انتفاضة قامشلو 2004 كانت بذرة الثورة السورية
#شكري شيخاني#
الحوار المتمدن-العدد: 7187 - #2022-03-11# - 18:57
المحور: القضية الكردية
الحادي عشر من أذار... وماأدراك ماذا يعني هذا التاريخ..انه تاريخ سقوط البعث بكل مناهجه ومنطلقاته ومؤتمراته القومية والقطرية..الحادي عشر من أذار 2011, سقوط وتلاشي حالة الخوف والقلق والرعب المزمن , الذي زرعته قوى الامن بمختلف انواعها ومسمياتها..11 اذار يعني فيما يعنيه ان الشعب السوري قد بق البحصة ,والتي كانت عالقة في حنجرته على مدى سبعون عاما ..سبعون عاما وهو مكسور الخاطر والوجدان...70 عاما وصور الخوف والترقب والهلع من زوار الفجر, كانت تقض مضاجع السوريين على اختلاف مذاهبهم وقومياتهم , فعنصر ..الامن ومذكرة الاحضار التي كانت بحوزته لم تفرق بين العلوي والسني والدرزي ولم تفرق بين الكوري السوري والعربي السوري .. مذكرة الجلب والاحضار لأي فرع من فروع المخابرات لم تكن تفرق بين المسيحي والمسلم ... نعم هكذا عاش وتعايش المواطن السوري أبا عن جد هذه الحالة المملوءة بالتوتر والعصبية والتخوين والتشكيك وصار السوري مخبرا ومرشدا على اخيه السوري..وكثرت وتعاظمت التقارير الكيدية حتى بات الاب يخاف من ابنه والام تخاف من زوحها.. وهذه كلها من مخلفات ونتائج الحكم المتفرد والنظام الشمولي ذو الفكر والرأي الواحد.. وانسحقت الديمقراطية وتم دفنها مع اواخر 1970 وتم إعلان وفاة الحرية والديمقراطية معا عندما (( دحشوا.. نعم بهذا المعنى )) المادة الثامنة في الدستور, والتي جعلت من حزب البعث الرب الاعلى, قائدا للدولة والمجتمع. حيث تم إحضار بعض السياسيين التافهين والذين لاحول لهم ولاقوة ليتم تشكيل الجبهة الوطنية التقدمية.. والبعث هو النظام والامن هو النظام والاتحادات والنقابات هي النظام ..اي بمعنى اخر ان النظام كان يمثل الجميع ..فليس وليس من الضروري وليس من حقك كمواطن, ان تفكر, او تقول رأيك, او حتى تنتقد .. فالنظام هو وكيلك وهو خصمك وهو حاكمك بكل شىء وما عليك الا ان تصفق وتصفق الى مالانهاية ولكن المواطن السوري من السهل للبحر ومن الشمال للجنوب .والذي لم يكن, او لم يتعود على الخنوع والسكوت.كان يتحرك وفق الامكانيات المتاحة وكان يقول جهرا حينا وسرا أحيانا اخرى.. .. وتحرك مقابله الامن محاولا إخماد صوته فكانت الاعتقالات بسبب وبدون سبب وحتى على اتفه الاشياء.. وكأن بالحكام الظلام لا يتعظون ,ممن سبقهم من الحكام والرؤساء والملوك الطفاة والمتجبرين.. ولم يتعظوا ايضا من طرق موتهم وسحلهم بالشوارع.. وتكسير أصنامهم.. نعم لم يتعظوا من القول الشهير ((لو دامت لغيرك لما وصلت)) اليك.. حتى جاء #12-03-2004# حين تفجرت اول مواجهة حقيقة بين النظام والشعب في مدينة القامشلي الثائرة..وذلك قبل احداث ليبيا ومصر واليمن وتونس وسوريا..حيث أعطى الكورد في مدينة القامشلي درسا للنظام ومخابراته المدسوسة في كل شارع وحارة وزاوية حتى خرم الابرة لم ينساه ولن ينساه ...درسا تم فيه تعرية النظام على حقيقته.. وكشف ارهابه واجرامه وتغوله امام العالم ..ولكن لم تكن الامور بد ناضجة عند باقي السوريين لكي تكتمل الانتفاضة في كل ارجاء سورية .. وبقيت مدينة القامشلي وحدها يتيمة .ومع ذلك أثبت اهل القامشلي باكثريتهم من القومية الكردية بسالتهم وصمودهم.. ومع وجود أشرس وأقذر رئيس فرع مخابرات كان موجودا وقتها والذي كان الحاكم الفعلي لمناطق شال وشرق سوريا وهو محمد منصورة وماأدراك ما محمد منصورة .. ولأهمية الموضوع نتابع.
[1]