي السورية قطعة أثر قطعة والتغيير الديمغرافي
للمناطق المحتلة .. بحجج واهية وكاذبة وهي محاربة الاكراد وتنظيمهم الب ك ك اولا ,وبناء قواعد أمريكية على الحدود القريبة من روسيا والصين ..وأيضا ليس في نواياهم أي فائدة تذكر للوطن السوري ارضا وشعبا. ونقطة الخلاف بينهم وبين روسيا وايران, هي ان الولايات المتحدة وتركيا تريدان إزالة النظام ولكن بطريقة خجولة ومهذبة ولطيفة جدا ..بحجة أنه لايوجد بديلا قويا للنظام وعلى مقاس أمن ومصلحة اسرائيل ..علنا...وكما نرى أنه في الحالتين فان روسيا وأمريكا وصبيانهما تركيا وايران ,تأتي مصالحهما القومية وتأمينها ومصلحة إسرائيل بالدرجة الأولى..لذلك من الغباء والسذاجة أن نتوقع من هذه الدول مجتمعة أو منفردة أي حل او فكرة او حتى بادرة تفيد بايجاد حل للمصيبة السورية... ولا ننكر أن تنفيذ القرار الاممي 2254 أيضا هو بأيديهم .. ولو أرادوا تنفيذه لكان ذلك منذ العام 2016 .ورأينا كيف تفتق ذهن الدبلوماسية الروسية بوضع العربة أمام الحصان ..وإيهام العالم وأولهم الشعب السوري ,بأن الحل يكمن بتغيير الدستور .مخترعين استانا وسوتشي..وحلقات هذين المسلسلين وأؤكد أن عدد هذه الحلقات سيفوق عدد حلقات مسلسل كاسندرا... فالدستور ليس هو لب المشكلة إانما التغيير هو المطلب الرئيس للشعب السوري ..نعم الدستور هو أحد المطالب وليس ليس كلها وليس أهمها على الاقل في الوقت الراهن ..الانتقال السياسي السلمي اول أول درجات الوصول الى نهاية الازمة السورية..تغيير الذهنية الشوفينية المقيتة لدى المعارضة والنظام هي المطلب الاهم ..إحداث التغيير الجذري في بنية المؤسسات الامنية وجعلها في جهازين فقط المدني والعسكري هو المهم وليس الدستور ...فعندما يتم الانتقال السياسي ويجلس الفرقاء والاخوة الاعداء على طاولة واحدة ..يبحثون في الانتخابات وتغيير الدستور..فمشكلة الشعب السوري ليست فقط في الدستور.. وما فائدة ترقيع او ترميم الدستور اذا بقيت الحالة الأمنية والذهنية المخابراتية كما هي...مافائدة كل هذه الجولات المكوكية للجنة الدستور ولازال المعتقلين والمغيبين والمخفيين مصيرهم الى الان مجهول.. المقترحات الست لوفد النظام والتي وجهها الى اجتماعات اللجنة الدستورية سيتأكد اننا ندور في حلقات مفرغة تماما .هذه والتي تتنازل يوما بعد يوم عن حقوق الشعب السوري..مشكلة الشعب السوري ليست في الدستور ومواده..مشكلته عند الذين وضعوا الدستور ولم يطبقوه أو يحكموا به.... اذا والحالة هكذا ماهو الحل .. أو أين الحل
[1]